-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل 5 - 2 - السبت 7/12/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

ما علاقة هذا الأمر بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس

2

تم النشر يوم السبت

7/12/2024


أحست بنتفاضه وبعدم مقدرة من كلامه المقصود عنها،وعندما ألتفت إلي زوجها يوسف وجه سؤاله بصوت خبيث للجالس أمامه 


= ولا ايه يا استاذ يوسف ما تشاركنا رايك؟ لو انت مكاني او لو قريب مثلاً اتحطيت في موقف زي ده واسف يعني مدام تقى اتخلت عنك هتعمل ايه؟ 


بدأ وجه تقي يتجلى كوجه الموتى بعدما سأل يوسف زوجها عن رأيه في هذه المسألة الحساسة دون تردد، انحنت تقي إليه متوسلة بعينيها، طالبة منه أن يكف عن هذه الحقارة. لكنه تجاهلها تمامًا وظل ينتظر رأي زوجها الذي كان متأكدًا هو والجميع، أنه سيكون ضد الفتاة التي يتحدثون عنها والتي لا يعرف أحد أنها موجودة معهم.


قالت هدي علي الفور بعفوية تبرطم بسخطٍ


= مش محتاجه كلام اكيد ما فيش راجل ولا ست يعرفوا في الاصول يفكروا بالطريقه دي الحمد لله ان ربنا عوضك ببنت عمك دي طالما هي بتعملها كويس ربنا يجازيها خير


لم يكتفي محمود إلي هنا وحاول مره ثانيه ان يعرف راي يوسف بالحديث عن ذلك، على أمل أن ينتهي هذا الحوار العابر بشيءٍ من المنفعة المستقبلية لخطته ويجعلها تندم أشد الندم وتشعر بالذنب الكبير لرفضها له.


أظهر يوسف على قسماته ضيقة بالبداية لعل وعسى يفطن محمود هذه الثرثارة إلى استيائه والتحدث على إمرأة ليست هنا بطريقه وقحه وبها قله ذوق لكنه واصل الحديث بلا توقفٍ، لذلك تعامل معه بجفاءٍ فجاء و رد بصرامة لا تقبل النقاش  


= بصراحه انا ليا راي مختلف في الموضوع ده 

أولا ما تزعلش مني يا استاذ محمود ما ينفعش واحده تسيبها ومهما كانت الظروف بينكم تجيب سيرتها بالوحش مع ناس غرب خصوصا أنك لسه قايل انها راحت لحد تاني وارتبطت!  دي الأصول اللي تربينا عليها حتى لو هي فعلا زي ما قلت كانت وحشه معاك مع اني يعني عاوزه أسألك على حاجه صغيره هو انت ليك اخوات بنات؟  


تفاجأ محمود بما قالة واحمر وجهه بحرج فاحتدت نظراته إليه وقال بحذر 


= آه ليا اختين متجوزين بس بتسال ليه ؟ 


كان الآخر هادئة إلى أقصى الحدود، فردد بتنهيدة بطيئة وعتاب حازم


= طب يا راجل بقى تعرض على خطيبتك الغريبه تشيل مسؤوليه اختك اللي محتاجه راعيه خاصه زي ما انت قلت، بدل ما انت واخواتك اللي تشيلوها؟ اللي فهمته ان مسئوليتها صعبه ومن غير ما أدخل في تفاصيل حرجه واجب على اخواتك هم اللي يشيلوها عشان الحرمه وكده... غير انها مش مسؤوليه خطيبتك ولا حتى مراتك مش كده؟ 

وبعدين تثق منين انها ما تعملش فيها حاجه وحشه وهي ولا حول ولا قوه ولا هتعرف تتكلم ولا تدافع عن نفسها يبقى انتوا اللي واجب عليكم تشيلوها عشان تتلاشوا اي حاجه زي كده ممكن تحصل قدام .


