رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل الأخير - 1 - الثلاثاء 10/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
ما علاقة هذا الأمر بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير
1
تم النشر يوم الثلاثاء
10/12/2024
تابعت تقى فرجه من شباك منزل والدتها حركة سير المارة، حتى لمحت خالتها تقترب من بيتها ابتسمت بأمل وسط دموعها وفي لحظتها تحركت من مكانها وأسرعت نحو الباب لتستقبلها على الفور.
فقد اتصلت بها لتأتي بعد أن أوصلها يوسف إلى منزل والدتها، ولم يتحدث بحرف بعد أن أخبرته بالحقيقة الكاملة وأن محمود شريكه بالعمل هو نفسه زوجها السابق! توقعت أن يتشاجر معها أو يثور عليها، أو يخرج ويضربه بتهور، لكن بكل هدوء أخبرها
= اتحركي بسرعه لمي حاجتك عشان هنرجع لكن هوصلك عند والدتك.
مر يومان وهي هنا مع ابنتها، ولم يسأل عنها أو يتحدث في شيء أو حتى يعاتبها، وهذا ما كانت تنتظره بفارغ الصبر لتعود إليه من جديد لكن رد فعله هذه لم تكن تتوقعها وكل تلك الأفعال تدل على شيء واحد: أنه تركها في منزل والدتها ليبتعد عنها ويمهد للطلاق.
نفذ صبر عزة من صمتها فنظرت لها في حدةٍ متسائلة في تحيرٍ
= في ايه يا بنتي ما تتكلمي هو انتٍ اتصلتي بيا من الصبح عشان تقعدي قدامي ساكته، انا ماسكه بالعافيه امك بره عشان هي كمان عاوزه تفهم اللي فيها ايه اللي حصل بينك وبين جوزك طب جابك هنا ومشي ليه؟ انتٍ اللي عاوزه كده غضبانه ولا مين زعل التاني؟!.
نظرت تقي لها بنفس نظرة التشاؤم والعبوس القديمة لتقول بنبرة يظهر بها مدي ألمها
= هقولك كل حاجه حصلت حاضر...
وعندما انتهت ابنه اختها من قص ما حدث معها وكيف اقتحم محمود حياتها من جديد، كشرت بوجهها وهتفت بتجهم
= اما انه بني ادم زباله صحيح وما عندوش دم ولا اخلاق، متزعليش يا حبيبتى أنتٍ مش لازم تزعلي أنتٍ اللى ينزعل عليكي كل مادي ربنا بيكشف قدامك حاجه عشان تعرفي انك كنتي هتندمي ندم عمرك وعذاب قد ايه هتشوفيه من الناس والعيله دي .
تساءلت تقي وعيناها تغرقان في الدموع الحزينة
= طب ليه يا خالتي أتوجع كدة ليه؟ زمان ما عملتش حاجه غير أني حبيت وشفت اني لازم اضحي واتنازل! واديني دلوقتي لما عرفت قيمه اللي معايا وقررت اتغير عشانه هو اللي سابني وبسبب حاجه حصلت مليش يد فيها
انا مش عارفه ليه ظهر في حياتي تاني اللي اسمه محمود ده .
احتضنتها الاخرى بحنان وقالت خالتها بحكمة
= ليه متقوليش ربك لما بيعمل أي حاجة بيبقي ليه حكمة فيها يا حبيبتى و لو عيشنا عمرنا كله ممكن منعرفهاش يعني هقولك حاجة أنتٍ و محمود حبيتوا بعض لو كنتوا كملتوا و اتجوزتوا يا تري كنتي هتعيشي مرتاحة حتى لو ما فتحش معاكي موضوع اخته اللي كان الفاصل في أنكم تسيبوا بعض خلاص .
ابتعدت تقي عنها بحيرة وهى تقول بعدم مبالاة
= مش عارفه بس ما سالتش نفسي حاجه زي كده ولا فكرت فيها، بس متهيالي أيوه
صححت لها مقصدها متمتمة بصوت واثق
= لو تفكري فيها كنتي هتعيشي مرتاحة مع محمود و مامته مش بتحبك كنتوا إزاي كلكم هتعيشوا مع المشاكل اللى ممكن تعملها لقدام غير موضوع أخته الصغيرة واخواته .
اعتدلت تقي في جلستها وأجابت بهدوءٍ حذر
= بس انا كان ممكن اتجنب كل المشاكل دي زي ما كنا متفقين
تنهدت قائلة بضجر وهي توضح لها الأمر
= لحد أمتي طب وهو هيتعامل معاكم أنتوا الاتنين إزاي؟ يا حبيبتى أنتوا فى الأول ممكن يبان لكم أنكم قادرين تتأقلموا مع الوضع لكن بعد كدة ممكن الوضع يكبر أكتر لما تتجوزي آه في الأول فعلا كان بيحاول يدادي ويجي في صفك لكن فى نفس الوقت مع وجودك قريبة من مامته كنتي هتفضلي مستحملة معاملتها دى لحد أمتي هتعدي و تسكتي كام مرة و لو رديتي عليها هتطلعي مش كويسة وأنك بتردي على حماتك و أكيد هى صح لانها ام وست كبيره وما ينفعش...
