-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 29 - 1 - الثلاثاء 31/12/2024

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر الثلاثاء

31/12/2024



في الصباح

ترجلت أسيل الدرج وهي لا تعرف كيف تخبر أمينة وحازم بذلك القرار


لقد اتصلت عليه وأخبرته بأنها تود التحدث معه وها قد جاء دون تأخير

تقدمت منهم وهي تقول بروية

_صباح الخير.

ردوا جميعاً 

_صباح النور…سألتها امينة…. خير يا أسيل.

حاولت اسيل البحث عن صوتها فخرج مهزوزاً وهي تقول 

_أنا هتجوز بكرة وهسافر معاه.

قطب جبينه بحيرة وسألها 

_اللي هو ازاي مش فاهم.

اهتزت نظراتها وتمتمت برهبة 

_هو طلبني من عمه امبارح…صححت سريعًا….اقصد يعني انه طلب منه يكتب صوري بس عشان أسافر معاه في العملية وبعدها عمه هيخلص اجراءات التثبيت بطريقته واول ما تخلص هرجع اخد ابني واسافر.

مسح حازم على وجهه بكفيه ثم تطلع إليها 

_بأي اسم؟

ازدردت لعابها بوجل وتمتمت 

_باسمي.

رفع حاجبيه متسائلاً 

_وهو عادي كدة مش هياخد باله من الاسم؟

_وهو هيعرف منين؟ وبعدين عمه هيظبط كل حاجة.

زم فمه كي يتحكم في اعصابه وسألها

_والمطلوب؟

تطلعت إليه بعتاب

_إنك تكون معايا يا حازم مش معقول بعد كل ده هتسيبني دلوقت.

تنهد بتعب لا يعرف ماذا يفعل معها، هل يتركها لتلك المجازفة أم يحافظ على الأمانة التي تركها سليم معه بكل الطرق ويرفض ذلك القرار المتهور.

_وانتِ هتآمني مع نفسك معاه.

ردت بثقة

_ميقدرش يعمل حاجة، انا واثقة من ده كويس وبعدين أول ما يطلع من العمليات هكون انا سافرت.

زفر بضيق ثم وقف وهو يسألها بثبوت 

_أمتى؟

تهربت بعينيها بإحراج 

_بكرة والسفر بعده.

اومأ لها رغم اعتراضه

_خلاص إياد وأمي هيكونوا معايا الفترة دي لحد ما ترجعي.

تركها وغادر دون ان يضيف كلمة أخرى 

تطلعت إلى أمينة التي التزمت الصمت منذ بداية الحوار وسألتها

_مش هتقولي حاجة يا دادة؟

تنهدت أمينة وقالت باستسلام 

_هقول ايه يا بنتي المهم في الآخر مصلحة إياد مش عايزين غير كدة.

أومأت لها أسيل والتزمت الصمت بدورها.


❈-❈-❈


وقف داغر أمام المرآة وهو يعدل من رابطة عنقه

اليوم ستكون زوجته 

ذلك الحلم الذي تمناه وحلم به كثيرًا 

الآن يتحقق لكن ليس كما تمنى

نعم مازال يرغبها ويريدها حد الجنون لكن فُقد الاشتياق ولم يعد كما كان من قبل.

لكن ما يشغله حقاً أن تتزوجه بذلك الاسم الآخر 

نفى ذلك فهي قد تعرض نفسها للمسائلة..


وإن كان باسمها الحقيقي فإن ذلك يثبت ان عمه على دراية بحقيقتها ويخفي عليه هو أيضاً 

استبعد ذلك فإن عمه لن يفعلها.

اخرجه من شروده صوت الباب فقام بارتداء نظارته ثم سمح للطارق بالدخول 

دلفت سلوى وهي تقول ببهجة

_خليل بيه مستنيك تحت مع المأذون.

سألها بهدوء

_وهي جات؟

_اه جات مع اخوها ومستنيين حضرتك.

