-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 23 - 3 - الأحد 22/12/2024

  

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل الثالث والعشرون

3

تم النشر يوم الأحد

22/12/2024



شركة بيكو للأدوية ...

ستبقى سر سعادتي الكامنة بداخلي لكن لا يشعرون ، قدرة فائقة على إخفاء مشاعري بقلبي لكن هناك من يفضحها إنها عيناي ...

وصل "رؤوف" للشركة يلقى بتحيته هنا وهناك ، يوزع إبتساماته وكلماته اللطيفة بروح مرحة بين الجميع حتى وقع عيناه على مكتب "مودة" ليتجهم دون أن يدرى عن نفسه فقد شعر بفراغ يسري صداه بداخله ، إحساس غريب إنتابه دون معرفة ماهيتة لكنه لا يشعر بالراحة تجاهه ...

لأيام عدة كان حضورها يسبقه ، رؤية وجهها اللطيف المبتسم كان أول ما يلقاه بالصباح لكن اليوم غاب القمر عن سمائه ولم تتواجد "مودة" بمحلها ...

إلتفت "رؤوف" تجاه "حمدي" متسائلًا بضيق غريب ...

- هي "مودة" مجتش النهارده ولا إيه ؟!!

كانت عيون "حمدي" تحمل حديث أكبر مما تفوه به ليجيب بإقتضاب ..

- لسه مجتش ...

دارت عينا "رؤوف" على الفور تجاه الخارج يحمل ثقلًا طبق فوق قلبه بدون داعي ...

- غريبة ، عمرها ما إتأخرت من يوم ما إشتغلت معانا ...!!!

حدق "حمدي" بصديقه لبعض الوقت يود لو يسأله بما يضمره بداخله مباشرة لكنه فضل الصمت لكن تساؤل آخر لاح بعقله ...

- إنت زعلان مع "نيره" ...؟!!

عاد "رؤوف" ببصره تجاه "حمدي" ليتذكر للتو أنه لم يتحدث مع "نيره" منذ أن كانت هنا بالشركة ليردف بإنتباه لنفسه ...

- تصدق أنا نسيت "نيره" خالص ، أنا بقالي فترة مكلمتهاش ، زي ما تكون إتمسحت من دماغي ... غريبة أوي ...

زفر "حمدي" بإستياء فقد تحركت مشاعره تجاه تلك الفاتنة الصغيرة والتى يبدو أنها لا تدري عنه بالمرة ليردف بتعجب من صديقه ...

- إنت دماغك مش هنا خالص ، الظاهر حاجة تانية شغلاك حتى عن خطيبتك ...

حضور "مودة" المتأخر جذب إنتباه كلاهما لينهى حديثهم إلى هذا الحد حين حضرت برقتها ورشاقتها قائله ..

- صباح الخير ، واقفين ليه كدة ؟!!

إنتعاشة أصابت قلب "رؤوف" حتى شعر بحماس وسعادة بحضورها ..

- مستنيينك ، إيه التأخير ده كله ..؟!!

رفعت "مودة" ذراعها لتشير لإحدى الحقائب الكبيرة الخاصة بحفظ الطعام ..

- كنت بعمل أكل وإتأخرت ، غدا النهاردة حيعجبك جدا ، إتعملتها مخصوص من الشيف بتاع التليفزيون ...

تلقائيًا أخذ عقله يقارن بين من تتفنن كل يوم بصنع طعام منزلي يتناولونه سويًا وبين "نيره" التى كانت تنعته بالبخل لقاء رفضه لتناول الطعام الجاهز الذى تريده طوال الوقت ، لاحت بسمة خفيفة لإهتمام "مودة" بما يحبه حتى أصبح شاغلها بالأيام الماضية هو تحضيرها للعديد من أنواع الطعام ...

دلف ثلاثتهم لداخل مكتب "رؤوف" حين وضعت "مودة" حقيبة حفظ الطعام جانبًا بينما تعلقت أعين "رؤوف" بها ..

لكن عيون "حمدي" كانت تتردد بين كلًا منهما يرصد رباط خفي بينهما دون أن يلاحظا ذلك ...

دقائق قليلة وكانت "ريم" بالمكتب معهم تتسائل عن أحد قوائم الطلبيات ...

- دكتور "رؤوف" ، كنت عايزة ورق طلبية صيدلية الدكتور شعبان ..

عاد "رؤوف" بجزعه للخلف ليفتح درج مكتبه مجيبًا إياها بتلقائية ..

- ثواني يا قمر ، أهو ، إتفضلي يا جميلة ...

كلمات لطيفة دبت الغيرة بقلب "مودة" الصغير فالكلمات لم تخصها هي فقط بل تنال كل من يتعامل معه لكنها إلتزمت الصمت حتى مغادرة "ريم" ..

فور خروجها بدأت "مودة" حديثها بلطف شديد ...

- ممكن أسألك سؤال ، لو مش حضايقك يعني !!!

