-->

رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 17 - 2 - السبت 28/12/2024

  


قراءة رواية في قبضة فهد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية في قبضة فهد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هالة زين


الفصل السابع عشر

2

تم النشر السبت

28/12/2024


ورد :والله ياما ماهتسكتي الا لما تجيبي أجلنا كلياتنا. نظرت لها والدتها وسبتها بتهديد 

زينب : أخرسي يا خلفتي الشينه .


نظر لها رؤوف بحنان بالغ بينما رمق زينب بنظرات الغضب متوعدا لها . فقاطع الجميع صوت يحيي العالي 


الحاج يحيى : الراجل جالي بيتي وطلب مني إيد حفيدتي علي سنه الله ورسوله بالاصول مع إنه جوزها بعلم من خالها وبورقه شرعيه موثقه .وانا وافقت والليله عشيه وزي ما اتفقنا هيكون كتب الكتاب للإشهار والخميس هتكون الليله الكبيره في دوار عيله الفهد .

ثم نظر الي يمان واردف بأسف بالغ 


يحيي : " شوف مرتك مالها يا ولدي "


لم يكمل يحيي حديثه وفي اللحظة التي كان الجميع فيها مشغولًا بالتوتر والجدال، شقت صوت طلقة نارية الهواء، مما أصاب القلوب بالرعب والعيون بالترقب. كان آدم يقف في مدخل الدوار، وجهه متجهم كأنه إعصار قادم. رفع يده التي تحمل السلاح، ونظراته تجوب الجميع كالنار التي تحرق كل من تقف أمامها.

بصوت جهوري اردف 


آدم : إيه اللي بيحصل هنا؟ حد يفسر لي إيه بيحصل هنا بالظبط ؟


توجهت أنظار الجميع إلى آدم، لكن صدمته الكبرى كانت عندما رأى ميلا ملقاة على الأرض ويبدو انها مجروحه ، و فاقدة الوعي. ارتسمت الصدمة والغضب في عينيه، واندفع نحوها ليتأكد من حالتها، بينما الجميع كان مذهولًا ومتجمدًا في مكانه.


بصوت يملؤه القلق والغضب: 

آدم : مين اللي عمل كده؟! حد يرد عليا مين اللي عمل في بنت اختي كده ؟


نظر إلى زينب بحدة، وكأنه يدرك أنها كانت وراء الأمر. حاولت زينب التراجع، لكنها وجدت نفسها محاصرة بنظراته 

تراجع الجميع خطوة للخلف، لكن الحاج يحيى تدخل بصوته الحكيم، محاولًا تهدئة الموقف.


الحاج يحيى : آدم بيه ، اهدى يا ولدي. اللي حصل كان سوء تفاهم، وميلا هتبقى بخير والاسعاف جايه بالطريق .


بنبرة غير مقتنعة وصوت عالي يهتز له النجع أردف


آدم : سوء تفاهم إيه ؟ وبنت أختي مرمية على الأرض وسايحه في دمها كده وانتوا واقفين تتسامروا ؟! أنا عايز الحقيقة دلوقتي، مش عاوز لف ودوران .


توجه آدم إلى يمان الذي لم ينتظر الاسعاف وحملها بين ذراعيه وتبعه هو والآخرين .، كان وجهه مليء بالغضب المكبوت، لكنه اختار الصمت حتى لا يزيد الوضع اشتعالًا حاليا 


آدم مخاطبًا يمان بعدما تبعه الي السياره .


آدم : إنت لازم تشرح لي، إيه اللي وصل ميلا للحالة دي؟


تدخلت ورد في اللحظة المناسبة، محاولة التخفيف من حدة التوتر.


ورد: آدم بيه ، نطمن على ميلا الأول. بعدين هحيلك آني كل اللي حوصل.


اقترب آدم وحمل ميلا بين ذراعيه، موجها أوامر صارمة للحضور


آدم : لو جرا لبنت أختي حاجه ، الكل هنا هيتحاسب! 


خرج آدم من الدوار حاملًا ميلا، وترك خلفه صمتًا ثقيلًا يخيم على المكان، حيث بدأ الجميع يتساءل عن العواقب التي قد يحملها غضب آدم ويمان في الساعات القادمة.


