رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 15 - 3 - الثلاثاء 17/12/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الخامس عشر
3
تم النشر الثلاثاء
17/12/2024
خرج يمان من البوابة الخلفية للدوار بهدوء محاولًا عدم لفت الأنظار. كانت نظراته مشغولة بما تركه خلفه، وكأن قلبه قد علق هناك مع ميلا. لكنه لم يكن يعلم أن هناك من ينتظره بالخارج.
عندما اقترب من السيارة المتوقفة خلف الدوار، لمح يزن ورؤوف يجلسان في انتظار عودته. فتح الباب بخفة ودخل السيارة، فبدأ يزن بالكلام مباشرة مازحا
يزن : مبروك يا عريس بقا كده بتزوغ مننا في الدوار علشان تقابل الست ميلا من ورانا ، طب كنت قلنا بدل ما كنا هنسيحلك وتتمسك بيها متلبس لولا الست ورد الله يرضي عليها هي اللي فتنت عليك ونبهتنا.
نظر يمان إليه بعينين متعبتين، لكنه لم ينكر. وجوده معها .
يمان : بص أدامك وسوق وانت ساكت أنا مش فايقلك
ابتسم يزن واستلم طارة القياده بينما رؤوف مازحا
رؤوف : طب مش هتحكلنا كنت بتعمل فوق إيه .ولا خلاص من لقي احبابه نسي أصحابه.
قذفه يمان بقداحته ولكن الآخر كان حريصا علي تفاديها عندما أحني رأسه بكل براعه.فنكز يزن واردف بضحك.
رؤوف : يالله ياعم يزن شكل العريس العروسه منكده عليه وهيطلعه علينا .
ضحك يزن علي شكل رؤوف المنزوي تحت المقعد الأمامي.
يزن : بس انا شايف ان مش يمان بس اللي واخد علي دماغه ده باين الست ورد شايفة نفسها علي ناس هنا برده ومصدرلها الطرشه هي كمان .
ابتسم رؤوف إبتسامه هادئه وهو يتذكر هذه الورد الفاتنه ورقتها .
نظر إليه يزن باستغراب، ثم قهقه بخفة.
يزن : يا رؤوف، ما تبصش لبنات العمارية كتير، دي بنات مش سهله المفروض تآخد العبره من اللي قبلك ، إذا كان يمان باشا الفهد اللي مقطع السمكه وديله الست ميلا ملففاه حولين نفسه ،أمال إنت يا حنين هيعملوا فيك إيه ،هيقيموا عليك الحد .
نظره له يمان بنظرة محذىه بينما ردف رؤوف بثقه
رؤوف : ولو !! بس بصراحه حقهم .. يستاهلوا وآنسه ورد بنت جميلة وأدبها ظاهر عليها. بصراحة بدأت أفكر فيها بجديه ، يمكن بعد ما يمان يحل مشكلته مع ميلا ويتجوزوا ، أبدأ أشوف أنا كمان نصيبي مع واحدة بنات العماريه .
يزن هازئا
يزن : إنت فاكر الموضوع بالسهل كده؟ الموضوع هنا مش مجرد إعجاب، ده حرب ومواجهات، ولازم تبقي كل خطوة محسوبة وماتنساش انت آنسه ورد تبقي أكبر منك يجي ب٥ سنين .
رؤوف : عمر السن ما بيبقي عقبه بين اتنين متفاهمين والحب تالتهم ، وأنا مستعد أتعلم الحرب عشان ورد. وشكلها بنت أصل و تستاهل، مش كده برده ولا إيه .
استسلم يزن لحديثه واردف ساخرا
يزن :لجل الورد ينسقي العليق يا عم رؤوف
استمرت الأجواء بخفة بين الإثنين ، فقد بدأت ورد تقتحم أفكار رؤوف فعليًا، ليبدأ بالتفكير جديًا بأن يأخذ خطوة نحوهاولكنه قرر أن يؤجل الأمر لبعد زفاف يمان ، رغم إدراكه لصعوبة ذلك. لكن يمان كان في عالم موازي ليس به إياها يتذكر دفئ عناقها وحلاوة قبلتها وهو ينظر من النافذه بين الحقول الخضراء غارقًا في أفكاره معها
وكأنه بمغادره الغرفة شيئًا منه بقي هناك، عالقًا بين ضلوع ميلا وبين صمتها المرتبك. كان عناقها أشبه بملاذٍ وجده بعد تيه طويل، وقبلتها... تلك القبلة الوحيدة، كانت كأنها أعادت ترتيب فوضى قلبه.
