قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 24 - 2 - الأحد 8/12/2024
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل الرابع والعشرون
2
تم النشر يوم الأحد
8/12/2024
اقتربت سابين من جسد الفتى وباللحظة التى لمسته بها أدركت أنه قد فارق الحياة...حينها جلست أرضاً وحملت رأس الفتى ووضعتها برفق على قدمها وبدأت بمسح الدماء عن وجهه برفق وكأنها تخشى إلامه...وهناك دموع تتساقط من مقلتيها بصمت يخفيها شعرها...وبينما هى صامته من الخارج كان هناك غضب داخلها يحرق أحشائها...ولا أحد يستطيع وصف مشاعرها الآن فهى ترغب بحرق العالم أجمع من أجل الأخذ بثأر هذا الصغير الذى لا ذنب له ليقى هذا المصير...أجل هى لا تعلم ما الذى فعله حتى يغضب هؤلاء الحقراء ولكن لا يوجد سبب يسمح لك بقتل طفل من أجل أى شئ لعين بهذه الحياة...
تنفست سابين بقوة وهى تنظر ل ريمكان بنظرات نارية:هؤلاء رجال نيكولاس..أومأ لها ريكمان بالإيجاب فقالت:فالينتظرنى الجميع أمام خيمتى وإن تحرك أحدهم قيد أنملة أقسم بفصل رأسه عن عنقه...تحرك الجميع مبتعدين عنها بعدما حملوا المصابيين منهم..
وحين حاولت ليلى الإقتراب منها منعتها سابين بصوت حاولت جعله هادئ على قدر استطاعتها: فالتعودى أنت أيضاً صغيرتى يكفى ما حدث اليوم... فالتهتمى بها لينا إلى حين عودتى...
أمسكت لينا بكتف ليلى وأجبرتها على السير معها بينما ظلت سابين تحضن جسمان الفتى الذى بدأ يفقد دفئه...فنظرت للواقفين أمامها من الضعفاء وتنفست بصوت مرتعش قائلة بأسى:فاليساعدنى أحدهم فى دفن هذا الفتى الشجاع...اسرع بعضهم نحوها وحملوه ليقوموا بدفنه...
بينما استقامت سابين بضعف تسير خلفهم وبيدها خنجرها تنظر له بألم فلا هو ولا صديقته قد أتموا مهمتهم بنجاح...أثناء سيرها اصطدمت قدمها بخنجر أخر فإنخفضت بجسدها تمسك به....وتنظر له بعيون ضيقه إلى من يعود هذا الخنجر...أجل إنه الخنجر الذى كانت ليلى تحمله لما تشعر أنها تعرف هذا الخنجر جيداً....ولكنها لم تفكر كثيراً ووضعته بخاصرتها جوار خنجرها واسرعت بالسير خلفهم لدفن الفتى...
وبعدما انتهت وقفت أمام قبره لبعض الوقت تشعر بالأسى على حياته التى لم يعيشها كما يجب...هنا تبادر لذهنها الكثير من الذكريات المؤلمه من الماضى فقالت بصوت ساخر متألم:لما دائما ما يتم وضعى بمثل هذه المواقف؟!..لما؟!...قالتها بخفوت ومعها سقطت دموعها وهى تتذكر جميع من ماتوا بسببها أو شاهدتهم يموتون أمام عينها وهى لم تستطع انقاذهم...
كان قلبها محطم ويغرق بسواده....وهنا تدخل عقلها يعنفها أنها مخطأة فى اعتقادها فهى لم تتسبب يوماً بأيذاء احد...وخير دليل على ذلك انها ساعدت فتى أخر منذ مدة قريبة بالمقاطعه....
وعند هذه النقطة تذكرت فتى أخر...فتى أحبته ك حبها لشقيقاتها...فتى ظلت تبحث عنه بكل مكان لأيام وشهور لا تعلم عددها ولكنها لم تجده...هنا ظهرت ابتسامة متألمة على شفتيها وهى تقول بصوت هامس:أتمنى أن يكون عالمك أفضل من عالمى أيها القشعام الصغير...
