-->

رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 16 - 1 - الثلاثاء 24/12/2024

  

قراءة رواية في قبضة فهد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية في قبضة فهد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هالة زين


الفصل السادس عشر

1

تم النشر الثلاثاء

24/12/2024


ياسر : يالله ياجماعه الوكل جاهز اتفضلوا الدار داركم 

هكذا نطقها ياسر محاولا جمع الجميع علي طاوله العشاء بكل ترحاب وبشاشه عندما طمأنه يمان بعوده ولده باسل قريبا .


تجمع الجميع حول طاولة الطعام الكبيرة التي أعدتها عائلة العماري بكرمٍ الصعيد  الذي لا يغفل احد عنه . ألوان الأطباق المتنوعة وزخرفتها أشعلت شهية الحضور، لكن أجواء الطاولة كانت ملغّمة بالتوتر الخفي والحوارات المبطنة.


جلست ميلا مضطرة بجانب يمان، تحاول جاهدة أن تتجاهل وجوده بجوارها، بينما كان يمان هادئًا على غير عادته. فجأة، شعرت بيده تتسلل تحت الطاولة لتلامس يدها بخفة. ارتبكت وألقت نظرة سريعة عليه، لكنه كان يتظاهر بالتركيز على الطعام وكأن شيئًا لم يحدث.


ميلا : "يمان!" 

هكذا همست بصوت منخفض، محاولة سحب يدها، لكنه أمسك بها بحزم، وألقى نظرة جانبية مليئة بالتحدي  والابتسامة العابثة.


يمان : إعملي  حركه غبيه من حركاتك بقا وفرجيهم علينا وانا وحياتك لاقولهم انك إنتي اللي بتتحرشي بيا .


ولكن هل هي تخضع لتهديده الواهي ، بالطبع لا و كما هو متوقع وقفت ونظرت إليه بنظره شامخه بعد أن دفعت يده  وإستأذنت الجميع  للهروب من رائحه الطعام النفاذه التي قلبت معدتها وجعلتها علي وشك التقيؤ ولإحضار بعض العصائر الطازجه من الداخل تلهي بها حالها ، ولكنها أبدأ  لم تكن تتوقع أنه بهذا التهور وأنه  سيتبعها إلى هناك.


دخل المطبخ بخطوات واثقة، مستندًا إلى الباب بابتسامة مشاغبة.


يمان :  وبعدين... هنفضل مصدرالين لبعض  الوش الخشب لحد إمتي ؟ إحنا خلاص هنتجوز بعد يومين " سألها، وهو يعقد ذراعيه أمام صدره.


التفتت  نحوه بتوتر مصطنع، وهي تحمل كوب من عصير جريب الفروت اللاذع 


ميلا : اروح منك فين تاني ؟؟ أنا جايه هنا  بس علشان  أهرب من صداع وجودك. يا سيدي لما نبقي نتجوز يبقي يحلها ربنا .


تقدم يمان بخطواته، حتى وقف أمامها مباشرة، ثم انحنى قليلاً ليكون على مستوى عينيها.


يمان : صداع؟ يعني وجودي بيسببلك وجع في الراس وصداع ؟


ابتسمت ميلا بخبث، ورفعت كوب العصير لتأخذ رشفة أخري لتهدأ من ثوران معدتها واردفت بغيظ 


ميلا : مش بس وجع راس، ده بيسببلي حساسية كمان.


لم يمهلها فرصة للرد، بل أمسك الكوب من يدها بسرعة، وأخذ رشفة منه..وهو مشمئز كرد تلقائي لعدم استساغه لهذا العصير وطعمه 


يمان : عصير إيه ده .


نظرت إليه بدهشة ممزوجة بالغضب.

ميلا : مش معقول ماتعرفش الجريب فروت كويس انك قولتلي علشان ابقي احضرهولك علطول.


