-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل 3 - 1 - الأحد 1/12/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

ما علاقة هذا الأمر بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث

1

تم النشر يوم الأحد

1/12/2024


حتى الآن لا تصدق كيف طاوعت اهلها و ارتدت ذلك الفستان الأبيض وفي إنتظار العريس المنتظر يوسف وخاله لحضورهم هنا لطلب يدها، حاول الجميع اقنعها بانها مجرد زياره وديه للتعارف والقرار النهائي بيديها بالأخير بكل تأكيد، تعلم جيد بأن والدتها لم تجبرها على شيء مطلقاً طوال حياتها لذلك ربما طاوعتها.


وفي الموعد المتفق عليه سمعت جرس الباب يرن، وبعد وقتٍ قصير كان الضيوف يحتلون الأرائك في الصالة المتواضعة بالمنزل وأمامهم أكواب العصير وأطباق حلوى منزلية الصنع.

بدت حنان في أوج ابتهاجها كلما التفتت ناظرة إلى العريس بنظرات مشرقة متفائلة وأيضا رسمت عزة هذه الابتسامة المسرورة على محياها، كان حقا الجميع يشعر بأن تلك المره غير، بدأت الزياره تمر قليلاً حول أحاديث عاديه حتى بداوا يتساءلون على العروس؟!. 


شعرت تقي برجفة باردة تصيب جسدها بالقشعريرة عندما وطأته بقدميها خطوه للخارج رغم انها لم تشعر بالارتياح لتلك النوعية من المقابلات للزواج الغريبة عنها، لكن أجبرت نفسها على الاعتياد مؤقتًا عليها ريثما ليمر الوقت ويرحلون..


وفي ذلك الأثناء شعرت بقبضة يد خالتها على ذراعها فحركت رأسها في اتجاهها، هتفت الأخيرة بحماس علها تشجيعها على تجاوز حاجز الخوف الوهمي الموجود بداخلها


= تعالي يا حبيبتي اقعدي.


ابتلعت ريقها وواصلت السير بحذرٍ كي لا تتعثر في طرف ثوبها من فرط الارتباك، تركتها خالتها وذهبت لتجلس هي الاخرى واستطردت مكمله


=والله البيت نور بوجودكم فيه النهاردة، نورتونا


هز منير خال يوسف رأسه بالايجاب بخفة قبل أن يجيب بلطف


= تسلمي يا مدام عزة البيت منور باصحابه، ده احنا اللي زدنا شرف بقعدتنا معاكوا


ثم أضاف منير بابتسامة عريضة


= بسم الله ما شاء الله، لا لي حق يوسف لما قالي مش هعرف اوصفلك جمالها الاحسن تشوفها بنفسك، بس عرفت ليه متمسك بيها لحد دلوقتي .


أخفضت تقي رأسها بحرج شديد، بينما علقت حنان عليه في لطافةٍ


=كلك ذوقك يا أستاذ منير.


ترفعت أمها وخالتها في الرد على ضيوف عنها فكانت طول الجلسه صامته ومنحتهم الاقتضاب من الكلام في بعض الأحيان بعدما جلست مجاورة لعريسها المرتقب الذي كان يتطالعها بنظرات راضية بحنان، تمنت أمها بشدة أن الزيارة تمضي على ما يرام ويكون ذلك العريس من نصيب ابنتها.


في حين تسأل منير باهتمام


= ساكته ليه يا عروسه في حاجه مش عاجباكي في كلامنا قولي ما تتكسفيش، ما فيش حاجه هتطلبيها ان شاء الله وهنرفضها . 

تأهب يوسف في جلسته وعلق بتأكيد بنفس النهج المتحمس


= صح وأنا مش هحوش عنها حاجة، كافة طلباتها مُجابة إن شاء الله.


استحسنت حنان كلامه بجدية لإثبات حُسن نواياه، فعقبت بابتسامة شبه متكلفة


= يخليك يا ابني، ابن أصول هي بس مكسوفه شويه .


