-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 23 - 1 - الخميس 19/12/2024

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثالث والعشرون

1

تم النشر الخميس

19/12/2024



انقبض قلبه وتقدم مسرعًا منه يتطلع إلى الدماء فيجد يده تنزف ويوجد بقايا زجاج على الأرض

تقدم مسرعًا منه يتطلع إلى يديه فيجد أنها جروح طفيفة لكنها نزفت بشدة.

قام بايقاظه بقلق

_داغر…داغر…قوم.

استيقظ داغر وفتح عينيه بصعوبة متسائلاً بنعاس

_عمي!....جيت أمتى؟

رد عليه باقتضاب 

_دلوقت.

ساعده على الجلوس تحت دهشة داغر ثم جذب المنشفة متسائلاً 

_ايه اللي عمل في ايدك كدة؟

لم يفهم داغر شيء حتى لهجة عمه معه تعجب منها فسأله بحيرة وهو يتحسسها 

_مالها؟

دلف خليل المرحاض كي يبللها بماء دافئ وهو شتان بين قلقه وغضبه ثم عاد إليه 

شعر داغر بوغز حينما وجد عمه يمسح يده بمنشفة فيهدئ قلقه قليلًا حينما  وجد أن الدماء تجمدت على يده وتوقف النزيف

_ ايه الجرح اللي في ايدك ده؟

شعر بألم عندما شعر بالمنشفة تضغط عليه وقال 

_ممكن أكون انجرحت وانا بلم ازاز الكوباية اللي اتكسرت.

تطلع خليل للزجاج الملقي في السلة ثم قال معنفاً

_وانت مالك بالإزاز مسبتوش ليه؟ 

ساعدها على النهوض قائلاً 

_قوم اغسل ايدك لحد ما اشوف الممرضة جات ولا لسة.

اومأ له ونهض ليدلف المرحاض.


أما خليل فخرج كي يسأل عن عودة الممرضة وقبل ان ينزل الدرج وجدها تدلف من المنزل

رمقها بنظرة مبهمة للحظة ثم قال بأمر

_تعالي يا…حور.

تقدمت أسيل منه وقد شعرت من نظراته أن هناك أمر ما

وقفت أمامه على الدرج وسألته

_نعم حضرتك.

تطلع إليها بصمت لبرهة ثم تحدث بجدية 

_تعالي معايا.


في غرفة داغر


جلست أسيل على المقعد امام داغر الذي ترك يده لها باستسلام تام رغم النيران التي اشعلتها بذلك التلامس

تمامًا كما كان يحدث من قبل وذلك يؤكد بأنه سيظل دائمًا ضعيف أمامها مجرد لمسه تهز ذلك الجبل المنصهر دائمًا.


كانت تطيب جروحه بيد مرتعشة وذكريات تلك اللية تقتحمها بشدة، ولما لا وهذه اليد التي تداويها الآن دمرت كل شيء قبل عامين.


كانت تجد صعوبة في التحكم بارتعاشتها حتى لا يلاحظ أحد ذلك

لكن عينين خليل كانت تراقبها بتمعن لم تلاحظه

لم تلاحظ شيء سوى تلك اليدين التي اذاقتها العذاب ألوانًا.

فانتهت أخيرًا بعد عناء وانتهت مراقبة خليل لها وقبل ان تقوم من مقعدها قال لها خليل

_ياريت بعد ما تخلصي تعملي فنجان قهوة وهاتيه على مكتبي.

أومأت أسيل وخرجت من الغرفة دون قول شيء.

فتطلع إلى داغر وسأله بمغزى

_انت تعرف حور دي؟ شوفتها قبل كدة؟

تعجب داغر من سؤال عمه وبدأ الشك يتلاعب بداخله، هل عرفها؟

لكنه لم يراها كي يتعرف عليها

اعاد خليل سؤاله 

_بسألك شوفتها قبل كدة؟

اندهش من إصراره وسأله بمراوغة

_بتسأل ليه؟

راوغه خليل أيضاً 

_أصلي حاسس إني شوفتها قبل كدة معاك، صح ولا انا غلطان.

مسح داغر بيده السليمة على وجهه ورد بتسويف

_كـ اسم لا معرفهاش لكن كـ شكل مقدرش افيدك.