اومأ لها 

_جاي حالاً.


ترجل داغر الدرج بروية عكس قلبه الثائر الذي تلاعب الظن بداخله من جهة عمه

وهو يشاهده يمليه بياناتها 

وها هو حازم الذي يجلس على جمر ملتهب ولم يستطيع اخفاء امتعاضه مما يحدث.

لا يعرف لما تمنى ألا يبصر في تلك اللحظة ويرى الجميع يشارك بخيانته

ضاغطين على نقطة عجزه

تقدم منهم قائلاً وهو ينظر إلى حازم ببغض

السلام عليكم 

رد الجميع السلام ماعدا حازم الذي اشاح بوجهه بعيدًا 

جلس بجوار يحيى الذي يندهش مما يحدث

سأل المأذون

_مين الوكيل؟

أجاب خليل الذي جلس بجواره

_انا وكيلها زي ما قولتلك. 

ضغط داغر على قبضته يحاول السيطرة على اعصابه 

ويحيى الذي اندهش بدوره من موقف خليل لكن داغر أشار له بأن يتجاهل كل شيء طالما بالنهاية ستصبح زوجته وبعدها سيحاسب كل من قام بخداعه لكن بتروي.


انهى المأذون عقد القران وطلب أن تأتي كي تمضي أمامه على القسيمة.

ظهرت أمامه وهو يحاول بقدر الإمكان ألا يلتفت إليها 

جلست بجوار حازم وكأنها تتعمد ذلك كي تتأجج نار الغيرة بداخله

زم فمه كي يتحكم في اعصابه وألا ينهض ليلكم ذلك الوجه العابث وأخذها من جواره

لكنه تحكم في اعصابه التي اصبحت على وشك الإنفجار وهو يراه يقرب الورقة منها ويناولها القلم لتمضي به

لكن العجيب في الأمر تلك النظرة التي رمقته بها وهي تحمل عتاب قوي لا يعرف سببه

من يعاتب من؟

وما الذي تخفيه عنه؟

أسئلة متكررة ولكن ليس لها إجابة.

والآن جاء دوره

وضع يحيى القسيمة أمامه وتمتم بخفوت

_شيل عينك من عليها شوية عشان محدش يلاحظ.

ضغط على قبضته يحاول التماسك وألا يبدي شيء عندما رآى اسمها "أسيل حسين النعماني" مدون على القسيمة

دون إرادته رفع عينيه إلى عمه بعتاب قاسي

ثم أخذ القلم ودون أسمه بجوار إسمها 

انتهى عقد القران والمأذون ومن معه خرجوا وتركوهم كل واحدٍ ينظر إلى الآخر ينتظر رد فعله

لكن التزم الجميع السكون وكأن على رؤوسهم الطير 

كل واحد منهم يخفي أمرًا عن الآخر ولا احد منهم يستطيع البوح به

لكن نهوض حازم قطع ذلك السكون وهو يقول بلهجة خرجت حادة

_احنا ماشيين دلوقت ……


_على فين؟

قاطعه داغر بصوتٍ حاد جعل الجميع ينتبه له

قال حازم بصبر نافذ

_مروحين عندك مانع؟

نهض داغر وقال باحتدام 

_مفيش خروج لها، إنما اتفضل مع السلامة.

قطب حازم جبينه بدهشة وانقبض قلب أسيل بوجل فسأله حازم

_مفيش خروج ازاي مش فاهم.

رد داغر بلهجة حاول أن يكون ثابتًا 

_هتروح فين وده بيتها.

تطلعت أسيل إلى حازم تستنجد به وقد تلاعبت بها الظنون

تدخل خليل يهدئ من أعصابهم

_ايه يا داغر ميعاد السفر لسة بكرة وهي لازم تروح تجهز شنطها والصبح هنعدي عليها واحنا رايحين المطار.