تنهدت بإرهاق شديد وقد تجعد ما بين حاجبيها وهى تضع يدها على جبهتها تشعر بصداع حاد يعصف برأسها...بسبب صفعة هذا الجندى اللعين واصدام رأسها برأس الجندى الأخر...واثناء هبوط يدها عن جبينها اصطدمت بالخنجرين على خاصرتها...فأخرجت كلاهما وظلت تنظر إليهم لبعض الوقت وعند نقطة ما توسعت عينيها....
فلقد تذكرت هذا الخنجر جيداً فهى لا تنسى ما صنعه يديها كما أنها تستطيع تمييز أسلحتها عن غيرها... ولكن هذا خنجر مميز أدرت سابين الخنجر فوجدت ما جعلها تتأكد من ظنونها...كيف لها أن تنساه وتنسى صاحبه...على من تكذب هى لا تنسى من ينتمون إلى قلبها...ولكن السؤال هنا كيف وصل هذا الخنجر لأيدى ليلى؟!...
لم يستمر تسائلاها كثيراً حيث خرج من جوفها شهقة قويه وهى تقول بصوت هامس مصدوم:رالف...
هنا عادت إليها الذكريات كسيل جارف"لا تخف سأظل معك يا صغير" "أنت تستحق حياة أفضل مما تظن يا فتى" "وجودك مع هذا العجوز يشعرنى بالطمئنينه" "لا تستخدم هذا الخنجر إلا فى الخير دافع به عن الضعيف" "لا تتباهى بقواك فهذا من شيم الضعفاء" "أنت تشبه القشام فهو يستطيع العودة للحياة من جديد وانت الأخر فعلت لهذا سأسميك القشعام"
خرجت شهقة قوية من فم سابين حين توصل عقلها لهذه الحقيقه المؤلمه...فالصبى الذى اهتمت لأمره وظلت تبحث عنه شهور طويله كان أمام عينيها... ولكنها لم تتعرف عليه...كيف لها ألا تتذكر اسمه المميز؟!...هل لأنه تعدى على شقيقتها؟!...خرجت تنهيدة حارة من جوفها وهى تقول بإدراك:ااااه ليلى ااااه منك صغيرتى...ولكن لما لم يحاول اخبارها بهويته...هل هو لا يرغب بلقائها من جديد؟!..هل تسببت له بالألم؟!..ولكنها تتذكر جيداً لقائهم الأخير حين وعدها أنه سيهتم بالاعمال إلى حين عودتها...إذا لماذا رحل دون اخبارها برحيله هل كرهها لهذا رحل دون وداعها؟!...لهذا لم يخبرها أنه هو عندما إلتقى بها من جديد...
هنا شعرت سابين بألم حين توصلت لمثل هذه الفكرة إلا أنها تسلحت بالثبات....وقررت مصارحته ولكن فيما بينهم وذلك بعدما تقتص ممن تسبب بموت الفتى....
عادت سابين للمخيم والذى كان يجتمع جميع رجاله بالخارج منتظرين قدومها...بينما المعنين واقفين كما أمرت وحين تسائل الملوك عمن تسبب لهم بمثل هذه الإصابات...ظنا منهم أنهم أحد رجال العدو لم يحصلوا على إجابة منهم...ولم يحصلوا سوى على إجابة واحده ألا وهى نحن بإنتظار قدوم الملكة...
حتى ليلى رفضت التحدث وفصلت انتظار شقيقتها لهذا جلس الجميع منتظر عودة الملكة والتى أتت بعد مرور أكثر من ساعتين....ووجدت الجميع حاضرون ولقد صدم الجميع من جروحها المتفرقه وثيابها الملطخه بالدماء...ولقد كان إستيفان أول من أسرع نحوها وهو يقول بقلق شديد غير عابئ بأحد من الحاضري:سابين صغيرتى هل أنت بخير؟!..من الذى تسب....
