-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 18 - 1 - الثلاثاء 10/12/2024

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثامن عشر

1

تم النشر الثلاثاء

10/12/2024




في مكان اخر كان توفيق يحتفل بذلك النصر بعد ان تنازل خليل عن القضية، وانتهت تلك العقبة التي وقفت أمامه 

فلم يحضر خليل الجلسة بسبب حالة ابن أخيه وترك تلك الشياطين تتلاعب بالقضاء

سألته سهى

_طيب والكاميرا اللي سيبنها دي.

اخرج توفيق بعض الأموال من خزينته وقدمها لها قائلاً 

_خلاص معدش ليها لازمة، القضية بقيت في جيبنا وخلاص دورك انتهى لحد كدة.


❈-❈-❈


دلف سليم شقته بالخارج التي قام بشراءها لأجل ان يسكن بها مع من أحب 

تنحى قليلاً كي يسمح لها بالدخول ثم قام بحمل الحقائب واغلق خلفه الباب

تطلعت إليه وعد بوجوم ومازالت على نفس موقفها منه فقالت بتبرم

_انا…..

قاطعها سليم كي يرفع عنها الحرج

_من غير ما تقولي حاجة أنا مش جايبك هنا لنفسي، أنا جايبك عشان تبني لنفسك شخصية تانية، شخصية ملهاش أي شوائب ولا نقطة ضعف تهزها

من الصبح هقدملك في جامعة خاصة تكملي تعليمك، ولو عايزة تستقلي بأوضة لوحدك مش هعارض ولا امنعك، هنا ليكي مطلق الحرية بس مش معنى كدة إنك تعملي حاجة تقل مني ومن كوني جوزك

خدي الوقت اللي انتِ عايزاه مش هجبرك على حاجة.

حمل حقيبته وهم بالتحرك لكنها أوقفته قائلة

_أوعى تفتكر إن كلامك ده هيغير حاجة، انا خلاص بعد اللي عملته قلبي اتقفل من نحيتك ومش بسهولة هيرجع يأمنلك تاني.


اومأ لها بصمت ودلف لأحدى الغرف على أمل أن تأتي خلفه 

لكن خاب ظنه عندما سمع صوت إغلاق الغرفة المجاورة فعلم حينها بأنها وافقت على أن تمحي شخصيتها وتسعى لبناء أخرى.


❈-❈-❈


فقد خليل اعصابه عندما استمرت غيبوبة ابن أخيه ولم يستيقظ منها

فقال الطبيب يهدئه

_اهدى بس سياتك قولتلك الموضوع مسألة وقت.

انفعل خليل اكثر وقال بانفعال 

_ازاي وانت بنفسك قولتلي ان حركت ايديه دليل على انه فاق منها.

اكد الطبيب حديثه

_دي حقيقة بس لما كشفنا على بؤبؤ العين ملقناش استجابة منها وده حاجة من الاتنين

يا إما حركة ايده واستجابته للوغز ده مجرد ردود وهمية يا إما…..

ضيق عينيه مستفهمًا فيتابع الطبيب 

_يا إما يكون فقد بصره.

انقبض قلب خليل بخوف وتمتم بعدم استيعاب 

_انت بتقول ايه؟

_انا مش متأكد بس كلمت دكتور الاشعة….

قاطعه خليل بحزم

_انا هجيب طيارة مجهزة وأسافر بيه على أمريكا.

حاول الطبيب اثناءه عن رأيه

_صدقني….

قاطعه خليل بلهجة لا تقبل نقاش

_مش عايز اي اعتراض.

وافق الطبيب على مضض وقاموا بالفعل بتجهيز طائرة خاصة بحيث تكون مهيئة لحالته وقام خليل بطلب اجازة مفتوحة كي يظل بجوار ابن أخيه.

❈-❈-❈


في المشفى وبعد مرور اسبوعين 

عادت أسيل لوعيها بعد أيام طويلة حاولت فيها بكل الطرق التهرب من واقعها لكن يبدو أن الدنيا لن ترحمها واعادتها إلى جحيمها.

وما إن فتحت عينيها حتى تكابلت عليها الذكريات بأشدها فتعود الرجفة تنتابها 

لكن تلك اليد التي أمسكت يدها جعلتها تهدئ قليلًا وصوتها الحاني يقول

_أنا جانبك متخافيش

تطلعت أسيل إلى أمينة التي ظلت جوارها ولم تتخلى عنها لحظة واحدة 

حاولت التحدث فإذا بصوتها مختنق لا تقوى على التحدث، شعرت بها أمينة وتمتمت بحنو

_الأيام الصعبة دي خلاص عدت ودلوقت بقيتي حرة وبعدتي عن أذاهم.

اغمضت عينيها بألم وتمتمت بصوت مختنق بالدموع

_بس التمن كان غالي أوي.

لم تقصد سلبه لها اعز ما تملك بقدر ما تقصد صدمتها به، قلبها يؤلمها بشدة وروحها معذبة وقد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.

