-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 24 - 1 - الخميس 26/12/2024

  قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر الخميس

26/12/2024

لما اشتكيت حبي للصخر خَرّ ولان بالله دِلِّيني

كيف الحجارة تلين ؟ وانتي اللي ما تليني؟

الشعر ده شعرك مش حانسبه لنفسي بس انتي مَلِّينى 

(هشام الجخ) 

❈-❈-❈

أصوات الطلق النارى دوت بالمكان ، إحداث الجلبة وصراخ النساء ورؤية درويش يذهب وفى عينيه الشرر 

جعلت الجيران تتصل بالشرطه خوفاً من الذى سيحدث ولكنه قد كان وحدث! 


أتت الشرطة ووجدت ثلاث جثث ،حجاج واثنين من أولاده وواحد مُصاب وإصابة درويش البالغه ! 

وعندما سئل بقية شهود العيان من الاولاد أجابوا ب أنهم كانوا يقوموا يتنظيف السلاح وكان العم درويش بصحبتهم يقضى السهرة معهم وقام السلاح بتفريغ النيران بهم من دون قصد..


إجابة غير مقنعه لطفل صغير ، ولكنهم لم يقولوا غير ذلك ونفوا أى إتهام بالقتل او إحداث جلبه أو إحداث مشاكل بينهم مثلما إتدعى الجيران .

تم نقل درويش وإبن حجاج إلى المشفى والاخرون تم تغسيلهم وتكفينهم ودفنهم دون عزاء!! 


فمن الواضح أن هناك رد من بقية عائلة حجاج مرسي ، لم يخبروا الشرطه م حدث حتى تتم إجراءات قانونية ضد درويش ، لم ينصبوا عزاء لوالدهم واشقاؤهم .

هل بدأ الثأر ؟ هل فتح درويش باب جهنم ؟ وعلى مَن سيكون الرد ؟ من مَن سيؤخذ الثأر وعلى مَن ينتوون أبناء حجاج الباقيين واشقاء حجاج؟

❈-❈-❈

جلست حفصه تفرك يديها ، تتقلب بفراشها و ب رأسها يدور ألف أمر جلل

حتى إنفرجت شفتيها عما بداخلها تتحدث إلى زوجها 


_وجالو ايه فالمستشفى يا همام ، هيموت عمى درويش؟


جلس همام وتنفس بعمق ثم اخرج زفره وتحدث ينظر فالفضاء أمامه 

_جالو أن له كذا عمليه ، الرصاص كله صايب ضهره 

عمى مناع سايبهوش وعم عبدالرحمن وعم عبداللاه رغم الجطيعه بس چُم

حتى وليد وعمار 


وضعت حفصه يدها على قلبها خائفه وقالت

_يامرارى لو حصله حاچه؟ طب وحبيبة وعرفت طيب؟


_منعرفش ، چوزها اتصل ولا أمه العمه زاهية ..حدش يعرف والله 

الدنيا مجلوبة فبيت حچاج ، وكل الناس عارفه ان عمك درويش راح وطلج عليهم النار 

وهما خبوا فالمحضر ومعملوش عزا ، يعنى فيها رد ياحفصه 

عمك درويش فتح بوابة النارمن تانى بين بيت عبدالمعطى وبيت نچم الدين 


أخذت تفكر وتحك ب جبهتها، ومن كثرة قلقها شعرت بمغص بمعدتها أثر الحمل والتوتر

فهرولت ناحية دورة المياة وأفرغت مافى معدتها ، كان يقف همام على باب المرحاض ينتظرها حتى انتهت ف قام ب إخراجها بسرعه وأعادها إلى فراشها فقالت هى بخوف 


_أنا عاوزة نتطمن على حبيبة ، عرفت ب أبوها معرفتش نتطمن 

تچيبلى رقم المخفى چوزها ونكلموه أو رقم عمتى زاهيه ..سامعنى ياهمام

تتشجلب وتطمنى على حبيبة 


كان يقوم همام بتهدئتها ولوح لها بكفى يديه

_حاضر حاضر ..بس أنت ِ إرتاحى 

❈-❈-❈

وفى الجهة المقابله من النهر..

كانت أمنية تضع خطتها مع حبيبة إثر جلوسهما بدورة مياة الكلية بعيداً عن انظار الحارس المُعين من قبل زوجها .