للحظة، شعر وكأن العالم توقف، وأن كل الحروب والصراعات التي عاشها داخله قد هدأت. أصابعه، التي التقت بخصرها في ذلك العناق، ارتجفت لأول مرة منذ سنوات. لم يكن خوفًا، بل شعورًا نقيًا بأن ميلا وحدها هي من تستطيع تهدئة عاصفته.
وحينما خرج من الغرفة ظل يحمل عبقها في ثيابه، وعطرها في ذاكرته. سار بخطوات واثقة، لكن قلبه كان يتأرجح بين فرحة اللقاء ووجع الفقدان المحتمل. لأول مرة، شعر أنه ليس سيد قراراته، وأنه مهما حاول التحكم، فإن ميلا هي النقطة الوحيدة التي تجعله يتخلى عن كبريائه.
"كيف يمكن لامرأة أن تترك أثرًا كهذا؟"
تمتم لنفسه وهو يستنشق هواء الصعيد المنعش ، لكنه أدرك أن الأمر أكبر من الحب نفسه. كان إحساسًا بالانتماء، وكأنها نصفه الذي غاب طويلًا.
كانت القبلة والعناق أقوى من أي كلمات، هما الحبل الذي ربط قلبه بقلبها، وأكد له أنه لا يمكنه أن يتركها مهما حدث.
لم يستطع منع نفسه من التفكير في ميلا وما ينتظرهماطول الطريق . وعندما وصلت بيهم السياره الي أول طريق النجع أمر يزن بالتوقف .
❈-❈-❈
وصل آدم وداليدا إلى النجع بعد رحلة طويلة ملؤها القلق والحيرة. بمجرد أن وطأت أقدامهما أرض النجع، شعر الجميع بحالة من التوتر. كان آدم يبدو غاضبًا للغاية، وعيناه مليئتان بالشرر، فيما كانت داليدا صامتة إلى جانبه، تعرف جيدًا أن الأمور ستصعب أكثر مع مرور الوقت.
عندما اقتربا من دوار العماريه، قاطعتهم سياره يمان الذي كان ينتظرهم في أول طريق النجع بدأ آدم يلوم يمان على ما آلت إليه الأمور، ورفع صوته بغضب.
آدم : إنت إزاي ما تقوليش باللي حصل وتسيبني مغيب كل ده ولا كأن اللي كانت مخطوفه دي بنت أختي
رد عليه يمان مطمئنا واردف هامسا
يمان : إهدي يا آدم بيه أنا حليت كل شئ وماتنساش أن ميلا تبقي مراتي وانت بنفسك اللي مضيت علي عقد جوازنا بما أنك وكيلها .
❈فلاش باك ❈
آدم : هو بصراحه أنا اتفاجئت في البدايه وكنت هرفض لاني خايف عليها منك بس بعد اللي شفته من شويه غيرت رأيي وعرفت إن بنت أختي راجل وما يتخافش عليها لا منك ولا من غيرك .والوحيد اللي يتخاف عليه هنا هو إنت يا يمان بيه !!
تبدلت معالم وجهه للغضب وصمت لبرهه وسأله مستفسرا
يمان : أممم ..أفهم من كدة إنك موافق ؟
قام آدم مستعدا للمغادرة وأردف بجديه
آدم : مش مهم أنا أوافق ..المهم هي اللي توافق
غمز له يمان بتأكيد
يمان : هتوافق ...سيبك بقه من الموضوع ده وخليه عليا .
وأردف مغيرا للموضوع .
يمان : تعالي نتكلم في الشغل شويه لاني شاكك إن اللي حرق المخازن بتاعتك هو هو نفس الشخص اللي خطف ميلا من قلب دوار العماريه ورماها أدام دوار عيله الفهد علشان يوقع العيلتين في بعض ..ودلوقتي بردو مش عاوز النسب ده يتم .
آدم : تفتكر مين ؟ بما إنك تعرفهم أكتر مني ؟
وقف يمان واتجه الي المقعد قبالته وجلس أمامه
يمان : زينب العماري .
