-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 23 - 1 - الأحد 22/12/2024

 

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل الثالث والعشرون

1

تم النشر يوم الأحد

22/12/2024

  « عيون مترصدة» 



طباع يغلبها السوء ليس لكونِها تصرف وليد اللحظة بل إنها متوغلة بالنفوس ، فلدغ العقارب لم يكن من العداوة بل هو أمر تقضيه الطِباع ...


لكن من السذاجة أن تظن أن العقرب الذي يلدغك يومًا سيصبح حمامة سلام ...


❈-❈-❈


بعيون مرتقبة وضيق تَحَكم بتلك المندهشة وقفت "عهد" تطالع داخل الفيلا ببعض الصمت لتستمع لهمساته إلى جوار أذنها كاشفًا كل الإضطرابات التى حلت بنفسها ليتفوه بهمس ...

- إطمني يا حضرة الضابط ، مش أنا إللي أعمل إللي جه في دماغك ده ...

نظرت "عهد" نحو "معتصم" بحدة تنفي ما فهمه وأنها قد ظنت به السوء حين آتى بها إلى هنا لتردف بكذب ...

- أنا مفيش حاجة جت في دماغي ، عارف ليه ..!!! لأنك مش في دماغي أصلًا ...

قالتها وهي تدلف نحو الداخل ليستقيم "معتصم" يقبض ملامحه بإقتضاب شديد فهل تعني ذلك حقًا ، هل هو لا يمثل لها أي شئ ، هل لـ"طه" نصيب بحبها وقلبها وعقلها أيضًا ...؟!!

دلف نحو الداخل وهو يصفق الباب من خلفه بإنفعال ليدير قاتمتيه بأرجاء الفيلا ...

فقد توزع بقية الضباط كل بموضعه لبدء عملهم لينتبهوا لدخول "معتصم" ومن قبله "عهد" ليستقيموا جميعًا مرحبين بقدوم قائدهم ..

- صباح الخير يا قائد ...

- صباح الخير يا قائد ...

تكرر سماعِه لتحيتهم له ليكتفي بإيمائةٍ خفيفةٍ لتحيتهم لتنصب أنظارِه على "عهد" التي جلست بأحد الأركان تعبث بأحد الأجهزة مباشرة لتضع أحد السماعات الكبرى فوق أذنيها ...

تهدج صدرها بإرتجاف وهي تصطنع الإنشغال وتعلم جيدًا ثبات عينيه الثاقبتين تجاهها لكنها تعمدت تجاهله فهي لا تنكر إرتباكها الشديد حين ظنت أن الفيلا خاوية لكن عند رؤيتها لزملائها بداخل الفيلا علمت أن الأمر لا يتعدى المُهمة التى كُلفوا بها ...

لم تكن عينا "معتصم" فقط المنصبة على "عهد" بل شاركه بذلك "طه" الذي ظن أن هذه المهمة ستُقرب المسافات بينه وبين "عهد" ويحاول لفت أنظارها وإثارة إعجابها ...

ألقى "معتصم" جسده بقوة فوق المقعد ليصدر تعليمات البدء ...

- إرفع يا إبني الصوت ده .. خلينا نسمع بيقولوا إيه ... ووصلني بالضابط "عمر" ومجموعته عشان نشوف وصلوا لإيه ...

سرعان ما تحول لكتلة من التركيز في العمل منحيًا تلك التى سطت على تفكيره و سلبت قلبه جانبًا كما فعلت هي تمامًا بينما ظل "طه" مترقبًا الفرصة بجاهزية للتحرك تجاه "عهد" ...

بدأ "عمر" يوضح لـ"معتصم" عبر الهاتف ما توصلوا له حتى الآن لينهي "معتصم" مكالمته ملتفتًا تجاه بقية المجموعة ...

- دلوقتِ المعلومات إللي وصل لها الرائد "عمر" إن الفيلا إللي قصادنا هي مركز تجمع التشكيل ده ، دول إللي حيبدأوا سلسلة الإغتيالات إللي قلنا لكم عليها ، الرائد "عمر" متابع شحنات الأسلحة إللي مهربينها لحد ما يوصل لخيوط الشبكة كلها ، علينا إحنا نعرف مين الهدف من الإغتيالات دي وإزاى حيكون تخطيطهم لها ، عشان نقبض عليهم قبل إرتكاب أى عمل إرهابي منهم ...

إستدار "معتصم" بحرفية شديدة ومهارة ملفته للجميع حتى تلك صاحبة النظرات المتعالية تجاهه ليبدأ بتقسيم العمل بين أطراف المجموعة ...

- "حليم" .. إنت تسجل لي كل الحوار إللي حنسمعه من مايكات الصوت إللي زرعناها هناك ، و"عبد الرحمن" و"طه" حتراقبوا بالمنظار أى تحرك في لحظتها تقولوا لي عليه (ثم إتجه بحديثه نحو "عهد" بمهنية تفوق تخيلها ) ، "عهد" عايزِك تجيبي لي أى معلومة عن الأسماء إللي مكتوبة قدامِك دي لبعض الشخصيات إللي بنشك إنهم متواجدين فى الفيلا ...