_بس أنا خايفه !

قالتها حبيبة ويداها ترتجف، فقامت أمنية بتهدئتها وأردفت لها 

_يا حبيبة كفاية خوف ، هو لو كان عرف انك كلمتينى اصلا مكانش جابك تانى الجامعة

هو عشان بس انتِ طولتِ فالمدرج وممكن يكون بصّ عليكِ الزفت الل معينه دا وقاله قاعدة مع واحدة وبيتكلموا وطولت ..بس 


_طب هنعمل ايه دلوقت ؟

_طبعاً إنت ِ متعرفيش عنوان بيتك صح ؟


أومأت حبيبة رأسها نفيا ً فتابعت أمنية 

_كل السنين دى ومتعرفيش يا حبيبة؟

_هعرف منين ، العربية مفيمه وبيجيبنى ويودينى وأنا معرفش شوارع القاهرة اصلا


صمتت امنية وطرقت ببالها فكرة ف أردفت لها 

_طب عندى فكرة رهيبه ، إنهاردة وإنت ِ مروحه هطلع وراكِ ب أوبر 

وهعرف العنوان 

_وبعدين 


نظرت أمنية هنا وهناك وقالت بصوت هامس لها 

_بصّى ، فاليوم الل هننفذ فيه خطتنا ..هقولك تعملى ايه بالظبط بس عاوزة ميبانش عليكِ

أنا مش بس هخلصك من الواطى المريض دا ، أنا هجبله إعدام 

إصبرى عليّا

❈-❈-❈

فى بهو المنزل الواسع كان يجلس إلياس مع والدته زاهيه ويتحدثا بشأن درويش وماحدث له 

_يعنى حصل إيه


كانت تتحدث زاهية وهى قلقه ومقلتيها غير مستقرتين وشفتيها ترتجف

_خالك مناع بيقولى قتل ٣ واتصاب واحد وهو بين الحياة والموت فالمستشفى 

مش عارفه انزل له البلد ولا أعمل إيه 

هنا شعر إلياس بالخوف ، هل سيموت درويش ؟ هل ستبطل حجته بالنسبة لحبيبة وم أن علمت سينفك زمام الحبل المقيدة به وترحل عنه؟

شعر أيضاً بالخوف مما فعل خاله أن يكون له رد فعل عكسى عليهم 

_ماما مفيش نزول ، بيقولك جريمه قتل وس وج ودول فالصعيد يعنى ممكن جدا تتحول المشكلة لتار 


تنفست زاهية بعمق وقالت

_ماهو دا الل خايفه منه وعامله حسابه ، هتقول لحبيبة؟


إرتجفت مقلتى إلياس وقال لها 

_لاء طبعاً، حبيبة إيه الل اقولها ..هى داخله على امتحانات وممكن تتعب 

وإنت ِ ياماما اما تكلمينا متجيبيش سيرة 


صمتت السيدة وهى تنظر ناحية إبنها وأردفت 

_إلياس..هى حبيبة بخير معاك ، يعنى انتو كويسين سوا ؟ 


رفع إلياس لها بصره وأردف

_ليه ياماما بتسألى السؤال دا 


هزت السيدة رأسها يمينا ً ويساراً وأردفت 

_معرفش ،البنت انطفت وخست عالاخر وضعفت واتبدلت وبقت ساكته دايما ولما باجى ازوركم بتبقى متلفحه كدا كأنها بتخبي نفسها منى 


نهض إلياس وترجل نحو دورق مياة مملوء وكوب وأخرج منديلاً معقماً ونظف الكوب وملأه ماء وشرب منه وأردف إلى والدته بعدها

_هى كويسة، اظن هى لو متضايقه او فيه شكوى منى كانت قالت 

_بس أنا حاسه ان فيها حاجه 


التفت إلى والدته بجسده قائلا

_عادى ياماما ، أنا شايف عشان المذاكرة صعبه متنسيش كلية الطب 

ومسؤلياتها ، وبتروح كل يوم .. زائد واجباتها الزوجية 

وكمان دى طبيعه حبيبة ..قليلة كلام وهادية 


تذكر شيئاً ف إستطرد إلى والدته 

_المهم إوعى تجيبي ليها سيرة عن الل بيحصل فالبلد أو الل حصل لباباها 

صمتت زاهية فلم يعد لحديثها جدوى ، وانشغلت بخوفها على شقيقها درويش وماحدث بالبلدة 

وماهو القادم الله وحده يعلم به .

