رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 23 - 4 - الأحد 22/12/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الثالث والعشرون
4
تم النشر يوم الأحد
22/12/2024
- لأ يا "عتاب" ، أنا حكون جاهز فى المعاد ، سيبيني لوحدي دلوقتِ ...
إمتعضت بفمها بقوة متوجسة من أن يخلوا بها ولا يتزوج من "وعد" كما وعدها ، إتجهت لغرفة والدتها على الفور لتخرج الممرضة المرافقة لها إلى خارج الغرفة ثم جلست إلى جوارها هامسة بمكر ...
- مش حتقومي تشوفي إبنك عريس ، ده خلاص كلها كام ساعة و"محب" يتجوز "وعد" وساعتها هي وإبنها روحهم حتبقى في إيدي ويا تطلع بالورق ، يا تستاهل كل إللي حيجري لها ....
كمن تكلم الصخر تمامًا ، لم تعقب "قسمت" ولم تتحرك قيد أنملة حتى ، بل بقيت على وضعها فقط تنظر نحو "عتاب" نظرة خاوية لتزيدها"عتاب" بشامته ...
- أهو إبنك الحيلة الصغير ، يوم ما حيتجوز حيتجوز مرات أخوه إللي مات ، إبنك خلاص بقى زي العجينة في إيدي وتحت طوعي ، إللي أطلبه منه ينفذه فورًا ، يا ريت تكون مرتاحة ..
ثم عقبت بضحكة ساخرة ..
- وحتى لو مش مرتاحة ، كفاية أنا مرتاحة ، وحنفذ كل إللي في دماغي وأرجع حقي ...
بخيلاء خرجت من الغرفة وهي متيقنة أنها قد سببت تأزم آخر بحالة والدتها بقهرها على حالة ولديها الذكور أمام "عتاب" ...
❈-❈-❈
فيلا المراقبة ...
أسرع "معتصم" يرتدي السماعات الكبرى ليستمع لأى صوت من مكبرات الصوت التى وضعها "طه" و "عهد" بأذنيهما ثم سحب إحدى النظارات المعظمة ليتابع ما سيفعلانه بالفيلا المقابلة بقلب قلق ...
سارت "عهد" إلى جوار "طه" متصنعة الليونة كزوجة إجتماعية تود التعرف على جيرانها الجدد ، وقفا بباب الفيلا المقابلة يطرقان الباب بإنتظار أن يلبى أحدهم مقابلتهم ...
لحظات قليلة وفُتح الباب لتقف إحدى الفتيات السمراوات بوجه مقتضب قائله ..
- أيوة ..!!
أسرعت "عهد" بود مفاجئ لم يتوقعه "طه" تشير على نفسها ببسمة مزيفة ...
- مساء الخير ، أنا "عهد" جارتكم هنا فى الفيلا إللي قصادكم ، عرفنا إنكم سكنتوا جنبنا جديد قلت لازم نتعرف عليكم ...
أشارت "عهد" تجاه "طه" مستكملة ...
- ده بقى "طه" ، جوزي ، جبته مخصوص معايا ..
شعرت الفتاة ببعض الإضطراب والتوتر لتومئ مجبرة لهم على تقبل زيارتهم المفاجئة تحاول رسم بسمة مختنقة فوق ثغرها مردفة ...
- اه ، أهلًا وسهلًا ...
بقوة لم تمهلها "عهد" فرصة للتفكير دفعت بخطوتها إلى داخل الفيلا ..
- مش حتقولي لنا إتفضلوا ولا إيه ؟!!
عادت الفتاة برأسها للخلف كمن تنظر إلى أحدهم أولًا لتجيبها مضطرة فقد دلفت "عهد" بالفعل إلى الداخل ...
- إتفضلوا ...
كانت تلك إشارة لتحرك "عهد" إلى داخل الفيلا تحاول الإستماع لزميلها "عبد الرحمن" عبر سماعة الأذن خاصتها ...
-( "عهد" إدخلوا شمال المايكات تحت الترابيزة ) ...
خطت "عهد" نحو اليسار يتبعها "طه" منبهرًا بقدرتها على التلون بهذه الطريقة بينما تبعتها الفتاة بإرتباك شديد حتى لا تلاحظ أى شئ غير مألوف ..
جلست "عهد" بإجتماعية مزيفة كمن تنتظر الفتاة تغيب عنها لتحاول تشغيل جهاز التنصت ...
بالفعل دلفت الفتاة نحو الداخل تحذر بقية أفراد الشبكة بوجود غرباء بالخارج ...
- بعد إذنكم راجعه لكم على طول ...
كانت تلك هي فرصة "عهد" لتسقط رأسها أسفل المنضدة لتعيد تشغيل الجهاز بينما وقف "طه" مراقبًا للوضع تحسبًا لعودته الفتاة والتى لم تغيب سوى بضع دقائق كانت هي ما تريده "عهد" لإعادة تشغيل مكبرات الصوت حين هتف "عبد الرحمن" بها ...