يبدو أنه يعلم جيدًا قدراتها الفائقة في البحث وإستخدام الحاسوب وأجهزة التكنولوجيا الحديثة ، بإيمائة خفيفة بدأ الجميع يعمل بهدوء وترقب حين هتف "عبد الرحمن" بعد قليل ...

- يا قائد ... فيه حد ثالث دخل الفيلا ، دي واحدة ست شكلها لسه مش واضح أوى ...

تحرك "معتصم" بخفة ليقف مباشرة أمام إحدي النوافذ رافعًا النظارة المعظمة لعينيه ليتفحص الأمر ليلاحظ ذلك بالفعل ليعقب ...

- فعلًا .. مين دي ؟! ويا ترى مهمتها إيه ..؟!

أشار "معتصم" تجاه "حليم" متسائلًا ...

- بتسجل يا "حليم" ..؟!! إرفع صوت المايك ..

حرك "حليم" رأسه بالنفي قبل أن يردف بوجه ممتعض ...

- مفيش صوت يا قائد .. مش عارف الصوت مش واصل ليه ...!!!

إستدار "معتصم" بأعين متوهجة حتى كادت مقلتيه السوداوتين تتطاير منها النيران هاتفًا بإنفعال ..

- إيه ..؟!! إزاي ده ..؟!!

ترك النظارة المعظمة ليتجه نحو المستقبِل الصوتي يحاول الإستماع لما يحدث لتظهر ملامح الغضب والإمتعاض على وجهه ..

- مفيش صوت فعلًا !!! إنت مركب المايكات فين بالضبط ؟!!

أجابه "حليم" ببعض التوتر ...

- زارع المايكات فى الفيلا كلها بس الظاهر فيه سلك إتهز أو أي حاجة .. 

- والمطلوب ..!!!!

إرتجفت عينا "حليم" ليردد بقلق من ثورة "معتصم" القادمة ..

- لازم نتأكد من إن الأسلاك تمام .. أو يمكن اااا ...

وما ظنه "حليم" قد لاح بالأفق حين إتقدت الشرر بنفس "معتصم" ليصيح بحدة ...

- يمكن إيه .. إتكلم بوضوح مرة واحدة يا حضرة الضابط ...

إبتلع "حليم" ريقه المتحشرج قائلًا بتخوف ..

- يمكن نكون نسينا المايكات اللي في الريسبشن مقفولة ...

إستقام "معتصم" لتتوسط مقلتيه بياض عينيه بصورة مفجعة لهذا الخطأ الفادح الذي سيكلف هذا المتراخي الكثير لينفعل غاضبًا بصورة لا يمكنه كبح جماحها ...

- إنت بتقول إيه ؟؟!! إيه الإستهتار والرعونة دي ؟!! إتصرف يا حضرة الضابط الظاهر إني كنت غلطان في إختيار ظابط محدود الخبرة زيك ... 

ضاق تنفس "حليم" محاولًا البحث عن مخرج فكيف سيعود لداخل الفيلا وقد عمرت بسكانها لإعادة تشغيل أجهزة التنصت ، إرتباك جعل البقية يشاركون بأفكارهم للوصول لحل ما ...

- ممكن حد يدخل كأنه عامل توصيل مثلًا ...

- أو فرد فينا يلف من الباب الخلفي ويدخل يتأكد من المايكات ...

زاغت عينا "معتصم" الغاضبة بين كلاهما ساخطًا من أفكارهم السطحية ..

- ده أقصى إللي بتفكروا فيه ... إحنا كدة ولا لينا أى لازمه ، شغلنا كله واقف على خطأ أهوج وممكن نعرض المجموعة كلها إنها تتكشف وهم يحرصوا ويعرفوا إننا بنراقبهم ...

سُمع أخيرًا صوت "عهد" بجدية تندمج معهم بالحوار لتلقى بحل قد يكون الأقرب والأوقع لحل تلك الأزمة ...

- أنا إللي حدخل الفيلا ،كأني جارتهم وجاية أزورهم ، أظن دي حاجة منطقية ومحدش حيشك في واحدة ست ..

إنتهى دور الضابط المغوار بداخل "معتصم" ليحل محله العاشق المُغرم رافضًا الزج بها بين هؤلاء المجرمين الذين لن يتوانوا عن قتلها إن كُشفت أمامهم رغم أنها الفكرة الأقرب للتصديق ...

- لأ طبعًا ، مينفعش ، مش أمان إنك تدخلي هناك ...

مالت برأسها بتعجب من قلقه الغير مبرر بعملهم فهي مثلهم جميعًا ضابط يمكنها الخوض بالمخاطر لتهتف بتهكم ...

