-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 13 - 1 - الإثنين 30/12/2024

  

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الثالث عشر

1

تم النشر الإثنين

30/12/2024



نظر (حسام) تارة إلى (دنيا) وتارة آخرى إلى خالته التى نكست رأسها خجلا فقد حدثتها (دنيا) بالأمس وأخبرتها أنها ستنزع الحجاب عن ملابسها وهذا لا رجعة فيه فهى من البداية لم تكن ترتديه إلا بسبب (حسام) الذى جعلها ترتديه عنوة عنها ..

فهم (حسام) أن (دنيا) قد كسرت اى شئ متبقى لهما سويا فهى لم تعد تبقى عليه ولا على أى عشرة بينهم ولا سنوات الحب الطويلة التى كانت بينهم شعر حينها بالحزن على حاله قهة كسرت كل الوعود والعهود التى بينهم فهمت (دنيا) لتجيبه بتحدى

- اه

رفع (حسام) كف يده طالبا إياها بالصمت فلا يريد أن يسمع صوتها ولا المزيد من حديثها فقد استكفى ففهمت وفتحت باب الشقة لتخرج منه غير عابئة بالألم الذى سببته ل (حسام) فقالت خالته مواسية إياه

- اصبر عليها يا بنى هى .. هى مشتتة دلوقتى ومش عارفة هى بتعمل ايه قالتلى أنها حاولت تكلمك كذا مرة وانت مردتش عليها

ابتسم (حسام) بسخرية فهذا ليس مبرر لما فعلته (دنيا) ثم قال 

- ده مش مبرر يا خالتو .. عموما براحتها أنا معدتش اغصبها على حاجة تانى

ثم صمت للحظات وعاد مستطردا وهو يقول

- أنا حتى مبقتش عاوزها فى حياتى تانى 

- صلى على النبى يا بنى .. ده شيطان ودخل ما بينكوا وأبوها مش هيسكت على اللى هى بتعمله ده .. هو برده اتخانق معها امبارح وقالها أنه مش هيكلمها إلا لما ترجع عن اللى فى دماغها بس انت عارف (دنيا) عنادية

لملم ( حسام) أغراضه من أعلى الطاولة فهو كان ينتوى على مصالحتها اليوم والحديث معها وتأجيل الزفاف حتى لا يشعر بإنها مجبورة على زواجها منه ويعطيها مطلق الحرية ولكنها بما فعلته قد قطعت كل وصال المحبة التى بينهم فنظر إلى خالته وقال 

- محتاج اروح .. هرتاح شوية

هزت رأسها بتفهم فانصرف (حسام) وهو يشعر بالضيق والألم فى قلبه كأنه لم يكن يعلم (دنيا) ابدا وان الذى رأه اليوم شخصية جديدة عليه غير التى احبها وعشقها ...

❈-❈-❈

وصلت (دنيا) إلى منزل صديقتها (چايدا) وصعدت حيث غرفة (چايدا) وطرقت باب الغرفة عليها لتأذن لها بالدخول وما أن رأتها (چايدا) حتى صدمت من أنها كانت ترتدى بنطال جينز ازرق وفوقه تى شيرت بنصف كوم بدون حجاب طبعا فرمشت (چايدا) بعينيها وهى لا تصدق ثم سئلتها

- انتى قلعتى الحجاب يا (دنيا) ؟!

أغلقت (دنيا) باب الغرفة ودلفت إلى الداخل ثم جلست على فراش (چايدا) بأريحية وقالت ببرود وهى تنظر لها

- أيوة

تحركت (چايدا) من مكانها وجلست بجوار (دنيا) ثم سئلتها بفضول

- ليه ؟!

هزت (دنيا) كتفها بلا مبالاة وقالت

- أنا قولتلك أن (حسام) هو اللى كان غاصب عليا البسه .. وهو خلاص خرجنى من حياته لمجرد بس انى عبرت عن رأيى وطلبت أننا نأجل الجواز ... بيعاقبنى على ايه مش فاهمة؟! بس تمام اوى مادام هو مش عاوزنى فى حياته أنا كمان مش عاوزه فى حياتى 

كانت (چايدا) تعلم أن (دنيا) كاذبة بشأن جملتها الأخيرة  فهى لا تستطيع العيش بدون (حسام) ولكنها تحاول أن تكون طبيعية بعض الشئ فربتت (چايدا) على ذراع (دنيا) بحنان ثم قالت

- هو بيحبك يا (دنيا) .. بس طبيعى جدا يزعل انتوا بتحبوا بعض بقالكوا سنين وهو صبر لحد ما تخلصي تعليمك أنا شايفة أن (حسام) مغلطش

نظرت لها وقد ترقرت الدموع فى عينيها وقالت

- يعنى أنا اللى غلطانة ؟!

