-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 18 - 1 - الثلاثاء 17/12/2024

 قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل الثامن عشر

1

تم النشر الثلاثاء 

17/12/2024



هنا قتلوك

هنا قتلوني

كنت شاهدة النهر والملحمه ولا يسأم النهر

لا يتكلّم لا يتألم 

( محمود درويش)

❈-❈-❈


    والأخوة تدوم عمراً وسنين،مدام يحمل بين طياته الوفاء والأمل

فاظفر ب أخٍ وصديق مخلصاً فى محبته ووده ،تبقيان معا ما بلغ الأجل.

مرّت فتره ،وتغير فيها الكثير..

كان عمّار فى طريقه  إلى منزل همام وبحوزته شيئاً ما، وما أن دلف إلى _المندرة_مكان استقبال الضيف كانت هناك العديد من الفتيات والفتيان بعمر المرحلة الثانوية ينصرفون ومعهم الكتب والاقلام .

من الواضح أن قد انتهى همام من القاء الدرس الخاص لهم ، خرج همام ليجد عمار وبعد ترحاب ودعوة له ليشرب معه كوب من الشاى الثقيل حتى ميعاد الدرس القادم ،أردف عمار له بالآتى


_مش عايز نعطلك ياهمام 

بابتسامته الصافيه أردف همام 

_مش هتعطلنى ولا حاچه ،كدا كدا الحصة الچاية لسه باجيلها نص ساعه والولاد تاچى

اجعد نشربوا سوا كوبايتين شاى بالنعناع


إبتسم عمار وأردف له برصانته كعهده

_طب مدام هنجعد ونشرب ،يبقى لو مرت عمى عتعرف تظبط الجهوة يبجى فنچان مظبوط 


أشار همام إلى عيناه ،ودلف إلى الداخل بينما كان يريح عمار ظهره إلى الاريكه الخشبيه وينظر إلى المنضده والاقلام والاوراق وشرح همام على السبورة المُعلقه ف أبتسم.

عاد همام وجلس بجانب عمار وأردف له 

_والله وحشتنا يابوعمار ، الشغل واخدك خالص انت ووليد 


هز عمار رأسه وأردف بذبول

_الدنيا لاهيانا كلنا ولازم تلهينا ، سُنة الحياة ياولد عمى 


أوما همام ب رأسه ناظراً لأسفل ،ف استطرد عمار حديثه 

_وإنت بسم الله ماشاء الله عليك ، الدروس والمدرسة ربنا يكرمك يارب


على ابتسامته مازال همام فنادت والدته ليجلب صنيه القهوة والشاى معا ،تناولهم منها ووضعها أمام عمار وجلس ثانية وقال

_هنعمل ايه بس ياعمار ، لازم نفحت فالصخر لسه المشوار طويل بس أنا عندى أمل 

_المشوار طويل على إيه

_على أنى أوصل 


دنى عمار منه وأردف بصوت يكاد يكون مسموع 

_وليد جالى إن عينك على بت عمك حفصه !


إندهش همام وأحمرت أذناه خجلاً فضحك عمار بخفوت وأردف

_عتتكسف ليا؟ مكسوف إنى عرفت! عادى يابو عمو اذا كان النچع كله عارف إنى كنت دايب صبابة فحبيبة درويش وأبوها كسر جلبي عادى يعنى 


هنا شعر همام بكسرة وخذلان عمار ،ف أراد تخفيف حدة الموقف عليه واردف

_متعرفش ربنا مخبي لك ايه يا ولد عمى 


هز عمار رأسه إيجابا وأردف بعينان تنطق حزناً والعبرات ساكنه بها

_على جولك ، المهم ..كنت تجول ان الطريج صعب على انك تتچوز حفصه يعنى؟! 


تنهد همام بحزن وأردف 

_أيوة

_متخافش ،هى فقرية وعترفض فالناس 

_بس هييچى وكت وهتجبل ياعمار ،ساعتها اجف اتفرچ عليها وهى بتروح زى م حبيبة م راحت منك 


كلمه أصابت قلب عمار كالرصاص، أشاح عمار فى لحظتها بوجهه بعيداً وقد أدرك همام ب أنه جرح عمار بكلماته عن دون قصد ، ف تحدث معتذرا عما بدر منه 

_أنا آسف والله م اجصد ،أنى..