حولت تقى نظرها إلي زوجها يوسف من القلق إلي الإبتسامة وبقيت على استرخائها الهادئ تسمعه رغم لا تزال تشعر بتوترٍ متصاعد داخلها، ليكمل يوسف حديثه بجدية موضح 


= يعني انا مثلا لما والدي ووالدتي ماتوا و أنا في سن صغير كانوا جيرانا زمان حاولوا ياخدوني ويربوني مع اولادهم لأن والدي كان لي جمايل كتير عند ناس وهم حاولوا يردوها  بالطريقه دي... لكن خالي وقف ليهم وقال لهم طبعا لا ده لحمي وانا اللي اولى بيه ومهما كان انتم كويسين وتشكروا على الواجب ده لكن انا مش ضامن بعد كده تعملوا في ابن أختي ايه؟ رغم انه كان علي قد الحال ومعاه اربع اولاد غيري لكن رفض ذنب زي ده يشيله وان يحصلي حاجه وحشه وهو مش جنبي وانا عمري ما هنساله الجميل ده وشايله فوق رأسي! واختكم كمان الوعي البسيط اللي عندها هتكون واعيه مين اللي قريب منها ومين بعيد عنها ومش هتنساه، عشان كده بقولك انتوا اللي اولى بلحمكم مش الغريب 


استقرت تقي جالسة للخلف وهي تحرر زفيرًا طويلًا من رئتيها بابتسامة عريضة وتحدي إلي محمود الذي لم ينبس بكلمة عكس سابق، بل شعر بالضجر والانزعاج من حديثه ذلك الذي جعله يغير وجهه النظر والانظار حوله لتكون ضده فجاء! ومثل ما يقال انقلب السحر على الساحر!؟. 


وهنا أجابت هدي بتراجع بآخر مغلف بالدهشة

والضيق متحدثة بصراحه


= ثانيه واحده انا ما كنتش اعرف أن ليك اختين بنات انا فكرت انت وحيد والدتك عشان كده ما لقيتش حد تلجأ لي غير اللي هتكون مراتك، لكن كده الوضع اختلف على رأي استاذ يوسف انت اللي غلطان كده وما تزعلش مني وخطيبتك ملهاش ذنب، خصوصا بعد ما استاذ يوسف وضح نطقه مهمه جدا انها ممكن صحيح تعملها حاجه وحشه انما اخواتها هم اللي اقرب ليها، هم سايبينها كده مع بنت عمك ازاي ولا كنتم هتسيبوها مع مراتك الغربيه.. جالهم قلبي ازاي يعملوا كده طب حتى عشان ياخدوا هم الثواب وكلكم هتتحاسبوا عليها قدام ربنا.. هما معقوله في اخوات يعملوا في بعض كده اصلا مش صعبانه عليهم .


وجه محمود نظرة نارية نحو يوسف بغضب بتلك اللحظة كان كالصداع الذي يفتك بالرأس، لم يستطع الرد والخروج منه بسهولة، سحب شهيقًا عميقًا يثبط به الضيق والحرج الذي راح يتصاعد بداخله ولفظه وهو يوجز عدم مواصله ومشاركته بالكلام.


وهنا تدخل أمجد ونفخ بحنق وأخبر زوجته في صيغة أمر 


= هدى خلاص خلينا نغير الموضوع أحسن.


تلقائيًا، وجدت تقي نفسها تنتقل من أسلوبها الحزين إلى آخر مريح عندما سمعت وجهة نظر زوجها، التي كانت قريبة من رأيها أيضًا. وجعلت هذه الآراء الجميع يغيرون رأيهم ولا يرونها بالصورة التي رسمها محمود ضدها. حتى وإن لم يكشف عن هوايتها، فإن شعور الذنب كان مرعبًا لمن يمتلكون إنسانية.


فرغم عنها كانت ستبدأت تفكر: ماذا لو كانت قد وافقت على طلبه وتحملت مسؤولية تلك الصغيرة البريئة؟ لربما كانت ستتصرف بشكل مختلف، فهي إنسانة جيدة، أما الآن فهي تشعر بأنها سيئة للغاية.