لم يكذب بل راوغ مما جعل خليل يومأ له

_تمام.

تركه وخرج إلى مكتبه وانتظر حتى دلفت أسيل وهي تحمل القهوة وتضعها أمامه.

_اتفضل القهوة.

رد بتعاطف

_متشكر يا بنتي.

اومأت له وهمت بالخروج لكنها اجفلت عندما نداها

_أسيل… 

رمشت بعينيها وهي مازالت توليه ظهرها وكأنها لم تسمع جيدًا 

_مش أسيل برضه ولا انا غلطان؟

استدارت بغير وعي دون النطق بشيء فتابع

_اقفلي الباب وتعالي اقعدي.


❈-❈-❈


أخذ سليم ينظر إلى الكوب بيده وغير عابئ بتلك التي تتحدث بجواره ولا لأي شيء سوى من شغلت عقله وتفكيره منذ أن رآها للمرة الأولى.

لم يشعر بأي فرحة بذلك التعاقد مع شركة كبيرة جعلته يقطع الطريق على والده في إجباره على العودة

لا يريد العودة للمنزل رغم اشتياقه لها لعلمه ماذا يفعل به ذلك الاشتياق وهو يتطلع طوال الليل إلى الجدار الذي يفصله عنها

وعندما يأتي الصباح يأتي معه عذاب أكبر وهي تجلس أمامه وقت تناول طعامهما.

فهذا هو الوقت الوحيد الذي يجمعهم معاً

انتبه لإيمي تسأله 

_سليم ماذا بك؟

زم فمه بعدم اكتراث 

_لا أعرف.

علمت سبب حالته لكنها سألته

_تفكر في زوجتك؟

تنهد سليم بتعب وهو يضع الكوب على الطاولة أمامه

_لا شيء غيرها يشغل بالي حالياً، حتى تعبت من كثرة التفكير.

_هل مازالت على موقفها منك؟

اومأ لها بصمت فتقول هي 

_إذاً فانت لم تحاول كما يكفي أو كما هي تريد.

هز رأسه بنفي وتحدث بثبوت 

_ليس حقيقي لقد فعلت المستحيل ولا تريد أن تعود اليّ، قلبي يشتاقها بشدة وكذلك مشاعري لكنها تأبى التقرب مني، لازلت ذلك المتهم بقتـ.ـل أخته ولا تريد ان تغفر أو تسامح.


_انا معها في تلك النقطة واريد أن أخبرك بأنك مخطئ، عليك ان تخبرها الحقيقة وتضع حدًا لذلك البعد.

زم فمه بأسف وقال بتمني

_أريد أن تقبلني كما أنا، بكل أخطائي.

تعجبت من تفكيره 

_لكن ما حدث ليس مجرد خطأ، انت بالنسبة لها قا.تل، وقا.تل أخته ولن يجعلها ذلك تشعر بالأمان معك، انتما تعاندان بعضكما وهذا ليس جيد.

حملت حقيبتها وهي تنهض قائلة

_لا تتمادى في اختبار غيرتها فتلك الطريق تبعد المسافات أكثر لا تقربها، إلى اللقاء غداً.


ذهبت إيمي وتركته هو في حيرته

هل يوافقها ويعترف بكل شيء؟ ام ينتظر على أمل قبوله كما هو

عاد إلى منزله فيجد ضوء غرفتها مضاء

فالعجيب في الأمر أنها لا تنام حتى يعود إليها 

وتساءل متى سيأتي اليوم التي تنتظر عودته وهي داخل غرفتها.

ساقته قدماه إليها وكم أراد في تلك اللحظة أن تكون زوجته حقًا عائدًا إليها يلقي نفسه في أحضانها

كم أراد في تلك اللحظة أن ينعم بها بين ذراعيه وينولها بعد شقاء استمر يؤرقه لسنوات

أسند رأسه على الباب وعاتب قلبه الذي جعله يستجدي قلبها ولا تجيبه

ولم يعرف بأنها أيضاً واقفة خلف بابها تحارب شوقها بالذهاب إليه 

تريده كما يريدها وتشتاقه بكل الحب الذي تحمله له لكن سيظل دم أخته بينهم ولن تشفع له كل أفعاله.