- (الله ينور يا حضرة الضابط ، المايكات إشتغلت) ...
ثم أكمل بتوضيح ...
- (فيه كمان مايك عندك ورا الصورة إللي فيها المركب )...
زمت "عهد" فمها جانبيًا فمع حضور الفتاة لن يمكنها التحرك بسهولة لتسعل بقوة ...
- لو سمحتي ممكن شوية مياه ...
أومأت الفتاة بإمتعاض لتنهض مرة أخرى نحو الداخل بينما قفزت "عهد" تجاه الصورة المعلقة على الحائط لتشغيل زر مكبر الصوت ثم عادت لموضعها بخفة ...
عندما عادت الفتاة تحمل كوب الماء كانت "عهد" مستقرة تمامًا بمقعدها لتبدأ حوار سخيف تنهى به تلك الزيارة التى أثارت ضيق الفتاة دون معرفة من هؤلاء المتطفلين لكنها كانت سعيدة بإنتهاء تلك الزيارة بعد حديث تافه قامت به "عهد" عن كونها جارتهم القريبة وتود لو تقوم بزيارتها فيما بعد ...
أغلقت الفتاة الباب من خلف "عهد" و "طه" وهي تزفر بقوة قبل أن تعطي إشارة لمن معها ...
- غاروا ، أمان خلاص ، تعالوا ...
بدأ أفراد الشبكة بالجلوس لتباحث أمر ترتيب أول عمليات الإغتيال فيما إتخذت "عهد" و "طه" طريق عودتهم للفيلا تحت أنظار أحد أفراد الشبكة من جهة و"معتصم" ومن معه من جهة أخرى ...
بعد أن إطمئن الرجل أنهم ما هم إلا جيرانهم بالفعل عاد لبقية زملائه ، بينما لم تكن "عهد" قد دلفت لفيلا المراقبة بعد ، دفعت بـ"طه" تجاه الأشجار لتشير نحو أذنها قائله بوجه ممتعض ..
- إخلع المايك والسماعة ...
رغم إعجابه بها منذ دقائق إلا أن شراستها نحوه أربكته للغاية ، بل شعر ببعض التخوف قربها وهي أيضًا شعرت بضعفه فكيف يمكن أن ينشأ بينهما رابط وهي الجانب الأقوى ...
نزع "طه" سماعة الأذن خاصته وأغلق زر الجهاز الموضوع بجانبه منتظرًا ما ستلقيه عليه تلك الشرسة ...
لكن ما لم يتوقعه هجوم أكبر مما تخيله حتى زعزعت ثباته كرجل قوى فقد ألكمته بقوة تفاجئ بها ليسقط أرضًا على ظهره متألمًا متفاجئًا برد فعلها العنيف ...
- فيه إيه ...؟؟!
أشارت إليه بسبابتها بتهديد وقد تحولت ملامحها اللطيفة لشرر منفعل ...
- حسك عينك بعد كدة تكذب وتقول كلام أنا مقولتهوش ...
إبتلع "طه" ريقه بإضطراب لينهض محاولًا لملمة كرامته التى بعثرت على يديها ...
- أكذب إيه وأقول إيه !!! فيه إيه يا "عهد" إنتِ إتجننتي ولا إيه ؟؟!!
إقتربت منه لتزداد حدتها وشراستها قائله ...
- اه إتجننت ، ممكن بقى تسيب المجنونة وتبعد عن طريقها ، لأن إللي حصل ده مش حيعدي بالساهل ، إنك تشيع إننا مخطوبين وحنتجوز وده كله خيال في دماغك الخايبة دي لوحدك ، يبقى إنت ساعتها محتاج إللي يفوقك ، وأنا بقى إللي حفوقك ...
فهم "طه" الأمر فبالتأكيد أخبرها "معتصم" بذلك ليتسائل بشك ملمحًا ببعض الإتهام ...
- هو إنتِ وحضرة الضابط بينكم إيه بالضبط ؟؟؟!!!! ، إنه يدخل لك الأوضة ويكلمك في موضوع الخطوبة لدرجة إنِك تزعلي أوووي كدة ...!!!!
ليست هي من تقف بموضع إتهام ، وبهذا الشكل المسئ لتقبض بقوة بمقدمة قميصه مزمجرة بوجهه بغضب ...
- لأ ده إنت مش كذاب وبس ، ده إنت لسانك عايز يتقطع بقى ، طب خد النهاية يا "طه" عشان أنا مبيهمنيش ، لو في يوم قلت عليا كلمة أو حتى خيالك المريض ده صورلك غباء من إللي في دماغك حيبقى أخرتك على إيدي ومش هزار ...
