رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل 4 - 2 - الأربعاء 4/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
ما علاقة هذا الأمر بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع
2
تم النشر يوم الأربعاء
4/12/2024
جز علي أسنانه مغتاظًا وسرعان ما تولي بالرد عليها بعصبية ظاهرة في صوته
= انا استاهل ان انا صحيتك روحي كملي نوم احسن و اتخمدي، بدل النكد اللي انا عايش فيه كل يوم من تحت رأسك.. انا عارف عقلي كان فين لما اتجوزت واحده زيك، اديني سايبها لك مخدره
ضجرت سماح من أسلوبه كأنه الحمل الوضيع، وصاحت بصبرٍ نافذ
= تعالى هنا هو انت كل ما ازنقك في الكلام هتطلع تجري لا انا جبت اخري من العيشه دي، هو انت واهلك عاوزين تفضلوا تاخدوا من غير مقابل ولما حد يجي يطلب منكم حاجه تعملوا نفسكم عبط.. يا اخويا طالما عينك قويه كده انت واهلك في أن اساعدكم ولا لما كشفت ليكون فيا عيب.. يبقى انا كمان حقي اطلب شوفلك يوم نروح نكشف فيه سامعني ولا لاء.
❈-❈-❈
ذهبت تقي مع يوسف لزيارة عائلية ودية. بدأت الزيارة في منزل والدتها بالأول، حيث كانت خالتها وزوجها أيضًا موجودين وبعد ساعتين انتقلوا إلى منزل خاله منير ليقضوا بقية اليوم مع الأهل والأقارب، وهكذا كانت تسير عطلته. بدأت تقي تندمج مع بنات خاله في إعداد الطعام، بينما كان زوجها يجلس مع الرجال ومع طفلته.
لم تكن تقي تؤمن بما يسمى الحب الودي أو الاعتياد، حتى حدث الأمر مع يوسف في البداية، حاولت أن تتبع نصيحة خالتها وتقنع نفسها بأنها تحب زوجها، خاصة وأنها عاشت تجربة الحب الأول مع شخص اختيارًا سيئًا ومع مرور الوقت، بدأت تقتنع بذلك أكثر عندما أدركت أنها ما زالت تتذكر بمحمود أحيانًا دون قصد، مما كان يزعج زوجها وهو محق في ذلك. لذلك حاولت حل هذه المشكلة وإقناع نفسها بأنها قد تتعود.
خصوصًا أن يوسف لم يظهر منه أي شيء سيء في الحياة الزوجية وكانت تؤكد أن أجمل شيء حدث في حياتها هو طفلتها التي أنجبتها وإذا كانت هذه الحياة السعيدة التي تعيشها معه تُعتبر حبًا وديًا، فلماذا لا تسميها كذلك وتقتنع أكثر؟ لكن الحب الداخلي الذي شعرت به مع محمود للأسف، لم تصل إليه بعد مع يوسف وليس عليها حرج في ذلك، لأن الحب ليس بيدها ويكفي أنها تمنح إياه كل الاحترام والاهتمام.
لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة ليوسف، فهو يعلم أنها لم تحبه، لكن على مر السنين اعتاد على حياتهم بهذه الطريقة، رغم غياب الحب إلا أن كانت حياة مليئة بالاحترام والاهتمام والحنان وقد زادت الأمور تعقيدًا مع دخول تقى الصغيرة حياتهما، حيث كان لها تأثير كبير على استمرار تلك الحياة بهذا الشكل، لكن أكثر ما كان يزعجه هو أنها لا تزال تفكر في محمود وتكن له مشاعر الحب أيضًا.
فهي لم تغادر تفكيره حتى عندما أعتقد أنها تزوجت من شخص آخر وعندما استعادها بعد سنوات، لم يصدق حتى الآن أن القدر جمعهما من جديد، ليشعر معًا بمذاق جديد للحب نقلته لحظيًا إلى عالم جميل مليء بالمشاعر و الأحاسيس لم تكن تقى كغيرها من الفتيات، فقد شغلت باله حتى عجز عن متابعة أعماله بذهن صافٍ أو الاقتراب من أي فتاة أخرى.
فهل بعد كل هذا الحب الذي يكنه يوسف لتقى، سيكتفي بأن تستمر الحياة بينهما دون أن يطمح في المزيد، أو أن تحبه وتبادله نفس المشاعر أم سيكتفي بحياة أسرية مبنية على الاحترام والمودة بينهما؟
وفي ذلك الأثناء لج إليه خاله منير وجلس جانبه متسائلاً باهتمام كبير
= اللي واخد عقلك سبتنا ودخلت جوه ليه؟ موضوع يخص مراتك مش كده.. يا ابني هو انا ليه بحس انك غاوي تتعب نفسك البنت بقت مراتك وخلفت منها وجمعكم بيت واحد عاوز اكتر من كده ايه؟
اعتدل فوق المقعد واضعًا ساقه فوق الأخرى وهو يرد باهتمام
= وانا فيها ايه لما اعوذ اكتر من كده يا خالي مش مراتي وحبيبتي وحبي الأول و الاخير، اعتبرني طماع زي ما بتقول او غيران.. بحاجه خلاص عارف ومتاكد انها راحت لحالها ومش هترجع.. بس غصب عني اي تصرف منها بيفكرني بكل حاجه قديمه
رغم عفوية حديثه إلا أنه أثار فضوله وأجابه بجدية
= عشان الطمع وحش وبيضيع اللي في ايدك، انا كنت فاكر من بعد ما خلفت منها خلاص الوضع اتحسن زي ما انا شايف بعيني
سحب نفسًا مطولاً لفظه ببطء ليجيبه بعدها بامتعاض
= ولا اتحسنت ولا حاجه الوضع زي ما هو!