_إسمع ياهمام ، أنا چيتلك انهاردة عشان حاچه واحدة يمكن ربنا بعتنى

يمكن باللى هعمله ديتى ربنا يطيب خاطرى المكسور لما أجرب بين اتنين تحت سجف بيت واحد 


مط همام شفتيه بعدم فهم ف أكمل عمار

_إنت عارف إنى حوشت مبلغ كويس وحولته لدهب وكت لما اتجدمت لحبيبة 

وبعدين رجعته تانى وچبت منه عربيتى أنا ووليد 

وبعمل فشجتى حالياً ومش ناجصنى حاچه ، وإنت أخوى زى وليد 


مد يده عمار بحقيبة صغيره وأمسك يد همام وأمسكه إياها 

وأكمل

_دا مبلغ ، أنا عاوزك تبدء بيه وترميه فشجتك ياولد عمى ،وتروح تطلب حفصه فورا ً

وظيفتك وچت وشغل وعتشتغل وان شاء الله بالمبلغ دا تجدر تجدم الشبكه وتبدأ فشجتك وسنه ونفرح بيكم أن شاء الله ..


إتسعت حدقه عين همام ذهولاً،ما الذى سمعه ؟! 

قام همام بمناولة عمار الحقيبة ثانيه وأردف يتتعتع بالكلمات

_عمار ..إيا الل عتجوله ديتى ..أنى ..أنى

_إنت اخوووى ،زى وليد وماليش غيركم ..ولما بعمل كديتى مع وليد مبيجعدش يجولى أنى ومش أنى 

إحنا إخوات يا همام ، ولازم نوجف فضهر بعض 

يالا عشان نفرح بيك ،خللى واحد بس فينا يوصل للى كان عاوزه وجلبه مينكسرش


قالها وقد وقفت العبرة الحاره على عتبات جفونه، فقام همام بعناقه على حين غِرة عناقاً قوى أفرغ به كل مشاعر الشُكر الواجبه منه فى هذا الموقف ، وكل أحساسيس المحبه 

ومن ثم نظر له وأردف

_ربنا يباركلنا فبعض ياخوى ، ويمكن ربنا يجرب لك البَعيد يا بو عمو مين عارف ! 


هز عمار رأسه وأردف له بحزن قلبه الدفين

_إوعى تتأخر ...ماشى ! 


بدأو الطلاب يتوافدون على المنزل ، فنظر عمار إليهم واردف له

_أسيبك لشغلك ربنا معاك 


تركه وأنصرف، شعر ب إحساس جميل حينما ساهم فى قصة حب من الممكن أن تكتمل 

أن هناك شئ فعله أدخل السرور على قلب إثنين ..ومن يدرى!

❈-❈-❈

###

بعد مرور فترة ،كان التفكير والتشاور فى أمر عمار ووليد من قبل الآباء قد بلغ حده 

وحان وقت القرار ..

_إيا دى ياعمى ،خرووب !


نظر الحج عبداللاه إلي المتحدث وليد  ب امتعاض ولكزه بعكازه وأردف

_لا حزون ، أجعد معايزش كتر كلام 

جلس عمار و وليد ناظرين إلى أبائهم ينتظرون إنفراج شفاههم عن الامر الجلل الذى استدعوهم بشأنه ، ف بدء 

الحج عبدالرحمن  قائلاً 

_إسمعنى يا وِلد منك ليه ، دلوك أنت وهو خلصتوا علامكم وكان احسن علام 

بلدنا كلها بتشهد بأن مجاش زيكم ، وجيش وملكمش 

وشغل واتوظفتوا دا غير المكتب الخاص الل فتحناه ليكم ..يعنى ماليكمش حچه 


تنحنح عمار بهدوء  كعادته قبل بداية حديثه وقال وقد تلاعب الشك بصدره وتوجهت أفكاره ناحيه أمر ما

_بعد إذنك ياابوى ،حچه ل إيه بالظبط 


قاطعه الحج عبداللاه  قائلا ناظراً إلى عمار

_للچواز !


كان وليد يحتسى العصير ف وقفت جرعة ب حلقه وفعلت صوتاً مضحكاً 

وأردف وعيناه متسعتان مذهولاً

_مين يتچوز!! 

أردف إليه والده قائلاً بحده 

_اكون انا الل هتچوز ياااك!! تتچوز انت و عمار


عبس عمار وقال برصانة موجهاً الحديث إلى والده وعمه

_بس أنا مش بنفكر فالجواز دلوك ،لسه فيه حجات كاتير فى دماغى  والمكتب والشغل و


قاطعه والده بصوته الرخيم بعدما سعل بشدة أوقفت حديث عمار ب فمه

_وهتفكر ميتى ياولدى؟ عمار! إنت ولدى الوحيد وعاوز نفرح بيك ، وولد عمك وليد وحيد أبوه بردك 