رد داغر بلهجة حازمة عندما وجدها تتحامى في حازم الذي وقف بدوره حامي لها فتشنج فمه قبل أن يقول 

_وانا قلت مش هتخرج من هنا إلا على المطار.

هدر حازم به

_بصفتك ايه ده مجرد جواز صوري حبر على ورق عشان بس نحلل تواجدها معاك.


سخر داغر منه وهو يضع قدم فوق الأخرى

_ولما انت راجل أوي كدة ازاي تسمح لأختك أنها تسافر مع واحد غريب وتضطر تمضيها على عقد صوري زي ما بتقول عشان تحلله.


انفعل حازم وهم بالرد لكن يحيى تدخل قائلاً 

_اهدوا يا جماعة في ايه…تطلع إلى حازم وقال بحكمة…وانت يا دكتور حازم هي خلاص بقيت مراته حتى لو كان جواز صوري ده اصبح جوزها ولازم تطيعه.


أصيبت أسيل بالذعر مما يحدث فأمسكت بذراع حازم دون إرادتها جعلت غيرته تشتعل أكثر وأصبح كبركان على وشك الإنفجار.

فقال حازم بانفعال

_بس ده مكنش اتفاقنا من الأول.

تدخل خليل ليحسم الجدال

_خلاص يا دكتور حازم الموضوع بسيط، احنا الأوض عندنا كتير والموضوع مجرد سواد ليل مش أكتر والصبح هيكونوا في المطار فمفيش داعي للجدال ده….تطلع إلى أسيل التي وقفت ترتعد وقال بهدوء…..وانتِ يا حور اطلعي أي اوضة تعجبك وباتي فيها للصبح.

_مش هتبات غير في اوضتها…التزم الصمت قليلًا كي يتلاعب باعصابهم ثم تابع بحزم… اللي هي اوضتي، وكلمة زيادة هلغي كلمة صوري اللي عمالين ترددوا فيها دي وتكون مراتي شرعاً، مش معنى إني أعمى إني أسيبكم تمشوا كل حاجة على مزاجكم، هتطلع اوضتها دلوقت تجهز شنطتي، وتبات فيها للصبح.

تسمر الجميع في أماكنهم وكأن على رؤوسهم الطير 

هزت أسيل رأسها بوجل وكأن المشهد يعاد أمامها

انتبه الجميع فجأة على سقوطها مغشياً عليها 

فيسقط قلب داغر معها

أسرع الجميع إليها فينتفض جسد داغر من شدة الغيرة عندما حملها حازم ليضعها على الأريكة هم داغر بالتحرك لمنعه لكن يحيى أوقفه 

_اهدى يا داغر انت كدة هتشككهم فيك.

ضغط على قبضته بعنف حتى ابيضت مفاصله وهو يشاهد حازم الذي جثى على ركبتيه بجوارها يسعفها

فكانت لمساته لها تشعل النار بداخله أكثر وأكثر

وكم كان صعباً عليه ان يراها بتلك الحالة وجسدها ينتفض بهذه الحدة كما حدث من قبل 

عليه أن يعرف سبباً لذلك عندما يسافرا معاً

انتهت النوبة وهدأ تشنجها 

لكن قلبه لم يهدئ

سأل خليل بقلق

_نوديها المستشفى عشان نطمن؟

رفض حازم

_لأ مفيش حاجه ده بيحصلها لما بتكون تحت ضغط هي دلوقت نايمة.

_خلاص خليها هنا مينفعش تاخدها وهي بالحالة دي…تابع بمغزى… سيبها ترتاح ومتخافش عليها.

اضطر حازم للموافقة مطمئناً لوجود خليل معها يعلم بأنه لن يذهب ويتركها معه لوحدها

رمق داغر ببغض ثم تقدم منه ليقول من بين أسنانه بتهديد

_لو فكرت بس تأذيها ولا تقرب منها هتشوف مني جانب تاني خالص.

ابتسم داغر بسخرية يستفزه

_طبعاً مش أخوها.

تطلع إلى خليل يسأله