-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 24 - 1 - الجمعة 27/12/2024

  

 قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة

27/12/2024



صدحت الزغاريد من منزل الحاج حسين بعد أن قرأوا فاتحة فضل وجميلة. 

ظهرت جميلة بخجل وهي تحمل صينية مستديرة الحجم عليها أكواب كريستالية تحتوي على الشربات. 

اقتربت من الحاج ربيع وناولته كوبه ثم فعلت الشيء نفسه مع جميع الحضور.


توقفت أخيرًا أمامه... حبيبها ومعـ ذب قلبها.

 التقط منها الكوب وهو يبتسم ابتسامة صغيرة ثم غمغم بصوت خافت حرص على ألا يسمعه أحد: "مبروك علي أنا يا جميلتي."


تأثرت جميلة بكلماته الرقيقة خاصة أنه أضاف ياء الملكية إلى اسمها وهو ما يسعد المرأة كثيرًا لأنه يوحي بانتمائها إلى حبيبها. 

منحته ابتسامة صغيرة ثم اتجهت إلى الخارج ووجهها يلمع بالسعادة والخجل معًا.


في تلك الأثناء قال الحاج ربيع بمزاح: "الظاهر إن عروستنا بتتكسف اوي!"


ثم التفت إلى الحاج حسين مضيفًا: "عموما يا حاج حسين إحنا نعمل الخطوبة الأسبوع اللي بعد الجاي عشان ندى تقدر تيجي معانا متنساش إنها برضو لسه عروسة."


أومأ الحاج حسين برأسه متفهمًا

 في حين بدأت والدة فضل في إطلاق الزغاريد من جديد وسرعان ما انضمت إليها والدة جميلة ليعم الفرح أجواء المنزل.


❈-❈-❈


"جاهزة يا ليان؟"


تساءل بها السيد فريد بعد أن انتهى من ارتداء ثيابه. 

عضت ليان على أسنانها بقوة فهي مجبرة على الذهاب مع والدها لخطبة المرأة التي لا تريدها في منزلهم من الأساس لكن ماذا عساها أن تفعل؟


إن لم تذهب معه ستعود الأمور إلى نقطة الصفر ويبدو أن والدها تعلق بتلك المرأة وانتهى الأمر

 لكن ماذا ستفعل؟ هل ستتقبل الأمر برمته؟ أم أنها ستحاول التفريق بينهما؟

ترسخت تلك الأفكار في ذهنها قبل أن تستدير نحو والدها وترسم ابتسامة مزيفة على وجهها: "أنا جاهزة يا سيادة اللوا إيه رأيك فيّ حلوة؟"


قالتها وهي تحاول إخفاء توترها فرد والدها بابتسامة فخورة: "زي القمر"


مد يده ليساعدها في أن تتعلق بذراعه وقال بلطف: "يلا يا بنتي علشان كل حاجة تتظبط."


وبالفعل أطاعته ليان وتعلقت بذراعه ثم خرجا سويًا.

 كان بداخل كل منهما الكثير والكثير.


السيد فريد يشعر بسعادة لا مثيل لها فهو أخيرًا يقترب من تحقيق حلمه بالارتباط بتلك المرأة التي لطالما أرادها.


 أما ليان فعلى النقيض تمامًا كانت تتمنى أن تنتهي تلك الخطبة قبل أن تبدأ.


❈-❈-❈


أجابت على الهاتف بسرعة عندما رأت اسمها يظهر على الشاشة وقالت بحزم: " كده يا نور تقعدي الفترة دي كلها وما تسأليش عليَّ؟ بجد أنا زعلانة منك."


جاءها الرد من الطرف الآخر بخجل: "حقك عليّ والله يا لولي بس كان عندي امتحانات وأنتِ عارفة إني فاشلة وكده فكنت بلمّ المنهج... أصل يعني ما بذاكرش غير قبل الامتحانات بكام يوم."


ابتسمت ليلى بدهشة وقالت بسخرية: "بكام يوم وبتلحقي تلمي المنهج؟"


ردت نور بفخر: "طبعًا يا بنتي وبجيب تقديرات عالية كمان!"


ثم أضافت: "المهم طمنيني عليكِ قولي لي إيه الأخبار؟ ورائف عمل إيه معاكي بعد ما اتجوزتيه لسه بيعاملك وحش؟"


تنهدت ليلى وقالت بسعادة: "رائف ده أحن راجل في الدنيا أنا ما عرفتش السعادة غير وأنا معاه بجد بتمنى إن  مافيش حاجة تفرقنا أبدا وبدعي لك ربنا يرزقك بواحد زيه."


ردت نور ضاحكة: "يا ساتر يا رب ما تقوليش كده إيه رائف ده لا أنا عايزة واحد زي براد بيت أو جورج كلوني حاجة كده فوق يا بنتي"


قاطعتها ليلى بسرعة وقالت بضحكة: "لا طبعًا رائف أحلى منهم هم الاتنين!"


هتفت نور بسخرية: "يا سلام! آه ما هو القرد في عين أمه غزال"


فضحكت ليلى بصوت عالٍ وقالت من وسط ضحكاتها: "إنتِ جبتي المثل ده منين ده انتِ حتى بنت ناس وكده! وأنا عارفة إن ولاد الناس ما بيقولوش الحاجات دي."


