-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 23 - 2 - الأحد 22/12/2024

  

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر يوم الأحد

22/12/2024


شقة عيسى ...

وقف "عيسى" يعقد ذراعيه بقوة محاولًا التحلي بالهدوء بعد وصلة طويلة من المزاح من قطعة الشيكولاته خاصته قائلًا ببعض الجدية التى خرجت بصعوبة ...

- وبعدين يا "غدير" ، أنا عاوز أنزل ورايا محكمة النهاردة ...

أشارت نحو الباب محاولة تصنع البكاء ...

- إتفضل ، هو أنا مانعاك ، ما إنت لو كنت بتحبني كنت سمعت كلامي ...

أهدل ذراعيه وقد فلتت ضحكاته التى لم يمكنه كبحها ..

- حرام عليكِ يا شيخة ، بحر إيه إللي نروحه في عز الشتا !!!

أشارت نحو رأسه بسبابتها وهي تتشدق بأطراف أصابع قدمها تحاول التحلي ببضع سنتيمترات لتصل لرأسه البعيد عنها ...

- متنشفش دماغك وتعالى نسافر البحر ، أنا خلاص جهزت العوامة البطة ، وعملت سندوتشات الجبنة والبانية ، يلا يا "إيسووووو" بلا شغل بلا وجع دماغ ...

ضمها نحو قلبه بعشق لتلك الساحرة راسمة الإبتسامة الوحيدة فوق شفتيه ، حركة فجائية جعلتها تستكين بقوة كما لو أنه أدرك ما يجعلها تصمت تمامًا ثم همس نحو أذنها ..

- وعد أخلص شغلي والجو يدفي وأنا وإنتِ نبعد عن كل التعب وشدة الأعصاب دي ، ماشي ...

طال صمتها ثم أجابته بنبرة هادئة ساحرة ...

- زي ما تحب حبيبي ...

رفع وجهها نحوه بإصبعيه متسائلًا بمحبة ...

- ده إيه الجمال والهدوء ده ، تعرفي لما بتهدي بتبان ملامحك الحلوة دي ...

أكملت بنعومة كاد أن يتناسي أعماله بسببها ...

- عارف أنا حلوة ليه ..؟!! بس عشان إنت شايفني بعنيك كدة ، أنا عمري ما حسيت إني حلوة لكن في عيونك الحلوين دول هم بس إللي بيشوفوني كدة ...

بقلب وله تتضارب دقاته بقوة تطلع "عيسى" نحو ساعة يده ..

- يا دوب ألحق المحكمة ، أشوفك بالليل حاخدك من عند "مودة" متركبيش تاكسي ، إستنيني ...

أومأت له بخفة وإنصياع ..

- حاضر ..

خرج "عيسى" ليبدأ يوم عمله فيما عادت "غدير" لترتيب الشقة قبل مغادرتها متجهة نحو "مودة" بعد إنتهاء عملها بالشركة ...

لم يمر سوى دقائق بسيطة حتى إنتبهت لطرقات بباب شقتها لتلبي الطارق ...

- مين ؟؟!

أجابت "أم مجدي" من خلف الباب ..

- صباح الخير يا ست "غدير" ، الدكتورة قالت لي إنك عاوزة تنظفي الشقة النهاردة ...

أسرعت "غدير" تلقي حمل هذا العمل على أكتاف تلك السيدة حتى لا تصاب بنوبة تنفسية أخرى ...

- والله جيتي في وقتك يا "أم مجدي" ، تعالي إدخلي ده أنا كنت لسه حبدأ ...

بملامح لينة للغاية أجابتها "أم مجدي" ...

- من عيني ، إرتاحي إنتِ بقى وأنا حنظف لك الشقة وأنزل أعمل الغدا بتاع الجماعة تحت ...

- ربنا يخليكِ يا "أم مجدي" يا مريحاني ...

وجدتها "غدير" فرصة جيدة للراحة حتى مجئ موعد مغادرتها لزيارة "مودة" اليوم ...


❈-❈-❈


فيلا المراقبة ...

سقط سهوًا في بحورها وغرق ، لقد كان سباحًا ماهرًا يعبر من كل المخاطر والحواجز لكنه سقط أسيرًا لتلك المتوحشة ، إنها الوحيدة صاحبة الإستثناء عن الكل ، فلو كانت أخرى لكان تركها بالمرة دون أدني تفكير ..

