-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 32 - 1 - الأثنين 9/12/2024

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني والثلاثون

1

تم النشر الأثنين

9/12/2024


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم أعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينيها، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


"أخطأت يا عزيزتي دون أن أقصد، كنت مخدوعاً صدقت أقرب الناس إلي، ودفعتي أنتي الثمن، وأنا معك يا حبيبتي، كل يوماً كنت أتجرع مرارة الآلم والفراق، أطوق إلي ضمك داخل صدري، كل ما كان يصبرني أنكي لم تكوني سوي خائنة في نظري، ولكن الأن ظهرت براءتك وبدلاً من أكون أنا المجني عليه، أصبحت أنا الجاني، فلتغفري لي وتسامحيني، دعيني أمسح دموعك، وأرسم إبتسامتك بيدي، وأمحو كل آلم تسببت به دون أن أدري، فوالله بات الفؤاد يحترق، يطوق إلي عودة حبيبه "


في كافيه المشفى جلست نور وهي تردد بإنزعاج:

-ممكن أفهم في أيه ؟ متعصب كده ليه؟ لأ وكمان مجرجرني وراك زي الجاموسة؟

أتسعت عين أمير بصدمة وتسأل بعدم إستيعاب:

-أفندم؟ أيه الألفاظ إلي عمالة تقوليها دي يا هانم ؟ وايه الكلام الجارح إلي قولتيه لياسين ده؟

تبسمت ساخرة وعقبت:

-والله أنا كده وده أسلوبي ولو الباشا شايفني لوكل يبقي نفضها سيرة من الأساس وكل واحد يروح لحاله.

صاح موبخاً:

-أنتِ أتجننتي ولا أيه ؟ نور أعقلي كده لو سمحتي ومتفسريش الكلام علي دماغك يا هانم بزمتك ده يليق بدكتورة؟ ردي يا نور ؟ يليق بواحدة متعلمة ودكتوره أنا عليكي أنتِ وعلي نظرة الناس ليكي مش عشاني ياسين اه غلط وغلطه كبير جداً بس مش أنا إلي نحسبه علي غلطه صفا هي إلي تحاسبه بس في حقيقة واحدة مفيش هروب منها ياسين أبو الطفل ولا فيه شرع ولا قانون يمنعوا أب عن أبنه.

ردت بضيق:

-وهي دلوقتي مش في وعيها لكن لازم إلي يرد غيبتها ويحافظ علي إبنها.

قلب عينيه بملل وتدراك مستفهماً:

-والدتها كانت موجودة صح شوفتي رد فعلها ؟ أيه رأيك في رد فعلها هادية وراسية مش مجنونة زي حضرتك؟

أومأت بإيجاب:

-أيوة هادية وراسية بس ده غلط إبن خالتك عايز يضرب بالشبب كمان 


أتسعت عيناه بصدمة:

-يتضرب بالشبشب لا والله يا هانم هتضربيه بالشبشب ؟ أبهرتيني الصراحة هو حضرتك فاكراه أيه معلش ؟ تكونيش فكراه برص وأنا معرفش ؟


تهكمت قائلة:

-مممم تصدك لايق عليه برص وهو صفراوي كده ومش سالك ناقص شوية نمش ويبقي برص أصلي.


تغاضي عن سخريتها وأكمل هو متهكماً:

-سيبك من الهبل بتاعك بتكلم جد يعني أمها موجودة إلي هي جدة الطفل يا بنت الناس وأحق حد به ومامته مش في وعيه زي ما بتقولي سكتت ومنطقتش صاحبة الحق سكتت أنتِ بقي تقومي الدنيا وتقعديها يا نور؟ لا وياريت بعقل لا بطريقة سوقية وقلة قيمة غير الولد الي شديته من أيد أبوه ؟ لو لقدر الله وقع ولا حصل حاجة ليه كان هيبقي أيه الحل بقي يا هانم؟ 

زفرت بضيق وعقبت بتبرير:

-أمير أنا كل إلي كنت شايفاه تعب صفا وذلها والحزن إلي عاشت فيه وفي نفس الوقت هو كان عايش حياته بالطول والعرض أنت ليه مش قادر تفهم بس.

رمقها شذراً وقال:

-بجد عايش حياته بالطول والعرض مين قالك كده ؟ أن شاء الله بالعكس الأتنين أتوجعوا ويمكن صدمة صفا أقل كمان ياسين اكتشف الحقيقة وضيفي عليها إبنه إلي كان بيتمناه من الدنيا معرفش عنه حاجة غير يوم والدته والسبب في ده كله مين؟ أبوه أكتر شخص المفروض يكون بيتمني ليه السعادة هو كان سبب كسرته وحزنه أه صفا صاحبتك لازم تدافعي عنها وأنا معاكي أتظلمت أوي فعلاً مش هنكر ده لكن دلوقتي بقي هيجي دور أمير ومتفتكريش أنه كان عايش عادي لأ ده كان موجوع وهو بعيد عن حبيبته يا بنت الناس إستهدي بالله يا نور لو سمحتي وفكري بالعقل وهقولها تاني أحنا هنكتفي بالمشاهدة وبس سامعة ملناش ندخل في حاجة تخصهم هما دلوقتي بينهم طفل وأكيد هيفكروا في مصلحته قبل أي حاجة فهمتي يا نور ؟

تنهدت بقلة حيلة وردت:

-فهمت.

رمقها معاتباً وأضاف:

-خدي بالك يا هانم أني مش هنسي الكلام الفارغ إلي قولتيه من شوية.

عضت على شفتيها بإحراج وقالت:

-أنا مش قصدي أنت نفسك كنت شايف الوضع وأنا كنت متعصبة .

