-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 19 - 2 الجمعة 20/12/2024

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل التاسع عشر

2

تم النشر يوم الجمعة

20/12/2024

استيقظت على صوت رنين جرس الباب واستمعت لصوت والدتها التي فتحت تهتف متعجبة:

-ورد! في حاجه يا بنتي؟


أومأت وهي تدلف للداخل تبحث بعينيها عنه:

-هو يوسف فين يا خالتي؟


أجابتها تهز كتفيها بجهل:

-والله ما عارفه عنه حاجه من ساعة ما جاب اختها امبارح من القسم.


جلست ورد على الأريكة الموجودة بالصالة الصغيرة وهتفت متسائلة:

-طيب ملك فين هي كمان؟


خرجت المعنية تناظرها بخمول:

-انا أهو يا ورد، في أخبار؟


أومأت تخبرها آخر التطورات:

-أمي في القسم من الصبح هي والاتنين التانيين وجواز اخواتي كمان.


ارتمت بجوارها بإجهاد واضح والأخرى تكمل:

-هيتعرض على النيابة وأمي بتقولي إن المحامي قالها أكيد هيتحبس 4 ايام على ذمة التحقيق عشان كده كلمتني أجيب له هدوم، فكنت عايزه يوسف يوصلني.


لم تعقب عليها فتفاجئت بها تسألها بعد أن رأت حزنها واسمرار ما تحت عينيها:

-انتي زعلانه كده على بابا يا ملك؟ ده انا قولت هتفرحي عشان هتخلصي منه.


رمقتها بضيق وهتفت بغل:

-يمكن من كتر ما بقيتي طروبش وبتحدفي طوب مش كلام مبقتيش تاخدي بالك انك بقيتي قليلة الأدب كمان.


وقفت فورا بحدة وورد تناظرها بذهول فمتي سبتها أو تشاجرت معها من الأساس:

-هفرح في جوزي إنه اتسجن؟ حتى لو ظروف جوازنا زي ما الكل عارفها بس في الآخر ابوكي صفته مش بس أنه جوزي، ده ابو صاحبتي اللي المفروض انها أعز صاحبه ليا، وجارنا يعني بينا عشره وعيش وملح، وده كله كوم وانه هو اللي مربيتي وصرف عليا لحد انهاردة ده كوم تاني لوحدة.


تعجبت والدتها ولمعت عينيها من حديث ابنتها فصرخت معترضة:

-محدش صرف عليكي يا ملك، اخوكي اشتغل واتبهدل من هو لسه عيل عشان يصرف عليكي، رشوان كان بيدفع تمن دم ابوكي وبس بما انك عرفتي الحقيقة بقى فاعرفي إن اي فلوس دفعهلنا كانت دية ابوكي.


صرخت رافضة حديث والدتها:

-قبلتي دية ابويا؟ قبلتي تاخدي فلوس تمن دمه يا ماما!


أومأت توضح:

-ايوه قبلت، الديه دي موجوده في الشرع وانا معملتش حاجه تخالف شرع ربنا، بالعكس ده انا بدل ما اخدهم مرة واحده قبلت وسكت إنه يدفعهم على مدار سنين ويظهر قدام الناس إن خيره علينا، ده طبعا عشان محدش يعرف أصلا إن ابوكي مات والكل فاكره هج وسابنا زي ما كنتي فاكره.


صمتت تتنفس بحدة وملك تعترض عليها:

-حتى لو كلامك صح يا ماما فبرده رشوان جوزي و...


قاطعتها ورد متنمرة:

-بطلي تمثيل بقى، انتي لو مثلتي ع الدنيا كلها مش هتعرفي تمثلي عليا عشان انا صاحبتك وحفظاكي صم وعارفه اللي جواكي.