هي من شوشت أفكاره وجعلته يتحكم بالأمر بعاطفة الرجل الغيور ذو القلب القلق على مأمنها وسلامتها ضاربًا بغير ذلك عرض الحائط ...

وقف منفعلًا بمواجهة تلك المقتضبة بإندهاش حين سألته بدون إستيعاب لمقصده ...

- جوزي مين ده إللي حييجي معايا ، أنا رايحه لوحدي ، أنا بشتغل لوحدي ، كمان عشان يصدقوني ...

خلل "معتصم" أصابعه داخل خصلات شعره متمالكً قلقه الذى إعتراه والذى خشي أن يلاحظه أحد الضباط ليفكر بأمر وحيد أن يرافقها لحمايتها أولًا ، لهذا فكر بأن يقوم معها بزيارة الفيلا المقابلة موضع المراقبة بصفتهما زوجين ، لهذا أصدر أمر لا يحتمل الجدال ...

- لأ ، ده أمر يا حضرة الضابط ، حتروحي بصفتك جارة ومعاكِ جوزك عشان الحماية ...

أسرع "طه" بإستغلال تلك الفرصة قائلًا ...

- خلاص يا قائد ، أنا حروح مع "عهد" بصفتي جوزها ننهي المهمة ونرجع على طول ...

رمقه "معتصم" بشراسة فكيف يجرؤ على تخطيه وسلبها منه ، لكن قبل أن يعترض وصله صوت "عهد" الجاد ...

- طيب ، يلا عشان نخلص ، مش حنقعد طول اليوم نتحايل على بعض ...

عاد "معتصم" بسوداوتيه تجاهها يرمقها بقوة حتى شعرت بأن لعينيه حروف وكلمات حادة لاذعة ، أليس هو من أصر على مرافقة أحدهم لها ، لم يناظرها بتلك القوة كما لو أنها فعلت جريمة ما ...

عقب "حليم" يلفت نظرهم لشئ هام ..

- وإنتِ حتروحي كدة يا "عهد" ؟؟!! ، شكلك باين جد أوى ، مش جارة رايحه تزورهم ...

تطلعت نحو ملابسها الرسمية بتأفف ثم دلفت لداخل إحدى الغرف المحتوية على مرحاض لتعدل من هيئتها بما يناسب تلك الزيارة ...

أغلقت باب المرحاض من خلفها لتنظر لهيئتها الجادة بالمرآة لتجذب أولًا عقدة شعرها المسحوب بقوة لينفلت بخصلاته السوداء الناعمة على كتفيها وجانب وجهها بحالمية ، مررت أصابعها بداخل خصلاته لتزيدة كثافة ورونقًا ، خلعت ستراها السوداء ثم حررت كنزتها البيضاء من سروالها مرتدية حزامها فوقها بشكل مواكب لموضة الأزياء ، تطلعت مرة أخرى نحو هيئتها الجديدة برضا فهي لن تتغير لأكثر من ذلك ...

خرجت من المرحاض وهي تلقي نظرة على سروالها قبل أن تعدل قامتها للخروج من الغرفة لكنها فوجئت بـ"معتصم" يقابلها وتبدو على وجهه إمارات الضيق والغضب ...

لم تكترث لوجوده لتتخذ خطواتها خارجة من الغرفة حين إستوقفها بذراعه القوي يمنعها من التقدم ...

- رايحه فين ؟؟؟

طالعته بإزدراء ثم أجابته بتهكم ...

- رايحه أكمل المهمة يا ... قائد ...

وقف بمواجهتها تمامًا وهو يتطلع بياقوتاتيه تجاه عيناها الناعسة بمشاعر لم تحددها "عهد" لكنها ليست غاضبة ، بل كان كمن يعاتبها بحدة ...

- بلاش تروحي يا "عهد" ، أنا مش عايزك تروحي هناك ...

رفعت رأسها بشموخ مردفة برفض قاطع ...

- شغلي يا فندم ولازم أقوم بيه ...

- أنا بقولك بلاش وحنشوف خطة بديلة ، الناس دي مبتتفاهمش ، لو إتكشفتي حيقتلوكِ ...

