رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 34 - 1 - الخميس 12/12/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع والثلاثون
1
تم النشر الخميس
12/12/2024
"الأمومة غريزة فطرية تولد داخل كل أنثي، وتتأجأج داخلها عندما تصبح حقيقة ويصبح ولديها بين أحضانها"
بعد أن انتهت فريدة من مقابلة ياسين ذهبت الي الفيلا الخاصة بوالديها، استقبلتها والدتها بفرحة:
-فري حمد الله على السلامه يا قلب ماما.
حاولت ضمها، لكن تراجعت فريدة إلي الوراء وسلمت عليها بكف يدها بفتور:
-أزيك يا ماما.
تعجبت غدير من فعلتها وتسألت:
-مالك يا فري أنتِ لسه زعلانة مني يا حبيبتي حتي مكنتيش بتفكري بتتصلي عشان تطمني عليا؟ أبوكي كان راكب دماغه ومقدرتش أعمل حاجة المرة دي المهم طمنيني عنك ليه مقولتيش إنك جاية أكيد الحرباية عمتك قرفاكي هناك وهربتي منها.
-"بالعكس طبعاً أنا حبتها أوي أنا نازلة يومين أشوفكم وهرجع ليها تاني"
قالتها بعتاب خفي، جعل الآخر تتسأل بحدة:
-وترجعي ليها تاني ليه إذا كان علي أبوكي أنا هتكلم معاه وتفضلي هنا معانا.
تبسمت ساخرة وعقبت:
-عشان لقيت عندها إلي ملقتوش هنا.
تهكمت الأخري وقالت:
-ولقيتي أيه عندها أهو كله من فلوس وخير أبوكي.
"وهي من أمتي الحنية بتبقي بفلوس يا ماما"
قالتها بعتاب وأكملت بإيضاح:
-لقيت الحنية إلي ملقتهاش عندك يا أمي بعد إذنك هشوف بابا أكيد في المكتب.
تخطت والدتها واتجهت إلي مكتب والدها، طرقت الباب بخفة ودلفت:
-ممكن أدخل ؟
أنتبه لها الآخر وردد بعدم تصديق:
-فريدة ؟
نهض علي الفور فاتحاً ذراعيه لها، ركضت تجاهه بلهفة وألقت نفسها داخل أحضانه بحب:
حمد الله على السلامه يا قلب بابا.
ردت بدموع:
-وحشتني أوي يا بابا.
تبسم بحب:
-وأنتِ وحشتيني يا قلب بابا أخبارك أيه؟
رد بحب:
-بقيت بخير لما شوفتك خلاص عقلتي.
ابتعدت عنه وقالت:
-هو أنا كنت مجنونة ؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-عايزك تبقي عاقلة يا فريدة يا بنتي عايز تبدأي من جديد يا بنتي.
أومأت بتفهم:
-تمام أنا أصلاً نازلهطة أجازة وحابة أرجع تاني عند عمتي تاني.
تبسم باتساع وهلل بمرح:
-كنت واثق إنك هتحبيها.
اخفض صوته وأكمل بجدية:
-أكتر من أمك أصلا كنت حابب تتعرفي عليها من زمان كان وضعك هيبقي غير.
تنهدت بشرود وقالت:
-كل شئ بوقته يا بابا كل شئ بأوانه.
تنهد والدها بحزن وقال:
-أنا عارف أني غلط يا فريدة وأنا فعلاً غلط لما سيبتك لوالدتك وكنت مجرد خيال مأته مش أكتر أو بنك متنقل تصرفوا منه كان نفسي تتربي كويس يا بنتي بس مع الأسف ربتك علي الغرور والحقد والكره ومع الأسف أنتِ ماشية وراها من غير تفكير سواء صح أو غلط أنتِ زي ضلها ومع الأسف أنا كمان كنت زيك يا بنتي كنت بسمع كلام أمك في كل حاجة حتي لما طلبت مني أبعد عن عمتك مترددتش أني أسمع كلامها وبعدت وسبت أختي الوحيدة في الغربة لوحدها ومفقتش غير بعد فوات الأوان حتي جوازك من ياسين كان غلط ياسين من حبه فيكي أو بلاش حبه لأن ياسين محبكيش من الأساس يا فريدة ولا حتي أنتِ حبتيه يا بنتي ياسين كان مجرد واجهة ليك تتباهي بيها وسط أصحابك زي ما تتباهي بفستان ولا طقم ألماظ أنا عارف أني بقيت قاسي عليكي لكن غصب عني يا بنتي عايزك تلحقي نفسك قبل فوات الأوان ونفسي كمان تستقري وتبقي أم يا حبيبتي يلا هسيبك ترتاحي يا حبيبتي.