إنتبه "رؤوف" لحديثها مردفًا بتقبل شديد ...

- أكيد طبعًا ، إسألي ..

حاولت أن يكون أسلوبها ودود للغاية دون إشعاره بضيقها من الأمر ...

- إنت ليه بتقول كلام حلو لكل الناس ، هو مش المفروض كلامك الحلو ده يبقى لناس معينة بس ...؟!!

لم يدرك أن سؤالها يعني غيرتها لكن "حمدي" إستطاع فهم ذلك بسهولة ليجيبها "رؤوف" بتوضيح وفخر بما يقوم به ...

- بحب أجامل الناس ، مش بحب أقول كلام يزعلهم ، عشان كدة بحب الإسلوب الحلو اللطيف ...

عقبت "مودة" بذكاء ...

- طيب لما تقول لكل الناس الكلام الحلو ده ، أمال إللي بتحبهم بس حتقول لهم إيه ، هو مش لازم يكون للي بتحبهم كلام يخصهم لوحدهم ولا هم زي البقية يعني ؟!! 

إنتبه "رؤوف" لملاحظتها فهي بالتأكيد على حق ، فمن سيختصه بحديث لطيف إذا كان الجميع يتلقى منه معسول حديثه ليجيب بإيمائة شاردة فقد لاحت مقارنة أخري بين طريقة "مودة" اللبقة بإبداء ملاحظتها وطريقة "نيره" الفظة في ذلك فشتان بين طريقة كلًا منهما ...

دق هاتف "رؤوف" برنين من كانت تحتل تفكيره ليردف بهدوء ...

- دي "نيره" ...

وقفت "مودة" لتغادر المكتب تستأذن ببعض التجهم ...

- طب بعد إذنكم ...

خروجها المكفهر جعل "رؤوف" يجيب الإتصال بشرود آخر هائمًا بسبب تضايقها أثناء خروجها ...

- ألو ...

- إزيك يا "رؤوف" ، إيه نسيتني ولا إيه ؟!!

إنتبه "رؤوف" لمحدثته قائلًا ...

- هاه ، لأ طبعًا ، إزيك يا "نيره" ...

أجابته ببعض التعالي والغرور كما ألقنتها "إسراء" ...

- كويسة جدا جدا ، أنا كنت فاكره إنك رنيت عليا عشان كدة بكلمك ...

أجابها بصدق دون إنتباه أنها طريقة لعودة الأمور لنصابها ...

- لأ خالص ، مرنتش عليكِ ...

إمتعضت "نيره" بقوة ثم أكملت ...

- طيب كويس ، معلش يا "رؤوف" حقفل دلوقتِ عشان "محمد" إبن عمتي بيرن عليا ، كل شوية يرن يرن ، مش عارفه عاوز إيه تاني ...

ثم أنهت الإتصال دون إنتظار إجابته ...

- يلا سلام ...

أغلقت الخط بينما أخذ "رؤوف" ينظر لهاتفه بتعجب فماذا كانت تريد "نيره" بتلك المكالمة الغير مفهومة ، ولم يتصل بها إبن عمتها الذى كان يود خطبتها قبل خطبته لها ...

- في مشكلة ولا إيه ؟!!

قالها "حمدي" لينتبه له "رؤوف" واضعًا الهاتف فوق المكتب ..

- لا أبدًا الظاهر "نيره" بتحاول تفتح كلام بس بطريقة غريبة ...

لاحت بفكره لوهلة لكن سرعان ما تلاشت ليعود تساؤله لإنسحاب "مودة" بهذا الشكل ...

- هي "مودة" مشيت ليه كدة ؟؟! هي زعلت من حاجة ...؟!!

دنا "حمدي" من مكتب "رؤوف" ليميل تجاهه وهو يستند بمرفقه ناظرًا بوجهه يراقب رد فعله حين تسائل ...

- يعني متعرفش ؟!!

قضب "رؤوف" حاجباه بدون فهم متسائلًا ..

- معرفش إيه ؟!!

ليلقي "حمدي" بقنبلته التى لا يدري عنها "رؤوف" شيئًا ..

- متعرفش إن "مودة" بتحبك ولا إيه ؟؟!!

إتسعت عينا "رؤوف" بتشدق فكيف يعقل ذلك ليستكمل "حمدي" بضيق ...

- دي مش بتحبك بس ، دي مش شايفه غيرك قدامها ، فوق يا "رؤوف" واعرف إنت بتعمل إيه ، البنت كل يوم بتتعلق بيك ، وإنت خاطب ، فكر كويس عشان متخليهاش تتعلق في حبال دايبة ، إنت كلها كام شهر وتتجوز ، إبعدها عنك بلاش تخليها معاك طول الوقت كدة ...

زاغت عينا"رؤوف" بشرود يعيد بداخل عقله كل لقاءاته الماضية التى جمعته بـ"مودة" يتيقن بما يخبره به "حمدي" لتتسع مقلتيه بغير تصديق محدثًا نفسه بصدمة ...

