رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 15 - 4 - الثلاثاء 17/12/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الخامس عشر
4
تم النشر الثلاثاء
17/12/2024
لم يستطع آدم السيطرة على نفسه بعد أن شعر بغيرة شديدة تغزو قلبه. في لحظة من الغضب، توجه نحو داليدا بسرعة، ممسكًا بيدها بقوة. كانت نظراته مليئة بالانزعاج، وعيناه تومضان بغضب واضح. دون أن ينتظر رد فعلها، قادها بقوة نحو سيارته، ولم يسمح لها بالحديث. وقاد السياره بحذر واردف
آدم : إنتي إزاي تنزلي من العربيه من غير ما أقولك ..إيه مش مع راجل ولا مش عاجبك ولا يكونش وحشك ابن الفهد .
كان وجهه متجهمًا، والغضب يملأ عينيه. رغم أنه كان يحاول أن يبدو هادئًا، إلا أن غضبه كان يسيطر على نبرات صوته. داليدا، التي كانت دائمًا محط اهتمام الجميع، وقفت هناك عاجزة عن الرد، وكانت عيناها تتجنبان النظر إلى عينيه. كان من الواضح أن هناك شيء في داخلها يجعلها تخشى أن ترد عليه أو تبرر تصرفاتها.
أخذ آدم مفتاح السيارة، وأوقفها بعيدًا عن دوار العماريه، في مكان هادئ منعزل. كانت أعصابه مشدودة، وهو يراقب داليدا التي لم تبدُ وكأنها تدافع عن نفسها. كانت متسمرة في مكانها، لا تعلم كيف ترد على لهيب غضبه.
آدم :أنا عاوز اعرف ايه اللي ما بينكم بالظبط ..إيه اللي بينك وبين ابن الفهد يخليه مهتم بيكي للدرجه دي ، وإيه كل شويه الاقيكم لذقين لبعض إشي غدا وإشي عشا وتفضلوا تتودودا كأن ما بينكم علاقه أو مرتبطين .
داليدا، التي كانت تراقب المشهد بصمت، فجأة انفجرت بكلماتها، ملؤها الغضب والاستفزاز. نظرت إلى آدم بعينين غاضبتين، وابتعدت عنه خطوة، متجاهلةً الأجواء المتوترة حولها. لم تعد قادرة على تحمل ما كان يشعر به تجاهها.
داليدا : وإنت مالك !!ودخلك إيه !!تبقالي مين علشان قولك ، إنت مالكش دعوه بحاجه تخصني ومالكش إنك تتحكم فيا أكلم أمين وأقاطع مين ، ولا حتي ليك دعوه بحياتي ولا قرارتي ، أنا بس اللي أقرر اعمل إيه ومع مين إنت فاهم .
لكن آدم، الذي كان قد بلغ من الغضب أشده، لم يكتفِ بالصمت. بل أصرّ على موقفه، حتى وإن كانت داليدا تقاومه بكلماتها اللاذعة. كان يعتقد أن ما يفعله هو الصح، وأنه يجب عليه حماية ما تبقى له من علاقات، حتى لو كانت بطريقة قاسية.
آدم : أظبطي يا داليدا وخلي نهارك يعدي علي خير ، وإياكم ثم إياكي أسمع منك الكلام بتاع انت مالك الاهبل ده ، ولو كنتي فاكره إنك ممكن تمشي علي حل شعرك ده اجيبك منه ، وأحطك تحت جزمتي لحد ما تقولي حقي برقبتي ، وهي كلمه واحده تقطعي علاقتك مع إبن الفهد أحسنلك وأحسن له علشان ما احطوش في دماغي واسوحها عليه وأذيه وهتبقي إنتي السبب.
كانت داليدا تلهث، والغضب يملأ قلبها. ما حدث كان أكثر من مجرد نقاش عادي. كانت تشعر بأن آدم قد اجتاز حدودًا لا يمكنه العودة منها، وأنه قد ألقى عليها عبئًا جديدًا من الضغط والمشاعر المعقدة.
