-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 11 - 1 - الخميس 5/12/2024

 قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل الحادي عشر

1

تم النشر الخميس

5/12/2024

لماذا أراك على كل شيءٍ

كأنكِ في الأرضِ كل البشر

كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ

وأني خلقت لهذا السفر..

إذا كنت أهرب منكِ .. إليكِ

فقولي بربكِ.. أين المفر؟! 

( فاروق جويده)

 ❈-❈-❈

"مكنتش أعرف إنى بنحبك كديتى! ولا كان يخطر على بالى إن جلبي يشيل إتنين چواه!"

 ❈-❈-❈


_يابت انتِ حد مسلطك علىّ؟


إلتوت شفتى حفصه وجلست بجوار عمها درويش وقد ناولته كوب الشاى وهى تردف لإقناعه ب أمر ما 

كعادته لايريد فِعله وقد تصدر الرأس اليابس

_ ياعمى ٱسمعنى بس ، دلوك كل يوم إنت تودى حبيبة الكُليه لحد جِنا وترچعوا فنفس اليوم بعد ماتاخد اليوم كله محاضرات هى ووچع جلب ،تاچى يدوب تاكل وتصلى وتتجلب تحسش بروحها لتانى يوم تروح الچامعة

طب ميتى هتذاكر !! 

جولى كديتى 


رفع درويش أحد حاجبيه بعدما قام ب إشعال سيجارة ووضعها بفمه وأردف لها

_إسمعِ يابت منّاع، سكنات برة هنسكنش ..بِتى متابتش فمكان غير بيت أبوها 


دنت حفصه منه محاولة التودد له كى يرضى عن الطلب ،وكانت تقف حبيبة بالخارج تستمع للحديث صامته

_ياعمّى دى مدينة طالبات تبع الچامعة وفيها أمن ومدرسات وزبط وربط أكتر من بيت أبوها، ياعمى حبيبة عشان تطلع تلحج المحاضرة الساعه٨ عتطلع انت وهى من بعد صلاة الفجر من هنيتى

وعتاچى مهدود حيلها فالليل ..والله بالشكل دا هتسجط وما هتكمل فيها طب

وآدى دجنى لو جبلتها كليه صرف صحى حتى !! 


تعمق درويش بالنظر إليها وأردف ساخراً

_يابت هو كل لما ارضاش على حاچه تيچى تجعدى تزنى وتخوتينى !


نظرت حفصه إليه وقالت بحنو ورجاء

_أنا مكان خالتى هناء ،تزعلش منى ياعمى لو أمها عايشه كان زمانك عملت كل ديتى عشان خاطرها 

من غير م هى تفتح خشمها حتى ...هاه جولت ايه

هنروحوا نجدموا فالمدينة ميتى ..صحيح مش هيجبلوا بعد م الدراسة بدأت

بس إحنا نچيب واسطتنا سيادة النائب ، يالا يابو الداكتورة 

يالا الله يرضى عليك..


وبالفعل، بعدما احتلت حفصه بحديثها وتكراره جزء من إشغال عقل درويش وافق بتسكينها مدينة الطالبات الجامعية ب قنا ، وببعض الإجراءات وبتوسيط ذلك نائب بلدتهم تم قبولها.

الوصايا العشر اصبحت مائه ،والعالم الكبير قد اتسع واصبح مُخيف على حبيية !

ببداية الامر سكنت من دون ان يكون بحوزتها هاتف محمول خاص بها، وهذا الامر استدعى الكثير من مجهود حفصه لإقناعه أيضاً بحتمية الأمر،فهى فتاة فى بلدة غريبة عنها 

والامر لايسلم من اقتناوءه .. مضى أول شهر من دونه وكانت طريقة توصيلهم بها صعبه 

يتحدثون إلى الهاتف الارضى للمبنى التابعه هى له ،واحيانا تكون قد عادت من الجامعة وتغط فى سبات عميق من شدة التعب .

فقرر درويش شراءوه لها ، تعلمت عليه واصبح لاتوجد ارقام لديها سوى رقم والدها فقط!! 

وبيوم قرر وليد عدم الذهاب إلى عمله ، ذهب أمام والديه الى العمل صباحاً ولكن حينما وصل إلى الاقصر استقل سيارة ذاهبه الى قنا! 

طيلة طريقه كان يستمع لاغانى مطربه المفضل "إيهاب توفيق" عبر سماعات الرأس 

"بشتاقلك وبقولك بهواك ،يالى انت هواك خلآنى ملاك ،والله عمرى كله معاك"

كان قلبه يقوده إليها ، يهفو ويرفرف بدقاته يريد ان يراها ..يكون بالقرب منها حتى وإن راقبها من بعيد كما يفعل ب كل مرة .!

