-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 35 - 1 - الأحد 15/12/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والثلاثون

1

تم النشر الأحد

15/12/2024



"قد يهبك القدر أفضل منا تمنيت، من علي يقين أن الخير فيما يختاره الله"


مع بزوغ شمس الصباح، كان قد وصل أحمد إلى المشفى هبط من سيارته و استعلم عن مكان تواجدها واستقل المصعد حتى وصل إلى الطابق المنشود، خرج من المصعد وتحرك في الممر ينظر حوله حتى وقع نظره علي ياسين الجالس على أحد المقاعد، تحرك تجاهه بخطى سريعة وهو يناديه بلهفة:

-ياسين.

انتبه الآخر علي صوته وانتفض من جلسته بغضب شديد، ولكم سيطر على غضبه وتحدث بنبرة حادة:

-أفندم حضرتك عرفت مكاني منين وجاي هنا ليه ؟

رد الأخير بصوت متلهف:

-عايز أشوف إبنك يا ياسين تحرمني من إبنك؟ أنا عارف إنك زعلان مني بس ده حفيدي وعايز أشوفه يا ابني ده أمنيتي يا أبني 

رمق والده بعتاب وتحدث بنبرة خاوية:

-أنا مليش الحق أقولك تشوفه أو لأ مع الأسف.

قطب أحمد جبينه بعدم فهم وتسأل بحيرة:

-قصدك إيه يا ابني؟

تنهد ياسين بضيق وأجاب:

-ده من حق أمه وبس يا بابا مع الأسف بإلي أنت عملته فيا ورد فعلي أنا ده كفيل أنه يخلي مليش سلطة علي أبني أما بالنسبة للخلاف إلي بيني وبين حضرتك مش هسامحك يا بابا مش هسامحك أنت وماما علي إلي شوفته بسببكم من رأي تروح لأن وجودك هنا ملوش لازمة.

اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:

-ياسين أنا أبوك مهما أعمل فيك أنا أبوك وهفضل أبوك.

تنهد بحزن وقال:

-أنت فعلاً أبويا ودي حقيقة مفيش منها مفر طبعاً بس من اللحظة إلي اكتشفت فيها غدرك ليا وكذلك عليا فكل الي يربطني بيك إسمك إلي بيتبع اسمي في شهادة الميلاد .

حاول الدفاع عن نفسه بجدية:

-ياسين أنا عارف أن غلطي كبير بس والله كان بدافع مصلحتك.

حرك رأسه بيأس وتحدث بنبرة ذات معنى:

- إيه هي مصلحتي ؟ فاهمني ؟ هسألك سؤال لما أتجوز واحدة تانية زي فريدة واقع في محنة من تاني أنت هتستفاد أيه ؟ أو هتبقي مبسوط كده؟ رد عليا وتديني رد مقنع حالياً لو فلوسي خلصت وأنا متجوز فريدة أول حاجة هتعملها هتطلب الطلاق لكن صفا الوضع معاها غير صفا هتشتغل وهتبقى معايا كتف بكتف صفا لو وحشة فعلا كانت رفضت تتجوزني قبل ما أعمل العملية وأخف وده كان من حقها لا دي وافقت ومعترضتش على كلامك أنه يكون جواز في السر والي أنا فهمت معناه أنت مكنتش حابب حد يعرف أني اتجوزت صفا طيب فيه سؤال محتاجة إجابة منك هو أنا لو كنت مفتحتش كنت هتعمل أيه ؟ لو العملية كانت فشلت وفضلت زي ما أنا كنت هتعمل كده بردوا وتخليني أطلق صفا ؟

حرك رأسه بخزي ورد:

-لأ يا ياسين لو فضلت زي ما أنت كنت هسبها جنبك لأن الوضع ده مكنش هيخلي أي واحدة تربط بيك.

ابتسم بمرارة واسترسل بإيضاح:

-يعني وأنا فيا عاهة كان عادي ولما بقيت كويس ندوس عليها بالجزمة صح ؟ في شرع مين ده ولا يرضي مين ؟ بابا لو سمحت أمشي بجد لأن أنا مش قادر أتكلم أكتر من كده سبني في حالي اظن حياتي اتدمرت بما يكفي وحان الأوان أني أصلح كل حاجة من جديد ولو أنا فعلاً فارق معاك وبتحبني أدعي ليا من قلبك صفا تسامحني عايز أبني يفتح عيونه وسط أبوه وأمه مش وأبوه وأمه كل واحد منهم في طريق.

تحدث بأمل:

-متقلقش هي أصلا ما هتصدق إنك تقولها نرجع لبعض أنا واثق من ده وكمان لما هي ترجع أكيد أمك كمان تسامحني وترجع ليا ونعيش كلنا سوا.

تبسم ياسين ساخراً وأضاف متهكماً:

-بجد ؟ حضرتك بتتكلم جد وجبت منين الثقة أنها هتسامحنى طيب؟

رد الآخر بتلقائية:

-عشان بتحبك واللي بيحب بيسامح يا ياسين.

