-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 40 - 1 - السبت 28/12/2024

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الأربعون

1

تم النشر السبت

28/12/2024



"أحببت، وانجرحت، أحببت، وتألمت، أحببت وظلمت، لكن لا يهم طالما مازال القلب ينبض بإسم من يحب فسأظل أتحمل لأجله"


بعد الحديث الذي دار بينه هو وياسين لم يدري بنفسه سوي وهو يستقل سيارته متجهاً إلي منزل تلك الحقيرة فهو لم يمر فعلتها تلك مرور الكرام فهي أخطأت وعليها أن تحاسب مهما كلفه الأمر فلم يخلق بعد من يقف في مواجهة أحمد المحمدي.

وصل إلي القصر الخاص بوالدها وطلب مقابلتها ووقف ينتظرها على أحر من الجمر.

هبطت غدير الدرج وتحدثت باستياء:

-ممكن أعرف أنت بتعمل إيه هنا في بيتنا ؟ أنت اتجننت بعد كل اللي عملته أنت وإبنك في بنتي جاي كده عادي ولا كأن عملتوا حاجة ؟ اتفضل أطلع بره وجودك غير مرحب به هنا.

تجاهل حديثها وهتف بإصرار:

-بنتك فين؟

وقفت في مواجهته وأشارت إلى الخارج:

-أنت هتطلع بره ولا أنادي للأمن يرميك بره.

رمقها شذراً وصاح بعصبية وهو يزيحها جانباً متجهاً لأعلي:

-بنتك فين يا ولية يا خرفانة أنت أحسنلك أنا يا قاتل يا مقتول النهاردة مش همشى غير لما أقابل الزبالة بنتك آخرتها علي إيدي.

صاحت معترضة:

-لأ بقى انت أتجننت رسمي يا راجل أنت اقسم بالله لو ممشيتش من هنا هبلغ البوليس وهو يجي يشوف شغله مع أمثالك.

"مفيش داعي يا ماما خليني أشوف أحمد بيه عاوز أيه خليه يمشي من هنا"

قالتها فريدة التي تهبط الدرج بتعالي، أشتعلت عيناه كالجمر ووقف ينتظرها بترقب وهي تتهادى على الدرج بغرور، حتي وصلت إلي مستواه ووقفت في مقابلته ورفعت يديها على صدرها وتحدثت ببرود:

-خير حضرتك عايز إيه ؟

رد الآخر بغيظ:

-حضرتك عايز إيه ؟ عايز أخد روحك يا زبالة.

هتفت بحزم:

-هتغلط هنادي الأمن يرميك بره سامع ولا لأ متنساش نفسك لو فاكر أنك أحمد المحمدي متنساش أنا مين وبنت مين وياريت تلزم حدودك ومتنساش أنا مين خير عايز ايه؟ عرفت أن إبنك عرف كل حاجة ؟ أيه قطع علاقته بيك وخلاص ده أقل واجب إلي عملته برجع حقي وكرامتي إلي ضيعتها يوم ما فكرت أسمع كلام تعبان زيك وأوافق على الخطة بتاعتك.

أسودت عيناه من كثرة الغضب، وأراد أن يرد لها الصاع الصاعين:

-ممممممم أبني وأنا عارف إزاي أرجع علاقتي به بس أنا جاي أعرفك أن النهاردة كتب كتابه على صفا ومش بس كده صفا كانت حامل وولدت ولد يعني إلي أنتِ فشلتي فيه لسنين هي قدرت تحققه في أقل من سنة لو ركزتي كويس هتعرفي إنك انتِ الوحيدة إلي خسرتي وطلعتي من اللعبة وخيانتك معايا هتدفعي تمنها غالي أوي سلام يا فري .

غادر بعصبية كما جاء، بينما ذهبت هي إلي أقرب مقعد وتهاوت فوقه بشرود، وكذلك صاحت والدتها بغيظ:

-كانت حامل ؟ يخربيتها طلعت لينا من أنهي مصيبة دي ؟ أسبوع يتيم قاعده معاها تحمل؟ أرزاق .

صمتت قليلاً وأردفت بخبث:

-ويمكن يكون مش إبنه أصلاً.

انتبهت لها الأخري وتسألت بحيرة:

-مش إبنه أصلاً ؟ قصدك إيه؟

تبسمت بإتساع مما أظهر بياض أسنانها المرتصة بعناية وهتفت بشر:

-ممكن مثلاً يكون إبن واحد تاني وهي هتلزق الواد لياسين.

شهقت فريدة بصدمة وتسألت:

-قصد حضرتك أنها كانت على علاقة مع واحد تاني ؟

أومأت بخبث وقالت:

-متنسيش أن ياسين اتجوزها وهي عامية وكمان السرعة إلى أتجوزا بيها ده كله يثبت أن الموضوع في أنه.

حركت رأسها نافية وعقبت:

-عادي جداً يا ماما في ناس بتحمل علي طول عادي وحتي لو كلامك صح أنتِ ناسية سلوي ودي عقربة استحالة تعدي الموضوع عادي وهي عارفة أن إبنها مش بيشوف مش بعيد كانت قاعدة ليهم زي قرد قطع يا حبيبتي.

امتعض وجهها بغيظ وأيدتها:

-عندك حق فعلاً.

نظرت لها بتردد واستطردت بإيضاح:

-بس العيار إلي ميصبش يدوش ولا أيه ؟

رمقتها بعدم فهم وتسألت:

-مش فاهمة قصد حضرتك إيه؟

أكملت الآخري باستفاضة:

-رسائل من رقم مجهول ومعاهم كام صورة فوتوشوب يثبتوا أنها كانت على علاقة بشخص غير ياسين.