وحينما وصل ، استقل سيارة إلى الجامعة ..دلف من على البوابة زاعماً انه من طلبه الدراسات العليا ولم يستلم البطاقه لدخول الجامعة الى الآن.

دلف ، اخذ يبحث عن كليه الطب حتى وصل ..سأل عن فرقتها ب أى مدرج وقد اخبروه ب أنهم بمحاضرة تشريح ..

سرعان ذهب إلى هناك ينتظرها ، وما مرت الدقائق حتى خرجت هى ومن معها من صديقات تشعر بدوار ثقيل ممسكه رأسها والكل يلتف حولها يسألها عن حالها .

تم اختطاف قلبه منه ، ركض نحوها ووقف بينهم وبلسان قلبه قال

_حبيبة ! إيه مالك ؟! 

نظرت له واحدة من زميلاتها بينما هى كانت لا تستطيع ان ترفع رأسها له ،أردفت إحداهن

_إنت مين ؟


تلعثم وليد ف أجاب وهو ينظر لها خائفا عليها يكاد قلبه يشق ضلوعه

_انا..ولد عمها وچاى نتطمن عليها 


رفعت حبيبة رأسها وأدركت أنه وليد ! تفاجئت وأردفت ب وهن شديد 

_وليد ! چاى ليه هنا ؟ 

_الحمدلله انى چيت ف وقت مناسب يابت عمى ..يالا بينا نشوف مستشفى

نظرت له أحدى زميلاتها وأردفت له

_لاء هى كويسه دوار بس عشان شافت الجثة فمحاضرة التشريح ، الدكتور قال تستريح شوية  وهتبقى كويسه 


ولأول مرة يقوم وليد بلمس يدها دون وعى ، قبض على كف يدها وأردف 

_طب جومى معاى 


ارتجفت حبيبه ونزعت يدها بهدوء من يده وقالت له 

_أنا هروح المدينه استريح ، متشكرة يا وليد روَح إنت

_مش هروح جبل م اتطمن عليكِ


صمت الجميع فقال أحد زملائها من الواقفين جانبها 

_هى ممكن لو شربت عصير فالكافتيريا هتبقى تمام ،لان دا ضغط واطى


استجابت حبيبة للفكرة ،نهضت مع زميلاتها ،منهم من عاد الى المحاضرة 

وظلّت واحدة فقط بجانبها ، ف أخبرها وليد ب أنه معها ويمكنها الذهاب 

ف رفضت حبيبة رحيل زميلتها ، فذهب ثلاثتهم إلى _كافيتريا_الجامعة .


طلب وليد لها ولزميلتها العصير المثلج ،كان ينظر وليد إليها بخوف ..حنوه البالغ عليها 

قلقه الزائد ..حتى باليوم الذى اختاره كى يراها فيه كان هناك امر لديها سيحدث!


على نظراته الصامته لها وهى ترتشف العصير من تحت النقاب ففوجئ برنة هاتفه كان عمّار يتصل عبر الانترنت تطبيق_الاسكاى بى_ ف زمت وليد بشفتيه وأجاب اتصاله.

وعلى الفور أخبره ب أنه ذهب ليطمئن إلى حال حبيية بالجامعة خاصة بعد التحاقها بالمدينة الجامعية 

وقصّ له ماحدث معها، فُزع عمار وطلب منه ان يراها ويتحدث إليها ..ف وجه وليد الهاتف إلى حبيية 

فنظرت حبيبة وجدت عمار أمامها عيناه قلقه ووجهه يعتريه الخوف ونبره صوته تتحشرج

_حبيبة! مالك ي حبيية فيه ايه


قلبها كان يتخبط يميناً ويساراً لايعرف اين مسعاه، لايكف عن التخبط ولايهدأ

خائف مُتحير ..كرر عمار نداءه عليها

_حبيبة ،طمنينى عليك ِ بالله جولى مالك 


إبتلعت حبيبة ريقها وقالت 

_مفيش مجرد دوخه بس عشان التشريح والجثه مفيش حاجه،انا شربت العصير وبقيت

كويسه يمكن كمان مروحش عالمدينه هكمل المحاضرات 


كان ينظر لها عمار يتفحص عيناها اللتان تشوّق للنظر إليهم ،اما عن وليد فكان يرفع الهاتف لها 

وعيناه تنظر أسفل ..يتحمل ويتحمل دون أن يخبر أحد ..

أردف عمار إلى حبيبة

_حبيبة، خُدى بالك من نفسك ،كُلى زين ونامى زين ، وذاكرى ومتشغليش بالك بحاچه 

وسيبيها على الله ، أنا هنا بنعمل كل مافوسعى عشان نحوش مهرك ! 

مفيش چنيه بصرفه ،كله بحوشه أول ب أول عشانك يا جلبي أنا

الصفحة التالية