رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 23 - 1 - الخميس 19/12/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثالث والعشرون
1
تم النشر يوم الخميس
19/12/2024
طرقات عالية فوق باب شقتهما جعلته يستيقظ ومن ثم زوجته التي تمتمت بخفوت: "مين اللي جاي لنا بدري كده؟"
أجابها سالم وهو يستقيم واقفًا: "مش عارف هطلع أشوف مين."
وما هي إلا ثوانٍ حتى فتح الباب لتطل من خلفه والدته التي احتـ ضنته بقوة وهي سعيدة: "صباحك أبيض يا حبيبي ما جاليش نوم طول الليل مش متعودة إنك ما تنامش في الشقة اللي أنا فيها يا سالم."
احتـ ضن هو الآخر والدته بحب ثم فتح لها الطريق لتدخل هاتفًا بترحاب شديد: "ادخلي يا أمي نورتي بيتك."
شعرت بالغبطة من حديثه وخاصة كلمته الأخيرة "بيتك" التي تعني أنه يعتبر منزله منزل والدته.
جلست فوق أحد المقاعد هاتفة بتساؤل: "فين المحروس؟ عروستك لسة نايمة لحد دلوقتي؟"
"أنا أهو يا ماما."
قالتها ندى وهي تقترب منها وابتسامة مشرقة تزين وجهها.
مدت يدها لتصافحها ببرود قائلة: "صباحية مباركة يا مرات ابني معلش صحيناكم بدري مع إن الساعة عدت حداشر فقلت أطلع أفطر مع ابني."
"شرفتينا يا ماما حالًا الفطار هيبقى جاهز."
قالتها ندى وهي تتجه بسرعة إلى المطبخ تاركة حماتها تشيعها بنظرات غير مفهومة.
بينما جلس سالم بجوار والدته هاتِفًا: "أمال فين الحاج؟ نديه يفطر معانا هو كمان."
"ما تقلقش هو هيحصلني دلوقتي المهم طمّني عامل إيه؟ والبت دي عاملة معاك إيه؟"
أجابها بكذب: "عيب عليكِ يا أم سالم تسألي السؤال ده كله تحت السيطرة طبعًا."
❈-❈-❈
"والله ما بيصير هيك يا حسن الزعل ما بيلبق لك."
قالتها ماجي محاولةً التخفيف عن زوجها الذي كان جالسًا فوق الفـ راش واضعًا وجهه بين راحتي يده.
رفع رأسه يتطلع إليها هاتفًا: "إزاي بس يا حبيبتي والبيت كله قلب عليّ ما بقتش فاهم ولا عارف حاجة مش عارف اللي عملته صح ولا غلط ماجد أخويا ما بيكلمنيش ودي أول مرة تحصل من أول ما وعيت على الدنيا."
ربتت على شعره بحنان قائلة: "احكي معو يا حسن وصدقني بيرجع متل الأول بس إنت حاول بتعرف رائف هو المخطئ بهاد الموضوع كله."
أومأ موافقًا على حديثها لكنه هتف مصححًا: "آه هو غلط لما عمل كده بس أنا برضو عاذره خليته يتعلق بالبنت دي على إنها سيلا بعد كده جيت بمنتهى البساطة وقلت له إنها مش هي وكان ده رد فعل طبيعي رائف شاف كتير أوي يا ماجي."
توقف عن الحديث فجأة
فأكملت هي بحزن: "بدك تقول إنه كمان ما تقبل زواجنا مو هيك؟"
أمسك يدها وطبع عليها قبـ لة عميقة من الداخل هاتِفًا بصدق: "إنتِ دلوقتي الحاجة الحلوة اللي في حياتي يا ماجي ورائف ورانيا لما يعرفوكي كويس أنا متأكد إنهم هيحبوكي زي ما نهال وهيام كمان تقبلوا وجودك معانا وحبوكي."
ثم أكمل بابتسامة: "المهم ساعديني بقى عشان أغير هدومي عندنا اجتماع مهم وكمان هحاول أتكلم مع ماجد وأصلح كل حاجة النهاردة."
❈-❈-❈
اعتراه الغضب من حديثها الأخير عندما تفوهت باسم ابن عمها فهتف بحدة: "نعم، هو إنتِ جاية لي دلوقتي عشان عايزة ترجعي لرائف؟"
امتصت غضبه بقبـ لة جانب شفـ تيه وهتفت بهدوء: "أنا عايزة أرجع لرائف مش عشان أنا بحبه والكلام الفارغ ده لأ... علشان شكلي قدام الناس بس. عارف إن إنت اللي في القلب يا وليد."
قالتها بدلال شديد جعله يبتسم بسعادة.
تنهدت براحة عندما شعرت بتصديقه لها أرخت ظهرها فوق المقعد وهي تفكر فبدون وليد لن تفعل أي شيء
عليها أن تكسبه ريثما تنتهي من كل شيء خاصة وأنها غير ملمة بما يحدث بشكل كافٍ
بعد أن استفاقت من غيبوبتها تساءلت عن والديها ورائف شعرت بالحزن لأنها لم تجده بجانبها لا تعرف لماذا ربما كان بجانبها منذ أن كانا صغيرين واعتادت على وجوده.
