رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 17 - 1 - الأحد 15/12/2024
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل السابع عشر
1
تم النشر الأحد
15/12/2024
بتنكر ليه كلام واضح كضي الشمس
بقالك قد ايه مشتاق
لواحده كان لقاها فراق
وكنت معاها طفل كبير
حكيت للكل عنها بدون ماتتكلم
وكنت تشوفها فتسلم (عمرو حسن)
❈-❈-❈
بجسد مُتعب للغاية ، تحاملت حبيبة على نفسها وهى تنهض ببطء من على الفراش ولم تجده بجانبها !
أين هو ؟!
تنفست الصعداء وأخذت تنظر لمنظر جسدها وهو هكذا ، بقع داكنه اللون من آثار وحشية إلياس معها ب أول ليلة لها بمنزل الزوجية ، شعرها متناثر وتشعر بالوهن الشديد .
نهضت بصعوبه وقامت بفتح الخزانة واحضرت المناشف وثوب لها منزلى وفى طريقها إلى المرحاض،كانت تتحرك ك طفل لأول مرة يتعلم السير ويخاف أن يتعثر
الجُرح بنفسها كان أعمق من جروح جسدها ، دلفت إلى المرحاض وفتحت الصنبور
وقفت تحته وتركته يغسل مابها من أوساخ عالقه !
ليست أتربه .. ليست جراثيم بل ماحدث بها هو اتساخ لروحها البريئة ونهش لما بقى من روحها العذبة .
عبراتها الحارة كانت تمتزج مع ماء الصنبور فوق رأسها، فقد استيقظت على حقيقة واحدة أنه تم اغتصابها بليلة عُرسها الأولى من زوجها !
كانت تراه وحش ..تراه ذئب مفترس ، تردد ب أذنها جملته التى كان يردف بها اثناء مهاجمته لها
_تعرفى إن عذابك ملاذى ، أنا مبسوط كدا ..مبسوط جداً ببقى فى اعظم انتصاراتى
بالكاد إنتهت وترجلت خارج المرحاض وهى تسير ببطئ من تعبها الشديد ، فقط كانت تسير وتبحث عنه بعيناها حتى وقعت عيناها على غرفه هناك سارت نحوها لتجده نائم بها يغط في سبات عميق.
وقفت تشاهده وهو نائم وعلامات الغضب بدت على قسمات وجهها ، إن تراه أنت بالوهلة الأولى ستشعر
ب أنه شخص عاقل سوى نائم ،ليس هذا المتوحش بلا قلب أو روح وقد أخذها عنوة لتقع فى شباك إفتراسه وتعذيبه للأبد.
دلفت على خطى هادئه إلى غرفتها ، مشطت شعرها برفق وما ان انتهت ذهبت إلى المطبخ تبحث عن ما تأكله وفى لحظة دون شعور منها
_بتعملى إيه ؟!
ارتجفت حبيبة وإلتفتت إليه بجسدها وأردفت بصوت خائف
_بدوّر على حاجه أكلها
_خدتى إذنى؟!
إتسعت حدقة عين حبيبة وأردفت بنبرة متعجبه حزينه
_أخد إذنك ف إنى آكل ؟! إنت بتتكلم بجد
إتسعت ضحكه إلياس المُربيه وإقترب منها وأردف ب أنفاسه تلفح وجهها كالنيران
_شكلك لسه متعلمتيش من الل حصل أنا ايه وتمشى ازاى هنا على قوانينى !
أمسكها بقوة من ذراعها وجذبها له وأخذ يقبلها بشراهة ويلثم عنقها يكاد أن يقضمه ب أسنانه ،تأذت حبيبة ف ابتعدت وأردفت له بتوسل
_لو سمحت متعملش كدا تانى ، إنت متعرفش انت اتسببت لى ف ايه أنا تعبانه جدا
غضب إلياس ، فجذبها له ثانيه بعنف وغضب قائلا
_إنتِ اتجننتِ!!! مفيش هنا طلب ولا أمر ولا نهى غير ليا ،اعمل الل عاوزه فالوقت الل أحبه سامعانى !