أنهت حديثها وهي تحرره من قبضتها وتضرب كتفه بخشونة قبل أن تتركه مذهولًا وتدلف لداخل فيلا المراقبة ...
إستجمع "طه" نفسه لكن ظل سؤال واحد يراوده ، ماذا يجمع بين "عهد" و"معتصم" ليتحدثا بأمر كهذا فيما بينهم ، هل تربطهما علاقة ما لا يدري عنها شيئًا ...
دلف متأخرًا عنها قليلًا لكن تبقى عيناه المترصدة كل شغلها الشاغل من الآن فصاعدًا هي كشف ما يخبئانه هذان الإثنان ...
لم ينتبه "معتصم" وبقية الفريق لما حدث بين "عهد" و "طه" لإنشغالهم بما يتحدث به أفراد الشبكة بالفيلا المقابلة بعد تشغيل مكبرات الصوت ، لكن "معتصم" شعر بالراحة فور خروج "عهد" سالمة من بين هؤلاء المجرمين وإن لم يظهر ذلك ...
❈-❈-❈
شركة عسرانكو للإستيراد والتصدير (مكتب خالد) ...
قد يلجأ الشيطان لتحقيق مآربة أن يتخذ أنقى الطرق وأطهرها إليك فقط لتسقط في ذلاته وأخطائه وعليه التنكر منك يوم تسأل عن ذلك ...
دلف "فوزي" لمكتب "خالد" يضع قناع المحبة والإستقامة ، تلك الأقنعة الخادعة التى يقع بشراكها الكثيرون خاصة من يتخبطون بأمور الدنيا ...
- أستاذنا ، صباح الخير يا كبير ...
رفع "خالد" عنقه بشموخ يعيد إليه تحيته ...
- صباح الخير يا أستاذ "فوزي" ...
جلس "فوزي" متحير العينين يحاول إيجاد الطريقة المناسبة لعرض ما جاء لأجله ليبدأ بإسلوب ناعم ملتوي ...
- والله يا أستاذنا إللي يشوف مجهودك الجبار ده ميقولش أبدًا إن مرتبك شوية الملاليم دول ، حقيقي مهدور حقك ...
بقناعة شديدة ورضا بقسمة الله له أجابه "خالد" ...
- فضل ونعمة ، كل واحد بياخد رزقة يا أستاذ "فوزي" ...
مال "فوزي" بسلاسة شيطان يوسوس بأذنه بهمس ...
- بس إنت تستحق كتير ، وكتير أوي ، كلنا عندنا ظروف صعبة وعايزين نعديها ، ولادك وبيتك وحياتك ، محتاجين فلوس تعيشك مرتاح في آخر عمرك ، وأنا بقى عندي الحل ...
ضيق "خالد" حاجبية بقوة متسائلًا بدون فهم لمقصد "فوزي" بعد ...
- حل ، حل إيه ؟؟! قصدك إيه يا أستاذ "فوزي" ..؟!!
نهض "فوزي" من جلسته ملتفًا حول المكتب ليهمس بوساوسه بأذن "خالد" حتى لا يستمع إليه أحدهم ولو بالصدفة ...
- مليون جنية ، ويبقوا تحت رجلك من بكرة لو حبيت ، شاور إنت بس ...
إتسعت عينا "خالد" بصدمة هاتفًا بذهول ..
- مليون جنية !!! إنت بتقول إيه ؟!!
أكمل "فوزي" يطرق الحديد وهو ساخن ولا يدع مجالًا للرفض فقد بدأ عرضه المغري ولن يتراجع ...
- "حسين شرف" حيحط مليون جنية تحت إيدك وتظبط له ملف العقد بتاعه مع "عسران" بيه ، إنت مش حتعمل حاجة ، سيبني أنا أظبط الملف وإنت بس توافق عليه ، ها ، قولت إيه ، أظن مليون جنية يحلوا لك مشاكل لا ليها أول ولا آخر ...
حاول "خالد" الإعتراض بشدة لكن "فوزي" لحقه على الفور ليصمته تمامًا ...
- متردش دلوقتِ ، خد وإدي مع نفسك كدة وبكرة الجمعة كمان ويبقى كلامنا يوم السبت ، تمام ، وأنا عارف إنه حيبقى تمام ونعيش كلنا في راحة ، ملهاش لازمة نأزمها في اليومين إللي عايشينهم في الدنيا ، وأكيد إنت محتاج الفلوس دي يا "خالد" باشا ...
لم يمهله "فوزي" فرصة القبول أو الرفض بل تركه يهيم بأفكاره عن عرضه لهذا المبلغ الخيالي والتي بالتأكيد يحتاج إليها ، لكنها مازالت رشوة سيحاسب أمام الله عليها قبل القانون ، ليقع "خالد" بشراك تلك الأزمة وحيرة القبول والرفض ...
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..