عادت لفراشها عندما سمعت صوت إغلاق باب وتتساءل إلى متى؟


❈-❈-❈


_هتفضلي ساكتة كدة كتير؟

رمشت بعينيها مرات متتالية وعقلها يرفض ما يحدث 

نهض خليل ليقترب منها وقال بروية

_متخافيش داغر ميعرفش حاجة وإن حور هي أسيل.

اهتزت نظراتها دون إرادتها وأخذت تلف ذراعيها حولها كما يحدث دائماً كلما شعرت بالخوف

رأف خليل بها وشعر بما تمر به الآن فقال بتعاطف

_تعالي يا بنتي متخافيش.

انتفض جسدها عندما مد يده لذراعها يجذبها منه فأبعد يده عنها قائلاً 

_هنقعد نتكلم بس، تعالي.

طاوعته أسيل وسارت معه في سكون حتى جلست على المقعد وجلس هو على الأريكة 

لم يجد الكلمات المناسبة يبدأ بها حديثه معها 

لن يستطيع اخبارها بأنه علم ما حدث عن طريق الكاميرا التي وضعها ابن أخيه كي يسجل ما حدث فغمغم بأسف

_بصراحة انا مش عارف اقولك ايه ولا أبدأ معاكي الحوار ازاي بس أنا حقيقي مش متصور اللي ابني عمله، لكن بحاول ادور له على أي عذر أو أي حاجة تشفعله اللي عمله، لأني حقيقي دي مش اخلاق داغر أبدًا.

قطبت أسيل جبينها وارتسمت على فمها ابتسامة مغمزة بالمرارة وتمتمت بشرود

_أخلاق؟!

هو اللي يعمل كدة يعرف حاجة عن الاخلاق؟!

رفعت عينيها لخليل الذي كان التأثر مختلط بالاسف بعينيه وتابعت رغم ارتعاشت جسدها التي تزداد

_اللي يخون قلب وثق فيه واداله كل حاجة يبقى ميعرفش يعني ايه أخلاق.

تعجب خليل من رجوعها إذا كانت لازالت تبغض فعلته لها مما جعله يسأله بشك

_طيب رجوعك ده أفهم منه ايه؟

عادت تخفض عينيها وقالت بمرارة

_انا مرجعتش بمزاجي، بس دكتور عصام يبقى صاحب بابا ولما عرف باللي حصلي ساعدني كتير وشغلني في المستشفى عنده

قصت عليه ما حدث منذ أن عادت إلى منزلها حتى ذلك الحين لكن لم تذكر شيء عن طفلها وهو يسمعها متأثراً بما عانته هذه الفتاة وخاصة عندما تابعت

_مش هكدب عليك واقولك إني مكنتش اعرف انه هو، عرفت ووافقت لأني لقيتها فرصة عشان انتقم منه

بس لما شوفت حالته لقيته إنه أضعف من إني انتقم منه، وإن انتقام ربنا كان أقوى.

رغم تعاطفه معها إلا إنه لم يقبل فعلتها تلك فقال بمحايدة

_انا معاكي انه غلط وغلطة كبيرة أوي ولا تغتفر بس انا واثق بل متأكد إن داغر اللي انا ربيته عمره ما يعمل كدة، انتي متعرفيش كان بيكلمني عندك ازاي وكان ناوي فعلا يتقدملك بس…..

لم يجد كلمات يدافع بها عن ابنه والذي رأى بعينيه ما حدث

لو سمع عن الأمر ما صدق ذلك ولكنه رآه واضحًا بعينيه فقال مستسلماً

_بصراحة مش لاقي كلام اقوله، بس انا معاكي في كل حاجة غير الانتقام ده….لأن داغر ابني ومليش غيره في الدنيا، وبعدين انتي قولتي بنفسك إن عقاب ربنا كان اشد وأقوى، فـ متحاوليش تأذيه بأي شكل حتى لو بكلمة وأنا اوعدك إني هساعدك بكل اللي تأمري بيه، انتي زي بنتي واللي مقبلوش عليها مقبلوش على بنات الناس..


الصفحة التالية