-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 28 - 1 - الأحد 1/12/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والعشرون

1

تم النشر الأحد

1/12/2024




"لكل فعل رد فعل، وطالما ألتزمت صمتي تجاه فعلك، فليس لك مطلق الحرية أنت الآخر أن تبدي اعتراضك علي رد فعلِ"


مساءً عادت صفا من عملها بوهن شديد، استقبلتها والدتها بحنان وجلسوا يتناولوا الغداء سوياً، بعد فترة كانوا يجلسوا في الشرفة يحتسون الشاي.

صفا:

-ماما أنا لقيت شقة في مكان كويس عايزين ننقل في أسرع وقت أتفقت مع صاحب العمارة وعملنا عقد الإيجار.

أومأت والدتها بتفهم:

-حاضر يا بنتي.

قطع حديثهم طرق الباب نظروا إلي بعضهم بحيرة، ونهضت صفا مرتدية إسدالها، فتحت الباب وجدت سلوي وأمير رحبت بهم وأشارت لهم بالدخول وجاءت والدتها ورحبت بهم هي الآخري وجلسوا سوياً في الصالون.

تحدثت سلوي بفخر:

-عجبتيني يا صفا يا بنتي أوي.

تعجبت صفا وتسألت:

-عجبت حضرتك في أيه ؟

أسترسلت سلوي بإيضاح:

-قصدي يا حبيبتي علي العلقة السخنة إلي أكلتها البت فريدة.

تبسمت بخجل:

-هو حضرتك شوفتيني؟ والله ما كنش قصدي بس هي إستفزتني.

هتفت سلوي بفخر:

-تسلم إيدك طبعاً لو مكنتيش عملتي كده كنت أنا إلي هعمل.

نظرت والدة صفا إلي ابنتها نظرة ذات معني وقالت:

-صفا كانت عايزة تقولك حاجة يا مدام سلوي.

نظرت لها سلوي بانتباه وتسألت:

-خير يا بنتي؟

عضت علي شفتيها بإحراج وقالت:

-أنا حامل.

مشاعر كثيرة اقتحمت قلب سلوي، فرح، حزن، سعادة، غضب جميعها متداخلة أتفرح لتحقق حلمها بحمل صفا وأن حفيدها علي مشارف الوصول أم تحزن وتغضب علي حال والده الذي هدم حياته، وتخلي عن تلك الجوهرة.

فاقت من شرودها علي صوت أمير الذي هلل بفرحة:

-مبارك يا صفا مبارك ربنا يقومك بالسلامة.

ردت عليه بمجاملة ومازالت عينيها مصوبة علي سلوي:

-حضرتك زعلانة يا ماما ؟

رمقتها سلوي معاتبة وعقبت:

-تفتكري ده سؤال ؟ أزعل أنا لو بايدي كنت زغرط ولا وقومت رقصت من الفرحة بس الظروف هي إلي صعبة مبارك يا بنتي ربنا يكملك بخير يا حبيبتي يا رب.

تنهدت براحة وهتفت برجاء:

-ياسين مش هيعرف حاجة يا طنط لو سمحتي ياسين ممكن يفكر يخليني أنزله أو ياخده مني.

ربتت علي ظهرها بحنان وقالت:

-أطمني يا بنتي مش هيعرف حاجة.

تسأل أمير بحيرة:

-بس ده إبنه يا خالتو ومن حقه يعرف.

تبسمت الأخري بمرارة وردت:

-مع الأسف يا أمير ياسين هو إلي وصل نفسه ووصلنا إلي كده هو إلي سلب حقوقه يا أبني صفا معاها حق تخاف علي أبنها وأنا من حقي أحمي حفيدي.

نظر أمير إلي خالته بقلة حيلة وقال:

-ربنا يصلح الحال.

صمت قليلاً وتسأل بحذر:

-أنتِ طبعاً عارفة أني بحب نور وعايز أرتبط بيها يا صفا ؟

أومأت بإيجاب:

-أيوة ربنا يوفقكم يارب ويكمل فرحتكم علي خير.

تنهد براحة وتدارك باستفاضة:

-أنا ونور كنا حابين نأجل لغاية موضوعك أنتِ وياسين ما يتحل.

قاطعته بحزم:

-وتأجلوا ليه؟ موضوعك أنا وياسين خلص خلاص مفيش داعي تستنوا.

تسأل بحذر:

-يعني مش هتزعلي؟

رمقته بعتاب وقالت:

-أزعل؟ نور مش بس صاحبتي نور أختي وحضرتك كمان تستاهل كل خير.

تبسم ممتناً وقال:

-شكراً ليكِ بجد.

انتبهت صفا إلي شئ وهتفت بتذكر:

-صحيح أحنا هنعزل.

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-ليه يا بنتي ؟

ردت صفا بشرود:

-عشان أقدر أبدأ من جديد لازم أبدأ في مكان جديد وسط ناس جديدة محتاجة أبعد عن كل حاجة.