لو كان ذلك في وقت آخر، لربما كانت ستقول نعم بسبب تشتت أفكارها ووجهة نظر محمود التي يحاول إقناعها بها. لكن، ولأول مرة بعد حديث زوجها يوسف، شعرت بأنها إنسانة حرة ويحق لها القبول أو الرفض في أمر ليس من مسؤوليتها. 


سواء رفضت تحمل شيء مستحق لغيرها أو وافقت، فهي لا تزال إنسانة جيدة في كلا الحالتين، فالأشخاص الذين يتحملون المسؤولية أنفسهم يرفضون الاعتراف بذلك.


وأخيرًا، التقت تقي بأحد الأشخاص الذين ينتمون لفئة المعرفة الإنسانية الصحيحة، مما جعلها تشعر بكافة سبل الراحة والسعادة لكنه كان بجانبها منذ فترة طويلة، كيف لم تنتبه وتعرف أدق التفاصيل عنه وهو زوجها؟


❈-❈-❈


في منتصف الليل، تحركت تقي بخطوات متهادية نحو الغرفة لتجد ابنتها نائمه وبجانبها يوسف ينظر لها بحب واهتمام، ثم آمال رأسه للجانب و ربت على وجنتيها برفق قبل ان يقبلها، ابتسمت علي محبته لها وقالت وهي ترمش بعينيها


= خلاص يا يوسف نامت قوم من جنبها عشان ما تصحاش، وبعدين كفايه الدلع ده بقى في الآخر هيجي فوق دماغنا وهتتعود على كده 

وما تقولش ايه يعني تتعود انا اللي بشيل في الاخر فوق دماغي و انت ما بتشيلش الا لما تكونش في الشغل 


ثم تنحنحت مضيفة بتردد وهي تتحاشي النظر في اتجاه زوجها


= وبعدين ايه رايك ما تيجي نتمشى شويه برده 


نظر الآخر لها بنص عين وقال بلا تصدق


= ده بجد؟!. 


تورد وجهها وهو تقول بتأكيد متحدثة بتردد مرتبك


= اه فيها إيه سيبها وما تقلقش لو صحيت هيحسوا بيها بره، وبعدين ما اعتقدش انها هتصحى من كتر التنطيط واللعب اللي فضلت فيه طول اليوم معاك 


نظر لها بأعين لامعة تعكس اهتمامًا حقيقيًا بها وشغفًا مقروءًا في حدقيته، تحرك للجانب ليقترب منها قائلاً بابتسامة مغرية


= خلاص نسيبنا من تقى الصغيره طالما نامت وتخلينا في تقي الكبيره، عشان حاسس كده انها ابتدأت تتغير 


شعرت بتغدغه في بطنها أثر حديثه كعادته الحنون، ضمها إلى أحضانه لتشعر بقوته تتسرب إليها وهو يداعبها، فدفعته بعيدًا عنها مرددة بابتسامة صغيرة لتخفي ارتباكها


= بس يا يوسف هغير من بنتي يعني، بالعكس انا ببقى فرحانه والله من قربك ليها وحنيتك بتفكرني ببابا الله يرحمه بس طبيعي بخاف عليها عشان الحاجه لما بتزيد بتتقلب ضدنا.. وبعدين انا متاكده ان انت من كتر حنيتك هتقدر تهتم بتقي الصغيره والكبيرة كمان 


مد يده ليحتضن كفها بين راحتيه هامسًا لها


= بجد انتٍ شايفه كده، انا هقدر اكفي الإثنين 


كانوا خرجوا في تلك اللحظه للخارج وهم يتحدثون، فعاودت التطلع إلى وجه بتوتر وقالت بتنهيدة


=انت مش لسه هتقدر يا يوسف انت مكفي من زمان وزياده لدرجه ان انا بقيت متاكده أني عمري ماهشوف راجل زيك في حنيتك و طيبتك دي اللي مفيش زيها ولا بتخلص.. كفايه أنك بتهتم باللي حواليك اكتر من نفسك