انكمش وجه آدم بصدمه غير مصدق بما يتفوه به هذا المعتوه
آدم :مين ؟ ودي ايه مصلحتها ؟
فتح يمان حافظه تبغه وقدمها الي آدم ليمد آدم يده ويأخذ إحداهم ويفعل يمان بالمثل ويردف وهو يشعل التبغ
يمان : هي الوحيده المستفيدة من كل اللي بيحصل من ساعه موت سعد ، كل ورثه تحت إيديها وهي المتحكمه فيه وطبعا مش عاوزة ميلا ترجع وتكوش علي كل العز ده كله ، حتي أخوه الكبير ياسر عامل زي الدلدول في إيدها وإبنه داير ورا الرقصات والغوازي وعاوز يتجوز تاني علشان تخلفله الولد اللي نفسه فيه ، والحاج يحيي سايبلها الأرض والدوار بتتحكم فيهم علي كيفها وهو مش فاضي غير للأحكام والجلسات العرفيه في البلد .
آدم : أممم...فهمت . ده كده الحوار يبقي كبير وهي كده دبور وذن علي خراب عشه.
يمان : لا يا آدم بيه للأسف مافيش ولا دليل يدينها حتي الواد اللي خطف ميلا وكان هيعترف هرب يعني مافيش ولا دليل عليها .
آدم : طب ما ترسيني هتعمل إيه علشان ابقي معاك الخط
وقف يمان وأحضر ورقه زواج بأسمه وبأسم ميلا ووضعها أمامه ووضع بجوارهمالقلم .
يمان : إنت عارف أنا وميلا كده كده قدرنا بقا واحد وهنتجوز عاجلا ام آجلا ودة اللي كنت بفهمهولها من شويه .
ابتسم آدم هاذئا بخبث
آدم : علشان كده كانت عاوزة تولع فيك
تنحنح يمان بغضب وبنبره شديده اللهجه اردف
يمان : بنت أختك من النهارده هتكون مراتي ومسئوله مني علي سنه الله ورسوله علشان أقدر أحميها وأحافظ عليها واقدر كمان اقابلها براحتي انت كل اللي هتعمله هتمضي بما إنك وكيلها .
وقف آدم هو الآخر وصفع المكتب بيده
آدم : نعم يا خويا ...تقابل مين؟
تنحنح يمان بغضب واردف بإيضاح
يمان : مراتي ...يا آدم بيه ..واطمن مافيش حاجه من اللي في دماغك دي هتحصل الا بعد الاشهار اللي هيكون في الصعيد وبموافقتها اولا ...إحنا صعايده برده وبنفهم في الأصول ، واهميه الورقه دي أنها لازم تتوثق بأسرع وقت و لازم تكون معايا علشان أتتبع عمليات التحويل البنكيه اللي بتقوم بيها زينب من حساب ميلا اللي بينقص ملايين.
❈فلاش باك إند ❈
بينما كان الحديث يتصاعد بينهما، حدث شيء آخر شتت انتباه آدم. لقد لمح داليدا تنزل من سيارته وتتجه إلي رفقة يزن، وكانت تحرك خطواتها بثقة وكأنها تتحدث مع أحد أصدقائها المقربين. ما لفت نظره أكثر هو الإنسجام الواضح بينهما، وكأنهما لا يعانيان من أي توتر أو مشاعر غريبة، كما لو أن بينهما رابطة غير مرئيه
لم يكن آدم قادرًا على إخفاء مشاعره. شعر بشيء من الغيرة الحارقة يغزو قلبه. كانت داليدا دائمًا تتمتع بكاريزما خاصة، ولكن رؤيته لها مع يزن، الذي بدا واثقًا ومريحًا، أثار فيه مشاعر لم يكن يتوقعها.
بدأت الأسئلة تتخبط في عقله، ليجد نفسه ضائعًا في بحر من المشاعر المتناقضة. مشاعر الغيرة التي شعر بها جعلته يتساءل عن علاقته مع داليدا، وكيف كانت تتطور في غيابه.
بينما كان يمان يراقب الموقف بصمت، كان يعلم أن الأمور بين آدم وداليدا ستأخذ منحى آخر، وأصبح القلق يساوره بشأن المستقبل القريب علي أخيه يزن .