رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 16 - 2 - الثلاثاء 24/12/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل السادس عشر
2
تم النشر الثلاثاء
24/12/2024
بعد هذا العشاء المتخم ، جلس يمان مع آدم في زاوية بعيدة عن الجميع. كان المكان هادئًا، والقمر يرسل أشعته الفضية على الحديقة المحيطة بهما. بدا على يمان أنه يحمل الكثير في قلبه، بينما كان آدم يحاول كتم غضبه وسخريته المعتادة.
آدم : في أي جديد ؟؟
يمان: الجديد كله عند الحيه اللي اسمها زينب بص إزاي عماله تتلون علينا واحد واحد وكأن الجوازة علي هواها ؟ دي بتراقبنا كلنا وحاطه رجاله بتابعنا نفر نفر أنا حاسس إني واقف في قلب معركة اللي بتقودها واحده ست من عصر الفراعنه مليانه بالجبروت والغل ، بس أنا وراها وينا يا هي
بصوت هادئ يحمل شيئًا من الحدة.
آدم : معني كده انك عرفت حاجه جديده.
بتنهيده عميقه خرجت من قلبه .
يمان :هقولك كل حاجه لما أحط إيدي علي كل الادله اللي وصلتلها.بس خلي بالك من بنت أختك هي من دلوقتي لحد يوم الحنه ما يخلص في امانتك وبعدها هتكون في عصمتي رسمي وهلاعبها علي المكشوف .
ظل الاثنان جالسين في صمت بعد ذلك، كل واحد يغوص في أفكاره. حتي قطع آدم هذا الصمت المحدق لكن يمان كان عنيدًا كعادته يراقب الاجواء بعيون الصقر خاصته ، عازمًا على المضي قدمًا بطريقته الخاصة، و الذي بدا عليه التوتر والعصبية، كأنه يتأهب لمعركة جديدة.
آدم : يمان ، انا عارف خلاص ان ميلا مراتك بس إنت برده لازم تديها وقتها .
بتنهيدة عميقة خرجت من قلب آدم
آدم : أنا بتكلم كده علشان بثق فيك وعلي فكرة أنا مش بتكلم عنك، بتكلم عنها هي. ميلا مرت بحاجات كتير، أكتر من اللي أي حد ممكن يتحمله في سنها الصغير ده . لازم تديها فرصة تستوعب كل اللي حصلها الأول ، مافيش حاجة هتنقص لو انت صبرت عليها شويه . ميلا عمرها ما كانت ضعيفة، لكن هي محتاجة تحس إنها مش مضغوطة. لو فضلت تضغط عليها، هتعمل العكس وهتبعد عنك أكتر. دي نصيحتي مني ليك وعن تجربتي معاها علي فكرة .
نظر يمان للبعيد وهو يزفر دخان سجائره .
يمان : أنا مش بضغط عليها ، وإنت عارف إنها ماتهمنيش بالقدر اللي إنت بتفكر فيه ، وشايف شكل العلاقه ما بينا عامله إزاي ، أنا بس بحاول أحميها... أبين للي حواليها إني مستعد أعمل أي حاجة عشانها علشان يخافوا ويتكنوا ماديك شايف اللي إحنا فيه .
ابتسم آدم بخبث بينما يمان إستدار حتي لا يري آدم إرتباكه واردف
آدم : أحيانًا الحماية بتيجي في صورة البعد، مش القرب. اديها وقت ترتب أفكارها، وتعرف هي عايزة إيه. مش كل حاجة تتحل بالإصرار والهجوم ...مش أنا برده اللي هنصح يمان بيه الفهد أسطورة الصعيد .
صمت يمان للحظات، ينظر إلى الأفق بتفكير عميق. كلمات آدم لامست شيئًا في داخله، لكنه لم يكن مستعدًا لقبولها بسهولة. كانت مشاعره نحو ميلا مشتعلة لدرجة تمنعه من التريث، لكنه أدرك أن آدم قد يكون محقًا.
أومأ يمان برأسه ببطء، وكأنه يتصارع مع نفسه. نهض من مكانه بعد لحظات، وقال بهدوء وهو ينظر الي يزن وداليدا اللذان يتبادلا الحديث .
يمان: شكرا علي النصيحه بس ياريت تنصح نفسك انت الاول...وفكر في اللي إنت قلتهولي يمكن ينفعك.
أجاب يزن بخفه دم ليست بوقتها
آدم : أصدك تقول كان القرد نفع نفسه صح ؟
رمي يمان سيجارته ودهسها تحت اقدامه واردف
يمان : حاجه زي كده .
قبل يزن الاهانه بصدر رحب فكاهي واردف مغير للموضوع
آدم : عملت إيه في ليله الحنا واللي اتفقنا عليه .
يمان : كل شئ تمام الفندق هيكون متأمن علي أعلي مستوي ما تقلقش .
ثم غادر المكان، تاركًا آدم يتابع ابتعاده بنظرة تحمل خليطًا من القلق والاحترام.
عاد يمان إلى المنزل أولا بعد ليله طويله بعد تحججه بالاعمال الكثيره ، لكنه شعر بشيء سئ عندما هاتفه حارسه وابلغه بدخول رجل غريب الي الدوار بحماية رجال الحراسه الخاصين بزينب .
اخذ يهاتف ميلا كثيرا ولكن حين لم تُجب على اتصالاته المتكررة ، تسلل القلق لقلبه يعلم انها عنيده ، وكانت ترد عليه ولو ببرود، لكن هذه المرة، كان الهاتف يدق وما من مجيب. فلم يستطع البقاء مكتوف الأيدي.