لم تجد تعقيب أو مقاطعة لكلامها فتابعت:

-أنا قولتلك 100 مرة اني معاكي مش ضدك بس انتي بقيتي مصممة تاخديني عدوتك مش عارفه ليه؟


صرت ملك على أسنانها تعقب:

-مش واخده بالك بقيتي بتقولي ايه وبتتصرفي ازاي؟ مش واخده بالك إن حتى يوسف اللي بعتيني عشان متخسريهوش مبقاش عايزك! انتي كنتي شيفاني بموت كل يوم ومهمكيش غير يوسف، تقدري تقوليلي هو فين دلوقت وبيعمل ايه؟ عايز يتجوزك ولا خلاص عرف إنك أنانية ومبقاش عايزك.


بكت ورد من حديثها المؤلم والمليئ بالحقائق:

-الكل بان وشه الحقيقي لما بابا اتحبس، بس بكره يخرج وكله يعرف مكانته من تاني.


خرجت كالاعصار من منزل صديقتها أو لنقل صديقتها السابقة فنظرت والدة يوسف في إثرها وهتفت معترضة:

-ليه كده يا ملك بس؟ ورد صاحبتك وخطيبة اخوكي، ذنبها ايه تزعليها كده؟


ردت وهي تمسح عبراتها من على وجهها بظهر كفها:

-تزعل مني دلوقت أحسن ما هتزعل بعدين.


لم تفهم والدتها مغذى حديثها فتمتمت تسأل:

-قصدك ايه؟


ردت بحزن وبكاء خرج رغما عنها:

-مقصدش حاجه، أنا تعبانه وداخله أنام.

❈-❈-❈

خرجت مسرعة وعبراتها تشوش رؤيتها فاصطدمت به وهي على عجالة من أمرها لتعود لمنزلها فهتف محاولا صد جسدها عنه:

-بالراحه على مهلك.


اعتذرت منه فنظر لعينيها ليجدها غارقة بالعبرات فحاول ملاطفتها ليحثها على كفكفة نفسها:

-اهدي طيب، ليه العياط ده كله؟


بكت فوراً ولم تتمالك نفسها أمامه:

-معلش حقك عليا خبط فيك من غير قصد..


حاولت السير مبتعدة عنه لكنه أوقفها يناظرها بنظرات مهتمة:

-متقلقيش، باباكي إن شاء الله يخرج ويرجعلكم.


سحبت أنفاسها تحاول الابتسام له:

-أنا عرفاك، أنت قريب سهر.


أومأ يمد راحته:

-حمزة، اسمي حمزة يا أنسة ورد.


ابتسمت من بين عبراتها وصافحته:

-وأنا ورد، أنت عارفني أصلا.


غمز يطري عليها:

-وهل يخفى القمر.


خجلت فتنحنحت تستأذنه:

-عن إذنك.


حاولت المغادرة للمرة الثانية ولكنه اعترض طريقها مجددا:

-طيب أنا كنت لسه بفكر إزاي أرد لوالدك جميله عشان ساعدني في شغلي كتير ومش لاقي حاجه اقدر اقدمها غير أني أخرجك من مود الزعل ده.


رمقته بنظرة حائرة فزال حيرتها موضحا:

-عزومة صغيرة كده من بلبن.


لم تعقب وترددت بالموافقة أم الرفض:

-هأكلك البمبوظة ولا ايه رأيك؟


ضحكت فورا بعد مزحته وردت تتحاشى النظر لعينيه التي ترتكز عليها بشكل أثار خجلها:

-كده كده انا لوحدي والكل مع بابا في النيابة.


انحنى قليلا لمستوى طولها يهمس بحيرة:

-هي دي موافقة ولا رفض مش فاهم؟


ضحكت مجددا تهز رأسها:

-موافقة.


أومأ وأشار لها:

-أنا راكن عربيتي هناك.


تبعته بخجل وجلست بجواره فقاد ﻷقرب فرع من فروع ذلك المحل الشهير والتفت يسألها:

-عايزه طلب معين؟


أومأت تبتسم بحرج:

-خليه يزود صوص شيكولاته.


وافقها وترجل ليحضر طلبها وعاد ممسكا بالاطباق يمزح:

-واحد بمبوظة اكسترا شوكيلت، والله الواحد منظره زباله وهو واقف يقول واحد بمبوووظة.


