رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 17 - 1 - السبت 28/12/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل السابع عشر
1
تم النشر السبت
28/12/2024
كانت زينب في غرفتها، تتنفس بعصبية شديدة، وجهها مشتعل بالغضب، وعينيها تقدحان نارًا. خبر كتب كتاب يمان وميلا الليلة بعد العشاء كان كالصاعقة التي نزلت على رأسها، شعرت أن كل خططها ومكائدها باءت بالفشل.
بدأت تطيح بكل ما طالته يداها، مزهريات تُكسر، وسائد تُرمى، وكأن غضبها لم يجد متنفسًا إلا في تدمير كل شيء تطاله يدها
في وسط هذه الفوضى، اهتز هاتفها بإشعار. توقفت للحظة، وجهها محتقن ويدها ترتجف. التقطت الهاتف بسرعة لترى رسالة من ليل. قرأت الكلمات ببطء، وكأنها لا تصدق ما تراه
ليل : لو الجوازة دي تمت يا ست زينب ما تلوميش الا نفسك ، هبعت كل اللي عملناه سوا ليمان وعليا وعلي أعدائي .
تجمدت زينب في مكانها للحظة، ثم شهقت بصوت عالٍ. سقط الهاتف من يدها على الأرض، وضربت كفها على جبهتها. لم تكن تعرف ما إذا كان هذه القذره ليل تراقبها عن قرب لهذه الدرجه وتجد فرصة جديدة كل برهه لتضربها ضربة جديدة لأعصابها.
انهارت جالسة على طرف الفراش ووضعت رأسها بين يديها. الأفكار تدفقت إلى عقلها كالشلال، تتصارع بين الغيرة والغضب والخوف من أن تفقد نفوذها تمامًا والتي قتلت وسرقت من أجل الحفاظ عليه.
نهضت من مكانها ببطء، والشر يتطاير من عينيها. كانت تفكر في خطة جديدة، خطة تستغل ما يحدث لصالحها بأي طريقة ممكنة. بالنسبة لزينب، لم يكن هناك مجال للاستسلام، حتى لو كانت تلك الحرب الأخيرة.
في هدوء ما قبل العاصفه ، وقف يمان مع ميلا على الشرفة الخارجيه للحديقه ، حيث كان النسيم يداعب خصلات شعرها وهي تنظر إلى الأفق بتوتر. تقدم منها بخطوات واثقة، وعيونه مليئة بالطمأنينة، كأنه جاء ليحمل عنها ثقل الدنيا بأكملها.فحدثها برفق
يمان: إنتي لسه تعبانه ؟؟
نظرت إليه ميلا بعينيها المليئتين بالقلق، وكأنها تبحث عن ملاذ آمن وسط العاصفة. أمسك بيدها برفق، وضغط عليها ليطمئنها بنبره جاده ولكنها هادئه .
يمان: هبعتلك دكتوره الصحه ، تعملك تشك اب وتشوف فيكي إي ..علشان لما نرجع مع العيلة بالليل ونكتب الكتاب تكوني بقيتي أحسن ...
شعرت ميلا بأن كلمات يمان تخترق جدار خوفها. للحظة، بدأت ترتخي وتتنفس بعمق، وكأن حملاً ثقيلاً قد أزيح عن كاهلها.
ميلا : هو صحيح فعلا انت هتكتبوا الكتاب النهارده .
نظر لها بعمق ولأول مرة منذ أن عرفها يجد هدوء وراحه يشعر أنه مصدرهم فأردف مطمئنا إياه
يمان : هنصلي العشاء وهنكتب الكتاب في الجامع الكبير في حضور العيلتين .علشان الاشهار وبعدين هنيجي نحتفل عندكم هنا .
ابتسمت ميلا ابتسامة صغيرة، ولكنها كانت كافية لتُظهر مدى تأثير كلماته عليها. شعرت بالأمان الذي افتقدته لفترة طويلة، وعرفت في تلك اللحظة أنها لن تواجه هذه المعركة وحدها.وإنتوت أن تخبره عن حملها حتي يحمل معها هذا الحمل الثقيل من علي كهلها ولكن بعد كتب الكتاب .