لم يستغرق الأمر طويلًا حتى قرر الذهاب إليها. تذكر الطريق الذي أرشدته إليه ورد سابقًا، الطريق الخلفي الذي يقوده مباشرة إلى غرفتها بعيدًا عن أعين الجميع.
وبعد وقت ليس بقليل وصل يمان إلى الدوار متسللًا كما فعل صباحا ،عبر الطريق المخفي، وقف أمام نافذتها التي كانت مفتوحة قليلًا. رأى ميلا جالسة على الأريكة في الشرفه ، شاردة الفكر، ترتشف مشروبها الساخن وهي تتلوي من الم امعائها بينما تحدق في الفراغ.إستدار نحو الباب المتجه الي باب الحديقه الخلفيه المؤدي الي غرفتها متجها إليها.
انقضت الليلة المثقلة بالتوترات أخيرًا، وتفرق الجميع بعد أن أطفأت مشاعرهم المتأججة أنفاسهم المتعبة. في دوار العماريّة، ساد السكون، إلا من حديثٍ هامسٍ يتردد في الأرجاء.
وبينما كانت هذه الهمسات في دوار العماريّة مشحونة بالتوتر، رأت ورد آدم في الحديقة الخلفية حيث كان يجلس على كرسيٍ خشبي قديم تحت شجرة الزيتون . متأملا في صمت ظلام الليل تقدمت إليه بخفه وقدمت له كوبا من الشاي الصعيدي الثقيل بينما كانت تعتصرها الحيرة وهي تبحث عن الكلمات المناسبة لتطرح فكرتها دون أن تجرح مشاعره.
تقدمت إليه بخطوات مترددة وقالت
ورد : آدم بيه ، أنا كنت بفكر... يمكن لو عملنا حفل حناء لميلا بكرة، ده ممكن يفرّحها شوية... بس، خايفة الفكرة تضايق حضرتك بسبب ظروفكم وموت الست ايفلين يعني
رفع آدم نظره إليها، ورأى في عينيها صدق القلق على مشاعر الجميع. صمت لوهلة، وكأنه يستعيد ذكريات أخته إيف التي لم يمضِ عام على موتها الثلاث أشهر ثم قال بصوتٍ هادئ، لكنه مليء بالعزم
آدم : شكرا يا ست ورد ، عندك حق والله ميلا عانت كتير.من ساعه ما عرفت بمرض والدتها لحد ما ماتت .. أكتر مما حد ممكن يتخيل. فلو ده هيخليها تحس بسعادة حتى لو للحظة واحده ، يبقى لازم نعمله. وإيف الله يرحمها ... هتبقي أكتر حد يتمنى إنها تكون سعيدة.
ابتسمت ورد بحذر وقالت
ورد : إنت متأكد؟ ميلا ممكن تحس بالذنب لو افتكرت الظروف ووالدتها ...
قاطعها آدم بابتسامة مطمئنة
آدم : ميلا محتاجة تعرف إن ليها حق تفرح، حتى لو كان الحزن حوالينا زي مانتي شايفه كده ما بيخلصش . دي خطوة ليها، ولازم نكون جنبها.ونفرح بيها ونفرحها كمان علشان كده
مش هسيب الأمور تحصل بعشوائية. ميلا تستحق حفل يليق بيها وبينا كعيلتها ، وعشان كده جهزت كل حاجة. حجزت قاعة مناسبات كبيرة في فندق فاخر بالأقصر، والاحتفال هيكون بعيد عن النجع، بعيد عن أي ضغوط أو لغط.
سادت لحظة من الصمت قبل أن يضيف:
آدم : الحرس الخاص بيّ هيكونوا معاها خطوه بخطوه وكمان هيوصلوا كل المدعوين هناك. علشان ما فيش حد يعرف يضايقهم، ولا حاجة تعكر فرحتها.
ارتاحت ورد لكلماته التي حملت قوةً وإصرارًا. أدركت أن آدم، رغم قسوته الظاهرة أحيانًا، يملك قلبًا مليئًا بالحنان. انطلقت لتخبر داليدا بالفكرة، بينما آدم بقي في مكانه، يتأمل السماء المظلمة، وكأنها تحمل بين نجومها ذكرى أخته المتوفيه ، التي لطالما كانت مصدر إزعاج له في حياتها ثم بعد مماتها علي الرغم من ذلك حاول احتواء اولادها ومزجهم داخل حياته.
في زاوية الحديقة الخلفية، كانت داليدا تقف متخفيه تستمع الي ماحدث اخذت تقفز كالاطفال عندما استمعت الي موافقته فكادت ورد أن تحكي لها بتفاصيل ما حدث بينهم .
حتي أمسكتها من خصرها وأخذت تدور بها في الحديقه من السعاده حيث كانت تحاول إضفاء جوٍّ من السعاده احتفالا بما علمت.
توقفت داليدا عن الرقص عندما لمحت نظرات آدم لها والتي أثارت إنتباهه بصوتها العالي فتنحنحت و قالت بإستفزاز
داليدا : بصراحة،يعني كويس انه وافق ، علشان لو ماكانش وافق على حفل الحناء ده ، كنت هقول ليزن بيه على طول. أكيد كان هيخلي يمان بيه يوافق، ويعملها حفله بطريقة الجنت تليق بميلا حرم يمان بيه الفهد .
لكن ورد لم تلاحظ نظرات آدم التي انصبّت عليهما من بعيد. بدا عليه الانزعاج من كلمات داليدا ، ومع كل كلمة كانت تقولها، كان الغضب يتصاعد في داخله.
اقترب آدم بخطواتٍ سريعة نحو الفتاتين وقال بصوتٍ عميق يحمل نبرة غضب مكتوم
آدم : والبشمهندسه داليدا هتطلب من الشمهندس يزن حاجه لميلا علي أساس انها عدمت خالها بقا ولا إيه .