أدركت تقي ما تقصده فحتضنتها خالتها
مجدداً واضعة يديها على كتفيها بدعم، قبل أن تضيف بجدية
=طب نيجي لمحمود نفسه هيكون مشتت بينك و بين مامته زي ما ابتدى يحصل مؤخرا ويزهق حتى لو شايف اهله غلط وحتى لو معاكي دايما هيبقي محتار المفروض أنتٍ مراته يصونك وميجيش عليكي و دى مامته بردو هيبقي عايز ميزعلهاش ويراضيها و مرة ورا مرة أنتم الاتنين هتزهقوا من كتر المشاكل والضغط و الزعل، اللي عاوزاكي تفهمي من كل ده يا حبيبتي، أن اللى حصل كان خير حتى لو مش عارفين ولازم تؤمني بكده
ابتلعت ريقها وهي تفكر في الأمر بجدية، و شعرت بأنها محقة في كل كلمة كانت قصتها مع محمود ستفشل بكل المقاييس، مهما حاولت تجنب الأخطاء تحسست عزة وجنتها، متابعة باهتمام مضاعف
= أنا مش بقولك متزعليش ده مش بإيدك لكن متديش زعلك أكبر من وقته ولا حجمه .
زمت شفتيها قائلة بامتعاضٍ وإحباط
= والله العظيم محمود خرج من قلبي من زمان حتى لو ما فكرتش في كل ده؟ انا عملت بنصيحتك اللي قلتها لي يوم الفرح.. حاولي تمثلي الحب وتكدبي حتي على نفسك لحد ما تعيشي فيه وتنسي وماتديش فرصه للشيطان يدخل ما بينكم... لكن هو اللي ظهر في حياتي تاني ويوسف زعل مني وبعد كده سابني هنا
تحدثت قائلة بتأكيد مع ابتسامة صغيرة
= أولا لحد دلوقتي مش عارفين قرار يوسف ولا هو بيفكر ازاي وانتٍ ما عملتيش حاجه غلط يمكن زعل انك ما قلتيش في ساعتها، بس اكيد مش هتوصل للطلاق يوسف دماغه مش كده و اكيد في سبب خلا يجيبك هنا أنتٍ والبنت وهيرجع ويفهمك..
أومأت برأسها وهى تمسح دموعها فقبلتها خالتها على رأسها، قبل أن تقول بأمل
= يا ريت يا خالتي ربنا يسمع منك انا مش عاوز اخسره بجد، حتى لو لسه مش متاكده من المشاعر اللي جوايا حتى لو مش بحبه بس هو شخص ما فيش زيه ودي فعلا هتكون اكبر خساره ليا لو خسرته.. انا مع يوسف عرفت ان الحب مش كفايه وهو اداني اللي اكتر من الحب !.
ضحكت خالتها بخفة قبل أن ترد بودٍ
= ربنا يخليكوا لبعض اسمعي نصيحتي و افضلي هنا لحد ما هو يرجع بنفسه ويفهمك لكن انا متاكده ان عمره ما هيطلقك لانه بيحبك بجد واللي يستنى كل السنين دي كلها ولسه بيحبك مش هيجي على سبب تافه ويسيبك، وبعدين سبحان مغير الأحوال مش ده اللي كنتي مش عاوزه تتسرعي وتتجوزي
عضت على شفتيها السفلى بخجل ثم قالت بصوت جاد
= عشان ما كنتش لسه عشيرته ولا عرفت يعني ايه شخص يحب بجد ومستعد يضحي و راجل حقيقي!. مش مجرد كلام .
❈-❈-❈
في نفس عمارة يوسف السكنية، كان محمود يجلس مع زملائه في العمل وهو يشعر بالارتباك ولا يفهم شيئًا، إذ لم يكن معتادًا على مثل هذا العمل، لكنه اضطر للدخول عندما علم أنهم بحاجة إلى شريك يكون قريبًا من تقى، ليجعلها تشعر بالذنب والندم أكثر كان هذا أمله، ولهذا السبب عاد إلى حياتها من جديد. نظر محمود حوله بضيق شديد، فمنذ أن جاء إلى هنا، لم يرَي تقى أو يوسف حتى ولا يعرف سبب اختفائهم المفاجئ. ثم اقترب وسأل باهتمام كبير
=هو اللي اسمه يوسف ده مش ناوي يجي بقيله يومين ما جاش الشغل حتى لما كنا مسافرين كلنا سابنا فجاه ومشي... هو مش المفروض ان اصلا بيته هنا في نفس العماره امال مش بشوفه ليه يعني