ولكنه لم يكمل حديثه فقد أدرك ما حدث وعلم هوية المتسبب فى جروح صغيرته...خاصة أنهم رفضوا التحدث....وحين حاول التحرك نحوهم قالت سابين بثبات وهى تتمسك به بقوة:أرجوك اترك الأمر لى وحين أنتهى سأتركهم لك تفعل بهم ما تشاء...
كان إستيفان يتنفس بغضب وهو يتلمس وجنتيها التى لا تزال يد أحدهم مطبوعة عليها...ابتعد عنها إستيفان وهو ينظر لهم بعيون تكاد تحرقهم أحياء... ولكن فالينظر قليلاً حتى تنتهى صغيرته وحينها سيجعلهم يتمنون الموت ولن يحصلوا عليه...
أثناء ذلك كان رالف يتابع ذلك وأدرك ما أدركه الجميع فرجاله من قاموا بجرح سابين...ولقد أغضبه هذا كثير واقسم على قطع أطرافهم على ما تسببوا لها من أذى حتى وإن كانت هى المخطأه....
ولكن اخرجه من شروده اقتراب سابين من نيكولاس ووقوفها أمامه قائلة بجمود:أتعلم ما الذى قام به رجالك ملك نيكولاس؟!...
لم يكن يعلم نيكولاس بماذا يجيبها...فما تراه عينه قد جعله يدرك ما حدث...فحتى وإن كانت الملكة على خطأ فلا يحق للجنود لمسها سواء هى أو غيرها فهم هنا للمساعدة...وحين حاول فتح فمه محاولاً إصلاح الأمر... سبقه رالف الذى قال بجمود يخبئ خلفه غضبه من فعلتهم:هم ليسوا رجاله بل رجالى أنا...لهذا حديثك معى وليس معه...
هنا تصلب جسد سابين التى شعرت أن هناك من لكمها بأمعائها فتسبب بتمزيق جدرانها من الداخل...
وهى تلتفت له وتنظر له بصدمة وهناك ألم قد عصف بقلبها هو الأخر....هى تقول بصوت خافت ولكن لسكون المكان سمعه الجميع:رجالك أنت؟!..وكيف لك أنت تتخذ مِن مَن على شاكلتهم رجال لك؟!..هذا إن كان يطلق عليهم رجال بل هم أشباه رجال....
اسرعت نحوه وقد عماها ألمها وحزنها وبؤسها على الفتى الذى حاربت لتصلحه بعدما أفسده الجميع... والتى ظنت أنها نجحت بإخراجه من تلك الحفرة الممبته...إلا أنها كانت مخطأة فقد أعاد الأمر برمته من جديد...ترك رجاله يفعلون بالفتى ما فُعل به بالماضى ولكنها لم تفلح بإنقاذ الفتى كما فعلت معه...
لهذا بدأت تتحدث بطريقة هسترية على ضياع فتاها بالماضى وفتى اليوم:لقد قام رجالك اللعناء بقتل فتى منذ قليل....وحين حاولت منعهم قاموا بضربى أنا الأخرى...واللعنه لم أستطع فعلها من جديد... ما استطعت تقديمه لك بالماضى لم أنجح بتقديمه لهذا الصغير الذى نُزعت منه الحياة عنوة وهو لم يحياها بعد...قالتها بصراخ وهى تصفع صدره وعيونها مليئة بدموع الصدمه مما أصبح عليه....تريده أن ينظر إليها ويخبرها أنه ليس بهذا السوء ولكنه كان ينظر بكل اتجاه ماعداها...كما كانت صدمته أكبر حين اصفحت عن إدراكها لهويته....لهذا كان هناك ألالاف من التساؤلات التى جعلته يصاب بصداع حاد كما أنه لم يستطع النظر بعينيها...لهذا كان ينظر لكل شئ ما عداها حتى وقفت مقلتيه عند أحداهن...وحينها تحولت عيناه من التوتر للإشتعال وهو يضغط ضروسه معاً....خاصة حينما توترت نظراتها وابتعدت تنظر بعيداً....حينها تأكد أنها من تسببت بهذا ولكن كيف؟!...هذا ما سيعرفه ولكن بطريقته الخاصه...
