رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 14 - 2 - الخمبس 12/12/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الرابع عشر
2
تم النشر الخميس
12/12/2024
يمان : خير يا عمي؟ إيه اللي عملتوه؟ إزاي تاخدوا قرار زي ده نيابه عني من غير ما ترجعوا لي؟"
رد الحاج عزمي محاولًا التبرير بصوت متحفظ.
عزمي : يمان يا ولدي إحنا كنا بنعمل الصالح معاك قبل ما بنعمله مع العيله ، الوضع إهنه في النجع بقى صعب، والناس ابتدت تتكلم في شرفك وفشرف العيله قبل حتي الجواز ما يتم ، وما كانش ينفع نستنى أكتر من كده وخصوصي لما سمعنا أن في صور لبت الخوجايه إكده إستغفر الله العظيم ..إحنا حدانا ولايا يا ولدي ...وطبعا جدها وعمامها عارفين وساكتين وعاوزين يلبسوك العمه .
ارتفع صوت يمان يحمل بين نبراته غضبًا جامحًا بعدما أيقن أن الملعونه ليل هي الفاعله .فتنهد بغضب وهو يضرب مقود السيارة .
يمان : مين أداكم الحق تتصرفوا كأنكم أصحاب القرار؟! أنا اللي كنت هتحمل كل حاجة، وأنا اللي كنت هقرر مصيري ومصيرها ، ليه تتدخلوا يا حاج عزام أحنا مصدقنا نخلصوا من موضوع الطار تدخلونا في مواضيع تانيه تافهه مالهاش عازة .
حاول عمه التهدئة، لكن كلمات يمان كانت كالحمم البركانية التي لا يمكن وقفها. أكمل بنبرة حادة
يمان : إنتوا مش فاهمين حاجة! مش فاهمين إن اللي عملتوه ده دمر كل حاجة كنت بحاول أصلحها ، أنتوا خدتوا قرار كان غلط كان لازم يبقى قراري أنا، ونابع من جوايا انا وبكده أثبتوا للكل ولعيله العماريه كلها إنكم بتتحكموا في حياه يمان الفهد وبتآخدوا القرارات عنه وإني مش راجل ، ومش هقدر أحمي بنتهم اللي هتبقي مراتي من شويه إشاعات طلعت عليها علشان تبوظ الجوازة وتشعلل نار الطار ما بينا من جديد ..وده انا مش هقبلوا لا عليا ولا علي بنت سعد اللي هتبقي مراتي برضاكم أو غصب عنكم .
صمت الحاج عزمي بشك للحظة، قبل أن يحاول الرد، لكن يمان لم يمنحه الفرصة.
يمان : مش عايز أسمع منكم أي مبررات يا حاج عزمي ، إنتوا إتدخلتوا في حياتي وأخدتوا قرار عني من وجه نظري إنه غلط يبقي باطل بالنسبه لي ، وهتصححوه فورًا إزاي ما أعرفش . ويكون في علمكم ميليا سعد العماري مش مجرد صفقة داخلناها علشان نكسب من وراها شويه ملايين ، ميليا خلاص دخلت عيله الفهد وبقت ميليا يمان الفهد غصب عن عين التخين فيها ..لأن من ساعه ما العيلتين اتفقوا وطلبتها من جدها وخالها وأديتهم كلمتي وهي بقت مراتي وعلي زمتي وفي حمايتي ..اظن كده يبقي الكلام خلص ودي آخر كلام عندي ودي آخر مرة تتدخلوا في قراراتي بالشكل ده.
أنهى المكالمة بغضب، ثم رمى الهاتف على تابلوه السياره بعنف. ثم خرج للخارج وقف في مكانه لبرهه وهو يمسك رأسه يحاول إستجماع أفكارة المشتته، ثم بدأ يسير جيئة وذهابًا، يحاول السيطرة على غضبه، لكن أفكاره كانت تعصف به كعاصفة لا تهدأ وهو يحاول مرارا وتكرارا من الاتصال الهاتفي بميلا لتحذيرها ولكنها لم تنسي كلماته القاسيه معها ولم تستجب لاتصالاته الهاتفية المتتاليه بل وأغلقت الهاتف حتي لا تصلها اي مكالمه منه
❈-❈-❈
كان المساء هادئًا رغم الحزن الذي يثقل الأجواء. وقفت ميلا أمام المنزل العائلي لخالها ، وعيناها تلتقط آخر تفاصيل المكان الذي شعرت ببروده أجوائه تخترق جسدها، لكنها لم تكن سوى انعكاس للبرودة التي أحاطت قلبها وهي تستعد لترك كل شيء خلفها.