اقترب منها أكثر، ووضع يده على كتفها بحنان، ثم أكمل بنبرة ملؤها الإصرار.
يمان: جاهزي نفسك... هبعتلك الدكتوره بعد شويه .
ترددت ميلا واشارت له بنفي .
ميلا :لا لا لا بلاش دلوقتي أرجوك إنت شايف الدنيا عامله إزاي وأنا كمان هجهز نفسي خليها بعد كتب الكتاب بالليل يكون أحسن .علشان ماحدش يقلق .
يمان :خلاص اللي انتي حباه ..بس حاولي تاخدي مسكن يسكنلك الألم علي الدكتوره ماتبقي تعاينك .
أشارت له بالايجاب ونظرت بعينه بعشق صادق لأول مرة
ومع مغادر يمان الشرفة ، ظلت تتابعه بعيونها ، وهو لا يعلم أنه ترك وراءه وعدًا محفورًا في قلب ميلا، وعدًا بأنها ستزيل عبئ قلبها وستخبره عن حملها و لن تكون وحدها هي وطفلها بعد هذه الليله أبدا .
كانت زينب تقف خلف أحد أعمدة الدوار، تراقب من بعيد وداع يمان وميلا. عيناها تقدحان نارًا من الغل، وقلبها يشتعل بالحقد. مشهد يمان وهو ينظر إلى ميلا بعشق وحنان كان كالسهم الذي يغرز في صدرها، ولم تستطع تحمله. تريد أن تقضي علي هذا الزواج وأن يعم السلام حياتها كالخمس سنوات الفارطه.
اقتربت بخطوات هادئة وحذرة، وجسدها يرتجف من شدة الغضب. عندما لاحظت ميلا تهم بالخروج من الشرفة لتنزل عبر الدرج، لم تتمالك نفسها واندفعت نحو ميلا، ودفعتها بقوة من أعلى الدرج. صرخت ميلا بصوت مفزع وهي تهوي من أعلى، بينما وقفت داليدا وورد في الأسفل، عاجزًآن عن الحراك للحظات، مشدوهًين بما رئو.
كاد يمان أن يخرج من باب الحديقه الاماميه للدوار ليصل الي سيارته ولكن أصوات الصراخ واللغط بالداخل منعته وأعادته هو ويزن ورؤؤف للداخل .
هرع يمان نحوها بمجرد أن وصلت إلى الأرض، وركع بجانبها، يمسك برأسها الذي بدا عليه الألم والوجع لتغمض عينيها الفيروزيتين فاقده للوعي .
تجمع الجميع حول المشهد، والصدمة تعلو وجوههم. كانت ورد تحاول إفاقه ميلا، بينما ركض أحدهم لاستدعاء الطبيب.
زينب، التي كانت تقف في الأعلى، أدركت خطورة ما فعلته، لكنها حاولت أن تبدو جبلا بهيئه إمرأه ، متظاهرة بالقوه الواهيه .
زينب : آنى ... آني اللي عملتها .وإشهدوا عليا يا عماريه رجال وحريم .
وأخذت البندقيه الاليه من احدي الغفر وصوبته ناحيه وجه يمان .
نظرات يمان الحادة كادت أن تقتلها ، وكأنها اخترقت قلب زينب مباشرة. كان يعرف حقيقتها ، وكان الغضب في عينيه يوحي له أن يمزقها لاشلاء وينهي أمرها الان دون إعتبار لأي عادات أو تقاليد.
يمان :إنتي اتجننتي ولا إيه ياست إنتي ؟ مابقاش غير حريم العماريه كمان هما اللي يرفعوا عليا سلاحهم .
وقف الجميع في بهو الدوار في حاله من الصدمه والذهول، كانت زينب تمسك السلاح بيد مرتجفة لكن عيناها تلمعان بغضب وحقد دفين، كانت نظراتها متجمده علي يمان الذي وقف شامخا رغم الخطر .
