رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 14 - 1 - الخمبس 12/12/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الرابع عشر
1
تم النشر الخميس
12/12/2024
داخل أروقة منزل عزه المصري في القاهره ، كان التوتر يعمّ الأجواء. لم تعد تحتمل صمت الأيام الماضية، خاصه بعدما رفض آدم لأي تقارب بينها هي وإبنتها قبل زفاف ميلا من يمان ،فقررت المواجهة بعدما شعرت بالخطر وان زمام الامور بدأت تنفلت من يدها وبدأت بخسارة كل شئ.
بخطي ثابتة، أمسكت هاتفها وهاتفت زينب بكل غل وحقد ، مصممة على أن تضع حدًا لكل ما يدور خلف الكواليس، وهي تعلم تمام العلم انها هي الوحش المستتر وراء كل ما يحدث .
في غرفه زينب، كانت الأجواء هادئة كما تبدو دائمًا، لكن خلف السكينة الظاهرة، كان الجميع يعرف أن زينب امرأة لا يمكن الاستهانة بها. عندما هاتفتها عزه استقبلت زينب المكالمه بابتسامة لا تخلو من الغموض.
لحظات من الصمت الثقيل مرّت بين الاثنتين، قبل أن تبدأ عزة بالكلام. صوتها كان مليئًا بالحدة والغضب، لكن زينب بقيت على حالها، تحتفظ بهدوئها الذي لا يهتز. كانت نظراتها ثابتة، لا تخشى التهديدات التي ألقتها عزة دون تردد.
عزة : أنا مش قلتلك إبعدي عني وعن بنتي يا زينب ؟ أنا سكت اول مرة وأنا عارفه ومتأكدة إنك ورا حريق المخازن بتاعه آدم وخسارته ملايين..لكن لحد هنا وأنا اللي هقف في وشك وهتشوفي مني وشي تاني مش هيعجبك.
مع تصاعد نبره الحديث والتهديد والوعيد أردفت زينب بكل قوه وغرور
زينب : وأنا مالي بيكي وبتك يا مخبله إنتي ..كيك إتجنيتي يابت المصري
بدا وكأن المكالمه تختنق بالأنفاس العاليه الحاقده . عزة، بكل غضبها، شعرت بأنها تواجه جدارًا لا يمكن كسره. بينما زينب، وببرودها المعتاد، كانت تترك كلماتها تتسلل كالسهم، تصيب الهدف دون أن ترفع صوتها.
زينب : هو واد المحروق اللي إسمه آدم ده لو كان عاوز بتك كان اجوزها علوله ، بس كيف مانتي خابره هو هيتجوزها خلاصه حق ، وهو أصلا ما طيقهاشي وما طيقش يبص في خلجتها ، وتقريبا كده هو حاطط عينه علي غيرها ، ومستنيها تاجي منيكم فبلاش دور الحمي اللي خايفه علي جوز بتها ، لانه مش لايق عليكي واصل يابت المصري ..وخليكي خابره إني مش هخلي الجوازة بين بت الخوجايه وواد الفهد دي تتم طول مانا عايشه علي وش الدنيا ولو إضطريت أقتل آدم بيدي دي هو يمان واد الفهد بذات نفسه .
لم تستطع عزه أن تتفوه بحرف واحد أمام هذا الجبروت بعد هذا التهديد الصريح ، وعندما انتهت المواجهة بينهم ، وأغلقت عزه الهاتف ، توجهت هي بخطوات سريعة الي أقرب وساده ودفنت رأسها بها وأخذت تصرخ وتصيح بصرخات مكتومه حتي لا تثير إنتباه أحد.
وبعدما إنتهت وأخرجت القليل من غضبها علي هذه الوساده كان وجهها يعكس غضبًا لا يمكن كتمانه وأخذت لحظات لتستكين وتحاول إستجماع شتاتها لتنقذ ما يمكن إنقاذه من ثروه أولاد الفهد ولكن بمخطط شيطاني جديد
في المقابل، عادت زينب إلى مقعدها، وبدت أنها تفكر بعمق. كانت تدرك أن هذه المواجهة ليست النهاية، بل هي بداية فصل جديد من الصراعات داخل العائلة وبالوقت ذاته تعلم جيدا أن عزه ستكون رده فعلها قويه ولا يمكن الاستهانه بها.دون أن تدري أن ورد إبنتها قد إستمعت للمحادثه بأكملها فوضعت ورد يدها علي فمها تكتم أنفاسها حتي لا تشعر بها والدتها وإستدارت لتعود الي غرفتها .
❈-❈-❈
كانت ميلا تقف في غرفتها، تلملم أغراضها بعناية، تضع كل شيء في حقيبتها وكأنها تخشى أن تترك خلفها أي شئ يحمل أي ذكرى ولو كانت ذكري سيئه تربطها بهذا المكان ويخلد ذكري والدتها .
وبالرغم من عينها التي كانت تفيض بالدموع، لكن قلبها يصر على المضي قدمًا خوفا من القادم .خرجت للخارج وأخذت تنظر في الانحاء حيث إرتدي الأثاث أغطيته البيضاء ، وأغلقت النوافذ ، وحل الهدوء الكئيب علي المكان .