كان صامت ولا يبدى عليه أى بادره فى تبرير نفسه لها...مما جعل سابين تفقد ما تبقى من تعقلها...فأكملت بصراخ أكبر غير عابئه بهذا الجمع الغفير:واللعنه لقد حاربت من أجلك حاربت من أجل بقائك على قيد الحياة...واللعنه لقد كدت أفقد أمى من أجلك من أجل البقاء جوارك ولكنك رحلت دون اشعار مسبق.... واللعنه لقد تمنيت أن تكون رجلاً جيد...رجلاً بحق ولكن انظر للذى أصبحت عليه... لقد نجحت بأن تصبح حقير مثل من تمنيت موتهم يوماً ما...ياليتنى لم أجدك يومها...
توقفت تحاول أخذ أنفاسها وهى تخرج خنجره من خاصرتها وتلقيه أرضاً وقالت وهى تبتعد عنه:من الأفضل أن تتخلص منه فهذا خنجر للشرفاء وأنت لست أهلاً لهم....وسارت مبتعدة عن هذا الجمع الغفير الذى ظل ساكن وهم يحاولون إستيعاب هذه المعلومات الجديده والمصدمه....ألا وهى أن هناك علاقة تجمع بين الملكة والسيد رالف الذى تحرك بجمود نحو خنجره الملقى أرضاً...وأمسك به وباللحظه التى رفع بها عيناه التقطت بعينيها من جديد هنا أدرك أنها من دخلت خيمته وسرقت خنجره الذى جعل حقيقته تنكشف بمثل هذه الطريقه أمام أحب الناس على قلبه....حبه الطفولى الذى تخلى عنه من أجل البقاء....
شعرت ليلى بقشعريه مخيفه تسرى بعمودها الفقرى من نظراته الجامده ولكنها تحمل الكثير من الوعيد....وأدركت أنه أمسك بها ولكنها حاولت التسلح بثباتها...وما أراحها أن نظراته إليها لم تستمر طويلاً فقد تحرك نحو من هم رجاله وقام بشق عنقهم جميعاً بأقل من الثانيه...
كان الأمر صادم للجميع فقد كان سريع للدرجة التى لم يشعر به أحد حين اقترب منهم وشق عنقهم جميعاً...كيف ومتى قام بقتلهم بمثل هذه السرعه؟!.. كانت دمائهم متناثره على وجهه وهو يسير بجمود مبتعد عن الجميع متجهه للغابه....وهو لايزال يحمل خنجره بيده وكأنه أغلى ما يملك بالحياة....
كانت نظرات إستيفان تفترسه ولم يخفى عليه الألم الذى حاول الأخر اخفائه خلف جموده...كما أدرك أنه قتلهم لأجل صغيرته لا لأجل الفتى الذى قتل على أيديهم منذ ساعات قليلة مضت...بل لأنهم من تسببوا بتشويه صورته أمامها....
تنهد إستيفان بإرهاق متجهاً لخيمته للإطمئنان على صغيرته...بينما أمر السيد ريمكان الجميع أن يعودوا لإستكمال أعمالهم...كما أمر بعض الرجال بحمل القتلى ودفنهم وذلك ليس تكريماً لهم بل حتى لا تنتشر رائحتهم القذرة وتلوث نقاء الهواء
من حولهم...كما شعر بالهدوء يعود إليه من جديد ورغم صدمته فقد انتهى الأمر بطريقة أفضل مما تخيلها...وهذا يجعله يرغب بكوب من الخمر ليريح به عقله...
