رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 15 - 1 - الثلاثاء 10/12/2024
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل الخامس عشر
1
تم النشر الثلاثاء
10/12/2024
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ (المتنبي)
❈-❈-❈
"أنا مش حبيبتك ، انا حتة منك لو انا نسيت انت عمرك ما تنسى وخليك فاكر"
❈-❈-❈
الخطوات كانت كأنها حفر بالطريق الترابي ، يحاول وليد تهدئه عمّار ويهرول خلفه ووالده وعمه
يحاولان إيقافه حتى وصل إلى منزل درويش وطرق طرقات مدوية يكاد أن يكسر باب المنزل من شدة طرقاته
حتى فزع كل من كان بالداخل ، هرولت حفصه بفتح الباب وحبيبة خلفها خائفه من يدق الباب هكذا
فتحت حفصه وكأنها فتحت باب النار ، دلف عمار ووجهه غاضب يكاد الدماء ان يخرج منه
وخلفه وليد ووالده وعمه وبأعلى صوت ل عمار أردف
_فين عمى درويش ،فيييين عمى !
حفصه تلجلجت وخافت من منظرهم وبالاحرى عصبية عمار المفرطه لأول مرة تجده هكذا
قامت بسؤالهم ،اى شخص بمكانها سيسأل بالطبع ماذا حدث
_ايا فيه ، ايه فيه ياعمى ..فيه ايه يا وليد
ثوان ودلف درويش من باب المنزل يلف عبائته حول جذعه ووجهه عابس مردفاً
_خبر ايه ياعمار ، خبر يا عبدالرحمن مال ولدك جالوله داخل بيت البهايم ياك
نظر الجميع إليه فتحدث عبداللاه بما أنه الاكبر
_درويش، انت خطبت حبيبة ل إلياس ولد اخوى؟!
شهقت حبيبة واتسعت حدقه عيناها! العروس ذات نفسها متفاجئه وحفصه أيضاً
ف اردف درويش بهدوء ونبرة مستفزة
_ايوة جريت معاه الفاتحه وهو الل هياخد حبيبة
_كيف ياخد حبيية! رد علىّ كيف يخطب على خِطبة أخيه دا حتى حرام شرعاً
انت مش جولت هتفكر وترد
قالها عمار بلا وعى من هول عصبيته وغضبه فقال درويش
_طب م تدخلوا مش عالباب الكلام ديتى
_فيش دخول يا درويش ، الل حصل دا جلة جيمه للكل وعيب عليك كدا توجعنا كلنا فبعض وعيال العم والبيت كله عشان بِتك وعشان إنت محترمتش كلمتك معانا
قالها الحج عبدالرحمن غاضباً ف أردف درويش بنفس طريقته المستفزة كعهده
_أنى جولت هنفكر ، مديتش رد عمار جابلى عشرة كيلو دهب
إلياس دفع عشرين وجريت معاه الفاتحه ،وبصراحه بجى بِتى داكتورة وعيشتها لازم تكون عيشه بنادر
مش تجعد فالنجع تخبز وتسعى الطير وتبجى زى بجية الحريم
تعيش ففيلا يرمح فيها الخيل والياس هو الاحج بيها !
تكسر فؤاد عمار قطع بل تمزق كل نسيج به ممسكاً بالآخر ف أردف وليد وخرج عن صمته
_لما ملكش ميل ناحية عمار كنت جولت ياعم درويش، دلوك هو راح واتغرب وشرب المرار عشان بتك وانت عارف والبلد كلياتها ورچع چايب مهرها على جلبه وكلامك اداله أمل
تجوم تديها ل إلياس ! عشان التانى هيجعدها فمصر!
طب عمار رايح مصر ..هتخطبها ليه وترجع فكلامك ! ولا عشان التانى دفع اكتر ياعمى !
نظر درويش إلى وليد من اسفل لاعلى رمقه نظره ساخره مع قوله
_ياك بعد السبع بِنته عرفوش يربوك يا ديك البرابر أما تتحدت كديتى مع عمك !
شعر وليد بالغضب ف اوقفه قول والده الحج عبداللاه
_إسمع يا درويش، الل عملته دا أكبر غلط ..بتك مش بيعه وشروة
بتك الوحيدة إنت چنيت عليها ،مش إلياس ولد اخوى
بس لا يعرفها ولا أنت هتعرف عنها حاچه لما تروحله هناك
لكن ولد اخوى عارفها واتربي معاها وشاريها بعمره ، أول م طلبت مهرك المغفلق سافر من غير تردد
لا أنا ولا ابوه وافجنا لكن عمل الل فدماغه عشان راجل وكد كلامه وشارى وعيحبها من جلبه
ليه تكسر جلبه يا درويش
_وجلبها !!
قالها عمار بعينان تنضح توسلاً وأستطرد قوله
_وجلب بتك ياعمى! جلب حبيبه ..سألتها عاوزة مين ؟
سألتها عاوزة تكمل حياتها فين ، م تنطجى يا حبيبة !!
