رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 25 - 21 - الإثنين 23/12/2024
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الخامس والعشرون
1
تم النشر الإثنين
23/12/2024
وقفت وعد أمام غرفته لكنها لم تملك الشجاعة للدخول إليها
فمازال يتجنبها منذ أن علم بمقابلتها لإيمي
يبدو أنها اخطأت حينما أخبرته بذلك لكنها لا تحب الخداع فكان عليها أن تصارحه
هي تحبه بل تعشقه لكن لم تنسى جبروته وهو جاذبًا أخته ويلقي بها داخل السيارة بكل عنف وهي مستسلمة لمصير محتم بالموت
لكنه أخلف ظنها ولم يستطيع فعلها
إذًا لم يعد ذلك عائقاً بينهما لذا ستذهب إليه وتعتذر منه حتى يصفح عنها بعد أن عاد الأمان إلى قلبها.
بيد مترددة ضغطت على مقبض الباب ودلفت إليه فتجده واقفا في شرفته ينظر للأضواء بسكون تام
أغلقت الباب خلفها وتقدمت منه تقف أمامه لكنه لم يعيرها أي انتباه وظلت عينيه تنظر للفراغ أمامه
_سيلم.
لم يلتفت إليها لكنها لم تيأس
مدت يدها إلى يده التي يضعها بجيبه واحتوتها بحب بين يديها وتابعت بخفوت
_أنا آسفة.
أخفض نظره إليها والتي لاح بها عتاب تارة وتارة أخرى حب لن يمحيه شيء، سألها رغم معرفته بالإجابة
_على ايه؟
اخفضت عينيها بإحراج
_على اني اتهمتك…..
قاطعها بوجوم
_وبعدين؟
اهتزت نظراتها ولأول مرة تشعر بالجفاء بينهما
لا لن تيأس وستتحمل عقابه كما تحمل هو عقابها فقالت برجاء
_سليم خلينا ننسى اللي فات أنا الفترة اللي فاتت دي كنت بتعذب أكتر منك بس الموقف اللي شفته كان صعب اوي وخوفني منك.
لاح الغضب بعينيه لوهلة وهو يتذكر ذلك اليوم وكم كانت نيته قتلها بالفعل لكنه لم يستطيع
لم يستطيع قلبه فعلها لذا كان عليه أن يخفيها بعيدًا عن الجميع وبعيداً عنه أيضا
_بس انا مغلطتش هي كان تستحق القت.ل فعلاً
كل الحكاية إني ضعفت قدمها…
قاطعته وعد
_ده مش ضعف ده حب أخوي مفيش حاجة في الدنيا تقدر تغيره، اللي حصل ده أكيد غصب عنها كان لازم تسمعها الاول وتحكم، صدقني يا سليم محدش يعرف قيمة الأخوة غير اللي محروم منها.
حاول سليم اخفاء حنينه لأخته والذي لاحقه منذ ذلك اليوم فيزيد من عذابه أكثر لذا غمغم بألم
_صدقيني الموت كان أرحملها في الوقت ده،
بس مقدرتش وقتها
كنت كل ما اعاند واضغط على نفسي عشان اعملها كنت بلاقي نفسي بضعف ومقدرش فكان الحل الوحيد إني أبعدها بس سيبتها في ايد أمينة عارف انها هتحافظ عليها
تنهد بكل التعب الذي يكتنف بداخله وتابع
_اسيل بالنسبة ليا كانت كل حياتي بس أنا اتعودت إني مبينش مشاعر لأني زي ما فهمت من حسين بيه المشاعر ضعف وانا مكنش ينفع ابقى ضعيف لأني لو ضعفت شاهي هتدوس عليا زي ما عملت في أسيل
كنت عايز اعمل منها سليم تاني بس هي كانت رقيقة اوي ومعرفتش تتأقلم مع الحياة اللي عشتها معايا عشان كدة كان سهل أوي يضحك عليها
سألته بحيرة
_طيب هي فين دلوقت؟
تنهد بتعب وقال بتسويف
_لسة مجاش الوقت اللي أصرح فيه بمكانها، ومن هنا لحد ما ييجي اليوم ده مش عايز اي كلام عنها، ده لمصلحتها هي.
اومأت له بتفاهم وقالت بتمني
_بس أمتى اليوم ده هييجي.
ابتسم برضا على تعلقها بأسيل والتي لم تصاحبها إلا لشهرين فقط
_قريب، قريب أوي كمان وهجبها تعيش معانا هنا.
قالت بلهفة
_ياريت يا سليم أسيل اتعذبت كتير أوي في حياتها وجاه الوقت اللي لازم ترتاح فيه ونعوضها عن الحياة الصعبة اللي عاشتها.
أومأ لها بتمني
_إن شاء الله.