قبل جبهتها بحنان وتركها وغادر الغرفة، بينما ظلت هي جالسة تفكر بحديث والدها بحزن فهو معه الحق بكل كلمة قالها.
❈-❈-❈
عاد إلي المشفي صف سيارته جانباً واتجه إلي أعلي وجد أمير يجلس أمام باب الغرفة يتصفح هاتفه، ذهب نحوه ملقياً التحية:
-سلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنتبه له أمير ورد:
-وعليكم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ها ايه الأخبار كله تمام ؟
جلس جواره وحرك رأسه بإيجاب:
-تمام.
نظر له أمير بتردد وتسأل:
-وشك بيقول غير كده اتخانقت أنت وهو صح؟
زفر ياسين بحدة وأجاب:
-أمير ممكن تسكت لو سمحت؟ مش عايز أتكلم في الموضوع ده.
أومأ أمير بتفهم وقال:
-زي ما تحب.
انتبه ياسين إلي شئ وتسأل:
-هي ماما مش هتروح ترتاح ؟
رد أمير بإيضاح:
-مش عايزة تروح وحابة تفضل هنا مع صفا عشان لو احتاجوا حاجة .
رمقهم الآخر بغيظ وقال:
-قولت ليك يا زفت دكتورة صفا سامع ولا لأ ؟
تبسم بهدوء وعقب:
-حاضر يا سيدي حاضر نسيت.
ضيق عينيه متسائلاً:
-والهانم خطيبتك جوه لسه ؟
هز رأسه نافياً وقال:
-لا روحت خلاص.
تنهد براحة وتدراك بإيضاح:
-أحسن حاجة الصراحة عملتها أنها روحت وبلاش تيجي تاني مش عايزها تقرب من أبني تاني الولد جاله صرع منها يا شيخ مش عارف أنت بتحب فيها إيه.
تحدث أمير محذراً:
-ياسين لو سمحت.
تجاهل الآخر حديثها وهتف بإصرار:
-طيب قوم يلا روح ماما ترتاح وأنا هنا مش همشي ولا أقولك خليك هقوم أنا الولد جوه صح؟
تبسم أمير بهدوء وأجاب:
-أيوة مع مامته طالما أنت جيت أنا هنزل أجيب ليهم أكل وعصير.
أومأ بتفهم:
-تمام.
❈-❈-❈
طرق الباب بخفة، وانتظر حتي فتح باب الغرفة وطل وجه والدته، تحدث باقتضاب:
-عايز أشوف صفا وأطمئن علي أبني.
تنحت جانباً وأشارت له بالدخول:
-أتفضل يا أبني.
ولج إلي الداخل ملقياً التحية:
-سلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
رد الجميع التحية:
-وعليكم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
خطي تجاه فراش رضيعه بلهفة وظل يتأمله بحب نظر إلي صفا وتسأل:
-هو هيصحي أمتي؟ هو كده طبيعي يفضل نايم كتير؟
ردت باختصار:
-لسه مولود طبيعي يبقي نايم.
تنهد بارتياح وقبل جبينه بحب:
-قلب بابا أنت.
تحدثت والدته بحنان:
-شيله يا أبني لو حابب وأقعد به.
حمله بحذر بين يديها وجلس علي المقعد المجاور لصفا وهو يتأمله بحب حاولت والدته تطليق الجو بينهم وإزالة التوتر:
-شكلك أوي يا ياسين وأنت صغير.
قبل جبينه بحب وهو يشتم رائحته الطفولية:
-قلب بابا أنت عايز تتاكل أكل.