داليدا :لا يابن الشمري دا انت اللي باين عليك هبت منك علي الاخر هي مين دي يا عنيا اللي تحطها تحت جزمتك ..دا انا أحطك انت وجزمتك واللي يتشددلي تحت رجليا وأفرمكم وأعدي ، مش كل الطير اللي يتآكل لحمه يا آدم باشا ،ومش داليدا اللي تتهدد يا عنيا .وأعلي ما في خيلك اركبه .
كان التوتر في الهواء يكاد يقطعه، لكن آدم ظل ثابتًا على موقفه، وعيناه مليئتان بالتصميم. كانت تلك اللحظة فارقة بين قرارين مصيريّين: إما أن يقبل كل منهما التعايش مع الاختلاف، أو أن ينفصل كل واحد عنهما ليواجه مصيره وحيدًا.وها هي إختارت أن تنفصل ففتحت باب السياره وخرجت ثم أغلقته بعزم ما فيها بوجهه .
كانت تمشي بسرعه بينما هو يقود السياره بجانبها ويصرخ بها
آدم : إركبي يا داليدا ماتخلنيش أنزلك .
لم تعره أي إهتمام وتقدمت بطريقها كأنها لا تسمعه الي أن وصلت الي الدوار، رمقته بغضب وإشمئزاز ودخلت للداخل دون حتي إنتظاره .
❈-❈-❈
##############
دخل آدم إلى الداخل، حيث استقبله رجال العائلة العماريّة بحفاوة وترحاب. كانت الوجوه مزيجًا من الجدية والاحترام، ولكن بداخلها شعورٌ بالتوتر لما حدث. الأجواء في المكان كانت تزدحم بالصمت الثقيل، الجميع ينتظر كلمةً منه، فهو الشخص الذي تحمل عائلته عبء هذه القضية، والقرار الذي سيصدر منه سيحدد إكتمال العلاقة بين العائلتين.
يحيي : أهلاً وسهلاً، يا آدم يبني نورت النجع . أنا وباسم كل العيله بنعتذرلك علي اللي حصل ..ودي كانت غلطه من عمها نتمني ما تكونش سببتلك أي إهانه .
لم يتوقع آدم هذا الترحيب وهذا الاعتذار من رجل وقور كالحاج يحيي ، حيث كان يظن أن الأمور ستسير بطريقة أكثر تصعيدًا بعد ما حدث من قبل. كان قد وصل إلى هذا الدوار بعد جهدٍ كبير، وبينما كان يهمّ بالحديث عن سوء التصرف الذي وقع من جانبهم، كانت المفاجأة الكبرى في اعتذارهم
ياسر : وأني كمان بعتذر لك علي اللي حصل ، انا بس فار دمي لما لقيت بت خوي قاعده في الشجه لوجديها ، وكنت بحسب انها في حما بن الفهد وماكنتش أعرف انها في حماك وانت اللي بتحرسها .
آدم كان يراقبهم بنظرات حادة، لكنه شعر بأنهم لم يكونوا صادقين في اعتذارهم، وانهم يخفون شيئا جليا وأن الموقف كان مدبرا كما قال له الحارس وأنهم كانوا متورطين بكل شئ حدث ، وهذا يربط بين إرادة ميلا بالهروب للخارج بأسرع وقت وبين خطفها بهذه الطريقه ، حاول أن يهدئ من مشاعره، ولكن قلبه ما زال مشبعًا بالغضب بسبب الأحداث التي جرت ولكنه قرر أن يتحري بجديه عن الأمر.
آدم : أستفغر الله يا حاج يحيي، إنت عارف انت غالي عندي إزاي ومقامك عالي عندي . ولكن الاعتذار وحده لا يكفي. لازم تكون المسائل واضحه بينا ميلا دلوقتي في حمايتي وفي حمايه يمان لانه خطيبها وهيكون جوزها بعد كام يوم . فأي تجاوز منكم بعد كده لا انا ولا هو هنسمح بيه .
