-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 24 - 1 - السبت 21/12/2024

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر السبت

21/12/2024



صدحت منها صرخة فزع عندما جذبها من ذراعها وألقى بها على الفراش ومال عليها قليلًا مغمغمًا من بين أسنانه 

_بلاش تحسسيني إني شرير أوي كدة ولو قربتي مني هغتصبك.

ضغط على حروف كلماته

_أنا واحد أعمى أخري أقربك مني بالشكل دة مقدرش اعمل اكتر منها.


ازاحته أسيل بكل قوتها ونهضت قائلة بتحذير

_اللي حصل ده ميتكررش تاني انت فاهم؟

رفع حاجبيه بمكر  

_أنا عملت ايه؟

كانت نبضاتها تتسارع بقوة من شدة الخوف تارة ومن غضبها لفعلته تارة أخرى وتمتمت باحتدام 

_اللي عملته.

تحدث بسخرية

_ملاحظ إن صوتك عالي أوي.

كانت لهجته تحمل تحذير لذا هدأت من روعها وقالت بحزم

_ممكن تخليني اغيرلك على الجرح عشان ميعاد انصرافي.

حسس بيده الأخرى على أنامله المصابة وتمتم قائلاً 

_أنا شايف إنكم مكبرين الموضوع أوي، ولا أنا عشان أعمى مش شايف الجروح ومدى حجمها، ويمكن برضه فقدت معاه الإحساس.


كانت تنظر إليه بازدراء وكم أرادت في تلك اللحظة ان تواجهه بحقيقته لكنها احجمت تلك الرغبة، عليها التروي قليلاً 

فتابع قائلاً 

_على العموم اتفضلي.

سحبت أسيل المقعد ووضعته أمامه على بعد مسافة تسمح لها بمداوات يده

ولم تكن تعلم ما فعلته به بتلامس أناملها الرخوة ليده

رائحتها التي لم تتركه لحظة واحدة.

خصلاتها التي كانت تلامس أنامله رغماً عنها 

فتترك يده كي تبعدها وتعود إليه 

تذكر حركتها تلك والتي كانت تصيبه بالجنون بعفويتها وتساءل

_هل مازالت بذلك الجمال الذي خطفه تجاهها منذ اول مرة؟


بدأ تنفسه يثقل ورغبة ملحة بداخله تطالبه بخطفها داخل أحضانه مرتويًا من ذلك الظمأ الذي ارهقه منذ أن رآها ومعاقبتها على تركها له

كانت تعمل في سكون تام تتظاهر بالثبات وهي ابعد ما يكون عنه

تلك اليد التي كانت داعمة لها هي نفس اليد التي قضت عليها وحكمت عليها بالعذاب.

دون إرادتها رفعت عينيها إليه بعتاب لو رآه لسقط راكعاً أمامها يطلب عفوًا لا سبب له.


كلاً منهم يدين الآخر ولا يعرف أحد منهم سبباً له.

وكلاهما يعاتب الآخر وكلاً بذهنه

والأدهى من كل ذلك أن قلوبهم مازالت تنبض بذلك العشق الذي ظنوا لوهلة أنه حل عن صدورهم.

لم يعلم كلاهما أنه هو وحده المتحكم بهم ولا شيء غيره.

انهت عملها ونهضت من مقعدها لكن ارتعاشت يدها جعلت الحقيبة تسقط منها فتمتمت بإحراج 

_انا اسفة.

لم يرد عليها وبقى ثابتًا مكانه وبدأت هي بتجميع الادوات ووضعها بالحقيبة 

وقبل أن تنهضوقع نظرها على ذلك الخاتم الذي سقط منه وبحث عنه كثيرًا ولم يجدها

كانت ظاهرة أسفل الفراش فمدت يدها دون إرادتها تمسكها وتنظر إليها 

فينقبض قلبها عندما قرأت اسمها منقوش داخلها "أسيل وردتي الشائكة"

اتسعت عينيها بذهول وهي تنظر إلى اسم ذلك اللقب الذي كان يختم به رسائله لها.


ازدردت لعابها بصعوبة وشعرت أن الدنيا تلتف بها ما معنى ذلك.