اقترب منها شقيقها يوسف بخطوات مترددة. كان صغيرًا، لكن نظرته التي تحمل مزيجًا من الفقد والرجاء جعلته يبدو أكبر من عمره. وقف أمامها، يحاول أن يبدو قويًا، لكن صوته المرتجف كشف عن هشاشته.
يوسف : ميلا...إنتي بجد هتمشي تاني وتسيبيني ؟ سألها بصوت خافت، وعيناه معلقتان بها وكأنهما تتوسلان إليها للبقاء.
عانقتها ميلا بحنين وإفتقاد ثم ابتسمت رغم الدموع التي تجمعت في عينيها، ثم انحنت أمامه ، واضعة يديها على كتفيه، وقالت بصوت دافئ
ميلا : يوسف حبيبي أوعدك إن دي هتبقي آخر مرة أسيبك فيها .أنا هسافر أجهز لنا بيت وأبعتلك أخدك علطول ومش هنبعد عن بعض أبدا تاني ..بس أوعدني ما تقولش لحد حاجه لحد ما أرجع ونسافر .
احتضنها يوسف بقوة، وهو يخبرها أنه يعلم الوضع ،وأنه كان يتمني ان يكون كبيرا ليحميها وكأنه يريد أن يثبتها في مكانها. ويثنيها عن الرحيل ، اما هي، فشعرت بثقل القرار الذي اتخذته، لكنه كان ضرورة ملحه لا رجوع فيها .
من بعيد، كان خالها يقف إلى جانب والدته، يتابع المشهد بصمت. تقدمت الجدة نحو ميلا بخطوات بطيئة، وملامحها تحمل حزنًا عميقًا. مدت يديها نحو ميلا وأخذت تحتضنها.
جميله : ميلا حبيبتي ، إفتكري دايما اللي كنت بقوله لأمك ..بلاد الخواجات صحيح هتفتح لك أبوابها ، لكننا هنا فاتحين لك دايما أبواب قلوبنا، أوعي تفتكري إن بعدك عننا هينسينا وجودك في حياتنا...إنتي حفيدتي الاولي وهتفضلي حفيده البيت ده طول عمرك ، وأبوابه هتفضل مفتوحالك وبانتظارك دايما .
أومأت ميلا برأسها بصمت، لكنها شعرت بأن الكلمات لن تكون كافية لتصف مشاعرها الجياشه تجاه هذه المرأه جميله الاسم والأخلاق والمشاعر التي وبالرغم أنها ليست حفيدتها الحقيقيه تكن لها كل خير .
تحدث الخال بعد صمت طويل، بنبرة حازمة تحمل حنانًا خفيًا وهو يبعدها عن الجميع حتي لا يسمع ما سيقوله أحد .
آدم : اموت واعرف ايه اللي غير رأيك لدرجه إن عاوزة تسيبي البلد وتهربي .أيه اللي عمله إبن .....الفهد ده يخليكي عاوزة تهربي وتسيبي البلد بالسرعه دي والشكل ده .
ساد الصمت بينهما. كان كلام آدم بمثابة صدمة لميلا لكنه بدأ يزرع بذور الشكوك في صدرة عندما رأي مدي توترها وهروب الحديث من فمها وإرتجاف جسدها .هكذا الأمر إذن لم يكن مجرد سفر عادي بل هروب حقيقي لإخفاء مشكله عويصه بحياتها ، وما سيفعله الآن هو أن يتحري ويحمل مسؤولية ما يحدث علي عاتقه حتي يصل إلي حقيقه ما يحدث حوله وليس له علم به .تنهد بقله حيله أمام صمتها وأردف بهدوء فاردا لها ذراعاته ويدعوها لعناق طويل .
آدم : إنتي هنا ولا هناك هتلاقيني دايما حوليكي ورجالتي دايمًا معاك، مهما حصل. ومهما خدتي قرارات متسرعه هكون سندك وفي ضهرك ،وأوعي الغربه تنسيكي جذورك.، الفرنساويين ممكن يكونوا أهلك، بس إحنا عيلتك الحقيقية.
نظرت ميلا إليهم جميعًا وبالطبع لبت ندائه وعانقته عناقا شديدا ثم ذهبت إلى يوسف مرة أخرى وقبلته من وجنتيه وهي تتحدث معطيه ظهرها إليه محاوله أن تخفي توترها .
ميلا : هتوحشوني أوي. بس لازم أبدأ من جديد...وأعتمد علي نفسي يمكن هناك أقدر ألاقي سلامي اللي فقدته هنا من يوم ماما ما ماتت .