رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل الأخير - 2 - الثلاثاء 10/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
ما علاقة هذا الأمر بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير
2
تم النشر يوم الثلاثاء
10/12/2024
هز رأسه بعدم معرفة وهو يقول بصوت جاد
=هو قال حد تعب من عيلته فجاه عشان كده اضطر يسيبني في السفريه واديك قلت بنفسك مش بتشوفه هنا يبقى اكيد خد عيلته وعند اهله.. الظاهر فعلا الموضوع كبير ربنا يستر وما يكونش حاجه خطيره، انما يوسف المعروف عنه أنه مش بيتاخر الا للشديد القوي قريب هتلاقيه عندنا ما تقلقش
زمجر محمود يزجره بنظرات ممتلئة بالكراهية و الشراسة وهو يهمس بغيرة منه
= يادي الأشعار اللي عمالين تقولوها عنه كل ما اجيب سيرته، كأن شخص ما فيش زيه في الكون!.
وفي تلك اللحظه انفتح الباب وظهر يوسف ليبتسم محمود ببرود وهتف بنبرة ساخراً
= أهو شرف أهلا يا استاذ يوسف الـ آآة
انهى جملته عندما اقترب قابضاً يوسف علي ذراع بعنف ليلوي إياه في الخلف، اطلق محمود صرخة مؤلمه و هو يصرخ فيه بحده أن يتركه فلم يشعر الآخر بنفسه الا هو يندفع نحوه يلكمه بقوة بوجهه، مما جعله يتراجع الي الخلف متعثراً وفقد توازنه وسقط بقوة علي الأرض لكنه سرعاً ما انتفض واققاً و هو يصرخ بصدمة بينما يدلك فكه و هو لا يصدق انه قد ضربه
= انت اتجننت... إيه اللي بتعمله ده
فزع الجميع بالمكان فهم لم يروا يوسف غاضب بذلك الشكل أبدا كليًا، حاول صديقه ابعده وهو يقول بصوت جاد
= يوسف اهدى ايه اللي حصل ومالك داخل تتخانق معاه كده ليه؟ ما تفهمني طب الأول؟
نظر يوسف له نظرة دونية ليشتعل الغضب بداخله كبركان ثائر مرددًا بشراسة
= ما حدش يتدخل بينا هو فاهم كويس انا بضربه ليه، من اول ما شفتك مش مستريح ليك ولما قعدة تجيب سيره خطيبتك القديمه قدامنا كلنا بكل وقاحه قله من نظري بس لما عرفت اللي فيها وانك ليه فتحت السيره دي بالذات قدامنا كلنا !!.
فهم محمود على الفور أن تقى أخبرته الحقيقة، وهذا هو السبب وراء اختفائهم المفاجئ و تركهم الرحلة دون سابق إنذار. أصبحت ملامحه شاحبة وألجمت الصدمة لسانه، فحدق بعينيه المتسعتين نحو يوسف، بينما انتفض يوسف صارخًا بعصبية متقزّزًا من موقفه
= عرفت انك قد ايه حقير وزباله وتستاهل اللي هعمله فيك دلوقتي واكتر عشان تعرف ثاني مره تجيب سيرتها على لسانك القذر ده...
شعر محمود المصدوم بيدين تجذبه بقسوة من قميصه بعيداً عنه بقسوة وصوت يوسف الغاضب يعصف بانحاء الارجاء، ليخبر الجميع بصرامةٍ وبلهجةٍ لا ترد
= اعملوا حسابكم طول ما ده موجود انا مش في الشغل معاكم؟ والشراكة اللي بينا هتتفض
والبيت ده شوفه مكان تاني تاجروه انا مش عاوز الأشكال دي عندي ولا هبقى عندي ثقه وانا سايبه اهل بيتي و واحد زي ده موجود قريب منهم.. وهو ما يعرفش حاجه عن الاصول، كتك داهيه في عينتك...
❈-❈-❈
قفزت من على مقعد المرآة عدة مرات لتتأكد من أن وجهها أصبح أكثر نعومة وجاذبية بعد وضع مساحيق التجميل، لتظهر في أجمل صورة لها وكانت شبه مستعدة للخروج لمقابلة زوجها يوسف الذي جاء أخيرًا ليراها. كان بالخارج يجلس مع ابنته الصغيرة، يرحب بها بشوق بعدما وضعت له حنان واجب الضيافة ورحلت تاركة إياهما يحلان أمورهما معًا.
بعد فترة، انتقلت تقي لتجلس في الجهة المقابلة له وهي تنظر إليه بشوق شديد، حاولت إخفاءه وسألت بضيق زائف
= ما لسه بدري ما كنت استنيت لاخر الشهر ولا حاجه و تيجي تطل على مراتك وبنتك اللي ناسيهم هنا.. كنت فين الفتره دي كلها يا يوسف وسبتني ليه هنا؟
اختلس يوسف النظرات إليها، فلمح على وجهها المسترخي القليل من الانزعاج واللهفة، فابتسم في زهوٍ لحظات ليرد عليها أخيرًا بتريثٍ
= هو انتٍ كمان اللي عامله فيها زعلانه ماشي يا تقى، بس اللي لازم تعرفي كويس ان عمري ما هنساكي انتٍ وبنتك بس كان لازم اعمل الخطوه دي وانتٍ بعيده عني وكل واحد ياخد جزاء بعد اللي عرفته
زوت ما بين حاجبيها مرددة في توجس
= خطوة إيه دي اللي بتتكلم عليها وجزاء ايه يوسف انت عملت ايه؟ رد عليا انت عملت حاجه لمحمود وضيعت نفسك
اكفهر وجه يوسف وقال باستياءٍ
= بطلي تجيبي سيرته قدامي عشان بتفور دمي وبعدين ما تخافيش أكيد يعني مش قتله و جاي اقعد معاكي عادي، كل الحكايه من بعد ما انتٍ قلتيلي أنه هو ده خطيبك السابق وانا بدأت أربط كل الأحداث في دماغي وافتكرت كلامه اللي كان بيقولوا عليكي هناك عشان يسئ صورتك فكانت عيبه في حقي أوي اني اعرف حاجه زي كده حصلت وانتٍ على ذمتي واسكت..