اتسعت عيناها بصدمة ورددت بعدم تصديق:

-نعم ؟ طيب قدر ياسين عرف أننا أحنا ؟ وكمان أنا هستفاد ايه ؟

ردت والدتها بخبث :

-هتستفادى كتير اول حاجة ننتقم من ياسين وإلي عمله فيكي آول لما يشك أكيد هيطلقها ويطردها كمان وأكيد أبنها معاها أقل واجب تحرمهم من ابنها يبقي كده انتقمنا من ياسين ومن سلوي ومن أحمد وضربنا ٣ عصافير بحجر واحد أما بقي أنه يعرف أننا إحنا اطمني مش هيحصل أحنا كل شغلنا هيكون من رقم مخفي بحيث ميقدرش يوصل لينا من الأساس ها أيه رأيك ؟

نظرت لها بتردد وقالت:

-محتاجة وقت أفكر.

ذهلت الآخري وهتفت باستياء:

-نعم تفكري دي محتاجة تفكير أنت كده هتاخدي حقك عن كل الي عملوه فيكى يا بنتي .

هتفت بتبرير:

-بس آخرته أيه أنت حضرتك شكلك ناسية حاجة مهمة أوي أن صفا دي تبقي دكتورة أول حاجة هتقولها خد الولد وأعمل تحليل DNA .

تهكمت الأخري:

-تفتكري أنها سهلة عليها لما يشكك في نسب إبنها يا بنتي؟ ركزي كويس في الكلام أه هيتأكد أنه ابنه لكن كون أنه يشك فيها مش سهلة وبعدين يا ماما كده هتك أعراض وقصف محصنات حرام علينا كده وكفاية أوي إلي فات خلينا نقفل قصة ياسين للأبد ياسين صفحة من حياتي وانتهت.

رمقتها والدتها ساخرة وعقبت:

-بجد ومن أمتي التقوي والإيمان ده يا ست فري شكل قعدتك مع المجنونة عمتك غيرت فيكي كتير وبعدين كل شئ مباح في الحب والحرب وكده تنتقمي من ياسين وتاخدي حقك أنتِ ناسية عمل فيكي أيه هو وأبوه نسيتي ؟ غير هو كمان السبب الرئيسي إلي خلا أبوكي يبعدك عن حضني و يسفرك عند المخفية عمتك يا بنتي؟

ردت باختصار:

-أه مش هنكر يا ماما وجودي مع عمتو غير فيا كتير بس غير للأفضل خلاني أبقي إنسانة بجد وعندي أمل في بكره يا مامي وبعدين ياسين معملش فيا حاجة من الأساس أنا لو عايزة أنتقم فعلاً بس من أحمد المحمدي وبس لكن إلي عمله ياسين ما هو إلا رد فعل علي الي انا عملته فيه أنا كسرته وذليته كمان.

ردت والدتها بمكابرة:

-إلي يوجع أحمد المحمدي ويكسره فعلاً هو كسرة أبنه يا فري أسمعي مني أنا عارفة أنا بعمل أيه.

أخذت نفس عميق وتحدثت بهدوء:

-وأنا مش موافقة على اللي حضرتك بتقوليه ده من الأساس ولو في سبب رئيسي لكل المصايب إلي أنا وصلت ليها فهي حضرتك يا ماما تربيتك الغلط ليا ودلعك وتدخلك في حياتي هي إلي دمرت حياتي وخربت بيتي كمان يمكن الحسنة الوحيدة إلي تشفع لحضرتك والموضوع ده كله هو أني سافرت أعيش مع عمتي لأن بجد ده أفضل حاجة طلعت بيها من الموضوع ده ربنا عوضني بيها عن كل إلي مريت به ولأول مرة بجد معاها احس اني انسانه من لحم ودم وجنبي حد بيحبني وبيخاف عليا بعد إذنك يا ماما طالعة أكلمك عمتوا أصلها وحشتني أوي وقريب أوي هسافر ليها من تاني يا أما أقنعها تيجي تعيش معايا هنا يا أما أنا هفضل عايشة معاها باي يا مامي.

غادرت فريدة تاركة والدتها تتأكل غيظاً وهي في قرارة نفسها ستنفذ ما خطر بعقلها حتى لو كلفها الأمر حياتها يكفي أن تحطم هذا الياسن وتجعل حياته جحيم.

❈-❈-❈

هبطت من السيارة بخفة ولكن ما آثار تعجب أن الآخر هبط من السيارة وأغلقها بالريموت الخاص بها، جعدت جبينها وتسألت بحذر:

-هو أنت نزلت ليه من العربية؟

أجاب ببساطة:

-داخل معاكي يا حبيبتي.

زفرت بضيق وعقبت:

-مش هينفع ندخل سوا أولاً وثانياً والأهم حابة أتكلم معاه بخصوصية.

اتسعت عين الآخر وصاح موبخاً:

-نعم يا أختي؟ تتكلمي مع مين بخصوصية اتهبلتي ولا أيه ؟

ازدردت ريقها بتوتر وردت:

-أنا مش قصدي بس هو زي والدي وكده يا ياسين معلش عشان خاطري عشر دقايق بس وتعالي لو سمحت عشان خاطري بقي.

تنهد بضيق ورد وهو يشير بيده محذراً:

-معاكي عشر دقايق بالظبط وهاجي ليكي سامعة ولا لأ ؟

أومأت بالإيجاب:

-فاهمة سلام يا حبيبي.

ركضت سريعاً من أمامه قبل أن يغير رأيه، بينما استند هو على سيارته وهو ينظر في ساعته يعد الدقائق الفاصلة كي يصعد لها.

الصفحة التالية