استمرت الاجواء بين الاثنين صامته، لذلك اقترح منير عليهم بجدية


= انا بقول يا جماعه نسيبهم لوحدهم شويه ده بعد اذنكم طبعا.


استدارت حنان محدقة في أختها التي كانت قالقة فأجابت عنها عزة بابتسامة بسيطة 


= ماشي اتفضل معانا مش هيجرى حاجه طالما هنكون قريبين منهم والباب مفتوح، و بعدين لازم يتكلموا ويتفقوا هم اللي هيتجوزوا برده.


راحوا بالفعل وتركوهم بينما شعر يوسف وكأن الحظ يبتسم له و يفتح ذراعيه لاستقباله فمن النادر يحدث ذلك بالكاد حافظ على تحمسه، وتسأل بنفس النبرة


= اخبارك ايه يا تقى من بعد ما اتخرجتي؟ هو انتٍ صحيح ما اشتغلتيش بشهادتك بعد الجامعه انا فاكر ايام زمان كنتي دايما بتشجعي البنات يشتغلوا وتقولي ما حدش يقعد حتى لو اتجوزتوا والكلام ده فكنت متوقع يعني ان هلاقيكي حاجه كبيره في شغلك . 


تذكرت رفض محمود فكرة العمل بالماضي وهي على الفور وافقت دون جدال،حمحمت مرددة بحرجٍ


= كنت فعلا ناويه بس حصلت ظروف منعتني، أو كان قرار بيني وبين خطيبي او جوزي الاولاني ان هقعد في البيت 


رغم أن تضايق من تلك السيره لكن لم يوضح،

عقد يوسف حاجيبة سائلاً إياها بصوتٍ حائر


= يعني دلوقتي نفسك ترجعي للشغل وكده


اندهشت من ردة فعله، توقعت أن يغضب عندما ذكرت سيرة خطيبها السابق، أو أن يظهر انزعاجه لكنه كان هادئًا للغاية، فقالت برفض


= لا خلاص بقى مش كل حاجه نفسنا فيها بتحصل وبعدين مش حاسه ان هقدر أشتغل ولا ليا شغف لكده زي زمان... وبعدين هو انا لو قلتلك ان انا فعلا هنزل ادور على شغل انت هتوافق.. ده اذا يعني موضوعنا كمل ؟. 


هتف يوسف بصوت مليء بالاشواق وهو يميل بجسده ناحيتها


=قولي ان شاء الله وما تقطعيش الأول احسن انا ناوي اعمل المستحيل عشان ما اضيعكيش من أيدي تاني كفايه سكوتي اللي ما فادنيش إلا انك رحتي لغيري، تعرفي والدتي قبل ما تموت لما حكيتلها موضوعنا قالتلي ما تزعلش ولو ليك نصيب فيها هترجعلك حتى لو اتجوزت.. انا ساعتها ما صدقتش كلامها بس عرفت دلوقتي قيمته فعلا ان لو لينا نصيب في حاجه هترجعلنا فعلا مهما يحصل ونبعد.


لا تستطيع الإنكار بأنها أحست بنفسها تملك سمة من سمات الأنثى المثالية، فبدت مهتمة للغاية فكيف هي ظاهره أعينه حتى بعد كل هذه السنوات، أشار بإصبعه متابع بوضوح


= بس عشان أكون صريح معاكي بصراحه لا مش حابب ان مراتي تشتغل عاوزها دايما متفرغه ليا و لولادنا في المستقبل، غير أن انا شغلي ساعات بيحكم عليا ان أسافر كتير عشان استورد بضاعه من بره.. وكمان والدي و والدتي اتوفوا بفتره قصيره ورا بعض وما لحقتش أشبع منهم لأنهم كانوا بيشتغلوا فمش حابب ولادي يتحطوا في نفس الموقف ويشبعوا منين إحنا الإثنين 


استغربت مما قاله، وردت بحاجبين معقودين بضيق واضح 


= طب ما انت لسه قايل انك بتسافر كتير فكده هتنشغل عنهم ومش هيشوفوك كتير وتقريبا انا اللي هشيل كله .