هزت (چايدا) رأسها نافية ثم قالت بهدوء

- لا يا حبيبتى انتى كمان مش غلطانة من حقك تجوزى فى الوقت اللى شايفاه مناسب ليكى بس انتى مشكلتك انك اتعصبتى من ولا شئ يا (دنيا) .. كان ممكن تكلميه بهدوء بس انتى خدتيها بحساسية وأنه بيجبرك بس هو بيحبك مش بيجبرك  انا شايفة انك اتسرعتى

أشاحت (دنيا) بنظرها بعيدا ثم قالت

- وحاولت أكلمه اكتر من مرة وهو مردش .. خلاص بقى نعمله ايه هو مش باقى عليا

قالت جملتها الأخيرة وقد انهمرت الدموع من عينيها فأخذتها (چايدا) بين أحضانها وظلت تهون عليها فهى تعلم أن بهذا الوقت أن صديقتها تحتاج الدعم لا اللوم لذا ظلت تخفف عنها ما حدث واستكانت (دنيا) براحة بين أحضانها فهى كانت تريد ذلك الدعم وبشدة  فأحيانا لا نريد إلا الدعم حتى لو كانت تصرفاتنا خطأ واللوم الشديد يجعلنا نرتكب المزيد من الأخطاء ...

❈-❈-❈

دعى (وليد) (مروان) بعد تفكير طويل  فى علاقته مع (چايدا) إلى الجلوس في غرفة المعيشة فقد كان يُقلب الأمر في عقله مرارًا يدرك أن الحب الحقيقي هو أساس الحياة المشتركة وأن فرض شريكة حياة على ابنه قد يُثقل كاهله بندم قد يدوم عمرًا عليه أن يثق في اختيار (مروان) فهو وحده يعرف من تُريح قلبه وتُضيء حياته ..

كان (وليد) جالسًا على الأريكة وجهه يحمل علامات التفكير العميق لكنه قد حسم امره من ذلك التفكير جلس (مروان) أمامه مترددًا لطالما فهو يعلم بالتأكيد سيحدثه بخصوص (چايدا) يعلم ان والده لن يلين بتلك السهولة وأن الحديث عن زواجه من (چايدا) موضوعًا شائكًا بينهما، و كل لقاء مع والده حول هذه المسألة يتسم بالتوتر والصمت

لكن هذه المرة بدا أن هناك شيئًا مختلفًا في الجو

تحدث (وليد) بنبرة هادئة

- كنت بفكر كتير في اللي حصل الفترة اللي فاتت بينا وكنت شايف الأمور من زاوية معينة عارف إني كنت رافض علاقتك بـ (چايدا)

شعر (مروان) بأن نبضاته تتسارع ماذا يمكن أن يكون هذا؟ هل سيبدأ والده بنفس الكلام المعهود؟ تابع (وليد) الحديث بهدوء

- بس الحقيقة إني كنت غلطان شفت قد إيه كنت متمسك برأيي من غير ما أديك فرصة تفكر وتختار اللي يناسبك

صمت (مروان) للحظة لا يستعب الكلمات التي سمعها ثم سئله بوضوح يحاول فهم ما يقوله والده 

 - يعني .. إيه؟ 

ابتسم (وليد) ابتسامة خفيفة فتلك الابتسامة لم يكن (مروان) قد رآها منه منذ فترة طويلة ثم اجابه قائلا

- يعني أنا موافق على جوازك من (چايدا)  أنا واثق أنها بنت كويسة لأنى عارف زوقك كويس وانت عارف اللي يريحك أكتر مني

لم يعرف (مروان) كيف يرد كانت تلك الكلمات تمثل بداية جديدة له كانت تمثل حلمًا ظل يراوده لوقت طويل حاول أن يحبس مشاعره لكن عينيه لمعتا بفرحة لم يستطع إخفاءها

وقال بفرحة عارمة

- بجد؟

سأله (مروان) ونبرة صوته لا تصدق ما يحدث الآن

- إيوة، يا بني أنا موافق ومتشغلش بالك أنا هكلملك عمك أفهمه أن مفيش حاجة بتربطك ب (شمس)

وقف (مروان) فجأة على وجهه ابتسامة عريضة شعر بفرحة لا توصف كأنه حمل ثقيل قد أُزيح من فوق كتفيه ثم قال وهو يقترب منه ويقبل وجنته

- شكراً يا بابا والله مش هتندم على القرار ده

نهض (وليد) من أعلى المقعد الذى يجلس عليه هو الآخر وربت على كتف ابنه

- عارف لأنى واثق فيك

كانت تلك اللحظة بالنسبة ل (مروان) بداية مرحلة في حياته مرحلة مليئة بالحب والأمل والمسؤولية ..

❈-❈-❈

فى عصر يوم الجمعة ...