- معقول ، "مودة" ...!!!!!


❈-❈-❈


حي النعماني ( المكتبة) ...

إن كان للنسيان قانون فبالتأكيد هذا لا يشملك ، فأنتِ بالقلب وما يشتهيه وإن عز علينا الإجتماع ...

توجس قلق مرت به "نغم" منذ تصريح "بحر" لها بحبه الذى رفضته تمامًا ، وكيف ستقبل وقلبها مفعم بعشقه لسواه ...

لكنها مع ذلك كانت مضطرة لإستكمال عملها لأجل هذا اليوم ، فاليوم هو بداية الشهر الجديد ، إنه يوم ستقبض به أول راتب لها ...

دلفت لداخل المكتبة فيما تصنع "بحر" الإنشغال حين رأى طيفها يقترب ، كم شوقًا تحطمه بوجودها وعليه التغلب على مشاعره أمامها ، تجنب "بحر" الحديث المباشر معها وإكتفى بالأيام السابقة بترصدها بعينيه يتابعها أينما كانت في غفلة منها لكن حين تنظر إليه يتصنع الإنشغال ...

إقترب منها "بحر" مشتاقًا لقربه وحديثه معها الذى قطع تمامًا منذ إعترافه لها ، سحب نفسًا طويلًا قبل أن يردف ...

- صباح الخير يا "نغم" ، ممكن دقيقة !!!

طلب بمنتهى الهدوء والأدب ما كان لها سوى أن تنصاع له بإيمائة خفيفة ..

- إتفضل ...

أخرج مغلفًا من جيبه وهو يدفع بنفسه للإبتسام محاربًا تعاسته لحجب مشاعره عنها ...

- إتفضلي يا "نغم" ، مرتبك أهو ...

تناست ما حدث بينهم لتتحمس كطفلة صغيرة هاتفه بسعادة ...

- بجد ، أنا حقبض النهاردة ، ياااه دي ماما حتفرح أوي ، أخيرًا حتتفك الأزمة ، شكرًا يا أستاذ "بحر" ، شكرًا جدًا ...

سعادتها المحلقة جعلت إبتسامته تتسع يواكب فرحتها بحديثه ...

- العفو على إيه ، ده مجهودك وتعبك ، وإن شاء الله كل شهر تكوني مبسوطة كدة ساعة القبض ...

ألقت نظرة لداخل المغلف تطالع الأوراق المالية المتراصة بداخله ...

- متتصورش ماما حتفرح قد إيه ، دي يا حبيبتي مش بتنام من كتر الهم ، طول ما هي مستلفة فلوس بتفضل قلقانة لحد ما تردهم ، وأهو خلاص ، إتحلت أهي ، النهاردة حدي لماما الفلوس وبكرة تروح للست "خيرية" تدفع لها الدين ...

نسى نفسه ووعده ليعقب بحالمية ...

- تصدقي وحشتني أوي ضحكتك ...

إستفاقت "نغم" من تلقائيتها التى لا داعي لها لتتلاشى إبتسامتها تدريجيًا متذكره الأمر لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تنكس وجهها بخجل قائله ..

- بعد إذنك عندي شغل ...

إتجهت نحو ركنها المفضل الذى تتخذه دومًا للجلوس به تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها من أمام هذا الذى لا يثنيها عن عيناه ، بينما عاد "بحر" للزاوية المقابلة مستكملًا عمله لكن لم يستطع منع نفسه من إستراق النظر نحوها بين الحين والآخر ...


❈-❈-❈


بيت محفوظ الأسمر ...

إنه اليوم المرتقب لبداية جديدة وربما لنهاية لا تدركها بعد ، ألقت "وعد" نظرة مطولة تجاه فستانها الأبيض الرقيق المصنوع من الحرير الناعم وقد زاد قلقها وإضطراب دقات قلبها المنفعلة فلم يبقى سوى بضع ساعات فقط وتعلن زوجة لـ"محب" ...

ملست برفق لنسيج فستانها الناعم فهي إختارته بهذا اللون خصيصًا لتشعر بأنها عروس وستبدأ حياة مختلفة تمامًا ...

بدلت ملابس "زين" بأخرى منمقة للغاية إستعدادًا لهذا اليوم الغير عادي ولم يبقى سوى أن تبدل ملابسها في الوقت المحدد ...


لم تكن "وعد" هي الوحيدة التى تستعد فقد إنزوى "محب" بغرفته منذ الصباح لم يخرج منها مطلقًا مما أثار حفيظة "عتاب" التى أخذت تستعد لهذا اليوم ...

وقفت خلف باب غرفة "محب" متسائله بشك ...

- "محب" ، يا "محب" ، مالك قافل الباب عليك ليه ؟؟! إوعى تكون حترجع في كلامك !!!

صمت دام لبضع لحظات قبل أن يجيبها صوته الهادئ دون أن يفتح الباب ...


الصفحة التالية