__

صوت عالِ ناتج عن مشادة كلامية حادثة بين عماروزمزم اثناء تواجدهم بمنزلهم بغرفه نومهم تحديداً.

_ليه مش وكته ،انا م صدجت أنى وافجت 


قالتها زمزم بعصبيتها المفرطه ف أردف عمار متعصباً بعض الشئ 

_انتِ إيه محساش باللى حصلان فالبلد ، محساش بجلبان الدنيا حوالينا 

وكت سفر وعمليات وروح وچى دلوك 


جلست زمزم إلى فراشها الوثير وقالت بصوت متهدج

_أنا من يومها بعمل بحث عالمستشفيات فمصر الل بتعمل العمليات دى وبتنچح

والاسعار ، انا م صدجت لاجيت المستشفى وحچزت كمان 


هنا إنتبه عمار فنهض من مكانه وأمسك ذراعها بقوة وتحدث ب آخر مافيه من صبر

_دا الل هو كيف يعنى ؟ من دماغك وأنا تحصيل حاصل ..سيادتك تقررى وتحچزى وأنا يدوب عليا أسافر وادفع ..شايفانى طرطور ولا خدام الست 


قالها بنبرة عنيفه مع هزة لذراعها فى يده ،ف اردفت هى على وشك البُكاء 

_إنت ليه عتحسبها كديتى ،ليه حاسسش بالنار الل چواى 

عبلة أختى حملت ٣مرات علىّ ومرت أخوى حملت وچابت توأم بعد فرحنا ع طول 

حتى حفصه الكابيرة فالسن حامل ، ليه حاسسش انى بتعلج ب أى أمل ياخى 


طرق عمار كفاً بكف قائلا

_ماهو مش معجول ياناس الل نباتو فيه نصبح فيه، كل دا وحاسسش يا زمزم 

يعنى بدل الدكتور روحنا ل خمسه 

عاوزين نعملوا إشعه صبغه حاضر ،عاوزين بكد كديتى تحاليل ليا وليك ياعمار 

حاضر ، لاه هنكشفوا عند الداكتور الفلانى بيجولوا قوى وشاطر حاضر

لاه نروحو الاقصر نكشفوا دكاترة هنيتى على كدهم حاضر 

طب انا سمعت ان الحجن المچهرى زين وهينفع ياعمار جولت ومالو حاضر

معلش ياعمارفلوساته كاتيره ومالو يابت الحلال حجك علىّ أفضل معاكِ لآخر المشوار

بس چه مرار عمى درويش والمصايب الل حصلانه فالبلد ، نعملوا ايه

نصبروا شوية ،العجل والمنطق بيجولوا كديه


صمتت تستمعه زمزم للآخر وقد ضيقت عيناها وأردفت 

_عتعايرنى يا عمار ؟


زفر عماربنفاذ صبر قائلا 

_هو دا الل فهمتيه من كلامى ؟

_يعنى وأنا مالى ببيت حجاج وعم درويش ،انا عاوزة اسافر احجج حلمى الوحيد فالدنيا 

يعنى سفرى هيعمل ايه ولا جعادى هنيتى هيسوى إيه؟


صمت عمار ونهض من مكانه مترجلاً يرحل من الغرفه فهرولت خلفه قائله 

_أنا تعبانه ياعمار

_والله أنا الل تعبت


قالها مديراً لها ظهره وفى طريقه للخروج من المنزل ،وتركها تنظر ناحيته تكظم غضبها ولاتعلم ما العمل الآن إذا ً.

__

_إسمع منى ،حاول تحب كُل حاچه محزناك ومشيلاك الطين ..چايز تمشى وتسيبنا زى كُل حاچه حبيناها 


قالها وليد ضاحكاً ،فتنهد عمار ونظر إلى السماء من فوقه ليلاً متلألأ بها النجوم إثر جلوسهما بحديقتهم كعهدهم .