أثناء ذلك كانت سابين بخيمتها لاتزال مصدومه مما حدث...كما كانت الأحداث تعاد أمامها وعقلها لا يستوعب ما حدث...وظل يتسائل كيف؟!...كيف فعل هذا؟!...وكيف تحدثت إليه بمثل هذه الطريقه؟!...عند هذه النقطه ألمها قلبها لأنها من المؤكد تسببت بإلامه....
كانت سابين غارقة بأفكارها شارده لفترة لا تعلمها ولم تلاحظ جلوس إستيفان أمامها...ناظر إليها منتظر خروجها من تلك القوقعه التى اختبأت داخلها... ومع مرور بعض الوقت لاحظ أنها عادت لواقعها....عندما تقابلت نظراتها معاه....
وهنا لمعت عينيها بالدموع وهى تقول بندم:لقد أحزنته بحديثى....من المؤكد أنه يتألم الآن بسببى... ولكن أنا الأخرى أتالم وبشده....لقد كان حبى له يتشابه بحبى ل ليلى...ولكن هو ماذا فعل؟!..تركنى ورحل حتى أنه لم يفكر بكشف هويته أمامى بعد كل هذه السنين وكأننى من تسببت بتحطيمه...قالتها وهى تضع يدها على وجهها يمسحه بعنف...
أجابها إستيفان بهدوء:من المؤكد أنه لم يتعرف عليك سابين...فمما فهمته أنه كان ملازم لكِ حين كنت ساب ذلك الحداد العنيد لهذا....
قاطعته سابين وهى تقول بإبتسامه ساخره:كان يعلم بحقيقتى منذ البداية...فقد استمع لإحدى مشاجراتى مع دوغلاس بشأن كشف حقيقتى....ولكن دوغلاس أخبره ألا يخبر أحد حتى لا ابتعد عنه فتكتم عن الأمر...وحين رحل وظللت ابحث عنه لمدة لا أعلمها أخبرنى دوغلاس بالحقيقه...عندها توقفت عن بحثى...
تجعد ما بين حاجبى إستيفان بتسأل...وهذا جعل ابتسامة مرهقه ترتسم على شفتيها وهى تروى فضوله قائله:لقد كان يكره النساء...كما كان يفضل أن يلقى حتفه على تقبل المساعدة من إمراءة...لهذا تركته لأننى ظننت أنه كره انقاذى له وبقائه جوارى وإن كان حديثك صحيح فى أنه لم يتعرف على...فما حدث منذ قليل يثبت العكس....فهو لم يتفاجئ أو يبدى أى رد فعل بثبت عدم معرفته بى...كما أننى علمت من بعض الرجال مسبقاً أنه لم يسمح لأحدهم بمخاطبته بطريقه مشينه....ومن فعل تسبب له بالكثير من الأضرار كما فعل ب ليلى...وعدم اعطائى رد فعل عندما كنت ألكمه بصدره وأهنته أمام الجميع دليل أخر على صدق ظنى...
حاول إستيفان التخفيف عنها فهو مدرك لثحة حديثها لهذا قال بمزاح لا يستخدمه سوى معها هى: بل أنه لم يقدم على فعل شئ خوفاً منى يا فتاة.... فهمت سابين ما يرمى إليه مما جعلها تبتسم بحب وهى تناظره بعيون زابله قائلة:أعلم ذلك...ولكن كلانا يعلم أنه ليس من هؤلاء الأشخاص...فهو لا يعبأ لأحد خاصة إن كان على حق...
تنهد إستيفان بإرهاق وهو يقول بشرود:لقد قام بشق عنقهم جميعاً ورحل إلى الغابه دون إصدار كلمة واحده...