أبتسم يوسف بابتسامه ودوده بمحبه وهو يقول بصدق 


= عشان اللي بهتم بيهم بحبهم ونفسي يكونوا مبسوط وكويسين وطول ما هم كده، انا بخير 

وبعدين انا ما بقاش ليا غيرك يا تقى انتٍ وبنتي في الحياة انا فرحان بيكوا اوي وانتم أكبر إنجاز في حياتي، عشان كده بحاول اعوضكم أنتم الاتنين على حاجات كتير اتحرمت منها بالذات بنتي عشان انا فاهم كويس معنى أن حد يكون يتيم 


قالت بصوتٍ مضطرب وهي تجاهد للحفاظ على ثبات بسمتها المرتبكة


= يوسف هو انت أيام الجامعه يعني شفت فيا ايه عشان تحبني الحب ده كله؟ انا بيجيلي إحساس أصلا أن من كتر حبك الكبير ده انه كتير عليا أوي و مش قده .


أبعد صدغه عن بشرتها ليقول بصوته الخفيض الذي يجبرها على البقاء تحت تأثير سحره


= يعني إيه يكون حد مش قد الحب اللي حد بيحبهله يا تقي؟ الكلام ده لو هو شخص وحش وما يستاهلش لكن انتٍ تستاهلي كده واكتر... وبعدين هو حد ينفع يسأل حد بيحب ليه واشمعنا وامتى؟ ولا بيكون منتظر مقابل؟ 

الحاجات دي ملهاش تفسيرات احاسيس بنحسها ربنا بيزرعها جوانا .


ثم أضاف بأعينه إلى زوجته يرمقها بنظرة ذات مغزى هاتفا بتردد 


= بس عشان أكون صريحه يعني معاكي للاخر انا الفتره الاخيره بقيت اغير وجهه نظري وعاوز مقابل منك قصاد الحب ده وكتير كمان.


تحركوا قليلا للإمام دون أن يحرر خصرها من ذراعه الملتف حوله، فرفعت وجهها له بعدم فهم قائلة بارتباك


= مش فاهمه عاوز مني ايه؟ هو انا بايدي اردلك مقابل الحب ده أصلا 


رفعت تقي حاجبها للأعلى أحقًا يحدثها عن الوقوع في حبه هكذا دون أي مقدمات، بدت مستغربة للغاية من كلماته المربكة لها، ارتجف جسدها وزادت رجفتها حينما تابع موضحًا

أكثر


= ايوه يا تقى تقدري! تعالي كده نفكر لو اتنين بيحبوا بعض بيكونوا مستنين ايه من بعض؟ غير الحب والإهتمام واحترام ويدوروا على سعاده بعض.. في ابسط حاجه لاكبرها وانا بصراحه بشوف ان حياتنا عاديه ومش بلاقي منك كل ده 


توترت من ذلك الموقف الحرج الذي وضعها فيه، فهمست له بتلقائية 


= بس انا بهتم بيك يا يوسف على قد ما بقدر ولو بايدي حاجه اكتر من كده هعملها والله مش هستخسر فيك حاجه انت وبنتي زي ما انت ما بتعمل بالظبط... طب قولي انا مقصره في ايه في البيت من ناحيه التنظيف و..


أبتعد عنها بضيق وأشاح جانب بوجهه وهو يقول بسخطٍ مقاطع إياها 


=ما هي دي المشكله أصلا انتٍ بتبقي فاكره احتياجاتي اللي ببقى عاوزها ومنتظرها منك ما بتخرجش عن الاكل واللبس والشرب والبيت المتروق! لكن في حاجات كتير انا محتاجها منك اكتر من كده في حاجات ممكن اعرف اقولها لك وفي حاجات مش هقدر؟ ولا هعرف ازاي اوصلها لك؟ وفي حاجات عزه نفسي هتمنعني اقولها لك لاني هحس نفسي تقيل أوي لو ما جتش منك


الصفحة التالية