رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 30 - 1 - الخميس 5/12/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثلاثون
1
تم النشر الخميس
5/12/2024
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
"قبل أن تصدر أحكامك علي غيرك دون وجه حق، فعليك أن تتقبل الحكم الذي سيكون من نصيبك أنت الآخر"
منذ أن جاء المحضر إليه وقد تلبسته شياطين الإنس والجن، صعد إلي غرفته علي الفور، وبدل ملابسه علي عجالة وغادر متجهاً إليها، وصل إلي شقة أمير في وقت قياسي، صعد الدرج بدلاً من أن يقف لإنتظار الأسانسير فلا طاقة له أن ينتظره، وصل أمام الشقة وضغط علي زر الجرس بيد، ويطرق الباب بجنون باليد الآخري، دقائق وفتح الباب وطلت عليه منه طالعها بعتاب وتحدث بعدم تصديق:
- حصلت عايزة تسبيني وتطلقي ؟ أنا يجي ليا محضر طلاق؟ كفاية دلع يا هانم أتفضلي يلا غيري هدومك معايا أحنا مش صغيرين عشان لعب العيال ده.
تجاهلت حديثه وقالت:
-أحمد أنا مش هرجع معاك ريح نفسك وطلقني وده مش لعب عيال أنا هطلق عايز تخليها ودي مستعدة أنزل معاك فوراً لأقرب مأذون وكل واحد يروح لحاله غير كده المحاكم ما بينا.
أتسعت عيناه بصدمة وعقب:
-يعني أيه تطلقي أنا عايز أفهم أيه إلي حصل لكل ده عايزة تخربي بيتنا بعد العمر ده كله ؟ وكمان هتعرضي نفسك وتعرضيني لمحاكم أنتِ ناسية أنا مين يا مدام أيه إلي حصل لكل ده يا هانم أيه ده كله عشان الحثالة إلي إبنك كان متجوزها أيه من قلة بنات الناس متمسكة في الحشرة دي؟
ابتسمت ساخرة وتدراكت باستفاضة:
-لأ طبعاً مش ناسية أنت مين ودي حاجة تتنسي يا أحمد باشا المحمدي وبعدين أخرب بيتنا أنا إلي خربته؟ ولا أنت إلي وصلتنا لكده يا أحمد لما خليت إبنك يطلق مراته لعبتك انكشفت خلاص ومن زمان أنا مقولتش لإبنك عشان يستاهل إلي هو فيه تقدر تقولي أستفدت أيه ؟ إبنك حالته النفسية زي الزفت بقي عايش زي الميت أديني سبب واحد يخليك تعمل كده الفقر عمره ما كان عيب صفا أدت لياسين إلي أهم من كنوز الدنيا كلها أديته الحب إلي لو فضل طول عمره يدور عليه مش هيلاقيه.
صاح بنفاذ صبر:
-أيه عملت أيه لده كله إبنك يستاهل يتجوز واحد من مقامه مش حتة واحدة ولا راحت ولا جت بقي ياسين المحمدي تبقي دي مراته دي إلي تشيل إسمه ؟ إلي عملته ده الصح أه تعب من بعدها بس هينسي مسير الأيام هتخليه ينسي ويبدأ جديد.
تطلعت له بخزي وتسألت:
-ولما إلي عملته ده الصح زي ما بتقول ليه كدبت عليا وليه كدبت علي إبنك عشان عارف إنك غلط ؟ الصح إنك تكدب عليه عشان تدمر حياته أنت غلطان يا أحمد أنت غلطان وحسبتك غلط كمان وبكره تندم أنت وإبنك علي إلي ضيعتوه.
صمتت قليلاً وأكملت مستفهمة:
-تقدر تقولي ياسين هيعمل ايه لما يعرف الحقيقة ؟
صمت ولم يجيب عليها فهو علي يقين أن ياسين لم يغفر له ويمر الأمر مرور الكرام.
تنهدت بحزن وقالت:
-أبقي عارف إبنك مش هيسامحك لسببين سبب إنك خليته يطلق أكتر واحدة حبها واكتر حد حبته وحرمته من حاجة أتمناها كتير وأنت كمان أتمنتها وخليه عارف أنك أكتر واحد هيخسر وأنك الوحيد الي هتندم بعد ما كان الكل حواليك هتبقي لوحدك وهتكمل باقي عمرك لوحدك.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-حاجة ايه مش فاهم إلي حرمته منها وأنا كمان اتمنتها؟
تهربت منه وقالت:
-أنا إلي قولت إلي عندي شرفت يا أحمد.
أتسعت عيناه بصدمة وتسأل:
-بتطرديني يا سلوي ؟ هو أيه إلي شرفت أنا مش همسي من هنا من غيرك.
تنهدت بحزن وقالت:
-أنت إلي وصلتنا لكده يا أحمد.
جعد حاجبيه بحدة وتهكم قائلاً:
-يعني أيه لسه إلي في دماغك في دماغك ومصرة علي قضية الطلاق ؟ سلوي أنتي ناسية أنا مين ولا أقدر أعمل أيه ؟ أنا أقدر في غمضة عين أخسرك القضية واطلبك في بيت الطاعة وأنتي عارفة كده لكن مش حابب أوصل الأمور بينا لكده.
رمقته باستخفاف وقالت:
-عارفة انك تقدر تعمل كده ومش بعيدة عنك كمان يا أحمد بس هيبقي بالغصب هترضي تعيش معايا بالغصب والإكراه.
رمقها بعتاب وقال:
-بقي عشتك معايا هتبقي غصب وإكراه يا سلوي ؟ ياسين مش صغير أنا أه كدبت عليه لكن لو هو عايزها كان هيتغاضي عن كل إلي حكيته ويرجعها لو هو بيحبها فعلاً زي ما بيقول ليكي.