رد وهو يتظاهر بالبراءة


يمان : بعينك ..مش بالساهل تخلي دادا فاطمه  تخليكي تتدخلي في حاجه تخصها  وخصوصا المطبخ ، دة مملكتها .دي ممكن تآكلك علي فكره لو فكرتي تجيبلي حتي كوبايه ميه .


حاولت أن تسحب الكوب من يده، لكنه رفعه عاليًا بحيث لم تستطع الوصول إليه.


ميلا : ومين قالك اني  حتي هحاول ؟طالما الست هتكون كويسه ومحترمه يبقي مالوش داعي الصداع ووجع الدماغ 


ضحك بصوت عالٍ، ثم قال مازحًا وهو يراها تستطيع أن تحاول  الوصول الي الكوب  


يمان : يعني مش هتتخانقي معاها كل يوم وتقوليلها ده بيتي وانتي شغاله عندي 


أخذت ميلا خطوة للخلف، ووضعت يديها على خاصرتها بنظرة متحدية


ميلا : بيتك عمره ما هيكون بيتي يا يمان يا فهد وأن كنت نسيت الشيك اللي كنت عاوزني امضيه عليه علشان أنسي اللي حصل ما بينا فأنا ما نسيتش. 


تألم يمان من سماعه لكلماتها ولكنها حقا كانت متعبه وقد 

غامت معدتها ولم تستطيع التحمل أكثر فاردفت مهدده 


ميلا :هات كوبايه العصير بقا هتندم لو مارجعتوش علي فكره ..متحاولش تجرب غضبي . لأن غضبي صدقني هيدمرلك أسطوره يمان باشا الفهد ، اللي إنت عايشلي فيها دي .


ابتسم بتحدٍ أكبر وهو ينظر لها بغرور وهو يحاول تغيير الموضوع 

يمان : هتعملي ايه يعني 


فجأة، أمسكت ميلا بإناء صغير مليء بالماء كان على الطاولة ورشته عليه. تجمد يمان في مكانه، بينما كادت   أن تنفجر من الضحك، وقبل أن ينطق أو يعطي رد فعل خطفت الكوب منه  انطلقت للخارج تاركه إياه غارقا في ضحكتها  العفويه التي خرجت رغم كم الحزن الساكن داخلها  وصفائها الذي خبل عقله . ولكنها توقفت فجأه عندما اصطدمت بزينب التي كانت تراقبهم عن بعد  .


ميلا : سوري يا تيته  زينب .


على الطرف الآخر من المطبخ ، كانت زينب تراقب المشهد بنظراتها الحاقدة من نافذه المطبخ ، غير قادرة على فك طلاسم هذه الأجواء التي كانت تثير جنونها وهي تنتظر ان يعلم يمان نتيجه التحاليل اثبات النسب التي قامت بتزويرها ، ورؤيه الجحيم الذي سيلحق بميلا بعدها وهي ترمقها بنظرات التشفي بها .


ورغم أن  المطبخ كان  ممتلئًا بأجواء من الحزن والعتاب الا أنه يظهر من الخارج وكأنه نوع من  المزاح والضحك للبعيد ، فبرغم المشاكسة التي حدثت بينهما، كانت قلوبهما تخفي مزيجًا من الحب والدفء الذي  يظهر أحيانًا في لحظات عفوية كهذه.ولكن تغيرت ملامحه وعادت لجديتها مره أخري  عندما سمع حديثها الموجه له .

زينب : منور دوار عيله العماريه  يا يمان بيه !!


نظر لها يمان بنظره ذات مغذي وتحدي أكبر بإستفزاز


يمان : اولاد الفهد بينور اي مكان بيروحوا يا ست  زينب ..ولا اقول يا حاجه  أحسن  .


أحرجها بغرورة وتركها وخرج  غارقه في التفكير في حركتها القادمه لإلغاء هذا الزواج  بعدما أدركت أنه لم يقرأ بعد نتيجه التحاليل التي قامت بتزويرها فأمسكت هاتفها وهاتفت أحد رجالها .