وإنتِ تكونى حابه دا جداً
تعجبت حبيبة ونظرت له وعيناها تتحدث رهبه قائلة
_إنت ليه كدا ؟! ليه بتعمل معايا كدا ؟ أنا مكونتش أعرفك ولا كان بينا كلام ولا حصل حاجه منى ليك عشان يبقى رد فعلك عليا كدا بكل القسوة دى !
إبتسم إلياس وأردف لها رافعاً انفه المتكبر
_عشان أنا من زمان كنت بدور على واحدة زيك ،واخيرا لاقيتها
واحدة شمال شمال،يمين يمين ،قومى حاضر نامى حاضر اقفى حاضر
وجميلة جدا وفمستوى مرموق وكل الدنيا كانت هتموت عليها
وأنا بس الل فوزت وحققت انتصارى
عرفتِ ليه بعمل معاكِ كدا ،مفيش كنز احسن منك ممكن يكون الواحد انتصر بيه طول عمره
أغرورقت عيناها بالدموع ناظرة إليه ، ترجل إلياس خطوتين وجذبها بعنف وأردف لها
_قدامى على الاوضة
نظرت له حبيية وقد تملكتها الشجاعة من جديد ، شعرت ب أن لا محاله سواء هذا أو ذاك فهى فى تعداد الأموات ولكن على قيد الحياة .
هرولت لتجلب سكيناً من ووجهته إليه وأردفت بصوت عالى
_لو قربتلى تانى هموتك !! إبعد عنى
نظر إلياس إلى السكين وفتح لها صدره وذراعيه وأردف بالامبالاه
_موتينى ...اتفضلى اضربي السكينه فقلبي موتينى
وقفت حبيبة أمامه فخارت قواها وسقطت منها السكين وأخذت تبكى بحرارة ، أمسكها من جسدها وأخذ يهزها
_بكلمه منى أقدر انسفك من عالارض ، أبوكِ لو اتصل بيا هقوله أنى لاقيتك مش بنت بنوت
رفعت حبيبة عيناها له بهلع وقد اتسعت حدقتها خوفاً ف أكمل هو
_هقوله ان عمار كان مستقتل على جوازه منها عشان شكلها غلطت معاه ياخالو ، ولا استنى
هقوله او مثلا لما كانت بتروح الجامعه وتبات فالمدينه فى حد غواها وحصل الل حصل معاها ياخالو
للاسف مش هكمل واطلقك ،وترجعيله
ترجعى بقا مش للذل والضرب والتكتيف والبهدلة ،هو إنتِ فاكره إنى مكنتش عارف بيحصل إيه معاكِ من خالو درويش !
المرة دى هترجعى وأول م يشوفك هيطير رقبتك !!
❈-❈-❈
_إنت مش بنى آدم ! مش بنى آدم
قالتها حبيية بصراخ مدوى نبراته موجعه،موجعه للذى يحمل بين طيات جسده قلب سليم
لكن إلياس ..ذاك المريض ..كان يهوى عذابها وصراخها وضعفها
ضحك بشده وجذبها بقوة إلى الغرفه وهو يردد
_من هنا ورايح ، مفيش اكل ولا شرب ولا نوم ولا أى حاجه من غير م تستأذنينى سامعه
ألقى بها على الفراش وفعل مثلما السابق ، وعلى صوت صراختها كان هاتفه يرن بالغرفه الثانيه ب إسم والدته
فكانت تضع الهاتف على أذنها ولم يتم الرد ف وضعته على المنضدة أمامها وتحدثت إلى شقيقته التوأم مى
_مبيردش!