اكتفي الابتسام قائلًا بلهجةٍ فهم مضمونها


= لا ما تقلقيش انا مش بسافر الا لبلدين اسكندريه و دمياط ليا معارف كتير فيهم بحكم شغلي اللي بستورده منهم.. و بسبب المعارف دي بقي ليا فكل محافظه شقه 

بناخدها من الجماعه اللي بنشتغل معاهم و يسيبونا نقيم فيها فتره لحد ما الشغلانه تخلص فممكن نسافر كلنا ساعتها.. لان انا ساعات بطول لاسبوعين فاكيد مش هسيبك الفتره دي لوحدك .


تساءلت تقي بإشارة من يدها


= هو انت بتشتغل ايه بالظبط اشتغلت بشهادتك يعني؟!. 


مره ثانيه أقترب منها، وأجاب في صوتٍ جاد ونظراته المهتمة تحتويها


= بصراحه لا! بس بستورد وابيع منتجات كثيره من كذا محافظه لبعض و لما فتحت مكتب لكده الموضوع مشي معايا كويس... و دخل معايا حتى في الفتره الاخيره شريك وصديق ليا بس محتاج بس شريك تاني والموضوع هيوسع معايا ان شاء الله اكتر عشان ناوي استورد واصدر حاجات كتير ما بتبقاش متواجده في المحافظه دي فبجيبها من محافظه تانيه وبناخد الفرق .


قالت وهي تخفض بصرها متحرجة من اقترابه اللافت


= اه تمام فهمت ربنا يوفقك، بس هو انت ما لكش غير خالك منير عرفت ان ولدك و والدتك الله يرحمهم بس ما كنتش اعرف ان ملكش اخوات .


سدد يوسف نظرة موحية، ذات بُعد مفهوم لتقي وهو يعقب


= عشان كانوا بيسافروا كتير ويشتغلوا هم الاثنين فاكتفوا بطفل واحد! وانا كنت اصلا الفتره اللي بيسافروا فيها بقيم مع خالي وهو اللي مربيني بس ليا بنات خالي زي اخواتي بالظبط لاني متربي معاهم .


هزت رأسها بالايجاب ثم شتت تركيزها اللحظي بصوت يوسف حين خاطبها باهتمام


= انا عمال اتكلم كثير عن نفسي وانتٍ ما قلتليش اي حاجه عنك، وانا بصراحه عاوزه اعرف عنك حاجات كتير من ساعه ما اتخرجتي.. 


ابتسمت له قائلة باهتمام حينما تأكدت من صدق مشاعره نحوها


= اشمعنا من بعد التخرج، ما احنا كنا في جامعه واحده.


زفر الهواء بصوتٍ مسموع وكأنه يزيح حملًا ثقيلًا عنه قبل أن يجيبها بهذه الابتسامة 


= اصل انا من بعضها خدت عهد على نفسي طالما اتخطبتي بقيتي محرمه عليا، و حتي ما بقيش اراقبك زي زمان ولا اهتم بيكي من بعيد! لأن ما بقاش ينفع.. وبصراحه دي كانت أصعب مرحله عدت عليا انك تكوني قدامي ومش قادره اقرب منك ولا ابص عليكي..

عشان كده اول ما شفتك تاني ما ضيعتش فرصه وعلى طول صارحت خالتك حتى وانتم في المستشفى لسه .


أخفضت رأسها بحرج وهي تزين وجهها ببسمة لطيفة، فتابع بشغف 


= بس شوفي النصيب فاضلي خطوه واحده وتكوني مراتي! ومش هيبقى من حقي ابص واراقبك بس؟ لا هيكون من حقي حاجات كثير يا تقى وقتها حتى انتٍ نفسك هتكوني من حقي.. بس انتٍ اللي بايدك تقصري الخطوه دي وتوافقي .


الصفحة التالية