تطلعت له ولعينيه بحيرة وعيونها تتساءل عن معنى ذلك

هل كان ينتوي الزواج منها؟

أم كانت لعبة أخرى من آلاعيبة كي يسقطها في براثينه

لم يتركها لشرودها وسألها بجمود

_خلصتي؟

أخفت الدبلة بجيبها ثم نهضت قائلة

_اه خلصت بعد أذنك.

همت بالخروج لكنه اوقفها

_استني عندك 

استدارت له أسيل وسألته

_نعم.

_مين الطفل اللي كنتم سيبينه لوحده ده؟

اهتزت نظراتها وتوقفت عن التنفس للحظات لكنها غمغمت برهبة 

_ده ابن أخويا.

كور قبضته المصابة بشدة اخرج فيها غضبه وغيرته من ذلك الرجل الذي يلقيه القدر في طريقه دائمًا ثم سألها بثبات يتنافى تمامًا عمّ بداخله من غضب

_وعادي كدة كلكم تسيبوه وتمشوا.

ردت بنفي

_لأ بس هو كان نايم ولما لقيته سخن خرجت أجيب له علاج للسخونة.

واصل استجوابه

_اومال مامته فين من كل ده؟ معقول جالها قلب تسيب ابنها تعبان كدة؟

ازدادت ضربات قلبها خوفًا وردت بوجل

_مامته بتسيبه عندنا لأنها دكتورة ولما بتخلص الشغل بتعها بتعدي تاخده، وبعدين هو مكنش تعبان كدة لما جابته.


تذكرت داغر تلك الطبيبة وقال

_الدكتورة دي اسمها هايدي مش كدة؟

رمشت بعينيها تحاول ضبط صوتها

_بالظبط.

اومأ لها 

_فهمت إنها تعرفه أول ما أخدته مني بس متخيلتش أنه يكون ابنها من….

تظاهر بالتفكير وهو يقول

_اظن اسمه حازم مش كدة.

انقطع الأكسجين عن الغرفة لحظات ومن ثم اخذت انفاسها بوجل وردت بتلعثم

_اه…هو.

واصل تلاعبه بها وهو يردد اسمه كاملاً 

_حازم وجدي حمدان، متهيألي سمعت الإسم ده قبل كدة، كأنه مش غريب عليا.

اغمضت عينيها بخوف حتى قدميها أصبحت واهنة من الصدمات التي تتلقاها.

فتمتمت بتيهة 

_تشابه اسماء مش أكتر.

أكد حديثها بثقة مزيفة

_فعلاً ممكن يكون تشابه اسماء

على العموم تقدري تروحي دلوقت، صالح هيوصلك.

_لأ مفيش داعي أنا….

قاطعها بلهجة حازمة

_قلت صالح هيوصلك.

اومأت له وخرجت من الغرفة.


❈-❈-❈


خرجت وعد من الجامعة تتلفت على السائق

تفاجئت بالفتاة التي تعمل مع زوجها تتقدم منها

تطلعت إليها بازدراء وهمت بتخطيها لكن إيمي وقفت أمامها تمنعها من الذهاب

_وعد دعينا نتحدث قليلاً.

اشاحت وعد بوجهها 

_ليس بيننا ما يقال، دعيني أذهب.

_لا بيننا سوء تفاهم وعلينا حله، ثقي بي.

تطلعت إليها وعد بامتعاض لكن إيمي تطلعت إليها بإيماءه أن تطاوعها

وافقت وعد على مضد وقالت إيمي

_دعينا نتناول القهوة في المقهى القريب من هنا.


في المقهى

جلست إيمي وأشارت للنادل أن يقترب وسألت وعد

_هل تودين شرب القهوة.

اومأت لها فانصرف النادل وهنا تحدثت وعد

_تفضلي.

تطلعت إليها إيمي لوهلة ثم قالت بتحذير

_ما سأقوله الآن عليه أن يظل سرًا بيننا، سليم لا يجب أن يعرف عنه شيئاً.

انقبض قلبها بخوف وسألتها بلهفة

_هل حدث شيء لسليم؟

طمئنها مسرعة

_لا اطمئني هو بخير، لكن بعدك عنه لا يتركه يشعر بالخير.

اشاحت بوجهها بعيدًا عندما علمت ما تريد التحدث بشأنه فتابعت إيمي بنصح

_وع ون

د، سليم بريء لم يقتل أخته كما ظننتي، كان عليّ ان احتفظ بسره لكن رؤيته يتعذب بذلك الشكل جعلتني انحث بوعدي.