نظر آدم إلى وجه ياسر، الذي بدا عليه الحرج الشديد. كان ياسر يعلم أن الخطأ الذي ارتكبه قد أثر على العلاقة بين العائلتين بشكل كبير، وكان يحاول أن يثبت لهم أنه يندم على ما فعله علي الاقل حتي يصفح يمان عن باسل ولده ويعيده إليه سليما .
❈-❈-❈
في إحدى الزوايا الهادئة من الدوار، حيث كان الهدوء يلف المكان، الا من ضجيج التلفاز جاءت نسمه هواء شقيه قلبت المكان ،. كانت ورد تجلس في غرفة الصالون تنظر من النافذة بعيونٍ تائهة، بينما كان قلبها يحمل خليطًا من المشاعر المتضاربة: الحزن، القلق، والحيرة. فجأة، الا أنها إبتسمت عندما تذكرت نظرات رؤوف لها ظلت تفكر به وتبتسم كالبلهاء حتي دخلت داليدا الغرفة، ومعها نسمة من الأمل والطمأنينة، رغم أن هناك غيمة من الصمت تعم المكان
نظرت ورد إلى داليدا، وتبدلت ملامح وجهها، حيث أضاءت ابتسامتها بمجرد أن رأت هذه الشقيه
ورد : أهلا بالزينه
عانقتها داليدا بحب واردفت
داليدا :أحلي طنط ورد في العالم
امسكتها من وجنتيها
ورد :أه يا بكاشه من ساعه ما مشيتي من إهنه ما أفتكرتنيش حته برنه تلافون .
داليدا : ايه ده يا طنط هو إنتي معاكي تلافون . لا اا دا الصعيد اتطور علي الاخر اوعي تقوليلي كمان انك عندي واتس أب وكده
صفعتها ورد علي كتفها
ورد :وفيس بوك ومازنجر كمان
داليدا :وكمان مازنجر.؟ وجريندايزر رأيه إيه في الموضوع ده بقا لا ده إحنا كده فقدنا خالص يا طنط الطار ولا العار .
خلعت ورد حذائها وهرعت خلفها
ورد : بتتريقي عليا ؟ طب والله لنزل بالمركوب فوق دماغك
هرعت داليدا الي الطابق الأعلي هربا من بطش ورد وشوقا الي صديقتها التي ما أن رأتها الا وعانقتها بشده .
كان اللقاء بينهما مشحونًا بالعواطف المكبوتة، وكأن كل واحدة منهما كانت تبحث عن كلمة واحدة قد تعيد الأمور إلى نصابها. كانت ميلا، في أعماق قلبها، تشتاق إلى داليدا أكثر من أي وقت مضى.
ميلا :وحشتيني اوي اوي يا ديدا
كانت كلمات ميلا تعبر عن ارتباكها وحيرتها. فقد كانت الأحداث تتسارع من حولها، وكل شيء حولها أصبح أكثر تعقيدًا. ولم يكن هناك سوى داليدا التي يمكن أن تشعر بما تمر به. كان اللقاء بينهما بمثابة لحظة صغيرة من الراحة في عالم مليء بالمتاعب. حتي دخلت ورد وهي تحمل حذائها فصرخت داليدا ووقفت علي الفراش تقفز عليه تحاول تفادي الضربات التي تتلقاها من ورد .
ورد :أنا يتقالي مازنجر ولا زنجيزر ماتعرفيش اني ساقطه ثانوي يابتاعه الميكانيكا إنتي.
داليدا : ساقطه ثانويه
بدأت داليدا تتحدث بأسلوبها الساخر المعتاد، وهي تقلّد بطريقة فكاهية أهل النجع وكلامهم المتكرر . كانت حركاتها المبالغة وملامحها المُضحكة لا تُقاوَم.وقفت ميلا بينهم تحجز عنها ورد التي كانت طفح كيلها من تقليدها لها ولطريقه حديثها الصعيدي .
ورد : سيبيني عليها ناقصه الربايه دي .