زينب : الليله عاوزة بت سعد تخرج من الدوار بفضيحه بجلاجل وماعتفكرش تدخلوا  تاني واصل .


بيننا عادا يمان وميلا كلاهما  للطاوله رفعت داليدا حاجبها بحركه استفزازيه لميلا وابتسمت إبتسامه عابثه ثم إقتربت منها واردفت .


داليدا : الله يسهلوا باين عليكي وشك نور وخدودك وردت هي الست ميلا بدأت  ترضي علي يمان بيه الفهد  ولا إيه  .


نكزتها ميلا بذراعها وحثتها علي الصمت .


ميلا :ابوس إيدك اسكتي هتفضحينا .وأنا علي تكه وهنفجر  وأرجع عليكم  وأبوظلكم  الاكل اللي عمالين تطفحوه ده .


داليدا : طب خلاص خلاص إشربي  إنتي الجريب فروت بتاعك ده وسيبلنا الاكل إلهي يسترك انا جعانه . وهاتي الفته دي علشان عيني فيها بدل ما تطرشي عليها هي كمان .


كانت عزة تراقب آدام الذي لا يزيح عينه عن داليدا حتي دفعت  ابنتها أميرة بخفّة في ذراعها 


عزه : خدي بالك من آدم، متسيبهوش كده واعملي اي حركه أدامه وخلي عينك عليه  وحسسيه باهتمامك بدل مانتي قاعده زي الكوبه كده.


نظرت لها أميره بغضب بعدما تركت الملعقة من يدها واردفت بهمس

اميره:  أعمله ايه يا ماما يعني دا مش طايق مني كلمه أخليه يهتم بيا بالعافيه .

نكزتها والدتها في كتفيها واردفت


عزه : خايبه وهتفضلي خايبه طول عمرك . خليه يضيع منك زي ما ضيعتي يمان بخيبتك التقيله دي .

ثم وضعت بطبق آدم قطعه من اللحم المشوي كنوع من جذب الانتباه .


لكن آدم لم يكن يري أو  يسمع ، عيناه كانت مسلطة على داليدا، التي كانت تتناول الطعام بشهيه مفتوحه وهي تلقي دعاباتها الخفيفة على يزن وهي تعطيه الدجاج  المشوي الذي يحبه  . 


داليدا : فاكر أول مرة عزمتك فيها علي الفطار ؟


اشمئز وجهه لبرهه ثم رد عليها وعينيه تخرج قلوبا وهو يأخذ منها الدجاج المشوي و يلتهمه 


يزن : وهي دي مرة تتنسي قلبك أسود أوي ياباشمهندسه  ديدا .

بعد هذا العشاء المتخم ، جلس يمان مع آدم في زاوية بعيدة عن الجميع. كان المكان هادئًا، والقمر يرسل أشعته الفضية على الحديقة المحيطة بهما. بدا على يمان أنه يحمل الكثير في قلبه، بينما كان آدم يحاول كتم غضبه وسخريته المعتادة.


آدم : في أي جديد ؟؟



  قالها  بابتسامة مشاغبة؟ فلم يستطع الجميع كبت ضحكاتهم بما فيهم ميلا التي لم تستطع منع نفسها من الابتسام رغم الموقف المربك.


وبينما الجو بدأ يزداد دفئًا، كانت يد يمان  تتمسك بيد ميلا  تحت الطاوله مرة أخري ، وكأنه يعلن لها  بطريقته الخاصة أنها تخصه ولن تمنعه عما يفعله . حاولت سحب يدها مرة أخرى، لكنه ضغط عليها بقوه وكأنه يتحداها هذه المرة أيضا فتركت له الدفه وشرعت بتناول الطعام . لكنها شعرت بأن قلبها ينبض أسرع، في حين استمرت دعابات داليدا وأحاديثها الطريفة في تخفيف الأجواء، بينما كل شخص على الطاولة يعيش صراعه الخاص.

الصفحة التالية