_ممكن يكونوا لسه نايمين ياماما
تنهدت السيدة زاهية ، فقالت مى
_ايه ياماما شكلك قلقان ! على فكرة عرسان عادى يعنى وارد يومهم مقلوب وبينامو كتير
_بس دول من ساعة م وصلنا مبيردوش على حد ،حتى خالك درويش كلمنى وقالى بكلم حبيبة والياس ومحدش رد
فكرت مى لبرهه وهى تضع سبابتها على فمها ومن ثم قالت
_بُصى ياماما ...ساعتين ونكلمهم تانى ونشوف نقدر نروح نبارك إمتى إنتِ بس متقلقيش
كانت زاهية قلقه بعض الشئ، لكن قلب حفصه كان يدق خوفاً
تريد أن تسمع صوت حبيبة ،أن تتحدث إليها وتخبرها ب أن كل شئ على مايُرام .
كل حين وحين تذهب ل عمها تسأله هل أجابت الاتصال والاجابة كل مرة هى ذاتها، قلب حفصه غير مطمئن
ذهبت لتطعم الطير والبهائم بالحظيرة ومن ثم نظرت للسماء مع قولها يارب ..
نفس الكلمة كانت فى سجود عمّار حينما كان يحدث ربه فى صلاته عنها ، ويدعو لها خائف وقلبه يدق على وجل يريد أن يعرف أى خبر عنها خاصة بعد ليلتها السابقة مع زوجها لأول مرة.
إنتهى من صلاته وتوجه نحو منزل عمه عبداللاه وصعد الى غرفة وليد ليجده نائما بمكانه وهناك آثار دمع على وجهه .
تعجب عمار ف أردف له
_إنت باكى يا وليد ؟!
همً وليد بمسح عبراتها من على وجنتيه وأردف يشتت أنتباه عماركالعادة
_عمتك سَكينه اتوفت من ساعة ياخى
هز رأسه عمار وأردف
_ايوا عارف ، بس مش هندر نروح الجنازة ولا الدفنه الدنيا تراب برة وانا عاوزش نشوف حد
_خلاص خليك إنت وأنا هروح معاهم
صمتا الإثنين ، فنظر عمّار ناحية وليد قائلا
_هوّ الواحد لما يعوز يتطمن على حبيبة بعد كديتى يعمل إيه؟!
ضحك وليد بسخرية وأردف
_حبيبة! نتطمنوا عليها فين ..چوازة الشوم والندامه چت وخدت اتنين جدتك وعمتك يبجى تفتكر حبيبة بخير هناك معاه ؟
نظر عمار أسفل وهو يعض على شفتيه ومن ثم تابع وليد حديثه
_وبعدين يعنى هو هنا كنت بتعرف تطمن عليها يا عمار ؟!
رفع عمار رأسه ونظر إلى وليد وأردف وقلبه يتهدج حزناً
_عالاجل كانت هنيتى يا وليد ،چمبنا ووسطينا ومعانا
_آه چمبنا مع عمك درويش الل بيصبحها بكتله ويمسيها بكتله ،ياشيخ بس دى ربنا يتولاها
_بس دا يبجى أبوها ،غير واحد ميعرفهاش يا وليد غير واحد إحنا نفسنا مش طايجين المعامله معاه مش العيشه
إحتبست دمعه بمقلتى وليد وأشاح بوجهه بعيداً حتى لايراه عمار وأردف
_إدعيلها ي عمار ..كلنا ندعيلها وبس
في داخل أفواهنا الكثير من الكلمات العالقة . نأسرها حتى لا تجرح قلب السامع لا أذنه فقط! نحن نعلم علماً تاماً أن الكلمات أحدّ من السيف ومع ذلك نخبئها داخلنا لتبقى مكبوتة . يجرحنا وجودها لكن لا نجرح أحد بخروجها هذا ولأننا أتقننا الإنسانية الكاملة ، فنحن أُناس تحت سلطة القلب لا العقل فقط!