فهناك نوع من الأشخاص لا يشعرون بالنعمة إلا عندما تضيع من بين أيديهم ويبدو أن سيلا من هؤلاء الأشخاص.
استرخت قليلًا لترتب أفكارها فجاءتها فكرة جعلتها تبتسم بسعادة اليوم ستعرف ما يدور بداخل فيلا نصار.
هبَّت واقفة ثم هتفت بسرعة: "قم معي هنروح مشوار مهم!"
❈-❈-❈
بداخل النادي جلست أمامه ترمقه بنظرات خجلة
بينما هو يتابعها باستمتاع شديد وأخيرًا قرر أن يرحمها إذ هتف بجدية وببحة صوته المميزة: "مالك ساكتة كده ليه طول الطريق وكمان جاية تكملي سكوت هنا؟"
أجابته بسرعة: "طب هقول إيه يعني؟ ما إنت كمان ساكت وما بتتكلمش."
ابتسم بمكر وهو يغمغم: "أنا غلطان إني حبيت أديكي فرصتك في الكلام بس الظاهر بقى إني كنت غلطان عمومًا يا ستي انا جاي لك عشان أسمع ردك على طلبي."
قالت بارتباك شديد: "ردي أنا قلته في التليفون."
فابتسم بمكر أكثر وقال: "وأنا قلت لك إني عايز أسمعه وش لوش."
"موافقة!"
قالتها بسرعة مما جعله يضحك بصوت مرتفع هاتِفًا بمرح: "موافقة على إيه بقى؟"
ضربت الطاولة بكفها ثم هبت واقفة: "ده إيه الرخامة اللي إنت فيها دي على الصبح أنا أصلًا غلطانة إني جيت أنا هامشي."
هب واقفًا ثم أمسك يدها ضاغطًا عليها بحنان متطلعًا إلى عينيها مباشرة هاتفًا بخفوت: "عصبية كده ليه خلاص يا ستي أنا آسف يلا اقعدي خلينا نفطر مع بعض زي ما اتفقنا ونشوف هنعمل إيه ماشي؟"
أومأت له بالموافقة ثم جلست بعد أن سحبت يدها من بين يديه
فاستطرد: "النهاردة بالليل إن شاء الله هاجي أقابل حسن باشا وماجد باشا تمام؟ واعملي حسابك إن إحنا هنكتب الكتاب على طول مش فاضيين إحنا لفترة الخطوبة والكلام الفارغ ده بيتهيأ لي أنا وإنتِ عارفين بعض كفاية مش كده ولا إيه؟"
أومأت له بالموافقة مرة أخرى
فتنهد بحرارة هاتِفًا بصوت مرتفع قليلًا: "صبرني يا رب"
❈-❈-❈
"بتدوري على مين يا ست سيلا؟"
تلك الكلمات هتفت بها الخادمة سماح.
أجابتها سيلا بابتسامة صغيرة: "بدور على بابي و uncle حسن ومامي هم فين؟"
ردت سماح قائلة: "حسن باشا وماجد راحوا الشركة أما الست نهال هانم هي في المطبخ بتجهز لك الفطار بنفسها."
ابتسمت سيلا بعذوبة وحب تلك المرأة حبها يزيد في قلبها يومًا بعد يوم حقًا استطاعت أن تعوضها عن وفاة والدتها الراحلة بحنانها المفرط ورقتها.
تركت سيلا سماح واتجهت عازمة على الذهاب إلى والدتها لمساعدتها فيما تفعله ريثما يهبط رائف من الأعلى.
وما هي إلا ثوانٍ حتى وقفت بجوار والدتها تمنحها أجمل ابتسامة هاتفة بسعادة: "تحبي أساعدك يا مامي؟"
هزّت نهال رأسها نفيًا
فتابعت سيلا وهي تلتقط كفها وتطبع قبـ لة طويلة عليه مما جعل نهال تقطب حاجبيها بدهشة فسيلا لم تفعل ذلك قط من قبل.
حقًا تلك الفتاة غريبة وبعيدة كل البعد عن شخصيتها السابقة.
هذه الأفكار كانت تراود نهال منذ فترة طويلة لكنها سرعان ما تنفض رأسها منها وتستمتع بابنتها الجديدة المتغيرة كليًا.
وقفت سيلا تراقب والدتها التي تتحرك كالفراشة هنا وهناك ثم أشارت لها نهال كي تحمل الأطباق إلى طاولة الطعام.
امتثلت سيلا لها بسعادة عارمة تحتل قلبها فما أجمل أن تُحاط بأناس يحبونك بدون أي مقابل.
حمدت الله كثيرًا في داخلها لأنه منحها تلك العائلة بعد سنوات عجاف قضتها برفقة أبيها وجدتها اللذين كانا يبغضانها بشدة.