تطلع إليها لحظات وعينيها بداخلها آلاف الأسئلة التي يريد طرحها
لكن ليس الآن
لقد ترك لها زمام الأمور وعليها أن تخطوا هي إليه
تلاقت الأعين بحديث ابلغ من الكلام
وبلغة لا يفهمها سواهم
وكان مبتغاها بأنها هي من تركت بيده زمام الأمور
كل امورها تركتها بين يديه فكانت الخطوة الأول في طريقه إليها رافعاً راية الاستسلام أمام عشق صبر كثيرًا حتى كتبه بأحرف من نور فكان لقاءهم بالنهاية مليء بالورود وفقاعات وردية جمعتهم أخيراً بعد ذلك الشقاء
تحدث القلب إلى القلب
وتلاق المحبين يخيم على عرش حبهم فراشات ربيعهم الأول.
كانت مستسلمة له وهو كان أحن عليها من نسمات الهواء التي اقتحمت غرفتهم والتي شهدت على لقاءهم الأول والذي اكد فيه بأنه لن يكون يوماً سبباً في ايلامها
❈-❈-❈
قبلة ناعمة طبعها سليم على رأسها الذي تراخى على صدره العاري وسألها بحنو
_مش هتنامي؟ انتِ عندك جامعة الصبح.
وضعت يدها على صدره وقالت برفض
_مش هروح بكرة، وانت كمان بلاش تروح خلينا نقضي يومين مع بعض.
ابتسم سليم بحب
_وانا تحت أمرك، يومين كمان مش النهاردة بس.
انتبه اثنتيهم لصوت الباب فسألته وعد بحيرة
_انت مستني حد؟
هز راسه بنفي
_لأ بس ممكن تكون دليدا محتاجة حاجة.
جذب قميصه ليرتديه ثم نهض متوجهاً إلى الباب ليفتحه فيتفاجئ بأبيه أمامه.
❈-❈-❈
ظلت أسيل طوال الليل تنظر إلى الخاتم بشرود
وتتساءل ما معنى ذلك؟
إذا كان يريد حقًا الزواج منها وأنتوى ذلك لما إذاً قام بفعلته
تذكرت حينما كان يستجديها أن توافق على الزواج منه
فلاش باك
كانت تقف أعلى اليخت تستند على سياجه وعينيها تتطلع إلى طيور النورس ترفرف في السماء تشدوا بصوتها العذب أجمل الألحان.
شعرت به يقف بجوارها فالتفتت إليه بابتسامتها التي تسحر قلبه واندهشت عندما وجدته يرمقها بصمت أخجلها فسألته بخجل
_بتبصلي كدة ليه؟
زم فمه بتردد دام للحظات وقال بخبث
_أقولك ومتزعليش؟
قطبت جبينها بحيرة وسألته
_هي حاجة تزعل؟
رد بنفي
_لأ خالص بس بتزعلك انتِ مش عارف ليه.
ابتسمت أسيل تطمئنه
_بس انت عارف إني عمري ما هقدر ازعل منك.
رفع حاجبيه بمكر
_أكيد مش هتزعلي؟
اومأت له ببراءه فقال هو بدهاء
_هو حلم صغير بس بالنسبة ليا كبير أوي وهموت واحققه.
لم تستطيع ببراءتها استنتاج ما يرمي إليه
حتى وجدته يقترب بوجهه من أذنها وقال بهمس
_عايز بوسة.
شهقت أسيل بصدمة وحينها تراجع هو للوراء مدعياً البراءة
_ايه يا سيلا بتشهقي كدة ليه؟ انا قلت حاجة غلط؟
رمقته بغضب وهي تسأله بغيظ
_واللي قولته ده مش غلط؟
هز كتفيه بعدم اهتمام
_انا قلت بس منفذتش، انتِ اللي مصرة تعرفي انا ببصلك كدة ليه واديني عرفتك.
وبعدين انا قصدي شريف، انا بقول بوسة أخوية مش الشمال إياها.
زمت فمها بغيظ
_والله؟
أكد لها
_اه طبعاً اومال إيه، بالنسبة للشمال اللي في دماغك لأ دي اول ما نكتب الكتاب هتتنفذ فوري.
اغمضت عينيها تحاول ضبط اعصابها وقالت بحنق
_تصدق انا غلطانه إني وافقت آجي معاك تاني، يلا رجعني.
رفع حاجبيه بذهول
_أرجعك فين؟ انتِ فاكرة نفسك راكبة تاكسي، وبعدين يا قلبي انا بس بصارحك بمشاعري وأحاسيسي ناحيتك مش أكتر.
ردت بغيظ
_لا احتفظ بها لنفسك متقولهاش تاني.
تحولت لهجته لتحمل مزيداً من العشق وهو يقول
_طيب ما انتِ نفسي يبقى يحقلي احتفظ بيكِ ولا أيه؟
اين لها من ذلك الماكر الذي يعرف جيدًا كيف يأسر قلبها وروحها أكثر وأكثر.
فتابع
_ما تيجي نختار الدبل مع بعض بحيث لما باباكي يوافق نلبس على طول.