تهكم ساخراً وقال:

-بجد دلوقتى اعترفت انها بتحبني فعلاً طيب أنا بقى عايزك ترتاح وتبقى مبسوط بخطتك الجهنمية لأنها أجنت ثمارها ولله الحمد إلي عملته فيها كفيل يخليها تكره تسمع أسمي للأبد كفاية كلام أبوس إيدك أنا مش قادر بجد الكلام مش بس واجه قلبي أنا حاسس اني عايز اصرخ بأعلى صوتي يمكن وقتها أرتاح سيبها لربنا هو قادر يصفي النار إلي اشتعلت ومسير الأيام تداوي كسرة قلبنا.

تنهد بحزن وقال:

-ماشي يا حبيبي أنا همشي بس كلامنا لسه مخلصش.

أنهي جملته وغادر بخزي يجر أذيال الخيبة فما صنعته يداه جمع ثماره اليوم وكان هو الخاسر الوحيد لكن لن يستسلم للهزيمة بسهولة ويحارب كي يعيد ياسين وسلوى له من جديد ويتنعم بقرب حفيده الحبيب.

❈-❈-❈

صباحاً استيقظت نور بنشاط آثر استماعها صوت المنبه الخاص بها، نهضت بعزم وارتدت ملابسها وغادرت غرفتها، وجدت والدها يجلس يتصفح جريدته، اقترب منه بمشاكسة وسحبت منه الجريدة،. وألقت التحية على والدها بمرح:

-صباح الفل علي الناس العسل.

رد والدها مداعباً:

-صباح الخير يا بكاشة صاحية بدرى ليه ؟

ردت باستفاضة:

-هروح أطمئن علي صفا وكمان البيبي محتاج يطعم أنا إلي هوديه.

أومأ بتفهم وقال:

-ماشي يا بنتي طيب مش هتفطري ؟

سألت بفضول:

-هي ماما صحيت عملت الفطار ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ نايمة جهزي أنت الفطار ونفطر سوا عقبال ما تصحي.

أعطته الجريدة وهتفت بإزدراء:

-لا يا عم مش عايزة أفطر قال أجهز الفطار قال أنا أكل وبس.

حملق والدها بها بذهول وتسأل:

-يا بت انتِ نفسي أعرف الاكل اللي بتاكليه ده بيروح فين ؟ بتاكلي من هنا وتجويع من هنا حاسس أن معدتك منفدة على الشارع اللي ورانا والله يعني دخول المطبخ مفيش رغم أن كل حياتك أكل في أكل والله الواد أمير صعبان عليا خايف تجوعي بالليل تقومي تأكليه وبعدين تعالي هنا يا بت مش ناوية تتعلمي الطبخ بقي؟

ردت ببساطة:

-يرضيك أتعلم الطبخ والمطاعم تقفل طيب على ايه ؟ لا ننفعهم أحسن بلاش قطع أرزاق.

رفع عزمي يده إلي السماء شاكياً:

-اللهم أني لا أسألك إلا القضاء بل أسألك اللطف فيه روحي يلا وسلامي لصفا وباركي لها عقبال ما نروح أحنا نبارك ليها وبراحة علي الواد مش بتاعنا وكلي كويس قبل ما تشليه يمكن يزغلل عينك وتفتكريه حمامة بالفريك ما أنا عارفك قدام الأكل مش بتشوفي.

جحظت عيناها بصدمة وتسألت:

-ايه ده كله يا حاج أنا لا بنتك علي فكرة مش انت بتعاملني كده ليه ما علينا أنا ماشية محتاج حاجة ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-سلامتك يا حبيبتي خدي بالك من نفسك.

قبلت جبينه بحب وهتفت مودعة بمشاكسة كعادتها:

-حاضر يا حبيبي أسيبك أنا مع المزة إلي جوه بس أوعي تتشاقي يا حجوج وتجيبوا بنوتة تدخلني الجيش.

ركضت سريعاً وفتحت باب الشقة وغادرت قبل أن تصيبها الجريدة التي بيد والدها، بينما ظل هو يتأملها بحب وضحك علي أفعالها الطفولية:

-ربنا يهديكي يا بنتي ويبارك فيكي.

❈-❈-❈

وصل أمير وسلوي المشفي مبكراً فهم لم يناموا سوي ساعة واحدة فقط وبعدها استعدوا وجاءوا إلي المشفي، وجدوا ياسين يجلس على المقعد المعدني ومغمض العينين بتعب، نظرت له سلوي بإشفاق واتجهت له تقوم بهزه برفق:

-ياسين ياسين.

فتح عيناه بفزع وهو يحملق حوله تنهد براحة ما أن وجد والدته بجوار تحدث بجمود:

-صباح الخير.

ردت مبتسمة:

-صباح النور.

تحرك أمير تجاه ياسين وتدراك مستفهماً:

-الساعة ٨ الصبح مش يلا تروح عشان تسجيل الولد ؟ 

أومأ بتفهم وقال :

-تمام بي هناخد الولد معانا نطعمه.

"لا شكراً مستغنين عن خدماتك أنا بنفسي هوديه"



الصفحة التالية