على البِنته السبعه ، ولو جعدنا النهاردة مضامنينش نجعد أنا وعمك ليكم بكره 


نهض عمار من مكانه وربت على كتف والده بحنو وقال

_بعد الشر عنك يابوى

نظر الحج عبدالرحمن بإمعان بمقلتى إبنه وأردف معاتباً إياه فى نبرته 

_ولا هنفضل على حب بت درويش بجية عمرنا لحد م تموتنى بحسرتى عليك


دنى الحج عبداللاه من شقيقه وقال له بصوت خفيض نسبياً عما قبل

_بعد الشر عليك ياخوى، تعيش ويفضل حِسك فالدنيا 

إسمع ياعمار أنت ووليد خلاصة الجول يا وِلد ، أنا والحج عبدالرحمن بعد وصية جدتكم دهب الله يرحمها قررنا چوازكم من البنات اللى هى وصّت بيهم جبل موتها 


صمتا الاثنين ينتظران ،فقال وليد مندفعاً كعادته 

_طب مانختار إحنا ،يعنى مثلا الطشاش ولا العمى زى مابيجولوا يابوى،وبعدين چدة دهب أذاها واصل حياة وممات ..خايف تطلع لى فالاحلام ياناس 

_ماتسكت يا واد كنك ساكت ، البنات الل اختارناها ليكم مش هتلاجوا احسن ولا اچمل منهم

ومِنا فينا علام وأخلاج وأدب ودمكم ولحمكم ،بنات عمكم مِحسب ، زمزم وعبلة


هب وليد  واقفا بعدما فغر فاهه من هول المفاجأةً وقال بصوت عالٍ

_مين!!! دا هوايل علينا وعلى الل چابونا ياناس، وأنا ذنبي إيه اتچوز بت عمى مفيش فرق بينى وبين خلجتها غير شنب!! يعنى هى چدة دهب هترتاح دلوك !

حد يرد مرتاحه دلوك ..جعدت تسعوميت سنه تأذى فالل خلفونا وماتت ومكمله المسيرة!


لكزه عمه عبدالرحمن بعكازه وقال وهو ينهره بصوت عالِ

_اجعد يا واد !!! ياجليل الادب حد يتكلم كديتى على جدته الل ربته ! أومال عاوزين تتچوزوا مين ،البنات الل بتاچى عالتليفزيون ولا بتوع المهرجانات 

_لاه لا دول ولا دول ياعمى ، بس بالاصول عبلة الهبلة دى اقسم بالله شبهى فالمراية بس بطرحه


تدخل الحج عبداللاه وقال

_اوووووه ياوليد عاد ،كنا عارفين انك فقرى اكتر من عمار وهتغلبنا وياك ، خلص الكلام على كديتى ،انت هتتچوز عبلةوعمار هيتچوز زمزم وكلام كاتير عاوزينش

وشوفوا يوم مناسب نروح نتجدموا ونقروا الفاتحه 


كان يستمع عمار للنهاية ومن ثم إنفرجت شفتيه وقال بصوت يملأه الحزن 

_طب ليه مدتوناش حق الاختيار ليه يابوى إنت وعمى ؟ ،جولتوا نتچوز قولنا أمين بس مش بالطريجه دى أمانه عليك،وبنات عمى محسب الواحد لا عيحس حاچه ليهم ولا فاكر شكلهم حتى


ضيق الحج عبدالرحمن عيناه له يتفهم إبنه جيداً على ماذا يرمى بحديثه وقال

_أهو دا كلام ماسخ عاوزش أسمعه ، أمك ومرت عمك إتجوزناهم نعرفوش اشكالهم ولا سبج وكان لينا كلام وياهم ،وبالعشرة الطيبة البيت اتعمر 

كله عيتچوز كديتى بنفس الطريجه ،موادنكمش كليات فمصر عشان تبجو بتوع بنادر وعاوزين تحبوا زى بتوع البندر وشغل جلة الرباية 

دا حتى وَلد عمكم الل طول عمره عايش فالبندر ،چِه واتچوز من هنيتى ،ولو سيبناكم العُمر كله ولا هتختارو ولا هتتچوزوا وهتجعدوا على حالكم 


كان يدور الحديث بين عمارووالده ،و وليد يتأفف ويفرك بكلتا يديه ف لاحظه والده وقال

_اجولك ياوليد ، لو مش عاوز تتچوز بنت عمك محسب جول يا ولدى متتكسفش


اتسعت عينا وليد فرحاً وقد ارتفعت حاجباه وقال 

_ايوة يا بوى معايزش بصراحه ، دى بت هبلة ولحد اولت امبارح كانت بتجرى ورا عربية رش الناموس

ودم داخل عليها لسانها عيحدف طوب مش كلام وأخاف على صحتى منها 


الصفحة التالية