-->

رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 14 - 3 - الخمبس 12/12/2024

  

 قراءة رواية في قبضة فهد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية في قبضة فهد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هالة زين


الفصل الرابع عشر

3

تم النشر الخميس

12/12/2024

وبسرعه وقبل أن تنهمر دموعها  ركبت السيارة التي جهزها لها خالها حيث ستعود بها للمنزل  لتأخذ حقائبها وتنطلق الي المطار نظرت لهم من النافذه الزجاجيه بينما  وقف الثلاثة يلوحون لها بإبتسامه مريره،  كانت المسافة التي تفصلهم تتزايد، لكن كل متر يبتعد عنهم كان يثقل قلبها أكثر فأكثر .


داخل السيارة، أغمضت ميلا عينيها، وهي تتخيل وجوههم. شعرت بأنها تترك خلفها جزءًا كبيرًا من روحها، لكنها وعدت نفسها بشيء واحد وهي تضع يدها علي بطنها  إنها ستستعيد  هذه اللحظة مرة أخري وستجتمع بعائلتها من جديد  مهما طال الزمن... ولكن بعد أن تستطيع أن  تثبت نفسها  وتجد مكانها الحقيقي مع طفلها وأخيها .


عادت ميلا الي المنزل لتجلب حقائبها وبينما تستعد للمغادرة في الدقائق الاخيره  استعدادًا للرحيل، سُمِعت صوت طرق قوي على الباب. فتحت الباب بحذر لتصعق من رؤيه  عمها ياسر يقف أمامها بملامح حادة وصارمه ومن تجهم وجهه علمت أن الليله لن تنتهي بسلام .


كانت ميلا تقف أمام عمها ياسر بوجه هادئ رغم الاضطراب الذي يعصف بداخلها. حاولت أن تبدو متماسكة وهي ترحب به، لكنها كانت تعلم جيدًا أن وجوده يعني بداية مواجهة جديدة هي في  عنها الآن وليست مستعده لها .


بابتسامة متكلفة ابتسمتها هي في وجهه عمها 


ميلا : نورت يا عمي، وسعيده اني شفتك،  كويس إني لحقتك قبل ما أسافر .


بجديه حاول ياسر أن يبدو هادئا بسبب بشاشه إستقبالها 


ياسر : ربنا يعزك يا بتي، بس  إيه حكايه سفرك دي ؟


حاولت ميلا التهرب بعينيها وأردفت بكذب .


ميلا : إنت عارف يا عمي اني بشتغل مرشده سياحيه زي بابا الله يرحمه  وبسافر مع الافواج اللي بشتغل معاها كتير .وكدا  يعني .


تجهم وجهه وضرب بعصاه الأرض ليصدر صوت عالي أخافها 


ياسر : كيف يعني ..بقا بت سعد العماري بجلاله قدره تنزل وتشتغل وكمان الخلق الشينه تضايقها  ...يا عيب الشوم يا ولاد.


جفلت هي من ردوده العنيفه وهجومه الضاري علي عملها فاردفت بهدوء .


ميلا :  الشغل مش عيب يا عمي .وبعدين مش بيقولوا إبن الوز عوام .


نظر لها وهو يضم مابين حاجبيه بغير رضا .


باسر : لاه عيب و إنتي عارفه إن حريمنا ما بتنهانشي وبتنزل للشغل ..الغي السفر ده يا بتي وإن كان علي الفلوس فخير ربنا كتير ، ورث أبوكي مش شويه  .ويالله جهزي  حالك علشان هنتدلي سوا علي الصعيد ، جدك رايدك في موضوع مهم .


نظرت له بعينين مثقلتين بالحيرة من طريقته وأردفت لاقناعه 


ميلا : متشكرة يا عمي ،حضرتك عارف إني  مش بشتغل علشان الفلوس ،وإنت برده عارف انا مين وخالي يبقي مين ، وبعدين أنا شغاله في شركه كبيره لها سمعتها ، ده شغل مش هزار ، ومش معقول أعتذر لهم في آخر لحظه يعني ، وبعدين ،إنت عارف والعماريه كلها عارفه إني مبعملش حاجة غلط."


إستهان بحديثها بضحكه إستهزاء خرجت منه معلنا عن نهايه الحديث فقاطعها بحده لإنهاء هذا  الحديث الفارغ من وجهه نظرة .


ياسر : لا غلط ولا صح، الكلام لحد  إهنه  خلص. انتي هترجعي معايا دلوقت. ما تخليش حد يآكل وشنا  في النجع ويقول بنته العماريه بتشتغل وتسافر وحديها  تتهان برّه .