وصل آدم إلى المستشفى وهو يحمل ميلا بين ذراعيه، وجهه ممتقع من القلق والغضب. تبعه يمان و داليدا وورد، بينما رؤوف ويزن ظل واقفان في الخارج، يحاولون أن يلتقطوا أنفاسهم بصعوبة، عيناهم تتابعان كل حركة بترقب.


دخل آدم غرفة الطوارئ، وسرعان ما التف حوله الأطباء والممرضات. وضع ميلا بحذر على السرير الطبي، ووقف في الزاوية، يكاد أن ينفجر من القلق.


بصوت مرتعش اردف يمان .


يمان : افحصوها بسرعة غايبه عن الوعي بقالها نص ساعه ومش بتفوق.


أخرجهتم الطبيبه واحدا تلو الاخر بينما داليدا رفضت الخروج مهما حدث بل وأخرجت كل العاملين من طاقم التمريض استعداد للكارثه الاتيه ، تغاضت الطبيه عن وجودها وعما تفعل وبدأت بفحص ميلا بدقة، فيما وقف آدم وورد بالخارج ينتظرون أي خبر يطمأنهم ، و كان يمان يتحدث بالهاتف ، كانت الصالة مليئة بالصمت، عدا صوت خطوات الأطباء وهم يمرون بسرعة.ويمان الذي يصرخ وهو يأمر ويحث رجاله بإحضار ليل سبب كل هذه القذاره بأي طريقه .


بعد دقائق طويلة، خرجت الطبيبة، وجهها يحمل مزيجًا من الحزن والشفقة. فبنبرة حازمةأردفت للجميع وهي تحذر داليدا من الاقتراب منها بعدما هددتها داليدا إذا قامت بإفتضاح أمر صديقتها .


الطبيبه : الحالة مستقرة الآن، لكن للأسف مدام ميلا فقدت الجنين.


لطمت ورد علي وجنتيها 


ورد : جنين إيه ...واه واه واه ..يا مري يابت سعد يعني حديت امي كان صوح .


الطبيبه : مدام ميلا كانت في بدايه حمل بس للأسف ما كملش .


نزل الخبر كالصاعقة على مسامع الجميع. وضع آدم يده على رأسه، وكأن الكلمات صفعت وجهه. حاولت داليدا تهدئته، لكن الغضب الذي اجتاحه كان أكبر من أن يُحتوى فبصوت مخنوق


آدم : إزاي ، حصل إمتي وإزاي الحمل ده وإحنا مانعرفش إزاي.


الطبيبه : حضرتك اسأل جوزها انتي بتسألني أنا ؟


اقتربت داليدا من آدم وهي تناظر الطبيبه بغضب بينما دموعها تنهمر بصمت، ووضعت يدها على كتفه.



داليدا : آدم، ميلا محتاجة وجودك دلوقتي... متخليش الغضب يسيطر عليك، واسمعها الأول قبل ماتحكم عليها . 


نظرلها بغضب ودفع يدها بعيدا 

آدم :يعني كنتي عارفه ؟؟كنتي عارفه وماقولتليش. 


أومأت له بنعم بعدما تراجعت للخلف أتقائا لشر غضبه فتركها ودخل الغرفة حيث كانت ميلا تستلقي، وجهها شاحب وعيناها مغمضتان. جلس بجانبها، أمسك بيدها بلطف، وكأن الكلمات عجزت عن التعبير عما يشعر به.


في الخارج، وقف يمان يواجه الطبيبة، مستفسرًا عن تفاصيل ما حدث. عيناه كانت امتلأتا بالدموع، لكنه كبح نفسه بصعوبة، محاولًا أن يتمالك أعصابه.


يمان : هي بخير ؟ بقت كويسه يعني ؟ .


عندما أخبرته الطبيه بما حدث توقف الزمن للحظة، وكأن المكان تجمد من حوله. كلمات الطبيبه ارتطمت بكيانه كصفعة قوية. حاول استيعاب ما قيل، لكن عقله رفض التصديق.تراجع خطوة إلى الوراء بعدما شعر بأن الأرض تهتز من تحته. رفع يده يمسح وجهه، وكأنه يحاول إخفاء الصدمة التي تملكت ملامحه.أغمض عينيه بقوة، وأحس بثقل الذنب يسحق قلبه. كل اللحظات التي مر بها مع ميلا عادت لتطارده كل خلاف، كل غضب، وكل لحظة لم يكن فيها بجانبها بالشكل الذي تستحقه...ولكن عقله رفض ما يفعله هو لا يريد اطفالا بحياته بعد الان.