- نعم !!! لأ طبعًا أمان أو مش أمان لازم حد من المجموعة يدخل والأنسب إن الشخص ده أنا !! يبقى لازم أقوم بدوري ، أنا مش موظفة حسابات قاعدة على الكمبيوتر !!!!!!!

رغم إمتعاضة وقلقه الشديد إلا أنها محقة بالفعل ليردف بإستكمال لفكرتها ليضمن حمايتها قائلًا ..

- ماشي ، بس مش لوحدك ...

رفعت حاجبيها إندهاشًا لتعقب بسخرية ..

- نعم !! مش لوحدي إزاى ؟؟! أجيب أمي معايا ... !!!

ها هي عادت للسانها السليط وحديثها المتراشق بالحجارة لتقابل وجه "معتصم" المنفعل ...

- "عهد" ...!!!!! إلتزمي حدودك ، إفهمي الكلام ، لازم حد يكون معاكِ كمصدر أمان ...

عقدت ذراعيها أمام صدرها بتساؤل ممتعض ...

- ومين حيدخل معايا ؟؟! وبأي صفة ...؟!!

أجابها "معتصم" على الفور ...

- جوزك ..

بهتت "عهد" وهي تناظره بدون فهم مرددة بتساؤل مشمئز بنبرة خفيضة ..

- جوزي ؟!!!!!!!


❈-❈-❈


بيت المستشار خالد دويدار ...

تطرقات هامسة ولفتات مستمرة بين تلك العيون القلقة وبين أن يقتحم أحدهم جلستهم الخاصة همست "منار" بتخوف ...

- وبعدين يا "خالد" حنعمل إيه ؟!! الدنيا بتضيق علينا والفلوس قربت تخلص حنتكشف قُدام الناس ...

متزن حتى بأوقاته العصيبة هكذا كان "خالد دويدار" وسيظل بهذا الإتزان ليردف ببعض الغموض ..

- ربنا حيحلها يا "منار" ، الحمد لله ربنا ساترها معانا لحد دلوقتِ ..

تنهدت "منار" بضيق وهي تتشدق قبل أن تستكمل حديثها تتطلع نحو باب الغرفة ..

- أنا خايفة لا أهل "نيره" ياخدوا بالهم من حاجة ...!!!

نظر نحوها "خالد" مطولًا قبل أن يردف بذات الطريقة الغير واضحة ...

- لسه يا "منار" محصلش حاجة ، ده حتى "رؤوف" ما أختارش العفش ، حنشيل الهم من دلوقتِ ، عمومًا لما يحصل حكون إتصرفت ...

بوجه ممتعض من عدم توضيحه لما سيفعله لجلب المال لشراء الأثاث وتحضير زفاف "رؤوف" عقبت "منار" ...

- مش تقولي بس حتعمل إيه !! ده كل إللي حوشناه ساعدنا بيه "عيسى" وعملنا شبكة "رؤوف" ، حتجيب منين بس ...

ربت "خالد" بكفه القوى فوق كفها الذى تستند به فوق ركبتها مطمئنًا إياها ...

- متشيليش هم ، إللي معاه ربنا عمره ما حيحتاج غيره ، وإحنا لسه معانا وقت ...

زمت شفتيها ببعض السخرية لتردف بطرافة ...

- الظاهر المشاكل بتاعة "رؤوف" و "نيره" جاية في مصلحتنا لحد دلوقتِ ...

إبتسم "خالد" لدعابة زوجته لكن مازال هناك ضيق بداخله لعدم توصله لحل لأزمتهم المالية القادمة ، لكن بداخله يقين بأن الله سيخرجهم من هذا المأزق بالتأكيد ...

أهل عليهم "رؤوف" بإبتسامه العذبة التى تظهر أسنانه الأمامية المميزة ...

- إيه القاعدة الشاعرية دي ..؟؟ جوز عصافير قاعدين فى العشة ... صباح الخير يا حبايبي ...

إعتدل "خالد" متخذ بعض الجدية ليصرف نظر ولده عما كانوا يتحدثون به ..

- يا أخي إنشف شوية ، هو كل حاجة هزار كدة !!!

شاركهم "رؤوف" جلستهم معقبًا ...

- وليه آخد الدنيا بغم وهم ، مفيش أحلى من الروح الحلوة والتفاؤل ( ثم نظر تجاه والدته متسائلًا ) ، ولا إيه يا ست الكل ..؟!.

إبتسمت "منار" لتنهض متهربة من جلستهم ..

- أنا رايحه المستشفى إنتوا حتأخروني كدة ...

لحقها "خالد" على الفور ..

- وأنا كمان رايح الشركة ..

رفع "رؤوف" كتفيه وأهدلهما بطرافة معقبًا ...

- وأنا كمان حروح الشركة ، أمال حقعد أغسل المواعين ... 

ضحكة عابرة أنهت حوارهم بينما بقى برؤوس والديه هم وثقل بداخل قلوبهم فعليهم مساعدته لكن ما باليد حيلة ...



الصفحة التالية