شاركتها نور في الضحك وقالت ممازحة: "مين قالك يا بنتي؟ ده إحنا بنقول أكتر من كده كمان المهم إيه رأيك نزبط يوم ونخرج نقضيه برا؟ عندي امتحان بكرة وبعده 3 أيام إجازة اختاري يوم وسيبي الباقي عليا هفسحك فسحة عنب"


ردت ليلى بحماس: "ماشي زبطي انتِ وقوليلي. هقفل دلوقتي عشان رائف وبابي قصدي ماجد باشا جم البيت وأنا هنزل أحاول أراضيه لأنه زعلان مني أوي يلا لا إله إلا الله."


" محمد رسول الله."


قالتها نورسين بمرح ثم أغلقت الهاتف وهي تبتسم بسعادة وتشكر الله على أنها رزقت بصديقة نقية مثل ليلى.


❈-❈-❈


جلس بجوارها يناولها الكأس وهو يهتف بتساؤل: "سرحانة في إيه يا سيلا؟"


التقطت منه الكأس وارتشفته جرعة واحدة ثم أعادته إليه وقالت: "هقول لك بس اديني كاس كمان."


أطاعها وليد واتجه إلى البار ليسكب لها مشروبًا آخر وما أن عاد قال بفضول: "ها قولي لي بقى."


أخذت الكأس من يده وغمغمت بشرود: "زي ما قلت لك هرجع الفيلا تاني بأسرع وقت دورك هنا مهم جدًا يا وليد."


استمع إليها بإصغاء وهو يتطلع إليها مليًا فأكملت: "احنا هنخطف البنت اللي في الفيلا وأنا هاخد مكانها فكرت فيها كتير ما ينفعش أدخل عليهم مرة واحدة وأقول لهم هاي يا جماعة أنا سيلا واللي في البيت دي مش أنا! أكيد ده هيعمل drop جامد جدًا في العيلة وأنا مش عايزة ده يحصل دلوقتي

خصوصًا إن الزبالة اللي في البيت دي اتجوزت رائف وما أعتقدش إنه ممكن يسيبها بسهولة  لما يعرف إنها مش أنا ممكن يعاندني ويخليها على زمته عشان كده لازم أنا آخد مكانها."


تطلع وليد إليها بانبهار وهتف بسعادة: "يخـ رب بيت دماغك! طيب هنعملها إزاي دي؟"


أجابته بسرعة: "هنستنى أي فرصة تخرج فيها البنت دي من البيت وهنخطفها بعدها هعرف منها كل المعلومات اللي أنا ولا سماح نعرفها وبعد كده هاخد مكانها وفي الفترة دي البنت هتفضل عندك هنا يا وليد."


صمت وليد وهو يفكر ولكن سرعان ما مرت صورة ليلى بخاطره لطالما أثارته تلك المرأة بجـ سدها الأنثوي المذهل مرت أمام عينيه مشاهد منحـ رفة جعلته يهتف بحماس مبالغ فيه: "هنبدأ إمتى يا سيلا؟"


ردت بحزم: "في أقرب وقت بس خليك مستعد ومزبط كل حاجة."


❈-❈-❈


صعدت الدرج بحماس عازمة على استقبال والدها ومصالحته

 وما هي إلا ثوانٍ حتى رأته يلج المنزل برفقة عمها حسن علمت على الفور أنهما تصالحا. 

بسرعة البرق ركضت نحوه واحتـ ضنته بقوة هاتفة بسعادة: "مش ناوي تسامحني بقى يا بابي؟ هتفضل مخاصمني لحد إمتى؟"


تنهد السيد ماجد بقلة حيلة ثم احتـ ضنها بشدة وقال بسعادة: "ما أقدرش ده انتِ حتة من قلبي يا سيلا انتِ بنتي الوحيدة أغلى حد عندي في الدنيا."


لكن سرعان ما اصطدمت عيناه بعيني زوجته الغاضبة فصحح حديثه سريعًا: "بعد نونة طبعًا."


ابتعدت سيلا عن أحضـ انه وهي تهتف بسعادة وتشد يد والدتها لتقف بينهما: "طبعا هو إحنا لينا غير نونة هي اللي مالية حياتنا."


أما عن رائف الذي دخل منذ دقائق فقد شعر بالغضب والغيرة الشديدة عندما رآها بين أحضـ ان عمه. 

عزم في تلك اللحظة على معاقبتها لأنها فعلت هذا فهي ليست ابنته.

 قبض على يديه بقوة حتى ابيضت مفاصله. ليلى أصبحت تعني له الكثير هي الهواء الذي يتنفسه لطالما شعر بالامتنان لوالده لأنه أحضرها إلى منزلهم ولكن كان عليه أن يخبره بالحقيقة.


ما أصعب أن يعيش الإنسان مخدوعًا خاصة ممن يحبهم ويثق بهم.

 والده كان أقرب شخص له في هذه الدنيا وبفعلته هذه وزواجه السري صنع فجوة كبيرة بينهما.


خفق قلب ليلى بشدة عندما رأته أمامها ولكن سرعان ما رمقته بتساؤل عندما لاحظت ملامح الغضب على وجهه.

 دنا منها سريعًا وجذبها من يديها قائلاً بجدية: "عايزك في موضوع مهم."


أومأت له بالموافقة وسارت معه

 بينما تبادل الجميع النظرات المتسائلة.


ثوانٍ واستمعوا إلى صوت قرع جرس الباب الداخلي للفيلا قليلا من الوقت وكانت سماح تعلن لهم بأن اللواء فريد المنصوري جاء لزيارتهم.


نهض حسن وماجد على الفور واتجها إلى غرفة الصالون للترحيب به ومعرفة سبب هذه الزيارة المفاجئة.


الصفحة التالية