رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 20 جـ 2 - 1 - الخميس 5/12/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل العشرون
الجزء الثاني
1
تم النشر يوم الخميس
5/12/2024
« عيون مشتاقة ...»
أنت الأول والأخير لا يضاهي وجودك شئ ، سلام على كل عابر بقلوبنا فلا أحد يمكنه ملأ فراغك مهما حاول ، يقتلني شوقي إليك فبقلبي حنين صامت يتتوق لرؤياك ، فهل يصلك رسالة صمتي أم أنني بالإشتياق وحيد ...
عطارة النجار ...
بتحفز شديد لهذا الزائر الغامض إنتظر "فريد" لبعض الوقت حتى لاح طيف شاب طويل ذو وجه محدب وشعر مموج ، شاب يتمتع بعينين بنيتين لامعة يدلان على المكر والدهاء ...
تقدم "حامد" تجاه مكتب "فخري" الذى إحتله "فريد" اليوم بغياب والده وأخيه ..
إنها الفرصة التى لا تأتي إلا مرة واحدة بالعمر ، فهذا الشاب قادر على إختلاق المال من العدم ، محظوظ كما يقولون ومن جاور السعيد سيسعَدُ ...
هلل "فريد" مرحبًا بـ"حامد" قائلًا ...
- أهلًا أهلًا ... نورت يا أستاذ "حامد" ...
لم يكن "فريد" بالغريب عن "حامد" بل هو يعرفه حق المعرفة لهذا كان رد فعله مناسبًا لشخص بهذا الغباء والمحدودية ليرد التحية ببعض الإستعلاء لإدراكه لحاجته له ...
- أهلًا ...
أشار "فريد" تجاه المقعد بإبتسامة سعيدة ..
- إتفضل أقعد ... إتفضل إتفضل ...
جلس "حامد" وهو يضرب بعيناه المتجولتان لداخل الوكالة ليقيس مدى ثراء هذه العائلة ليحدد ما يمكنه كسبه من ورائهم ...
- خير يا "فريد" .... "حنين" كلمتني عشان شغل ...؟!! إيه الشغل ده ...؟!!
زاغت عينا "فريد" بإضطراب متخوفًا من أن يلاحظ أحدهم حديثه ليجيبه بنبرة خفيضة قلقة للغاية ...
- أى حاجة ... أنا معاك فى أى حاجة زى ما "حنين" قالت لك .. إللي تقدر عليه نعمله تبع شغل الوكالة ...
لم يكن بالأمر المجهد أو المعقد عليه ليدرك مقصده بالعمل الغير مشروع سريع الربح ، وبتجارة كالعطارة وما شابهها هي وسيلة رائعة لهذا الأمر لكنه كان بالدهاء بألا يظهر رغبته المُلحة بالعمل معه ليردف بلا إكتراث ...
- مفهوم .. مفهوم ..
بقلة صبر على فهم الأمر وما يتطلب منه أسرع "فريد" مستوضحًا ...
- يعني حنعمل إيه ... وإمتى ...؟؟!
- مستعجل ...؟!!
حماسه النابع من كل ملامحه كانت إجابته قبل أن يتفوه بها بالكلمات ...
- أوى ...
لن يضيع "حامد" الأمر من بين يديه ليجيبه ببعض التوضيح ..
- إحنا حنبدأ نجيب شوية بضاعة داخل شحنات الإستيراد بتاعتكم ... وفيه ناس فى مكتب إستيراد حتساعدنا فى القصة دي متقلقش ... بس تديني معلومات الشحنات وأنا حتصرف .. وعمولتك محفوظة ... وبعد كدة لو معاك راس مال ممكن تدخل فى نسبة من ثمن البضاعة ... بس مش دلوقتِ ... ركز بس تجيب لي مواعيد وتفاصيل الشحنات إللي بتيجي بإسمكم ...
- معاك أنا ... كله حيبقى تمام ...
بتفهم أومأ "حامد" لينهض منهيًا هذا اللقاء قائلًا بتحذير ...
- المرة دى بس أنا جيت هنا ... بعد كدة تجيلي مكتبي ... ده العنوان .. عشان منثيرش أى شكوك حوالينا ...
مد "حامد" يده بأحد البطاقات المدونة عليها إسم الشركة وعنوانها وأرقام الهواتف الخاصة به ليقرأه "فريد" بعينيه وقد لمعت ببريق طامع فأخيرًا ستحقق أحلامهم ...
❈-❈-❈
###
شقة مودة ...
طرقات صاخبة صاحبت حضورها المميز الذى يمحو كل ضيق وحزن بقلبها ، إبتسمت "مودة" وهي تستمتع بحضور أختها الصاخب فعليها النظر لنصف الكوب الممتلئ فهي الآن بوظيفة رائعة وإلى جوار من تتنفس هواه ...
لم تنتظر "غدير" أن تفتح لها "مودة" الباب لتفتحه هي بمفتاحها الخاص فقد تذكرته أخيرًا وأحضرته معها ...