هزت رأسها بيأس وهتفت بمرارة:
-هو أنت بجد مقتنع بكلامك ده؟ وبتبرر في أيه ؟ عايز تطلع ياسين هو إلي غلط عشان صدق أبوه إلي المفروض أكتر حد بيحبه وخائف عليه ؟ ده وثق فيك حتي عني أنا أمه وبقي شايفني عدوة كمان حط في اعتبارك ياسين مش هياسمحك يا أحمد مش هيسامحك.
تحدث بكبرياء:
-يعني مش هتبطلي الجنان ده وترجعي بيتك؟
ردت بهدوء:
-أنا عاقلة وده بيتي يا أحمد شرفت.
حدق بها معاتباً، وغادر وهو يجر أذيال الخيبة.
❈-❈-❈
كانت تسير في إحدي المولات التجارية بإرهاق شديد وبرفقتها نور التي اشفقت عليها وتحدثت معاتبة:
-يا بنتي تعالي نقعد نرتاح شوية أنتِ تعبانة مش شايفة شكلك؟
أومأت بإيجاب وقالت:
-عارفة يا نور بس غصب عني عايزة أجيب هدوم البيبي خلاص مبقاش قدامنا وقت خلاص أنتي ناسية أني في التاسع وممكن أولد في أي وقت؟
تهكمت نور قائلة:
-ما هو من كتر المشي ده الطلق يجي ليكي وأولدك أنا.
رمقتها صفا بإستياء:
-نعم تولديني أنتِ أنا أخاف علي أبني يا أختي منك.
رفعت الآخري حاجبها بعدم فهم وتسألت:
-نعم وتخافي ليه أن شاء الله ؟
داعبتها صفا مازحة:
-خايفة تحطيه في سندوتش وتأكليه زي الكبدة فاكرة.
تبسمت نور بإتساع:
-ضحكيتني يا شيخة فكرتيني بأمير كل لما افتكر منظره ساعتها وهو مصدوم بيبقي حكاية.
شاركتها الضحك وقالت:
-يلا بقي يا خفيفة ضحكتك أهو أنا أصلا حاسة إنك جعانة والله .
أومات بتأكيد:
-بتقولي فيها خلينا نخلص حاجات الباشا الأول وبعدين نروح.
أشارت صفا إلي إحدي المحال التجارية بإرهاق وقالت:
-بصي المحل إلي في آخر الشارع ده عارض هدوم بيبهات حلوة تعالي نروحه.
نور:
-تمام.
تحركت الاثنتين إلي المحل المنشود وبالفعل كان إختيار صائب به كل ما يخص المواليد.
جذبت صفا طقم مواليد مكون من سلوبته وطقية وكوڤرته ولكلوك وبافتة من اللون الأبيض ومطعم بخطوط ذهبية، نظرت إلي نور وتسألت:
-أيه رأيك ؟
أشادت نور بإعجاب:
-تحفة أوي ؟
هتفت صفا مقترحة:
-أيه رأيك الطقم ده أخده معايا وأنا بولد ؟
أيدتها نور بتأكيد:
-حلو جداً بصي بلاش نكتر سلوبتات عشان هتصغر بسرعة البيبي بيطول.
هتفت صفا بإيضاح:
-عارفة عشان كده أصلا هجيب كل الهدوم من ٣ ل٦ مش هجيب من صفر ل٣ .
صقفت نور بإعجاب:
-ماشي صفا طلعت بتفكر أهي يا ولاد.
رمقتها الأخيرة بضيق وقالت:
-أه يا أختي مش أحسن ما أفكر في الأكل والله ما عارفة بتودي الأكل فين ده أنا إلي بأكل لأتنين يا شيخة مش بأكل قدك.
أشارت لها بكف خماسي وقالت:
-خمسة عليا من العين يا أختشي وبعدين في مثل بيقول في ناس زي العرسة تأكل وتنسي أنا بقي كده بأكل وبنسي.
همست صفا بخفوت:
-بتأكلي وتنسي وربنا أنا أمير صعبان عليا خايفة تاكليه وهو نايم يا عين أمه.
ضيقت نور عينيها بفضول وتسألت:
-بتقولي أيه مش سامعة ؟
ردت صفا مبتسمة:
-متخديش في بالك ركزي معايا بقي ربنا يهديكي عايزين نخلص بجد أنا خلاص رجلي ورمت شكلي هولد علي إيدك.
أومأت بإيجاب وقالت:
-حاضر يا قلبي .
رمقتها بإشفاق وتسألت:
-هو أنتِ هتولدي قيصري ولا عادي ؟
استطردت صفا بإيضاح:
-الدكتورة قالت معانا التاسع كله وبتقول طالما البيبي قلب والوضع طبيعي نتأخر شوية بحيث أولد أفضل أنا أصلاً حابة أولد طبيعي ماما تعبانة مش هتقدر تخلي بالها من البيبي أوي لازم أساعدها.
ربتت نور علي ظهرها بحنان:
-ربنا يقويكي يا قلبي ومتشليش هم يا ستي أنا جنبك.
تبسمت صفا بإمتنان:
-ربنا يخليكي ليا يا نور أنتي مش صاحبتي وبس أنتي أختي إلي طلعت بيها من الدنيا .
ضمتها نور بحب ولكن بطن صفا المنتفخة كانت عازل بينهم، فوضعت نور يدها علي أحشائها مازحة:
-لأ أنتِ تولدي بقي البطيخة دي يا قلبي عايزين نحضن ونبوس براحتنا يلا نكمل الجولة يا أختي.
أكملوا جولتهم بالفعل واشتروا كل ما يلزم الطفل بالفعل.