باك
عادت لواقعها وعادت معه احزانها
تذكرت الحب الذي كان يغدقها به
وبمقابله
تذكرت تلك الليلة وحالته قبل أن يعتدي عليها لقد دخلوا المنزل بسعادة لا توصف ثم بعد ذلك تبدلت حالته لسكون تام قبل أن تهب عاصفتهم.
تطلعت لأبنها الذي غفى بجوارها وأخذت تملس على وجنته الناعمة
لأجله ستفعل المستحيل وأوله أن ترضخ أمام ذلك القاسي وبعدها ستكون المواجهة التي ستقضي عليه وسترحل حينها دون عودة.
استيقظت في الصباح على صوت الباب.
تطلعت في ساعتها فتجد أنها الثامنة صباحاً
تطلعت إلى مكان طفلها فلم تجده
علمت انه استيقظ واخذته أمينة وهي نائمة.
نزلت للأسفل وقامت بفتح الباب فتتفاجئ بخليل أمامها
ارتبكت أسيل وقالت بوجل لم يخفى عليه
_خليل بيه.
ابتسم خليل قائلاً
_ايوة يا ستي خليل بيه ايه مش هتقولي اتفضل.
اهتزت نظراتها وتمتمت برهبة
_أهلاً بحضرتك اتفضل.
دلف خليل وهو يتفحص ذلك المكان المتواضع التي تسكن به أسيل وقال
_انا عارف اني جيت من غير ميعاد بس كان لازم اتكلم معاكِ بعيد عن داغر.
تطلعت أسيل إلى غرفة أمينة حيث يقبع ابنها ثم تمتمت بارتباك
_متقولش كدة البيت بيتك تشرف في اي وقت.
لاحظ ارتباكها والخوف الظاهر عليها لكنه لم يعرف سبباً لذلك وقبل أن يتحدث سبقته هي
_ثواني هعمل لحضرتك القهوة.
اومأ لها واسرعت هي بالدخول لغرفة أمينة فتجدها على سجادة الصلاة وإياد نائمًا على الفراش في سكون
تنهدت براحة ثم دلفت المطبخ تعد القهوة وعادت إليه
_اتفضل حضرتك.
اخذ منها القهوة وهو يقول
_متشكر يا ستي اقعدي بقا خلينا نتكلم في الموضوع اللي جاي عشانه.
انتبهت له أسيل فتابع هو
_شوفي يا بنتي انا فكرت كويس ولقيت انه انسحب حل إننا نواجهه بالحقيقة، انا شاكك إن داغر ممكن يكون اتعاطى حاجة هي اللي وصلته لكدة.
_لأ.
قالتها أسيل باقتضاب لكنها كانت حازمة
لن تطاوع قلبها وتبحث عن مبررات لفعلته
لكن خليل تحدث بعقل
_يا بنتي داغر مكنش بيبطل كلام عنك، تفتكري لو كان عايز يعمل كدة من الأول ايه اللي يخليه يطلب مني نروح نخطبك؟
ردت بعناد لقلبها الذي يؤيده
_يمكن كانت خطة عشان يبعد أي شبهة عنه مش أكتر.
_نفترض زي ما بتقولي وبإيدنا دلوقت إنما نصلح اللي انكسر ليه نعاند و…..
توقف خليل عن الحديث عندما انفتح باب الغرفة وخرجت أمينة وهي تسأل
_مين يا يبنتي اللي كان بيخبط.
نقلت اسيل نظرها بينها وبين خليل وقبل ان تتفوه بكلمة وجدت إياد يظهر من خلف أمينة ويتقدم منها يلقي نفسها بحضنها وهو يتمتم ببراءة
_ما..ما..
❈-❈-❈
فتحت هايدي عينيها بتثاقل وهي تشعر بألم شديد في جوفها
وضعت يدها عليها لكن يد أخرى منعتها
_متحركيش ايدك.
اغمضت عينيها بألم من سماع صوته
فهو آخر شخص تريد رؤيته
لا تريد منه التماساً
لا تريد شيء سوى ان يختفي من أمامها
جذبت يدها منه وأشاحت بوجهها بعيدًا عنه ثم تساقطت عينيها بألم وهي تتمتم بصوتها الواهن
_اطلع برة.
تأثر حازم بدموعها حتى أنه شعر بقلبه يعتصر حزناً عليها فتمتم بأسف
_اهدي يا هايدي عشان صحتك.
هزت راسها بألم
_اطلع برة مش عايزة أشوفك.
اخذ نفس عميق يهدئ به مشاعره التي تثور عليه وتمتم برجاء
_هايدي انا …..
قاطعته بانفعال رغم وهنها
_قولتلك اطلع برة مش عايزة اشوفك اخرج من حياتي كلها.
مسح حازم على وجهه وقلبه يعتصر حزناً عليها ثم تمتم بروية
_حاضر هخرج بس اهدي.
أخذت تبكي بانهيار وتطلب منه الابتعاد عنها فلم يجد أمامه سوى حقنها بمخدر كي تهدئ من ذلك الانهيار
رفضت ان تستسلم له لكنه استدعى إحدى الممرضات كي تساعده.