لم تكاد تخطو خطوة واحدة داخل الشقة لتنحني بحماس شديد تهنئ "مودة" بعملها الجديد ...
- مسا مسا على الأيدى العاملة ... يا كاشاتِك يا فلوسِك يا "دوداااااااااا" ....
تجاوبت معها "مودة" بجنون مماثل لجنون أختها نصف قمرها الغالي ...
- ويا فلوسك يا هولنداااااااا ...
إحتضنتا بعضهما البعض وتعالت ضحكاتهم الرنانة حتى قبضت "غدير" ذراعيها المحيطتان بأختها لتقفزا سويًا بسعادة شديدة تتمنى كل منهما أن تبقى بحالة الإنتشاء هذه للأبد ...
دارتا لبعض الوقت حول بعضهما البعض قبل أن تتوقفا بصدر ناهج وقد وضعت "غدير" يدها فوق صدرها بتألم رغم ضحكتها المتسعة ...
- اه ... بس بس ... أحسن الأزمة تيجي ... نهدا بقى شوية ... ماليش مزاج أتعب النهاردة ...
بقلق سحبتها "مودة" نحو الداخل قائله ...
- طب تعالي أقعدي إرتاحي ... بلاش تنطيط ...
جلست "غدير" تلتمس بعض الراحة حتى لا تزيد من حالتها سوءًا وتصاب بأزمة تنفسية جديدة ...
بأنفاس متقطعة إستطردت "غدير" ...
- إحكي لي ... بقى ... إيه إللي حصل النهاردة ... بالتفصيل الملل ....
أوسعت "مودة" حدقتيها بطرافة قائله ..
- الظاهر إني خربتها على الآخر النهاردة ...
- ليه ...؟؟؟
حاولت "مودة" ألا تظهر إحساسها ومشاعرها تجاه "رؤوف" لتقص الأمر بوصف فقير للغاية على أختها ...
- شكل وجودي عمل مشكلة بين "رؤوف" و "نيره" ...
برد فعل تهكمي حين رفعت "غدير" عينيها للأعلى محركة رأسها بهزة ساخرة ...
- وهم من إمتى مفيش بينهم مشاكل ... دول بتوع المشاكل كلها ... إحكي يا بنتي إحكي ...
لم تطل "مودة" الأمر كثيرًا حتى لا يظهر منها ما تود إخفائه أو شعورها بأنها لا أهمية لها لدى "رؤوف" وتشعر بوخز قلبها مرة أخرى ...
- خلاص بقى ... خلينا نتكلم فى حاجة تانية ... ( لتبدل الموضوع تمامًا حين سألتها بشقاوة) .... تاكلي بطاطا ...؟!!
إمتعاض شديد حل بوجه "غدير" متسائله ببعض التفاجئ ...
- بطاطا ...؟؟؟ إنتِ من إمتى بتاكلي بطاطا ... ؟؟؟ عمرك ما حبتيها ...!!!
عقصت "مودة" وجهها قليلًا ثم أجابتها ...
- طنط "سوسن" مرات خالو "منير" بعتاهالي إمبارح ... تقريبًا صينية البطاطا مظبطتش معاها قامت بعتتهالي ...
ضحكت "غدير" من تصرف زوجة خالها فهي إمراة بخيلة لا تهدي أحد إبرة حياكة فبالطبع لم تكن لتهدي "مودة" طعام إلا لأنها أفسدته لا أكثر ...
- لا كتر خيرها ... أنا بقول نطلب بيتزا أحسن بلاش حكاية البطاطا دي ... أنا أصلًا بطني بتوجعني ...
وافقت "مودة" على إقتراح "غدير" فقد قرصها الجوع بالفعل ولم تحضر أى طعام اليوم وبالتأكيد لن تساعدها "غدير" بهذا الأمر فهي طاهية فاشلة مثلها ...
❈-❈-❈
حل المساء لينتهي يوم عمل معتاد بحي النعماني ، مساء محير لتلك العقول الهادئة بأحوال لم تكن بالحسبان ...
خلعت "شجن" معطفها الأبيض لتنهي بهذا عملها البسيط بالمستوصف لكن طلب "أيوب" الغريب مازال له وقع بنفسها فهي بالفعل تود مساعدته بوحدته لكنها لن تقدر على ترك عائلتها الصغيرة والسفر معه ، فأمها وأختها لا تُحسنان التصرف بدونها فهما تحملان قلبًا مرهفًا للغاية لا يمكنهما من التصرف بتعقل وهذا ما يجعلها دومًا قلقة عليهن ...
تحركت بخطواتها البسيطة تجاه المكتبة للمرور بـ"نغم" لترافقها إلى البيت بطريق عودتهم المعتاد ...
في الموعد المحدد خرجت "نغم" تهرول بخطواتها المتعجلة لخارج المكتبة فقد حان موعد مجئ "شجن" ...