كان الجو في المستشفى مشحونًا، وصدى الخطوات يتردد في الممرات الفارغة. توقف آدم عن تأمل ابنه أخته ، وأصبح مزيج من الغضب والقلق يغلي في داخله.عندما استمع صوت يمان بالخارج .


كاد يمان أن يخرج المشفي بعد الاطمئنان عليها ، بوجه متعب وعينان محمله بشعورة بالذنب وقلب وعقل غير قادران علي المواجهه . وقف أمامه آدم، ودفعه للخارج واصبح كالطور الهائج يعطيه من اللكمات المتتاليه علي وجه .


آدم :أنا آمنتك عليها يا كلب وانت خونت الامانه دي .


تركه يمان يفرغ غضبه به وتصاعدت نبرة الشجار بينهما، وبدأت الكلمات تتحول إلى اتهامات. والاتهامات الي سباب اقترب آدم أكثر من يمان، ورفع يده مشيرًا إليه بغضب .


آدم :ورحمه أختي لادفعك تمن اللي عملته في بنتها غالي أوي 


في هذه اللحظة، تدخل رؤوف ويزن ليحاولا تهدئة الوضع، لكن يمان دفعهما جانبًا، مصممًا على المواجهة. 


يمان : إنت مش فاهم اللي حصل ؟


آدم : مش عاوز اعرف ..علشان اللي عرفته خلاك واحد واطي ماتسواش نص الثقه اللي ادتهالك لما أمنتك علي بنت أختي.


لم يحاول يمان الدفاع عن حاله وساد صمت مشحون للحظات، وكأن الكلمات نفدت من بينهما. لكن قبل أن تتفاقم الأمور أكثر، ظهرت داليدا وورد في نهاية الممر، وكل منهما تتطلع بخوف لما يحدث.


ورد بنبرة حازمة

ورد : إهدي يا آدم بيه ؟ وأنت الحق اللي حوصل يا يمان بيه واقفل المستشفي وهدد الحرمه السعرانه اللي اسمها الدكتوره دي واقفل خشمها والا ساعه وهتبقي سيره مرتك علي كل لسان في النجع وانت إستهدي بالله يا آدم بيه اللي حوصل خلاص حوصول، واللي جاي محتاج نحط كل خلافاتنا على جنب علشان الفضيحه تتلم . وكيف الحاج يحيي ما قال انت اللي مجوزهم بيدك .يعني اللي حوصل حلال مش حرام .


تراجع آدم خطوة إلى الوراء، وعيناه تحملان ألمًا عميقًا، لكنه لم يستطع أن يخفف غضبه بالكامل. نظر إلى يمان نظرة حادة، ثم استدار مبتعدًا. وأردف بهمس غاضب 


آدم : لو ده حصل وسيره ميلا اتلطت بس همحيك انت وعيلتك من علي وش الدنيا .خليك فاكر كلامي كويس .


تركهما آدم وذهب بعيدًا، فيما وقف يمان يراقبه، وعيناه تحملان ثقل الذنب والوعد بحماية ميلا مهما كلف الأمر.


دخل يزن ورؤوف للطبيبه ومنعوها من الحديث ، وتحت التهديد الصارم مزقت الطبيبه التقرير الطبي كأن شئ لم يحدث .


بينما ترك يمان المكان هو الاخر ، متجهاً إلى الخارج حيث الهواء البارد ضرب وجهه، لكنه لم يستطع أن يخفف النار التي اشتعلت في قلبه فجلس على عتبة المشفى، يدفن وجهه بين يديه، بينما صورته كأب لطفل صغير بدأت تتلاشى أمامه، تاركة خلفها فراغًا لا يملؤه شيء. متذكرا مآساته مع زوجته الاولي وطفله الصغير يزيد .


الصفحة التالية