زينب : يمان بيه الفهد هتك عرضنا ووسخنا كلياتنا يا حاج يحيي ، بت الخوجايه اتضح أنها عيملت علاقه معاه وفيه حد بعتلي صورهم مع بعض .ومخلي الخلج اللي تسوي واللي ماتسواش يتمسخروا علينا جوا النجع وبراه ودلوك العار عارنا قررت أن الطار ولا العار ..قولك إيه ياحاج.
صرخ يزن بالجميع عندما استمع لحديث زينب الذي تطاح به الرقاب في الصعيد ويسمي العار
يزن : كلوا بره يالله ...كل الخدم وكل الغفر بره مش عاوز حد هنا فاهمين .
خرج الجميع وأغلق يزن ورؤوف الابواب عليهم من الداخل بينما في وسط الفوضى والتوتر الذي كان يسيطر على الجميع، وقف الحاج يحيى بثبات وقوة شخصية لا تخفى على أحد. رفع يده ليطلب الصمت منهم ، وبمجرد أن تحدث، تراجع كل صوت في الدوار حيث ضرب الأرض بعصاه الغليظه ونظر إليها بغضب .
يحيي: كلام ايه اللي بتقوليه ده يا مهفوفه إنتي .كبرتي واتخبلتي وبقيتي بتتحشري بأمور الرجال يا زينب .
يحيي: حقك علي راسي يا يمان يا ولدي .
توجهت أنظار الجميع إليه بينما إنهارت زينب التي كانت لا زالت تحدق على وجه يمان من سلبيه أخيها تجاه ما قالت فنظرت عيناها تحدقان به بارتباك، بينما يمان يقف بجوارها متماسكًا، والجميع يتابعون المشهد من بعيد بعيون مليئة بالخوف والدموع.فبحزم أردفت وردت دفاعا عن نفسها
زينب : حريم البلد كلوا وشي يا حاج .من الحديت الشين اللي بيتقال علي شرفنا اللي مسته بت الخوجايه .
رمقها بغضب
يحيي: كلك قطر إنتي وهما ، يا مرا يا شينه تفضح وماتستورش .
كانت كلمات الحاج يحيي التي يسب بها زينب كالبلسم على الجراح، تهدئ من التوتر وتحطم كل الاتهامات الموجهة ليمان وميلا. ولكن يمان صاح مهددا بها .
يمان : أنا مش هسكت علي اللي بتقوليه ده وهعرفك إزاي تجيبي سيرتنا تاني علي لسانك .
و
افقه يحيي بالأمر مما ارهب زينب وجعلها تتراجع للخلف
الحاج يحيى : يمان ما غلطش. وأي كلام عن العار أو الطار ملوش محل إهنه يا زينب ، وطلعي بت سعد من دماغك .وآهي هتفوتهالك وتروح بيت جوزها وتخلص من عشرتك الشينه.
بدأت الهمسات تتصاعد بين الموجودين، لكن الحيه زينب قاطعته وأردفت بصوت يعلو ليغطي على كل شيء.
زينب : مغلطش إزاي يا حاج دا انا شوفت الصور بعيني .
أخذ يمان البندقيه من يدها ووجهها لوجهها وأردف بغضب
يمان : لولا وجود الحاج يحيي انا كنت اتصرفت معاكي تصرف تاني ما خليكيش تقعدي علي وش الدنيا لحد بكرة.
صفع الحاج يحيي الأرض مجددا مع كلمات زينب المهينه ليمان وحفيدته التي صدمت الجميع .
الحاج : يمان بيكون جوزها يا محروقه إنتي اعقلي اللي عم تحكيه يعني لو حتي حصل ما بينهم اللي عم بتقوليه فهي حلاله شرعا وقانونا.
ساد الصمت من جديد. زينب لم تستطع الرد، ودموع الندم المصطنع بدأت تتساقط من عينيها. أما ورد ، فقد شعرت براحة غريبة تسري في قلبها، وكأن الجبال التي كانت تثقل كاهلها إنزاحت فأكمل الحاج يحيي .