أنا اللي بدي وانا اللي ابدأ كل حاجه بنفسي، بس انا كنت بسايس اموري مش اكتر او بعود نفسي على الحياه دي طالما ده الوضع الحالي أو على أمل يتغير .. تفتكر يا خالي ممكن تكون لسه بتحب خطيبها وده اللي معكر حياتنا وبحس ان كل حاجه بتعملها تقضيه واجب وخلاص و مش بحب
زوى منير حاجبيه متسائلاً بحذر
=كمان دخلت في الخط حكايه خطيبها القديمه اوعى تكون بتفتح المواضيع دي معاها حتى لو مش في دماغها هتخليها تفكر كده وتشك في نفسها، سيب امورك على الله وهي هتتحل
أشار يوسف بحاجبه و أجابه بمللٍ
= أكيد طبعا لا وبعدين هي دريانه بحالي ده
انا لما صدقت انها بطلت تجيب سيرته في كلامنا بدون قصد أو بقصد مش عارف! زي ما انا مش عارف اللي جواها .
شبك كفيه معًا ليسندهما على سطح المقعد ثم رفع يده وفرك منير طرف ذقنه وتحدث بصوت جاد
= طالما الحمد لله مش مقصره في حاجه يبقى مش لازم تعوز اكتر من كده يا يوسف واحمد ربنا انك بتحبها وهي موجوده جنبك وخلاص، وبعدين مش فاهم يعني ليه ما تطلبش منها اللي انت عاوزه؟ ليه مستنيها هي من نفسها اللي تحس وتعمل
بدأ الضيق واضحًا على تعبيرات وجه الأخير وشعر بعزه نفسه تسحق إذا فعل شيء كذلك، لذلك أعترض ورد مبررًا
= مستحيل طبعاً أعمل كده هو انا كمان هشحت منها المعامله الكويسه والحب! الحاجات دي لازم تيجي منها لما تحسها هي
وبعدين ما انا اكيد لو طلبت ممكن تعملها عشان انا عاوز كده مش هي! وانا في الحالتين مستحيل اصارحها
لوح له الآخر بسبابته معاتبًا برفق
= أما أمرك عجيب صحيح، سيب عزه نفسك على جنب انت مش هتنقص حاجه لما تطلب من مراتك حاجه انت عاوزها منها وحبيبها تعاملك بالطريقه دي ولا تلبسلك كده ولا تقولك كلام حلو وحب، زي ما بتقولها تاكل ايه النهارده على الغداء ولا تعالي نخرج الأمرين زي بعض ما فيهاش إحراج ولا عزة نفس.
تقوس فم يوسف للجانب مرددًا بسخطٍ
= كمان عاوزني اقولها حبيني اذا كانت هي مش قادره تتحكم في كده؟ ولا آه بقى عاوزها تكذب عليا وانا اعمل نفسي مصدق، غير الموضوع احسن يا خالي أنا جاي هنا افك على نفسي هتنكد كمان
هز رأسه بعدم رضا ثم قال بنفاذ صبر
= انت حر بس انا لسه عند رايي ما فيهاش حاجه لما تطلب من مراتك حاجه زي كده وتنبهها يمكن هي مش واخده بالها ولا عاوزاك تشجعها بكلم، على العموم خلاص خلينا نغير الموضوع قولي أخبار شغلك ايه
اعتدل في جلسته على المقعد مركزًا أنظاره عليه، ثم أومأ برأسه قائلاً بجدية جلية
= هضطر اجيب شريك تاني معانا المصاريف الفتره اللي فاتت زادت عليا وصرفت اللي كنت شايله، مع أني ما كنتش حابب حكايه الشريك
دي ورضيت بامجد صاحبي وقلت حد اعرفه وخلاص لكن هو اللي هيتكلف بالأمر ويدور حتى لو هينزل إعلان على الصفحه بتاعته وادعيلي بقى ربنا يكرم بعد كده.
❈-❈-❈
في منزل نهلة انحنت بتعب شديد تلم ما بعثر من ثياب بالأرض ثم وضعتهم على الأريكة لتعاود التحديق في وجه أبنها بضيق وهي تهتف سائلة إياه بانفعالٍ
= هو انت كل يوم هتنزل كده من عند الهانم مبوز ومش طايق نفسك، في ايه ياض مش قادر عليها ما تشكمها ولا ان شاء الله تضربها عشان تتربى قليله الربايه دي.. واياك تسمع كلامها وتروح تكشف هي مصاريف على الفاضي ما احنا عارفين اللي فيها طالما محدش من عيلتنا في عيب يبقى اكيد العيب من عندها هي .