جهزت الحقائب إستعدادا للمغادرة ، ولكن قبل أن تغادر تحجرت بمكانها بحجرة الصالون تتفقد كل ركن من أركانه وهي تودع كل ذكري لها به ،الضحكات والقهقهات ، الدموع والآهات ، المرض وآناته، والعيد وإحتفالاته.،كل ما كان يربطها بهذه الشقه الصغيره من ذكريات سعيده وحزينه.
هطلت دموعها عندما أخذت تتحسس ماكينه الخياطه الخاصه بوالدتها وتتذكر كل ذكري لها معها وهي تستعرض ما كانت تصنعه والدتها من ثياب باهظه الثمن وتذكرت حديث والدتها الاخير وهي تخبرها أنها ستصنع لها فستان زفافها .
أغمضت عيونها بوجع وهي تجفف دموعها بينما تلملم شتات نفسها وأطفأت كل الانوار المضآه ، وتوجهت ناحيه الباب للمرة الاخيره بينما وضعت الحقائب جانبا .
خرجت من شقتها بحقيبة يدها الصغيرة، تعتزم أن تودع كل ما تبقى من أحبائها هنا قبل أن تبدأ رحلتها الجديدة.
عند الباب، كانت داليدا ووالدتها في انتظارها.
بدموع صادقه وبصوت مفعم بالعاطفة اردفت داليدا
داليدا : خلاص كده يا ميلا ...نويتي الرحيل ،مش كنتي إستنيتي شويه علشان الحق أشبع منك قبل ماتسافري .
كانت ميلا تحاول أن ترسم ابتسامة باهتة ولكنها فشلت وتساقطت دموعها مرة أخري فمالت عليها داليدا تعانقها وتساندها بما إنتوت .
داليدا : آسفه يا حبيبتي والله أنا عارفه يا قلبي إن القرار ده مش سهل عليّكي ... بس أنا مش عارفه هعمل إيه من غيرك .
شددت ميلا علي عناقها وأردفت بضعف
ميلا : مفيش قدامي خيار تاني وإنتي عارفه اللي أنا فيه . لازم أبدأ من جديد. في مكان بعيد ماحدش يعرفني ولا يلومني علي اللي حصلي فيه .
ربتت والده داليدا على كتفها بعطف أموي صادق دون فهم عما تتحدث عنه هذه الصغيره وأردفت .
فاطمه : ربنا يسهل طريقك يا بنتي... ويفتحلك أبواب الخير.و متنسيش إننا هنا في ضهرك لو احتجتِ أي حاجة أرجعي وبيتي دايما مفتوحلك"
اردفت ميلا بحزن وهي تعانق هذه الوقورة
ميلا : اكيد مش هنساكم أبدًا يا طنط .. أنتم كنتم عيلتي لما كنت محتاجة سند فمافيش حد بينسي سنده.
جذبتها واحتضنتها داليدا بشدة، وكأنها تحاول أن تنقل لها كل القوة التي تحتاجها لمواجهة المستقبل القادم واردفت بدموع خفيفه
داليدا : طب متقولي إنتي رايحة فين الأول؟ مش هطمن غير لما أعرف...أو لو عاوزاني أجي معاكي .
كانت ميلا لا تريد أن تفتح جرح داليدا الغائر مع خالها ولكنها أردفت رغما عنها لطمئنتها
ميلا : مالوش لزوم يا حبيبتي أنا هروح لخالي الأول... أودعه هو ويوسف وتيته ، وبعدين هرجع أخد الشنط وأروح علي المطار علطول علشان ماتأخرش علي الطيارة ..
تغيرت ملامح داليدا وابتلعت لعابها ثم نظرت إلي ميلا بتفهم، وابتسمت برقة، لكنها لم ترد أن تضغط عليها أكثر.
شعرت داليدا بأن الوقت لم يجعلها تنسي كما كانت تعتقد وما أن تأتي سيره آدم يعود قلبها يدق بحبه مره أخري بجنون ...حاولت أن تخفي ارتباكها هذا فقالت بهدوء
داليدا : طيب لو احتجتِ حاجة أبقي كلميني وانا هستناكي هنا علشان لما تيجي أبقي انزل معاكي الشنط .
ابتعدت ميلا بخطوات ثابتة، تحمل في قلبها أعباء امس وآمال المستقبل. نظرت داليدا ووالدتها إليها وهما تودعانها بعيون مثقلة بالدموع، متمنيتين لها حياة أفضل بعيدًا عن كل الألم الذي عاشته هنا.
❈-❈-❈
في الخارج، كانت الشمس تغرب، وكأنها تعلن نهاية يوم مشحون بالمعارك الخفية، وتهيئ المسرح ليوم آخر مليء بالمفاجآت حيث أغلق يمان الهاتف مع رؤوف بغضب واعاد الاتصال بالحاج عزمي الكثير من المرات كان ينتظر علي الرد علي أحر من الجمر . عقله كان مشغولًا بمئات الأفكار، ويده تعبث بأزرار بزته بتوتر واضح وكأنه أضاع شئ ثمين بحياته للتو .
عندما لم يجد رد جلس في صمت يفكر بطريقه للخروج من هذا المأزق فقطع صوت الهاتف صمته الثقيل، وعندما رأى اسم عمه على الشاشة، أجاب دون تردد بصوت غاضب مليء بالحدة .