ضحكت "عهد" بسخرية ثم عقبت ..

- لا والله ، ولما كنت في سويسرا مكانوش حيقتلوني ، مكنتش كبش فداء عشان حضرتك تقوم بمهمتك وترجع بألف .. سلامة ..!!!

تهدج صدره بقوة فلم يعد يتمالك ضربات قلبه القوية التى تصرخ خوفًا على تلك العنيدة ...

- إفهمي بقى وبلاش عِند ، دي حاجة ودي حاجة ...

جفلت بعينيها لوهلة ثم أجابته ...

- أنا شايفاهم حاجة واحدة ، ده شغلي ولازم أقوم بيه ، أنا مش أقل من أى حد فيهم ...

لم يجد بُد من عناد تلك الشرسة ليهتف آمرًا بها ...

- خلاص ، أنا جاي معاكِ ...

بإستغراب شديد تسائلت "عهد" ...

- تيجي معايا ؟؟!! ليه ؟!! هو أنا طفلة مش حعرف أقوم بالمهمة !!! ، وبعدين "طه" قال إنه حييجي معايا ...

لاحت غريزة الغيرة لهذا الرجل الشرقي تجاه غريمة الذى إستولى عليها ليردف مهاجمًا ...

- ااااه ، هي المسألة كدة !!! فاكرينها فسحة إنتوا الإتنين وجو حب وغرام بقى ....

توسطت مقلتيها عيناها لتهتف به بحدة ...

- حب إيه وغرام إيه ؟؟! إلتزم حدودك ، متتخطاش نفسك في حياتي ...

كز بغضب ظاهر لم تفهم له تفسير مطلقًا حين قبض بقوة بمرفقها ...

- أنا برضه ، ليه ، هو مش "طه" ده خطيبك وحتتجوزوا ...؟!!! يبقى لازم أفكر في الشغل وإن المهمة ميبقاش فيها أخطاء ...

دفعت يده عن مرفقها بشراسة وهى تجيبه بإنفعال ...

- خطيب إيه وزفت إيه ؟!! أنا لا مخطوبة ولا حتخطب ولا بفكر في الكلام الفارغ ده ، أنا أهم حاجة عندي هي شغلي وبس ...

إنفعالها وحدتها أنسته مهمته ليتذكر أمر واحد فقط ، أنها تنفي كل ما أخبره به "طه" ، إنها ليست لسواه ، أمل جديد يولد بقلم مفعم بالسواد ليهتف بهدوء مضطرب فقد زلزلت المتوحشة قلبه وكيانه ...

- مش حتتجوزي "طه" !!! يعني مش مخطوبه له ...؟!!

زمت شفتيها بإستياء ثم أجابت بهجوم شرس ...

- لا حتجوز "طه" ولا غيره ، وكفاية بقى تتدخل في حياتي من غير لازمه ، حتى لو كنت حتجوزه ، إنت مالك يا بارد ...

ضحك "معتصم" بضحكة خفيفة متغاضيًا عن لسانها السليط فيكفيه معرفة أنها لن تتزوج غيره ..

- أمال هو قالي ليه كدة ؟!! معقول من نفسه يقول إنكم حتتجوزوا ؟!!!

لمعت عينا "عهد" بتوهج متسائلة ...

- "طه" قالك كدة ؟!! نهاره إسود إن شاء الله ...

تركته خارجة من الغرفة فيما كان يود أن يصرح لها بمكنون قلبه لكن حركتها السريعة للخارج جعلته يلتزم وقارة أمام بقية المجموعة متابعًا قطته الشرسة وهي تبدأ هجومها الضاري على الكاذب "طه" الذى تفاجأ بخروج "عهد" من الغرفة ومن خلفها "معتصم" ...

بلحظة كانت "عهد" تسحب "طه" نحو الخارج تدفعه بقوة نحو الحائط وهي تمسك بمقدمة قميصه الأسود تزمجر بوجهه بوحشية أسعدت قلب "معتصم" الهادئ كما لو أن الأمر لا يخصه ..

- إنت بتقول على لساني كلام محصلش ليه .. ؟؟!