استطرد وليد حديثه قائلاً 

_جصدى اجولك ، شيل من على دماغك الحريم بطبعهم زنانين ورغايين وسرطان حكاوى ورط 

يعنى عندى أنا عبلة مثلاً،مرة تَخينه ورغاية بت چزمة 

أرچع من الشغل يا ولية عاوز آكل تجولى إصبر علىّ دا حصل وحصل وولدك عمل وعمل وعمل يا ولية إتكتمى مصدع ناولنى حباية بنادول شالله ياكلك جطر 

تجولى اصبر إنت چاك الحزون حصل وحصل وحصل يا وَليه طب أنام ساعة إفصلى إتفصلت كهربا مخك ياباعيدة تجولى أن شالله أنت وتكمل بردك 


ضحك عمار بخفه ف دلف همام مترجل نحوهم بعدما القل عليهم تحية السلام

_سلامو عليكم ، والله حسيت أنكم جاعدين هنيتى 

_تعالا إتلم البيض الفقرى على بعضه 


قالها وليد ساخراً ، ف جلس همام وتناول كوب الشاى الذى أمامهم 

ف أردف وليد

_الكوباية دى بتاعتى يا دحش

_يبجوا يعملولك غيرها ، سيبنى ياراچل فحالى 


ضحك وليد وأشار إلى صدره وأردف 

_شوف مش جولت ،البيض البايظ بيتلم ع بعضه ..فيك إيه يا حزين إنت كمان 

م خلاص إتجوزت ست الحُسن والجمال حفصه منّاع وحامل وهتچيبلك ولى العهد 

إيه الل مزعلك 


تنهد همام وأردف إلى وليد 

_حفصه جالبه مُخى نتطمنوا على حبيبة نكلموا حبيبة ،چيبت رقم إلياس وليد 

ورنيت فيش رد ، ورقم العمة زاهية ولما ردت جالتلى هى بخير ومخبيين عليها عشان دلوك هى ف إمتحانات 

حفصه مش مصدجه تجولى لاه أروح يعنى أروح ،اتطمن واشوفها قُبالى كديتى 

طب الحمل يابت الناس تجولى أبداً ، طب أنا عنديش أجازة 

معارفش أعمل معاها إيه بس 


أمسك وليد من كوب الماء وتجرع منه ،ومن ثم رفع ساقه إلى الاريكه الخشبيه ووضع يده عليها قائلا

_يادى الحريم الل عاوزة تهچ على راسها لمصر ، فاضل عبلة كمانى عشان تبجى كملت 


إنتبه عمار ف أردف إلى همام 

_أيوة صوح ، حبيبة نزلتش لأبوها ولا حتى چات تشوفه ..كلام حفصه عنده حج كدا الحكاية تجلج


رفرف وليد ب أهدابه وأردف بعد تفكير

_تصدج ممكن يكون ولد عمك عاوزش يچيبها عشان الحصلان وخايف ،اصل بيت حجاج هيردوا على مين 

عم درويش عندوش وِلد عندوش غير حبيبة 

دا كدا  الأيام المرار بدأت وطبلت 


_الخوف اننا منعرفوش رد بيت حچاج على مين ؟ دا مات من عنديهم ٣

قالهاعمار بنبرة تختلجها الخوف ، ف سأله همام

_كل ديتى عشان الحمار والبهايم ؟

_لاه ، الموضوع أكبر من كديتى ..عيجولوا أنهم سرجوا الدهب بتاع عمك درويش 


تنهد عمار بحزن وأكمل 

_مهر حبيبة ..الل طمع فيه عمك وحده واستخسرها فىّ

اهو خسره ،وخسرها ..وخسر الكل حواليه 


تعجب همام منه بينما يعلم وليد إلى ماذا يرمى عمار ..فتسائل همام 

_انت لسه عتحب حبيبة ياعمار ؟ 


نظر عمار ناحية همام وأردف يتحدث بعيناه ليس شفتاه

_تجدر تنسي حفصه ؟! حتى لو نصيبك كان مع غيرها 


أراح همام بظهره للخلف وأردف

_الحمدلله ان النصيب كان معاها والبركة فيك يابو عمو ،انا أصلا نتخيلش عشرة ست غيرها 

_ثوانى دلوك عشان فعلاً الكلام يجلج ، انتو الاتنين تاخدوا حريمكم 

وتنزلوا مصر سوا ، همام وحفصه يروحوا لحبيبه وعمار يكشف ع زمزم

والكل يتطمن وترچعوا لأن شكل الأيام الچاية مش مطمئنه وربنا يستر ..


الصفحة التالية