 

انتبهت لفتح الباب ودخول أحدهم وعندما أقترب منها سمعته يحدثها

_حمد لله على السلامة.

تطلعت بوهن إليه فتجده ينظر لها مبتسمًا

اومأت بضعف ثم قام بمعاينتها 

_لااا بقينا أحسن بكتير.

أومأت له بوهن وقالت أمينة

_أنا بقول كفاية كدة وخلينا نروح، أنا خايفة حد يعرف بوجودها.

طمئنها حازم بروية 

_متقلقيش يا أمي أنا عامل حساب كل حاجة من النهاردة هتكون حور صالح وهتبدأ حياة جديدة بالاسم ده أسيل مش هيكون لها وجود من بعد النهاردة.

تطلعت أمينة لأسيل تنتظر ردها لكنها كانت بعالم آخر لا تبالي بما يقوله ولن تبالي بشيء بعد الآن.

تابع عندما لم يجد منها رد 

_انا هكلم الدكتور مصطفى واخليه يكتبلك على خروج.

خرج حازم وبدأت العبرات تتجمع بعينها

فتضغط أمينة على يدها اكثر وتقول بثقة

_خلاص يا أسيل كله عدى ومر، احنا دلوقت ولاد النهاردة واللي فات صفحة وانطوت مش هنقلب فيها.

هزت رأسها بضياع وهي تتمتم بصوت واهن

_مش بالسهولة دي، يارتني كنت سمعت كلامك.

تأثرت أمينة بحالتها 

_محدش بيتعلم ببلاش.

أخذت أسيل تنتحب وتمتمت بألم

_بس التمن كان غالي أوي.

_وعوض ربنا أغلى بكتير، احمدي ربنا انه فوق سليم في الوقت المناسب و….

قاطعتها أسيل بشجن

_ياريته كان موتني وارتحت من العذاب ده.

_متقوليش كدة بكرة تنسي كل حاجة وتعيشي حياة هادية بعيد عن الرعب اللي كنتي عايشة فيه.

قاطع حديثهم دخول حازم ومعه الطبيب المعالج لها وفور رؤيته سألها مبتسمًا 

_عاملة ايه دلوقت يا أنسة حور.

لم تفهم أسيل شيء لكن إيماء حازم لها بأن تجارية جعلها تجيبه باقتضاب 

_كويسة.

قام بمعاينتها 

_بقينا احسن بكتير 

تطلع إلى حازم وتابع

_تقدر تخرج عادي بس لازم تتابع معانا كل فترة عشان نطمن أكتر، وبفضل انك تعرضها على دكتور نفسي عشاني الصدمة اللي اتعرضت لها متأثرش عليها.

أومأ له حازم وخرج الطبيب  ثم دنى منها ليقول بتروي

_الحمد لله الدكتور طمنا هخلص اجراءات المستشفى تكونوا جهزتوا واروحكم 

سألته بحيرة

_بيت مين؟ ومين حور دي؟

_أولا يا ستي البيت ده يبقى بيتنا القديم اللي هتعيشي فيه انتي وأمي من النهاردة، وبالنسبة لحور فمن النهاردة هتكوني مكان حور أختي اللي غرقت في البحر وهي صغيرة.


❈-❈-❈


_أ..سـ..ـيل.

عاد داغر إلى عالمه وهو يردد اسمها بتثاقل

كان يشعر بأنه داخل دوامة شديدة وكلما حاول الخروج منها تسحبه أكثر داخلها

لكن عليه ان يعافر لأجلها، عليه أن يعود لها ليس له حياة بدونها.

هي روحه التي لا يستطيع العيش بدونها فإذا فارقته فارقته الروح معه

بصعوبة أشد ردد اسمها

_أ…سـ..يل.

يناديها يريد أن يصرخ بعلو صوته كي تسمعه وتعود إليه 

أري بك الطمأنينة والسكون ..

أري بك الحب والأمان ...

وأري فيك جمال الدنيا وعشقها ...

وأري فيك لذة الحياه وشغفها ..

أراك بعين قلبي العالم وما فيه ..

وكلما نظرت إلي طريق..

 أري كل طرقي وجميعها تقودوني إليك ..

لأنعم فيهم بالهدوء والأمان الذي لا أجده إلا معك....

فأنا دائما أراك كلماتي وهمساتي...

 وأراك دائما أول سطر في أحرفي..

 لأغزل بك أجمل سطور روايتي..

 التي لاتكتب نهايتها أبدا إلا لك ....

خاطرة بقلمي...

Rasha Saber


اسرع إليه خليل الذي غفى على الأريكة وسأله بلهفة 

_داغر انت سامعني.

ضغط على الزر بجوار الفراش فوجد الطبيب وخلفه الممرضة دالفين الغرفة فيسأله الطبيب

_ماذا حدث؟

رد خليل وهو يسمح للطبيب بمعاينته

_لقد تحدث الآن وقام بتحريك جفنيه لوهلة.