إرتجف "طه" تخوفًا من شراسة "عهد" وغضبها الغير معهود بالنسبة له بهذه الصورة ليجيبها بإرتباك ...

- كلام إيه بس ؟! أنا مقولتش حاجة ...!!!

بذكاء حاد لم تشأ "عهد" إظهار الأمر أمام بقية زملائهم لتدفعه نحو الخارج لإتمام المهمة ...

- قدامي يا أخويا ، أنا ليا حساب معاك بعدين ...

تعثر "طه" ببعض خطواته أثاء خروجهم من باب الفيلا لتتحول "عهد" من شراستها لوجه آخر وديع للغاية تسير بإتجاه الطريق العرضي متجهة برفقة "طه" نحو الفيلا المقابلة ...


❈-❈-❈

(نيره إستور) لمستحضرات التجميل ...

بخطوات متغنجة دلفت "نيره" لداخل متجرها بخيلاء كمن تملك الأرض ومن عليها ، تقابلت مع رفيقتها "إسراء" بود بالغ وتملق من الأخيرة لا يتناسب مع كونها تعمل معها بالمتجر ...

- "نيرو" حبيبتي إيه الجمال والدلال ده كله ، فظيعة يا بنتي بجد ...

جلست "نيره" بزهو بنفسها وجمالها تثني على مدح وتملق "إسراء" ...

- ميرسي يا "سوسو" ، إنتِ الأجمل يا حبي ..

شاركتها "إسراء" جلستها لتستكمل ريائها الذى لا يتوقف ..

- تسلميلي يا قمر ، بس بجد إيه الشياكة والجمال ده ، متقوليش .. "رؤوف" كلمك صح ؟!!

تبدلت ملامح "نيره" المبتسمة بإضطراب لترتسم فوق شفتيها إبتسامة باهتة مجيبة رفيقتها ...

- لأ ، عادي يعني ...

أجابتها بالنفي بالرغم بأن من داخلها تشتعل ضيقًا وتأثرًا بإنشغال "رؤوف" عنها بالفترة الأخيرة ، إلتقطت "إسراء" الفكرة على الفور وإستنبطت أن "نيره" يتملكها الضيق من تجاهل "رؤوف" لها لتردف بسكب أفكارها بداخل رأس "نيره" محدودة التفكير للتعامل مع "رؤوف" الآن ...

- لأ مش عادي يا "نيرو" وإنتِ عارفة ، إنتِ لازم تحسسيه إنه مش في دماغك وتطنشيه خالص ، أو أقولك .. لازم تخليه يغير عليكِ ، كلميه كأن فيه حد بيشاغلك وساعتها حتلاقيه يجري وراكِ بالمشوار ، طبعًا هم الرجاله كدة لما يحسوا إن الواحدة حتطير من إيديهم يجروا عليها ...

تنهدت "نيره" بضيق ثم حاولت إيجاد مبرر لبُعد "رؤوف" ...

- مش عارفه ، هو شكله إتضايق من المشاكل الأخيرة إللي عملتها له في الشغل ، كنت بفكر أروح أصالحه ...

إتسعت عينا "إسراء" بفزع لتهتف بحدة ..

- لأ لأ طبعًا ، إنتِ إتجننتي ، كدة يحس إنك ملقيش قيمة ، لازم يحس بقيمتك وهو إللي ييجي راكع تحت رجلك ، هو إنتِ بتعملي ده كله ليه ؟؟ مش عشان بتحبيه !!! فيه حد يزعل إن حد بيحبه !!!

أومأت "نيره" بالإيجاب مصدقة لهراءات تلك المتلونة ، فمن يترك حياته لسواه يتحكم بها ويفرض أرائه السلبية عليها تطيح بها بدائرة الخراب والمشاكل ، عقبت "نيره" بتصديق ...

- عندك حق ، أنا عملت كدة عشان بحبه ، هو بقى مفهمش كدة دي مشكلته ، لكن أنا مغلطتش ...

- الله ينور عليكِ ، خلينا بقى نفكر في طريقة تجيبه تحت رجلك ، ومفيش غيرها الغيره إللي حتوقعه وتجرجره على وشه لحد عندك ...

أنصتت "نيره" تمامًا لهرائها قائله ...

- فهميني بقى أعمل إيه بالضبط ...



الصفحة التالية