قالها بصراخ مدوى ف نظرت إليهم حبيبة وعيناها تنهمر بكاءاً ، لأول مرة تقف بينهم دون مقابها بوشاحها فقط
رمقها والدها شذراً وأردف إليها بصرامته المعهودة
_إطلعى فوج يا حبيبة ، يالا
عاد بنظره إليهم قائلا
_حبيبة مالهاش رأى ، أنا الل عارف مصلحتها أكترمنها ..ومصاحة بتى فجوازة إلياس ولد وليد العارف
ترجل خطوات الى غرفته فنظر بعضهم إلى بعض وكان وليد يربت على كتف عمار وحبيبة تنظر حسرة عليهما ولا تفصح عما بداخلها ، عاد درويش حاملاً حقيبة الذهب الخاصة ب عمار و أردف له
_مهرك يابشمهندس ...متنكرش أنى بردك عملت فيك خير ..لولاى ولولا شرطى مكانش هيبجى معاك الثروة الخاصة بيك لوحدك دى ..روح شوف هتعمل ايه
وانسي بتى تماماً
لم يمسك منه عمار الحقيبه ف أخذها وليد وعمار على نظراته المتوعدة له يصوبها ناحيته
ف أكمل درويش
_عاوز تحضر فرحهم يا أهلا وسهلاً ، إلياس اصله چاهز ومچهز كل حاچه من وكت خطوبته لبت محسب
_بت محسب الل ضربها بالجلم فبيت أبوها ! دا الل هتستأمن عليه بتك !
قالها عمار متحدياً إياه ف أردف درويش يشيح بنظراته بعيداً
_ضربها بالجلم يربيها كان هيبجى فحكم چوزها ،وبنات محسب فايعين وعاوزين يتأدبوا
ضحك عبدالرحمن بسخرية وأردف له
_لو بنات محسب فايعين مكانش رماله دهبه وجاله مع السلامه بناتى محدش يمد يده عليهم وعملها عركه معاه وطرده من البيت
وضع درويش يد على الاخرى على عكازه وأردف بنفاذ صبر من الحديث معهم
_خلاصة الجول ، فضيناها ولو على الل عمله عمار دلوك هنعديه عشان إحنا بيت واحد وولاد عم فالاخر
نظر له عمار يعتريه الغضب الشديد قائلا
_بس أنا مش هعديه ابداً .
ترجل الجمع راحلين من المنزل ، وحفصه تقف محلك سر حتى اغلق درويش الباب خلفهم
رمقها نظره مع قوله
_ايه فيه حاچه عاوزة تجوليها أنت ِ كمانى ؟!
لم تجيبه حفصه وهرولت خلف حبيبه حتى تطمئن لحالها بعد فرقعه القنبلة المدوية التى فجرت المكان للتو ..،
❈-❈-❈
_أنا كنت عارفه !
اقتربت عبلة من شقيقتها بعدما اغلقت باب الغرفة حتى لايسمعهم أحد وقالت
_كُنتِ عارفه أنه عيحب حبيبة ؟! وأنه سافرعشانها ؟
أومأت زمزم برأسها مع نزول دمعه من أحدى مقلتيها على وجنتها ، فتنهدت عبله وأردفت
_وراضية ليه على جلبك التعب يا زمزم !
امسكت زمزم علبه مناديل الورقية الخاصه بعمار ، ووضعتها عند انفها ومن ثم قبلتها
وأردفت بصوت متهدج
_طب هجول لجلبي لاه ؟! هجوله تحبوش ،هجوله شوف غيره وبطل تدج ليه ؟
غصب عنى ، جلبي عرف انه عاوز غيرى ومش شايفنى من الأصل
وفضل يحبه ويدعيله ليل نهار ، بصى يا عبلة
نهضت زمزم وذهبت ناحية الخزانه خاصتها واتت بدفتر صغير مدون به تواريخ كثيرة
واخذت تقلب بين صفحاته مع حديثها بنبرة تمزق القلب
_كل مرة عينى توجع عليه صُدفه كنت نكتب التاريخ ،كل مرة وچه ليا كلمه
كل مرة شوفته فيها ،كل مرة اتچمعنا ففرح ولا فواچب
أنا جلبي اتخلج يحب عمار يابت أبوى ..مش بيدى والله
نكست برأسها على ركبتى شقيقتها وغرقت فى بكاؤها ، فربتت عبله بحنو على خصلات شعر شقيقتها مع تمتمتها
_اهى راحت خالص من طريجه ، واتخطبت للبو إلياس ..يستاهلوا بعض
ويمكن ربنا مجدرلك الخير معاه يا زمزم ،جولى يارب يابت أبوى جولى يارب
كما هما ظلّا الشقيقتين ،ترمق عبلة شقيقتها بنظره مع حديثها لنفسها كل منا بحالة ليست جيدة و قلبة يكاد ان يكون منطفئاً و لم يعد شغوفا كسابق عهده و لكن أحدنا كان للآخر فى كل وقت رفيق جيد حاول يعيد قلب صاحبه الي البهجة و يزيل عنه آلامه و يبعد عنه ما يكدر صفو حياته .