رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 27 - 1 - السبت 28/12/2024
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السابع والعشرون
1
تم النشر السبت
28/12/2024
انقبض قلبه بخوف وقد ازداد الألم بعينيه عندما أغمضها سريعًا إثر رؤيته لذلك الضوء
يخشى أن يكررها وتفشل مثل سابقتها
ارتعشت أوصاله وتحلى رغم خوفه بالشجاعة
عندما ضغط على عينيه
ماذا إن فتحها ولم يرى
تضرع إلى ربه ألا يخذله تلك المرة وقام بفتحها ببطئ فتتضح الرؤية شيء فشيء أمامه وبدأ ذلك الظلام الدامس يتلاشى.
ازدرد لعابه بصعوبة وقد أخذ وجهها يظهر بروية و رويداً رويداً أخذت تتضح أكثر حتى ظهرت أمامه.
هل ما يعيشه حلم أم حقيقة؟
هل عاد نظره كما عادت حبيبته؟
أم كل ذلك مجرد اوهام.
تطلع إليها بحب وعيناه ترمقها بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من العتاب
قطب جبينه بألم وهو يراها أخيراً بعد ذلك الشقاء
سقطت دمعة منه على وجنتها محاها هو بأنامله وبكل رقة كأنه يعتذر له على حدتها.
حملها وصعد بها الدرج رغم أن الرؤية لم تتضح بقوة لكن هو مكتفي بها لا يريد أكثر من ذلك
يكفي أنه يراها بعد مرور تلك الاعوام التي نحرته بدون رحمة
قربها اكثر من صدره وهو يصعد الدرج بخطوات مهتزة
يخشى عليها من السقوط
دلف غرفته ووضعها على الفراش بروية.
حلم كثيرًا بتلك اللحظة الذي يحملها ويضعها على الفراش كما فعل الآن لكن ليس هكذا ولا في مثل تلك الظروف
ادار رأسها حتى يرى الجرح لكن اطمئن قلبه عندما لاحظ أنه سطحي وبسيط.
فتح الدرج بجوار الفراش وأخرج منه قطن ومعقم وأخذ يعالجه.
أعاد كل شيء في موضعه وجلس على الفراش بجوارها يتطلع إليها بمشاعر متضاربة
"تارة بحب وتارة عتاب، وتارة بلوعة وأخرى بإدانة، تلاها اشتياق وكمد"
كل المشاعر المتناقضة تجمعت بداخله
لكن قلبه لا يبالي بكل ذلك وأعلن بأن عشقه هوالمنتصر الوحيد في تلك المعركة..
وأنه مازال عاشقًا لمعذبته
شعر بالقلق عندما لم تعود لوعيها فنزل للأسفل كي يبحث عن هاتفه ثم اتصل بيحيى
الذي عاد لتوهه إلى منزله.
_ايوة يا داغر عامل….
قاطعه داغر
_أيوة يا يحيى هات دينا وتعالى دلوقتى.
دلف يحيى شقته وأغلق الباب خلفه قائلاً
_دلوقت ايه أنا لسة راجع من السفر.
تحدث داغر بضجر
_يا ابني عايزها دلوقت…
قاطعه يحيى بغيظ
_وانا مالي يا عم بقولك لسة راجع متشوف دكتور غيرها، دا انا بقول عليك دماغ وبتفهم.
بس قولي الاول عايزها ليه.
رد داغر باقتضاب
_لما تيجي هتعرف.
أغلق داغر الهاتف دون ان يستمع رده وصعد إليها ومازال لا يصدق ما حدث معه حتى الآن
فتح درج المنضدة واخرج منها نظارة سوداء وقام بارتداءها
عليه أن يظل ذلك الأمر في طي الكتمان حتى يعرف الحقيقة أولاً.
ظل يتطلع إليها وهو لا يصدق أنها عادت إليه أخيراً.
لقد ظنت أنه لم يعرفها
ولا تعرف أنه يراها بقلبه لا بعينيه
لا يحتاج لنظره كي يعرفها.
رن هاتفه وكان المتصل يحيى اجاب مسرعًا
_ايوة يا يحيى انت فين؟
_أنا تحت انزل افتحلي لأني بخبط محدش بيرد.
اغلق الهاتف ونزل للاسفل ليفتح لهم
سألته دينا بقلق
_خير يا داغر في ايه؟ انت كويس؟
رد داغر بثبوت وهو يتظاهر بالعمى
_مش أنا اللي تعبان ..
سأله يحيى بقلق
_يا ابني في ايه طمنا مين تعبان.
_دي الممرضة تعبت شوية عشان كدة طلبت دينا تشوفها خليك هنا انا رجعلك حالاً.
صعدت دينا معه حتى وصلت لغرفته وحينها توقف قائلاً
_أسيل جوه وقعت من على السلم ومن وقتها وهي فاقده الوعي ادخلي طمنيني عليها.
قطبت جبينها بحيرة
_أسيل؟!
اومأ لها
_ايوة أسيل واجلي اي استفهامات دلوقتى لأن انا معنديش إجابة لها، طمنيني بس.
اومأت له بتعاطف ثم دخلت الغرفة
و قف هو منتظرها بوجوم وعينيه الغائمة تنظر إلى الفراغ أمامه
كل ما يشغله هو ما تخفيه وراءها
ماذا حدث بعد أن ذهبت معه إلى المنزل بالقاهرة
لما فجأة غاب عن الوعي ولم يفق إلا في المشفى ضرير
وهي لما تركته
ولم قامت بتغيير اسمها
هل هربت من أهلها وتخفت بذلك الإسم؟
وحازم أيضًا ما دوره بحياتها؟
انتبه فجأة على صوت دينا وهي تستنجد به
_داغر تعالى بسرعة.