بادلته الضحك وبدأت بالأكل فسألها باهتمام:

-نتيجتك هتطلع أمتى؟


أجابته دون تفكير:

-المفروض الاسبوع ده، مش عارفه اتأخرو ليه كده الواحد بطنه كركبت.


رد مبتسما بسمة ساحرة جذبت اهتمامها:

-بالنجاح إن شاء الله.


تعجبت منه فسألته:

-أنت عرفت منين أني لسه مخلصة امتحانات و..


صمتت من تركيزة بها وبشفتيها فابتلعت بتوتر وهو يمد راحته يمسح بقعة شيكولاتة لطخت جانب شفتها:

-المهتم بحد بيسأل ويعرف عنه كل حاجه.


ارتبكت وابتعدت لنهاية مقعد السيارة ورمقته بنظرة حادة من فعلته الجريئة وكلامه الأجرأ:

-على فكرة أنا مخطوبة.


هز رأسه دليلا على معرفته:

-عارف، مخطوبة ليوسف أخو ملك مرات ابوكي.


هزت رأسها مرات متعددة لا تعلم لما شعرت بكل هذا الارتباك وهو يذكر اسم خطيبها:

-ولما أنت عارف ايه بقى مهتم بيكي والكلام ده؟


اتسعت شفتيه ببسمة عريضة:

-بس أنا مقولتش اني مهتم بيكي.


تجهم وجهها وتركت ما بيدها تنظر أمامها:

-ممكن تروحني؟


ربت على كفها المسنده أمامه:

-أنا بهزر معاكي، عارف إنك مخطوبه بس ده ممنعش اهتمامي بيكي ومحدش عارف بكره فيه ايه مش كده؟ وانتو الاتنين أصلا لسه صغيرين والسن ده مشاعره متقلبه.


عقبت عليه:

-بس احنا مش صغيرين وبنحب بعض من زمان واللي أدي متجزين وفاتحين بيوت.


ضحك وداعب أرنبة أنفها:

-يمكن يوسف مش صغير مع اني مديلوش اكتر من 25 سنه، بس أنتي أكيد صغيره وصغيره أوي كمان.


توترت اكثر وتسلل إلى قلبها ولا تعرف لما حضوره طاغي بهذا الشكل:

-يوسف هيتم 24 سنه كمان كام شهر يعني مش صغير وأناااا...


قاطعها مقتربا منها كثيرا فانكمشت على نفسها بالمقعد:

-انتي 18 سنه يعني يادوب لسه بتشمي نفسك وبتخرجي من حيز الطفولة للنضج.


تشجعت لتعتدل بجسدها حتى يبتعد، ولكنه فاجئها بتسمره كما هو فاختلطت أنفاسهما وهي تعقب عليه:

-وأنت بقى عندك كام سنه بما اننا كلنا صغيرين في نظرك.


رد غامزا:

-30 سنه.


هزت رأسها بتفهم:

-أممم، فعلا احنا صغيرين جنبك، بس ليه متجوزتش ولا خطبت لحد لدوقت؟


رد وقد قرر أن يعتدل نظرا لصفه سيارته بوسط الشارع وأمام المارة:

-كنت مسافر بره ومحبتش أتجوز أجنبيه لاني صعيدي زي ما أنتي عارفه.


هزت كتفيها تؤكد عدم علمها:

-متعرفيش إن خالي أنور صعيدي؟


أومأت:

-ايوه بس مكنتش أعرف انه خالك، انا عارفه انك قريبهم وبس.


 رد بعد أن بدأ هو يتناول حلواه:

-أنا صعيدي ابا عن جد ومخرجتش من الصعيد غير على ايطاليا، وأول مره اعيش في مصر بس بره الصعيد لما رجعت.


-منين من الصعيد؟

كان هذا سؤالها الذي خرج عفويا وكأنها مهتمة بمعرفة المزيد عنه:

-من اسيوط، أظن أفضل لو نتحرك ونقعد في مكان بدل قعدة العربية وبالمرة اعزمك ع الغدا، ايه رأيك؟


لم ترفض بل هزت رأسها إيجابا فاتسعت بسمته وشغل محرك سيارته وقادها بعيدا عن زحام الشارع.