ربتت سلوي علي كتفها بمؤازرة وقالت:

-ربنا يصلح الحال يارب ويقومك بالسلامة.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين في إحدي الكافيهات المطلة علي النيل، يجلس ياسين برفقة أمير.

تحدث ياسين معاتباً:

-هتفضل سايب الشغل كتير ؟

تنهد أمير بهدوء وأجاب:

-أنت عارف أني كنت أسست شركة صغيرة وخلاص دلوقتي أنت رجعت وأنا كمان لازم أهتم بشركتي وتقف علي رجليها.

رمقه بعتب واستطرد قائلاً:

-وأظن أنت وبابا كنا رافضين الموضوع ده عشان أنت كنت مصر لكن الشرط الأساسي إنك تفضل معانا وتابع الأسهم الخاصة بيك ممكن أفهم بقي أيه إلي غير كل ده؟

تهرب أمير من الحوار وتحدث بنبرة حادة:

-ياسين أنا طالب اقابلك عشان موضوع مهم.

اعتدل ياسين في جلسته وانصت إليه باهتمام:

-خير موضوع أيه ؟

رد أمير بإختصار:

-أنا هخطب.

تبسم ياسين وهلل بفرحة:

-أخيراً من غير ما تقولي يا واطي بس ما علينا مين سعيدة الحظ ؟ حد أعرفه ؟

أومأ بإيجاب وعقب:

-أيوة.

ضيق عينيه متسائلاً بفضول:

-مين دي ؟

أسترسل الآخر بإبانة:

-دكتورة نور.

عاد ياسين بظهره إلي الخلف وتسأل بحذر:

-دكتورة نور مين؟

رد أمير بحزن:

-دكتورة نور صاحبة صفا.

تحدث ياسين معاتباً:

-يعني ملقتش غير دي ؟

دافع عنها بإستماتة، قائلاً:

-ومالها يا ياسين ؟ بنت كويسة دكتورة ناجحة وأهم من ده كله أننا بنحب بعض.

رد ياسين بهدوء:

-مبارك.

-"هو أيه إلي مبارك بتتكلم كده ليه يا ياسين؟"

قالها أمير بإنزعاج مما جعل الآخر يتحدث بنفاذ صبر:

-المفروض أعمل أيه يعني يا أمير؟ أقوم أرقص عشرة بلدي؟

بهت وجه أمير من سخريته وأسترسل متهكماً:

-لأ يا أبن خالتي  مترقصش عموماً الله يبارك فيك بس أنا مكنتش مستني منك كلمة مبروك وبس أنا كنت مستني أخويا يكون في ضهري كتف بكتف بعد إذنك.

نهض أمير كي يغادر لكن أوقفه ياسين مبرراً:

-أستني يا أمير أنا أسف أقعد لو سمحت.

جلس مرة آخري علي مضض، بينما تحدث الأخير بإيضاح:

-حقك عليا بس كون أنها صاحبة صفا ده كفيل يعصبني.

قلب أمير عينيه بضجر ورد:

-ياسين خلينا نقفل موضوع صفا دلوقتى ونتكلم في موضوع جوازي بس عايزك تحط في اعتبارك شئ واحد مهم إنك خسرت إنسانة لا تعوض.

أشتعلت لهيب الغيرة داخل قلبه وتحدث بإنزعاج:

-بتدافع عنها كده ليه ايه كانت وعداك بحاجة ولا أيه ؟ ما أنا كنت أعمي ومش شايف تستغفلني براحتها .

أتسعت عين أمير بصدمة وصاح موبخاً:

-أيه إلي بتقوله ده أنت أتجننت يا ياسين ولا أيه ؟ دي مراتك يا غبي يعني لو اتعرت أنا إلي أغطيها مراتك إلي حبتك بجد وصانتك وصانت شرفك نبقي دي نظرتك ليها؟ أنت فعلاً كنت أعمي يا ياسين ومازلت أعمي بس مش أعمي البصر أنت أعمي القلب شخص بارد وأناني ومبتحبش غير نفسك أنا قايم ماشي يا ياسين وخليك أنت ماشي وراء دماغك خسرت أمك وخسرت صفا وخسرتني وخسرت إلي أهم مننا أتمني تفوق قبل فوات الأوان لأن مع الأسف أنت إلي هتحاسب علي المشاريب يا أخويا يا صاحب عمري.

نهض أمير وغادر بينما ظل ياسين يؤنب حاله علي غبائه وتسرعه لا يعلم ماذا حدث له فقد تبدل حاله من السئ إلي الأسوأ.

وضع رأسه بين كفيه مستنداً علي الطاولة وداخل عقله صراع كبير لما يأخذ أمير ووالدته صف صفا ولم والده بالاتجاه المعاكس؟ والدته بالفعل طيبة القلب من المؤكد أنها صدقت صفا بعد أن تلاعبت عليها والده يحبه وأهم شئ لديه سعادته من المؤكد أنه لن يكذب عليه أو يحاول خدعه حسناً من المؤكد أنها تلك الصفا يقسم أنه لن يتركها وسيتركها وسيذيقها الويلات بسبب تشتت عائلته بسببها.


الصفحة التالية