- واقفه بقالك كتير ...؟؟! إتأخرت عليكِ ...؟؟؟
رفعت "شجن" كتفيها بخفة ثم أهدلتهما ...
- لا خالص ... لسه بدري أوى ...
زفرت "نغم" براحة فقد ظنت أنها تأخرت عليها لتهتف بها ...
- طيب الحمد لله ... يلا بينا ...
تعلقت بذراع أختها كالعادة إستعدادًا لإتخاذ طريق العودة ، لكن لم يتحركا خطوة واحدة حتى سمعتا صوت هادئ رجولي ينادي بإسم "نغم" ....
- "نغم" ... "نغم" ...
إستدارتا نحو مصدر الصوت لتفاجئ "نغم" بـ"بحر" يقف من خلفهما متحدثًا إليها بصدر ناهج وأعين هائمة ...
- إستني يا "نغم" ... نسيتي شنطتك ...
إنتهبت "نغم" لحقيبتها ، ولها فقط دون أن تتفهم تلك النظرات العاشقة التى يتطلع بها إليها لتردف بإمتنان ...
- إيه ده ...!!! ده أنا الظاهر مش مركزة خالص ... شكرًا بجد ...
كمن وقع بينهم حجاب يحجز مشاعره التى يراها الكفيف عنها بينما كانت هي منشغلة بإحساس آخر بعيدًا عن هذا المتيم ، إبتسم "بحر" بجاذبية ...
- معلش حصل خير ... أنا قلت ألحقك قبل ما تمشوا ...
علقت "نغم" حقيبتها بكتفها وهي تجيبه بإمتنان مرة أخرى ...
- كتر خيرك يا أستاذ "بحر" ... أنا كل حاجة ليا بحطها فى الشنطة .. كويس إنك لحقتنا ...
أومئ بخفة حين إنتبه أخيرًا لـ"شجن" التى كانت تتفرسه بقوة ...
- إزيك يا أستاذه ... مش "شجن" برضه ...؟؟؟
أسرعت "نغم" تجيبه بتلقائية ...
- أيوة هي "شجن" أختي إللي جات لك عشان تشغلني فى المكتبة ... إنت نسيتها ولا إيه ...؟؟؟
- لأ طبعًا فاكرها ...
فراستها وذكائها إستطاعت به "شجن" إدراك ماهية هذا العاشق المتيم بأختها ، نظراته الولهة وحديثه اللطيف لا ينم إلا عن محب يتتوق باحثًا عن لحظة تجمعه بمن يهواه ...
لحظات قليلة قبل أن تتخذا طريقهن للعودة إلى البيت ليظل "بحر" متابعًا لهما حتى غابتا عن مرآه ، لتسأل "شجن" أختها سؤالًا ذكيًا تحاول به التأكد مما فهمته ...
- إلا قوليلي ... هو أستاذ "بحر" ده مرتبط ... ؟؟!!
لتجيبها تلك الغائبة عن الواقع دون إدراك لمشاعره الواضحة ...
- تقريبًا لأ ... بس أظن إنه بيحب بنت هي مش حاسه بيه ... شكله حب من طرف واحد ...
عقبت "شجن" بإندهاش ساخرة من غباء أختها ...
- ومتعرفيش مين بقى سعيدة الحظ دي ...؟؟؟
تلقائية "نغم" وفهمها المحدود للمشاعر و إدراك تصرفات من يحيطون بها كان جليًا على ملامحها البريئة ...
- لأ خالص ... بس قلت له لو عاوز مساعدتي إني أقولها أنا معنديش مشكلة ...
فغرت "شجن" فاها بأختها المغيبة التى لم تدرك كم يعشقها هذا الرجل لتردف بتهكم ...
- و ربنا ...!!! إنتِ عايزة تساعديه ..؟؟! ومش عارفه هي مين ...!!!
- اه والله وأنا يعني حكدب عليكِ ... بس هو مش راضي ... مش عارفه ليه ... ؟؟!!
توجهت "شجن" نحو السماء بضجر من بلادة إحساس أختها ...
- الرحمة يا رب ... إمشى من قدامي ... ده أنا مشفتش غباء كدة ...
تطلعت بها "نغم" بإستياء وعدم فهم لم تنعتها بالغبية دون أن تتصرف بذلك ...
- فيه إيه يا "شجن" ... الله ...!!!!
لوت "شجن" فمها بإمتعاض قائله ...
- مفيش يا أذكى إخواتك ... يلا نروح ...
رفعت "نغم" كتفيها وأهدلتهما بدون فهم مقصد "شجن" من حديثها المبهم ليستكملا طريقهم بينما أخذت "شجن" تخبرها بعرض "أيوب" لمرافقته بالسفر معه لبلدته ورعايتها له هناك لتكون تعقيبها بالرفض تمامًا كما رفضت "شجن" فهي لا تتخيل حياة "شجن" غائبة عنهم بها ...