سأل الطبيب داغر

_سيد داغر هل تسمعني؟

أومأ داغر بحركة واهنة منه فعاد الطبيب يسأله

_هل تستطيع فتح عينيك، إن كان بإمكانك فعلها فلتفعل الآن.

فتح داغر عينيه ثم أغلقها واعاد الكرة لكنه لم يستطيع الرؤية

هو لا يعرف أين هو، ولا مع من يتحدث فأعاد الطبيب قوله مما جعل داغر يتحامل على نفسه وتمتم بخفوت

_لا أعرف… لا …أستطيع… فعلها.

قام الطبيب بأخراج جهاز اضاءة صغير واضاءه امام عينيه 

_هل بإمكانك رؤية ذلك الضوء.

لا يعرف إذا كانت عينيه الآن مفتوحة أم مغلقة لكن في تلك الحالتين هو لا يري أي شيء

حقيقة مرة لكنها أصبحت واقعه 

في لمح البصر فقد كل شيء ولم تفلح العمليات التي تكررت في إعادة بصره المفقود 

وآخر ما أخبره الطبيب بأن العامل هنا يعد نفسي والموضوع مسألة وقت 

لم يفكر في اعاقته كما يفكر بها

أين هي؟

لم تسأل عنه؟

ألم تسمع عن الخبر؟

أم سمعت وفضلت الإنسحاب؟

كان في غرفته عندما سمع صوت والده في الخارج يتشاجر مع عمه

_ايه يا خليل اللي انت عملته ده، بقا توصل انك تلغيني من حياة ابني وهو في الحالة دي؟

حاول خليل التحدث بروية معه

_أهدى يا وجدي مش كدة.

علا صوت وجدي

_اهدى ازاي وانا باعرف اللي حصل لابني بالصدفة مكنتش هتعرفني.

حاول خليل التحدث بتروي كي لا يزيد من انفعاله

_صدقني في الوقت ده مكنتش في وعيي، داغر كان بيموت بجد ومن خوفي عليه مفكرتش أعرفك.

_عمي.

انتبه كلاهما لصوت داغر فتقدم وجدي أولاً يدلف الغرفة وكان داغر جالساً على حافة الفراش فقال بلهفة 

_داغر ابني الف سلامة عليك.

رفع داغر يده يوقف والده عندما شعر بخطواته تتقدم منه وقال بحزم

_أنا قلت عمي.

بوغت وجدي برده وتمتم بإحراج 

_بس انا موجود يا داغر.

علا صوت داغر نسبياً 

_وانا مطلبتش غير عمي.

حاول وجدي البحث عن تبرير لموقفه 

_أقسملك يا داغر ما كنت أعرف حاجة عن الحادثة دي ولو كنت اعرف عمري ما كنت هتأخر.

_انا مش بعاتب حد كل اللي طالبه خصوصية مع عمي.

شعر وجدي بالحرج أكثر وخرج من الغرفة 

تقدم خليل منه وهو يقول بعتاب

_عيب أوي الأسلوب اللي اتكلمت بيه ده، دا مهما كان أبوك.

نهض داغر ليتحسس الارض بقدمه العارية كي يصل للمقعد بعد أن رفض حمل العصاه وتمتم بهدوء يخفي بداخله إعصار غاضب

_عمي لو سمحت انا مش عايز جدال ملوش لازمة 

جلس على المقعد وتابع

_أنا عايز اطمن على أسيل، أكيد عرفت الخبر وقلقانه عليا.

تعب خليل من التحدث معه في هذا الأمر وقال بضجر

_لو قلقانة عليك كانت اتصلت يا داغر.

رفض الاعتراف بذلك وقال بتسويف 

_لأ أكيد في حاجة منعتها عايز أكلمها واطمن عليها.

وافقه خليل وقام بتناول هاتفه من الطاولة بجواره وقام بالاتصال بها لكن مثل كل مرة هاتفها قيد الإغلاق.

_الفون مقفول زي كل مرة.

لم يتقبل الأمر وقال برجاء 

_معلش حاول تاني.

قرر المحاولة لكن لا فائدة 

استاء خليل عندما لاحظ الحزن عليه لذا ربت على ساقه وقال بثبوت 

_أنا هحاول اوصلها واطمنك عليها.

لم يتقبل الانتظار وقال برجاء

_طيب دور في الرسايل أكيد بعتت رسالة تسأل عليا..

بحث خليل لكن لا رسائل بينهم منذ يوم الحادث.

_مفيش يا داغر أي رسايل من وقت الحادثه، ياريت نهدى كدة ونفكر في نفسنا، الدكتور أكد إن حالتك دي نفسية فياريت متجهدش نفسك بالتفكير.

وضع رأسه بين يده يسب ذلك العجز الذي جعله مقيد لا يستطيع الوصول إليها فتحدث خليل بتعاطف 

_متقلقش انا النهاردة هطمنك عليها.

رفع رأسه بضياع وقال بانفعال


الصفحة التالية