نظرت ميلا في عينيه بحزن عميق ، أدركت من حديثه  أنه لن يتراجع عن قراره. كانت الكلمات تتلاشى من ذهنها، وشعرت بالاختناق وهي تفكر في المصير الذي ينتظرها إذا عادت للصعيد. لكنها تعلم أن المواجهة لم تنتهِ بعد وخاصه عندما رأت هذا الكم الهائل من رجال الصعيد الذين يقفون بالخارج ولا وجود لأي أثر لحراس خالها فبصوت خافت أردفت بإستسلام وإستكانه .


ميلا : حاضر يا عمي... زي ما تحب هحضر نفسي ونسافر سوا علطول .


رغم كلماتها التي هدأته بها ، كانت في داخلها تخطط للهرب من هذا القيد الذي يفرضه عليها عمها والجميع بالصعيد حيث مسقط رأس والدها بشتي الطرق .


كادت أن تخرج للخارج لتهرب من قبضته تاركه إياه خلفها  لولا رجاله الذين قيدوا حركتها وأبلغوه فورا ، ما كان عليه إلا أنه أعادها لشقتها مرة أخري رغما عنها  .حاول التحدث معها بلين وإقناعها علي العوده معه دون أي مقاومه   ولكنه تيقن من هروبها فأحكم قبضته عليها حتي  ملأ  صوت صراخها  المنزل ، وحينما أدرك أنها أصبحت  مصدر إزعاج له وأنها  ستجذب انظار المارة والجيران إليهم بعدما إفتعل رجاله شجارا كبيرا دائرا بالاسفل للتغطيه عليهم وإلهاء كل من حرس آدم ويمان بما يحدث .

أما هذه الشرسه كانت تحاول الهروب منه ومن  ورجاله  بكل ما أوتيت من قوة. عيناها توسلتاه أن يتركها، لكنه لم يكن على استعداد لسماع أي كلمة منها.


لم تكن ميلا تتوقع ما سيحدث بعد ذلك. حيث رفع ياسر قطعة قماش مشبعة برائحة غريبة واقترب منها بسرعة. حاولت المقاومة، لكنها شعرت بثقل يسحبها نحو الظلام ويسقطها من أعلي الهاويه.


عندما فتحت عينيها أخيرًا، كانت الشمس تلقي بظلالها على نافذة صغيرة داخل غرفة والديها بدوار الصعيد  علمت فورا أنها عادت الي   النجع الذي كانت تحاول الفرار منه بكل الطرق وبكل ما اوتيت لها من قوة .


حاولت ميلا الوقوف على قدميها، لكن جسدها كان مثقلاً بالدوار والخوف. جلست على الفراش ، ووضعت يديها على وجهها وهي تحاول استيعاب ما حدث .


لم يكن لديها  خيار الآن. عادت إلى النجع مجبرة، لكن بداخلها كانت تشتعل نار الغضب والرغبة في الهروب ، علمت أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأنها لن تتوقف حتى تستعيد حريتها مهما كان الثمن .


                                

❈-❈-❈


كانت شوارع القاهرة تعج بالضوضاء والحركة، لكن داخل سيارة يمان الفهد كان كل شيء ساكنًا، عدا صوت أنفاسه المضطربة. عينيه تبحثان في كل زاوية، وكل وجه، وكأنه يحاول العثور على إبرة في كومة قش فقد خرج عن طوره عندما أخبره الحارس الذي وضعه خلفها أنها إختفت منذ الأمس و ليس لها  أثرا بأي مكان بعدما عادت من عند خالها  .


قاد السيارة بجنون، متجاوزًا إشارات المرور دون اكتراث، وكأنه يهرب من شيء داخله أكثر مما يبحث عنها .


توقف عند أحد المقاهي الشعبية بحارتها الضيقه ، حيث جلس رؤوف في انتظاره. اقترب منه يمان بخطوات متسارعة، وكان الغضب والقلق يتصارعان على وجهه.فاردف بحده 


يمان : عرفتوا هي فين  ؟وحصل لها إيه ؟

وقف رؤوف لمآزره صديقه وقد ربت علي كتفيه مهدئا إياه


رؤوف : اهدى يا يمان، ميلا مش هتبقى بعيدة. يمكن راحت لحد من قرايبها.


هنا تدخل قاسم هذا السمج الذي إستمع الي حديثهم عن قرب 


قاسم  : لا أبله داليدا  قالت إنها كانت مسافره فرنسا لجدتها في طياره إمبارح بالليل وقالتلها إنها هتروح  لخالها تودعه وبعدين ترجع تآخد شنطها ..وفعلا الولا حنكش الصبضي بتاعي  قالي إنه شافها داخله الحارة المغربيه وبعد كده إختفت من الحارة  ماشافنهاش تاني .