تأمل محمود البلاط الأبيض الباهت المغلف لجدران المنزل وما يعلوه من سقفٍ تشقق معظم طلائه ثم أخبرها بجفاء
= ما هي كشفت وانتٍ اللي خدتيها بنفسك في اول جوازنا والدكتور قالك انها ما فيهاش حاجه، وبعدين دلوقتي اضربها مش دي اللي قعدتي تقوليلي فيها شعر عارفينها ومتربيه قدامنا وهتشيلني فوق الراس واحسن 100 مره من اللي كنت عاوز تجيبها أهو من ساعه ما دخلت البيت ولا معبراكي ولا معبره الغلبانه اللي فوق..
لتتجه نهلة إلى أبنها الناقم لوضعه و وقفت قبالته وشملته بنظرة غاضبة لترد بعدها
= و انا كنت اعرف منين انها قليله الاصل كده قلت قريبتنا و من العيله اهي ما طمرش فيها حاجه، انا مش عارفه جايب العين القويه دي علينا منين البنت بتقف تبجح فينا كلنا ما هي لو لاقيه دكر يديها فوق دماغها ما كانتش قدرت تعمل كده... بس هنقول ايه
ضرب محمود كفه بالآخر وهو يردد بتحسرٍ بائن على كامل ملامحه
= ما خلاص بقى انتٍ ما وراكيش حاجه غير انك تقعدي تقطميني في الكلام، ومين قالك ان انا ما حاولتش اخرسها بس للاسف كلامها بعضه بيكون صح عشان كده بخرس.. الله يسامحك انتٍ اللي دبستني فيها
ثم أضاف بصوت ملئ بالقهر والندم
= تقي كان معاها حق لما قالتلي على الاقل انا صريحه معاك وفكرت لقدام لكن اللي انت اتجوزتها دي واثق منين انها هتكون قد المسؤوليه للنهايه.. اهو في النهايه طلع كلام
من بنت عمي انما فعل ما شفتش من ساعه ما اتجوزتها حاجه.
نظرت أمه إليه بحده وردت عليه بغطرسةٍ
= آه انت هترجع تحن للمحروسه اللي قله ادبها على امك واخواتك في بيتك؟ قال يعني دي اللي كانت هتعمل أوي وتشيلنا.. لكن اللي فكرك بيها ايه تكونش بتحن للقديم ونفسك ترجعها
لوي شفته بسخرية مريرة وهو يقول بصوت حزين
=ارجعها وهي فين عشان ارجعها انتٍ ناسيه انها اتجوزت احتمال كمان تكون خلفت و عايشه حياتها ونسيتني وانا اللي شايل القرف علي دماغي وادبست في جوازه ولا فادتني بحاجه غير حرقه الدم، وعلى الأقل تقي كنت بحبها وبتحبني واكيد كنا هنعرف نمشي حالنا لولا اللي انتٍ وقفتلي فيها انتٍ وبناتك
تطلعت أمه ناحيته في استعلاءٍ قبل أن تخبره بعجرفةٍ ما زالت تسود فيها و ردت
= طب ايه رأيك أن احتمال تكوني اتطلقت زي امها اصلا هم اللي زي دول بيعمروا في جوازه يا خايب.. على الاقل سماح راحت ولا جت نفسها تعيش مش زي الخايبه الثانيه اللي اتلككت وبعد خمس شهور بالظبط شافت غيرك
نظر محمود نحوها بانتباة وهتف بشك
= اتطلقت! هو انتٍ عارفه حاجه ولا بتخميني كده؟!.
أتى تعقيب نهلة جافيًا قاسيًا وهي تحدج فيه بنظرات نارية متعالية
= وانا اعرف منين حد قالك الحب بينا كان مقطع بعضه، عشان افضل اتابع اخبارها.. بس معروفه اكيد اتجوزت عشان تغيظنا كلنا وتفهمنا انها مطلوبه اهي ولقيت اللي احسن مننا لكن اللي زي دي مش عاوزه تعيش عشان كده اكيد اتطلقت وقعدة جنب أمها تندب حظها.
صمت محمود وهو يفكر في حديث والدته. لماذا لا يفكر في احتمال أنها قد تكون انفصلت عن زوجها وبالتالي قد تكون هناك فرصة للعودة؟ فمنذ زواجها لم يحاول الاقتراب منها أو معرفة ما حدث معها..
لكن إذا كانت قد انفصلت بالفعل وأصبحت مطلقة، فهذا يعني أن هناك أملًا في العودة، حتى لو كان عليه مواجهة الجميع أو الزواج منها سرًا سيحاول ولكنه تساءل: كيف سيعرف ذلك وهو بعيد عنها؟