تبسم بمرارة واسترسل بإيضاح:

-أصدق كلام يا بنت الناس إلى بيتقال في العصيبة مشكلتك يا نور إنك مش واثقة فيا ولا في حبي ليكي أحنا فعلاً لسه علي البر والقرار بين إيدك حابة تكملي معايا ؟ ولا حابة كل إلي يروح لحاله ؟

ردت بإندفاع:

-أنا مكنش قصدي وأنت عارف كده كويس ولا أنت بقي بتتلكك وعايز تخلع وتلبسها فيا.

حرك رأسه بيأس وتحدث من بين أسنانه بغيظ:

-أنتِ صح أنا فعلاً عايز أخلع وألبسها فيكي عارفة عايز أخلع أيه ؟ أخلع الجزمة إلي في رجلي وألبسها في بوقك إلي بينقط دبش ده أنا بجد علي شعرة واحدة منك أصلاً ربنا يصبرني عليكي بجد لأن أنا مش ضامن نفسي خلاص معاكي ولا مع تصرفاتك.

نهض بغيظ وأكمل:

-يلا نطلع وأنا بقولك أهو قبل ما نطلع أقسم بالله أن فتحتي بوقك تاني مع ياسين أنا هتصل بوالدك وهو يتصرف معاكي وتاني مرة لما أقول تسكتي يبقي تسكتي كبري الراجل الي معاكي يا هانم.

نهضت علي مضض وتحركت خلفه بإستياء وهي تغمغم بكلام غير مسموع.

توقف فجأة وتسأل:

-بتبرطمي تقولي أيه؟

ردت ببراءة:

-بكلم نفسي مجنونة يا سيدي.

حرك رأسه بيأس ورد:

-لله الأمر من قبل ومن بعد.

❈-❈-❈

بينما في الأعلي اتجهت سلوي إلي ياسين وجلست جواره بصمت، انتبه لها ورفع رأسه وحملق بها قليلاً وتسأل:

-ليه كل ده حصل صفا فعلاً بريئة؟

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-هو أنت لسه هتسأل يا ياسين ؟!

رد بآلم ناشئ عن حزن عميق داخل أعماق قلبه:

-ليه بابا عمل كده ؟ أستفاد أيه ؟ أنا كلام بابا بالنسبة ليا ثقة بمشي وراه وأنا مغمض ليه هو يعمل معايا كده ؟ أنا بجد مش مسامحه علي إلي عمله فيا أنا جوايا نار قايدة في قلبي وكمان مش هقدر أسامحك يا أمي أنتِ كمان ساعدتيه في ده؟ ليه تعملوا فيا كده ؟ 

أتسعت عيناها بصدمة وتداركت مستفهمة:

-أنا ساعدته في أيه يا ياسين ؟ أنا كل إلي عملته أختارت الصمت سبتك أنت تكتشف كل حاجة بنفسك يا حبيبي.

رد متهكما ً:

-قررتي البعد يا أمي وسكتي أخدتي أمير وبعدتوا عني طول عمري بحس إنك بتفضلي أمير عني ودايما في ضهره ليه مقولتيش ليا الحقيقة ليه محاولتيش تبرري يا أمي وتقولي أن صفا بريئة ها ليه موقفتيش في وشي أدتيني كفين وفوقتيني ليه؟ أنتِ لما بعدتي عني أنا كمان بعدت حسيتك مش عايزاني يا أمي مفضلش غير بابا إلي دايماً واقف جنبي ومع الأسف في نهاية المطاف طلع بيلعب بيا ويخدعني دلوقتي بقي أيه المفروض هيحصل صفا هتسامحني؟ أنا دبحتها بدل المرة عشرة وقالتها في وشي بكره يا ياسين وصلتني أني أكرهك هستني أيه تاني ؟ ماما أنا لو مكنتش روحت ليكم صدفة وجيت وراكم هنا كان أيه إلي هيحصل ردي عليا أيه إلي هيحصل أكيد معندكيش إجابة أو بمعني أصح مش هتقدري تجاوبي فهجاوب أنا يا أمي نفسي مكنتش هعرف أنا صفا ولدت مكنتش هعرف بوجود أبني من الأساس يا تري أنتِ كده هتبقي سعيدة وأنتِ شايفة إبنك محروم من ابنه وحفيدك يتربي علي أنه يتيم وأبوه عايش ؟ ردي عليا ساكته ليه يا ماما ؟ أنا بقيت حاسس إنك مش أمي من كم الكره إلي شوفته منك.

صمتت لا تدري بما ترد عليه من الأساس هي لم تقصد هذا بالفعل، بالإضافة إلي ما يقوله هذا الأهوج هي لا تحبه هل هناك أم تكره ولدها من الأساس ؟

آخذت نفس عميق وتحدث بهدوء:

-أنا عمري ما هحب حد أكتر منك يا ياسين أنت أبني سامع أبني أنا بعدت لأنك مش مدي حد فرصة أنه يوضح ليك الصورة كاملة مع الأسف صدقت أبوك ومشيت وراه وأدي النتيجة إلي وصلنا ليه لو كنت قولت ليك يا حبيبي مكنتش هتصدقني وكنت هبقي سبب مشاكل لا تحصي بينك وبين أبوك البعد كان أسلم حل عشان تدور أنت وراء الحقيقة لكن مع الأسف مشيت وكملت طريقك وراء والدك وروحت رديت فريدة أكتر شخص أذاك وداس عليك تفتكر بعد ده كله كان هيبقي في حاجة أقولها أنا سمعت أبوك وصدقت كلامه عن صفا ونفذت حكمك عليها كمان مدورتش وراء الحقيقة أستسلمت للواقع.

الصفحة التالية