تطلعت إليها بشك وقالت 

_وما الذي يجعلني اصدق حديثك.

_وما دافعي من الكذب؟ وأد سأكون صريحة معكِ لقد كنت احب سليم حاولت معه مراراً وتكراراً أقربه مني لكنه رفضني وأخبرني أنه يحب زوجته ويخلص لها

وفي يوم جعلته يثمل كي يقضي ليلته معي لكن رغم ثمالته إلا إنه رفضني بشدة 

استدرجته في الحديث وعلمت منه قصتكم وسبب بعدك عنه، أخبرني بأخته التي تدعى أسيل وما حدث لها وأنها الآن تعيش مع مربيتها.

نهضت لتحمل حقيبتها وتابعت

_لقد أخبرتك ولا مصلحة لي من وراء الكذب، الأهم ألا تخبرِ سليم بما قولتله لكِ هو يريدك أن تقبليه بكل أخطاءه وحينها هو من سيخبركِ بالحقيقة.

ذهبت وتركتها في حيرتها لا تعرف ماذا تفعل 

لقد أخطأت في حقه كثيرًا واتهمته بأنه قا.تل ولا أمان معه.

عاملته بكل جفاء في الوقت الذي كان يستجدي منها حنانًا وراحة بين أحضانها

ماذا تفعل الآن 

هل تذهب إليه وتقول له بأنها علمت الحقيقة؟

أم كما قالت إيمي يريدك أن تقبليه بكل أخطاءه

هي لا تعرف أنها قبلته بكل أخطاءه منذ ان فرض عليها الزواج لكن حزنها على أسيل جعلها تبغضه

مر وقت طويل وهي جالسة وحيدة في المقهى لا تريد الإنصراف

لن تستطيع النظر بعينيه بعد ما فعلته به

أخذت حقيبتها وخرجت تسير بخطوات بطيئة ناحية الجامعة ظنًا منها أن السائق مازال بانتظارها

ولم تعرف شيء عن ذلك الذي أخذ يجوب الشوارع بسيارته بحثًا عنها

كانت تسير بشرود ولم تنتبه تلك السيارة التي اصدرت صرير مزعج بجوارها وترجل منها صاحبها يغلق الباب بغضب متقدمًا منها بسخط

_انتِ ازاي تخرجي من غير ما تقولي، ومش بتردي على فونك ليه؟

رفعت عينيها إليه فوجدته يرمقها بغضب لم ترى مثله من قبل 

لم تجيبه بل تطلعت إلى عينيه بعتاب وحب وحيرة

لما لم يخبرها بالحقيقة ورحمهم من ذلك الشقاء الذي عاشا به طوال ذلك العامان

اختفى صوته الغاضب وكل شيء من حولها فقط عينيه التي تحمل غضب يشوبه راحة

هي من تراها أمامها 

قاطعت تعنيفه المتواصل عندما تركت حقيبتها تسقط أرضًا وألقت نفسها داخل حضنه متشبثة به بكل قوتها

تعشقه حد الجنون وهو ما لا يعرفه لكنها لن تخبئ حبها بعد الآن فتمتمت ببكاء

_بحبك يا سليم بحبك.

بوغت سيلم من فعلتها واستمر على تلك الحالة لحظات قبل أن يرفع يديه يخيطها بهما وهو لا يعرف سبب تلك الغصة التي تتحدث بها.

تركها تبكي على صدره رغم قلقه عليها وانتظر حتى انتهت نوبة البكاء ثم أبعد رأسها عنه قليلًا وعيونه تحمل حنان الدنيا لكن يشوبها قلق وسألها

_مالك؟ حد ضايقك؟

هزت راسها بنفي فوضع وجهها بين يديه قائلاً بحنو

_اومال مالك بتعيطي ليه؟

رفعت عينيها الباكية إليه وتمتمت بخفوت 

_تعبت من بعدي عنك وخلاص معدش قادرة أقاوم أكتر من كدة.

لم يقتنع بردها لكن صدق عينيها اقنعه لذا اعادها داخل أحضانه ينعم بها وبلحظاتهم.


الصفحة التالية