دلف داغر مسرعًا وقد توقف قلبه عن النبض عندما وجد جسدها متشنجاً بصورة تدعوا للزعر
لم يبالي بشيء سواها وأسرع إليها يسألها
_في ايه مالها؟
تناست دينا عماه في تلك اللحظة وقالت بقلق
_معرفش انا فجأة لقيت جسمها بيتشنج كدة حاول تسيطر على الرجفة لحد ما اديها الحقنة دي.
اهتزت نظراته ومشاعر كثيرة متضاربة
ما بين خوفه عليها ومشاعر ستحيا ما أن يلمسها.
ازدرد لعابه بصعوبة وقد ضغط على قبضته يحاول التماسك وألا يضعف حين يلمسها
تنهد براحة عندما هدئ جسدها وتوقف نشيجه
لكنها مصرة ألا ترحمه
_ايه يا داغر بقولك إمسكها عشان اديها الحقنة دي.
اهتزت نظراته وبيد مرتعشة تقدم منها يصغط على كتفها كي يسيطر على رجفتها وقد حدث ما كان يخشى منه لكنه حاول السيطرة على مشاعره وانشغل مع دينا بالتحكم في حركتها حتى تنتهي من حقنها.
قالت دينا براحة عندما هدئ جسدها
_الحمد لله عدت على خير.
خرجت معه من الغرفة وهي تقول
_التشنجات اللي حصلتلها دي ملهاش علاقة بالوقعة لأنه باين أنه مرضي لازم تعرضها على تخصص مخ واعصاب.
هز رأسه لها ولم يستطيع الرد من شدة الخوف التي تملكت منه
هم بتوصيلها لكنها منعته
_انا عارفة الطريق خليك بجانبها لأنها هتفضل نايمة للصبح.
اومأ لها وذهبت لزوجها الذي سألها
_اومال داغر فين؟
_تعالى نروح وانا هحكيلك كل حاجة.
❈-❈-❈
عاد داغر للغرفة وضربات قلبه تهدر بقوة
كانت كل خطوة تقربه منها تزيد من وتيرته
ولما لا وهو يراها بعد عامين وأكثر من الشقاء
كانت نائمة في سكون، وذلك الضوء الخافت بجوارها يضفي عليها سحراً الهب مشاعر ظن أنه تناساها
لكن يبدو انها كانت خامدة لا أكثر وقد عادت لتثور من جديد.
جلس على حافة الفراش وهو مازال لا يستوعب ما حدث
عاد نظره وكذلك هي لكن بينهم أسوار لا يمكن تخطيها
بيد مترددة وأنامل ترتعش رفع أنامله إلى وجهها يرفع عن عينيها تلك الخصلة التي عانى كثيرا من تمردها
وعاد معها العذاب بأشده عندما تحسس ملمسه الناعم
وبدون إرادته ترجلت أنامله رغماً عنه على وجنتها الرخوة يتحسسها بشوق وحنين
أغمض عينيه عندما هاجمته تلك المشاعر وعادت من جديد تأرقه كما أرقت لياليه وجافت النوم عنه.
كم حلم بتلك اللحظة التي يراها بها على فراشه
قد جاءت لكن ليس كما أراد، بل مرغمة
شعر برغبة ملحة بالاستلقاء بجوارها ولم يستطيع الوقوف والاعتراض أمام قلبه الذي عانى من ويلا ت العذاب لذا أراد أن يريحة قليلًا
استلقى بهدوء ووضع ذراعه أسفل رأسه يتأمل تلك الملامح التي عشقها حد النخاع
يتساءل ماذا سيفعل بعد أن عاد إليه بصره؟
هل يخبرهم ويواجهها بالحقيقة
أم يتريس قليلًا حتى يعرف كل شيء بنفسه.
ظل يفكر حتى وصل لقرارًا جعله يغمض عينيه باستسلام وينام بجوارها.
❈-❈-❈
في غرفة سليم
رفعت وعد رأسها عن صدره وتطلعت إليه فتجده متظاهرًا بالنوم
نادته بخفوت
_سليم.
_امم.
عادت برأسها على صدره وتمتمت
_ندمان؟
قطب جبينه بحيرة
_على ايه؟
_انك اتجوزتني.
ابعدها عنه قليلًا ليستلقي على جانبه وينظر إليها قائلاً
_شوفي عشان منتكلمش تاني في الموضوع ده
أنا اختارتك بإرادتي ولو رجع بيا الزمن كنت اتجوزتك في اليوم اللي قلبي حبك فيه مكنتش هستنى المدة دي كلها، لا ابويا ولا اي حد في الكون ده هيخليني اندم لحظة واحدة اني اتجوزتك، خليكي واثقة من حاجة زي دي لاني مش بحب اكرر كلامي، فهمتي؟
_انا خايفة عليك، الست دي مش ساهلة وخايفة تأذيك.
ملس بابهامه على وجنتها وقال بثقة
_شاهي كل اللي يهمها الشركة والفلوس وبس اي حاجة تانية مش هتفرق معها لا جوازي ولا اللي حصل مع أسيل، كل اللي يهمها انها تبعدنا وخلاص وطالما بعدنا مش هيفرق معها حاجة، الشركة ومكتوبة باسمها والفيلا مبقاش حد فيها غيرها ومظنش اننا هنرجعها في يوم من الأيام يبقى كل حاجة اصبحت ملكها.
ابعدها عنه لينهض قائلاً
_بما إننا اخدين اجازة النهاردة ايه رأيك نخرج ونقضي الليلة في فندق.
هزت راسها بايماءه تحمل سعادة الدنيا بداخلها لكن نظراته تحولت لمكر وهو يحملها قائلاً