رفع رأسه موجهاً حديثه إلي صفا:
-الدكتور طمنكم عنه؟
ردت بهدوء:
-أيوة الحمد لله.
تنهد بارتياح و أضاف:
-تمام أنا هروح أسجله الصبح اللهوجة خلتني مركزتش في الوقت .
أومأت بتفهم:
-تمام.
تسأل بفضول:
-هو مش المفروض ياخد التطعيمات ؟
تدخلت سلوي في الحوار قائلة:
-أيوة نور هتوديه بكره.
صاح مستنكراً:
-نعم نعم ؟ نور مين ولا نور ولا ضلمة أنا هودي أبني أنا.
عقبت سلوي:
-مش هينفع يا حبيبي طبعاً محتاج واحدة تروح بيه.
هتف بإصرار:
-لأ لو لازم الأمر تعالي معايا أنتِ أو والدة صفا لكن دي بالذات لأ.
تهكمت صفا قائلة:
-ومالها نور يعني ؟ إيه مشكلتك معاه ؟ عشان بتحبني وخايفة علي مصلحتي ؟
رد بتلقائية :
-لسانها طويل مش عارف دي صاحبتك أزاي الصراحة أنتِ بسكوتة.
تبسمت ساخرة وهتفت بمرارة:
-يارتني كنت زيها علي الأقل مكنش حصل معايا ده كله.
زفر أنفاسه بضيق والتفت إلي والدته وهتف بحزم:
-أمير راح يجيب أكل وعصاير بعد ما حضرتك تأكلي هتروحوا عشان ترتاحي أنا موجود هنا.
انتبه إلي بكاء الرضيع فنظر له بقلق:
-هو ماله بيعيط ليه ؟
ربتت سلوي علي ظهره وأخذته منه برفق معقبة:
-عايز يرضع يا حبيبي.
حمحم بإحراج وقال:
-تمام أنا بره وحضرتك هتروحي عشان ترتاحي.
هتفت بارتباك:
-محتاجة أتكلم معاك.
ابتسم بمرارة واسترسل بإيضاح:
-هنتكلم يا ماما هنتكلم متشليش هم بس مش دلوقتي ولا وقته ولا مكانه.
نهض من مكانه واتجه إلي الخارج بينما أعطت الرضيع إلي صفا والتي بدورها أخرجت إحدي نهديها ووضعت مقدمته في فم الصغير الذي بدأ يتمص بضعف مصدراً همهمات طفولية تدل علي مدي استمتاعه وسد جوعه بنهم.
أثناء خروجه من الغرفة تقابل مع أمير الذي عاد من الأسفل حاملاً العديد من الحقائب، ولكن ياسين منعه من طرق الباب وجلسوا سوياً حتى ينتهي الرضيع من تناول وجبته.
تسأل أمير بحيرة:
-أيه مش المفروض ندخل الأكل ليه مردتش أخبط علي الباب؟
حمحم بإحراج وقال:
-أحم محمد بيرضع.
تفهم الوضع وعقب:
-تمام.
بعد مرور نصف ساعة خرجت سلوي من الغرفة نهض الإثنين واقترب منها ياسين متسائلاً:
-خرجتي ليه؟
ردت باختصار:
-صفا نامت والولد كمان نام ووالدتها عايزة ترتاح هدخل ليهم الأكل والعصير الأول وبعدين نتكلم سوا.
حرك رأسه نافياً وقال:
-مش عايز أتكلم خليني ساكت دلوقتي أفضل لأن الكلام هيوجع وأنتِ أكتر حد هيزعل.
تدخل أمير في الحوار مهدئاً:
-مش وقته يا خالتو دخلي الحاجة عشان أروحك أنتٓ لازم ترتاحي.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-تمام يا أبني حاضر.
آخذت الحقائب من أمير وطرقت باب الغرفة بخفة وأدخلت الحقائب وخرجت مرة آخري واتجهت إلي ياسين كي تضمه بحنان لكنه تراجع إلي الخلف وابتعد عنها، عام الحزن داخل مقلتيها، فاقترب منها أمير وتحدث بمؤازرة:
-يلا يا خالتو لازم ترتاحي الفجر قرب يأذن والصبح هنرجع بإذن الله.