حيث كان الجو مشمسًا ومنعشًا قرر (حمزة) أن يقضي وقته في حديقة بيت المنزل مستمتعًا بالهواء النقي جلس على كرسي خشبي تحت شجرة كبيرة، يحتسي الشاي ويتصفح الأخبار فى هاتفه فجأة ظهرت (أسما) وهي ترتدي فستانًا طويلا لونه سيمون هادئ حيث اعتادت ان تقضى العطلة معه وهمت لتجلس بجواره دون سابق إنذار فقالت (أسما) وهى تميل عليه بإبتسامة خفيفة

- إيه يا (حمزة) مش ناوي تخرج النهارده ولا إيه؟ ولا مستني حد معين تخرج معاه

قالتها بمكر وهو يعلم أنها تقصد (ليلى) فضحك (حمزة) وقال بهدوء

- لا والله قررت أرتاح شوية كل أسبوع شغل الواحد محتاج يوم هدوء يصفى ذهنه شوية جلست بجواره وهى تجذب إحدى المقاعد التى بالحديقة ثم قالت 

- ده انت دايمًا هادي  بس يلا خلينا نغير الجو أنا معايا فكرة حلوة إيه رأيك نلعب شوية كونشينة ؟

قبل أن يرد (حمزة) دخلت (ليلى) الحديقة وهي تحمل كوب قهوة أعدته مخصوص ل (حمزة) متجهة نحوهما وكانت ملامح وجهها توحى بالغيرة واستنكار وجودها معه دوما

فقالت (ليلى) وهى تنظر ل (أسما) ببرود

- إيه الحكاية؟ أنا لسه جاية من المطبخ ألاقيكوا قاعدين مع بعض؟

نظرت لها (أسما) نظرت تحدى وهى تتصنع عدم الأهتمام واللامبالاة

- أيوة (ليلى) كنت بقول لحمزة نلعب شوية مع بعض

نظرت (ليلى) إلى (حمزة) بضيق ثم قالت موجهة حديثها ل (أسما)

- لا يا حبيبتي الجمعة دي (حمزة) عاوز يرتاح ويصفى ذهنه شوية من الشغل اللى بيشوفه كل يوم

فنظرت لها (أسما) بغيظ فقال (حمزة) وهو يرفع يديه في محاولة لإيقاف هذا الصراع غير المعلن

-إيه يا جماعة؟ هو إيه اللي بيحصل هنا؟ ده يوم راحة مش ماتش كورة

قالت (أسما) وهى تبتسم

- يا (حمزة) أنا بنت خالك حبيبتك العب معايا شوية مش هضايقك فى حاجة 

قالت (ليلى) بنبرة ساخرة

- آه بنت خاله حبيبته المفروض تحس بيه وبتعبه

انفجر (حمزة) ضاحكا ثم قال محاولا تخفيف حدة التوتر بينهم

- يا جماعة، كفاية بقى أنتم الاتنين بتحسسوني إني متجوز اتنين

اغتر فاهما بنفس اللخظة غير مصدقين ما سمعوه للتو منه

ثم قال كلا من (ليلى) و (أسما) بنفس اللحظة

- إيه؟ !

- ايه ؟!

ابتسم (حمزة) ابتسامة هادئة ثم قال

- آه والله، كل واحدة فيكوا عايزة ابقى مهتم بيها هى بس وأسيب التانية تولع خلاص اتفقوا مع بعض نقضى اليوم ازاى وأنا  هسمع الكلام

قالت (أسما) وهى تمازح (ليلى)

- طيب إيه رأيك يا (ليلى) نقسمه بينا ؟

قالت (ليلى) بتحدى غير متقبلة تلك المزحة وهى تنظر لها

- لأ مش هينفع (حمزة) ليا أنا بس

هز (حمزة) رأسه بآسى ويأس من كلاهما ونظر إلى الأعلى وهو يقول

- يااارب

فاتت (چايدا) من خلفه وعانقته من الخلف وهو جالس على المقعد بعد أن استمعت لحديث كلا من (أسما) و (ليلى) حتى قالت بضيق واضح فقد أخبرها شقيقها بالأمس أنه سيتزوج (ليلى) فى أقرب وقت ممكن فقالت  لهما محذرة 

- لا اسمعى منك ليها (حمزة) ده بتاعى أنا بس ولا انتى ولا هى هتعرفوا تاخدوه منى

اغمض (حمزة) عينيه بآسى ثم ابعد يد (چايدا) عنه ثم نهض عن مقعده وهو يقول

- أنا خارج وسيبلكوا البيت كله أنا رايح اقعد مع صحابى لما تتفقوا ابقوا كلمونى

قالها ثم اتجه نحو الداخل متوجها لغرفته ليبدل ملابسه ويخرج مع اصدقائه فنظرت (ليلى) بغيظ لكلا من (چايدا) و (أسما) فقد أفسدتا عليهم العطلة التى كانت تخطط لها مع (حمزة) بينما شعرت (أسما) بالضيق من تجاهل (حمزة) لهم فضحكت (چايدا) وقالت

- والله تستاهلوا وحلال فيكوا اللى بعمله ده عشان انتوا مش مريحينه ..


الصفحة التالية