ابتلعت ريقها بقلق شديد راحت تردد في خوف طفيف
= يوسف فهمني اكتر، انا من ساعه ما جبتني هنا وانا في حاجه واحده عماله تدور في دماغي بس، ان انت خلاص ما بقتش عاوزني وجايبني هنا عشان تستعد للطلاق وتسيبني انا وبنتك... انا عارفه ان انا غلطت لما ماقلتلكش من البدايه بس كنت محطوطه في موقف صعب وخفت لا تتهور وتعمل حاجه او احطك في موقف محرج قدام صحابك عشان كده قلت استنى لما نرجع بيتنا واقولك بس بعد كده ما قدرتش اكذب عليك اكتر من كده
لم يعجبه قالته، فقال الآخر بازدراءٍ
=هو انتٍ لسه عارفاني امبارح انا اللي ماسكني اعصابي عشان ما احطكيش انتٍ في موقف محرج قدامهم، وبعدين طلاق ايه إللي بتتكلمي عنه؟ ده انتٍ ذات نفسك لو طلبتيها ما كنتش هوافق عليه بقي انا برده هسيبك على موقف زي كده مش مستاهل وبعد العذاب اللي شفته من تحت راسك عشان نرجع لبعض من تاني.
أحست تقي بالانتشاء والرضا عن حالها وهي تستشعر مدى لهفة وحب يوسف عليها، فقالت بصوت جاد ناعم
= عمري ما هنطقها يا يوسف انا اصلا عماله افكر اتلكك باي حاجه عشان عاوزه اشوفك واطمن عليك وتيجي تشوفني عشان ارجع معاك معاني خالتي طمنتني وقالتلي هيرجعلك ومستحيل يسيبك، بس ما كنتش فاهمه انت بتعمل ايه وليه جبتني هنا وما اتكلمتش ولا كلمه معايا
أخبرها موضحًا وكأنه يستحثها على عدم التحدث والاستماع له جيد
= اول ما قلتلي اتصدمت وما نكرش ان انا اتضايقت منك ان انتٍ ما فهمتنيش حاجه زي كده بدل قله اصله والكلام اللي عمال يرميه من تحت لتحت الزباله ده، بس حاولت امسك اعصابي وقلتلك يلا نروح ولو تفتكري انا قلتلك ان احنا اجرنا الشقه اللي تحت عشان نعمل فيها الشغل فمعنى كده ان هيكون موجود قدامك على طول! عشان كده سبتك هنا عند اهلك وفضلت مستني يومين في شقتي
فلوى ثغره معبرًا عن انزعاجه وهو يضيف بصوت جاد يوضح غيراته
= ومن اول ما رجعوا من السفر ونزل الشغل وجه، اديته العلقه التمام وعرفتهم ان انا مش هشتغل طول ما هو موجود معانا وهنفضي الشراكه، حسيت في اللحظه دي ان انا طفيت ناري ورجعتلك أهو، لان برده كنت خايف ما اقدرش اتحكم في عصبيتي واطلعه فيكي وانتٍ في الحالتين ما لكيش ذنب هو اللي واطي ورجع دور عليكي تاني عشان بس يحسسك بالذنب ويضايقك .
انعكس التردد على تعابيرها وأفصحت عما داخلها بصوت حزين
= خفت لا تكون بتخطط تطلقني، بس انتٍ كده هتخسر كتير لما تفضي الشراكه معاهم انت اصلا دخلت شريك جديده عشان الشغل يمشي
لم يبدُ يوسف مقتنعًا بما تفوهت به، فلجأ إلي الهدوء والتريث مرددًا
= معلش اكيد ربنا هيرزقني وبعدين ما عنديش حل تاني اكيد مش هشتغل معاه يا تقى تحت اي ظروف، حتى لو هبدا من جديد.. هحاول امشي حالي اليومين دول عقبال ما اظبط اموري من تاني.. ومعلش عاوزك انتٍ كمان تحاولي تمشي امورك معايا لحد ما أشوف هعمل ايه
عضت على شفتها السفلى في حرج وشعرت بالذنب فأطرقت رأسها قليلًا لتبدو وكأنها تستحي منه، هاتفه بزعل عليه
= من غير ما تقول يا يوسف اكيد هعمل كده، انا اصلا السبب في كده حقك عليا
هز رأسه برفض باعتراض فألح عليها بصوته الهادئ
= لا يا تقى انتٍ ما لكيش ذنب طبعاً هو اللي عيل ناقص تربيه مش فارق معا البيوت اللي هتتخرب من تحت راسه و داخل بس يلعب مش يشتغل معانا، خلينا نقفل على السيره دي ويلا هاتي حاجتك عشان نمشي وما تقلقيش هما خلاص سابوا البيت بعد ما انا اصريت ان الزباله ده ملوش سكن معايا في نفس المكان.