نظرت له سابين بتشوش غير قادره على فهم السبب وراء فعلته فقالت بتعجب:هل كان من أجل معرفته بما تسببوا به لهذا الفتى المسكين....فأكمل إستيفان يشرح لها السبب:لا أظن ذلك كما أنه يثبت إحدى الشيئين إما أنه لم يكن يعلم بأفعالهم وهذا احتمال ضعيف....فمنا لاحظته أنه يدرس جميع من حوله كما أنه لا يعطى الثقة لأحد بسهولة...
قالها استيفان وصمت للحظات...فقالت سابين بتسائل:والأخر؟!..عاد إستيفان ينظر إليها وهو يقول بجمود:أو أنه يعلم بأفعالهم وكان يتركهم يفعلون ما يشاؤون فهم يفعلون كل ما يأمرهم به لهذا لا ضير من بعض المرح...ولكن اليوم كان الأمر مختلف....
توقف إستيفان عن حديثه وهو ينظر ل سابين نظرات ذات مغزى...والتى أجابته بتشتت:هل تقصد أنه قتلهم من أجلى وليس من أجل الفتى؟!...
أومأ لها إستيفان بهدوء بينما صراع سابين الداخلى قد اشتد حتى شعرت أنها تكاد تفقد عقلها من فعلته....لهذا قررت الخروج والبحث عنه ولكن قبل خروجها من خيمتها أمسك بها إستيفان يمنعها قائلاً بثبات:عليك التسلح بالهدوء وترتيب أفكارك أولاً حتى لا تسوء الأمور بينكم...هذا إن كنت لاتزالين تهتمين لأمره وهذا ما أراه صغيرتى...لهذا يجب أن تستريحى لبعض الوقت وتهدئى ومن ثم تواجهينه وحتى يقوم هو الأخر بترتيب أفكاره ويستطيع الرد حين تواجينه....
نظرت له سابين بإرهاق شديد وهى تؤمى له بالموافقه...وتعود للداخل من جديد وهى تفكر بالحديث الذى ستقوله له...حتى غفت من شدة إرهاقها بينما كان إستيفان لايزال جالس جوارها حتى تأكد أنها ذهبت بسبات عميق لن تستفيق منه الآن...فهذه هى صغيرة حين يشتدد عليها الحصار تلجأ للنوم...
يقال أنه حين يغضب الأسد من الأفضل أن تبتعد عن مرماه حتى لا يصيبك أذى....خاصة حين تكون أنت المتسبب فى اشعال هذا الغضب...ولكن هذا الأمر لا يوجد بقاموس ليلى التى تحركت خلف رالف بالغابة والذى كان يسير بخطى متزنه...والذى كان يعلم بسيرها خلفه ولكنه لم يلقى لها بالا..وكان يتعمق داخل الغابه والأخرى لم تعبأ بما قد يحدث لها وهى بمفردها معه وظلت تسير خلفه...فهى تشعر أنه ليس بخير ولا يجب أن تتركه بمفرده فرغم شعورها بالخوف من تلك النظرة التى وجهها إليها قبل قليل... إلا أن شعورها بالأسف تجاه ما سببته له كان اعظم...
كان الظلام حالك ولم يكن ينير الطريق لها سوى ضوء خافت من القمر يمر بين أوراق الاشجار بإستحياء وظِل رالف أمامها...
ولكن أثناء سيرها تعرقلت بأحد أفرع الاشجار بسبب ضعف الضوء وكادت تسقط...ولكن حاولت التماسك ونجحت بالصمود فلم تسقط...وحين رفعت عينيها لتتفقد مكان رالف الذى كان يسير أمامها فلم تجده...
مما جعلها تعقد حاجبيها وهى تنظر حولها لعلها تجد مكانه...ولكن لقلة الضوء فشلت بذلك وحين قررت التحرك خطوة للأمام...استمعت لصوت انفاس خشنه خلفها فإستدارت سريعاً لعله يكون رالف...ولكن لم يكن هو من كان يقف خلفها...
يتبع....
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية