-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 35 - 2 - الأحد 15/12/2024

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والثلاثون

2

تم النشر الأحد

15/12/2024




قالتها نور التي حضرت للتو واستمعت إلى حديث ياسين فقاطعته بحدة وهي تتناول ساندوتش بيدها.

وضع أمير يده على وجهه بحرج، بينما أستغفر ياسين داخله قبل أن يكون بصوت مقتضب:

-شكراً أنا هودي ابني بنفسي.

تجاهلت حديثه وتحدثت بحدة:

-لأ بقى انا إلي هوديه.

تدخل أمير في الحوار مهدئاً:

-ياسين أنت يا دوب تسجل الولد وأحنا هنطعمه هنا في المستشفى في الدور الأول مش هنخرج به التطعيمات اللي بعد كده إلي هتحتاج تجيبه هنا أنت فهمت.

تنهد بارتياح ورد:

-إذا كان كده ماشي بس ياريت تلبس كمامة عشان ريحة البصل إلي بتاكله ميضايقش الولد.

نظر لها أمير شذراً وهتف بحرج:

-تمام.

أستأذن ياسين وغادر، بينما دلفت سلوي إلي الغرفة وظل أمير يرمق نور نظرات مشتعل.

عندما طال صمته ولازال يرمقها بنظراته التي لا تفهم معناها، زفرت بضيق وتسألت:

-مالك بتبص ليا كده ليه أنت هتتحول ولا أيه ؟

اشتعلت عيناه غيظاً وصاح موبخاً:

-أنا خلاص وحياة ربنا جبت آخري منك والله جبت آخري كلام مفيش سمعان كأني مش راجل قدامك عشان تفضلي تقللي مني كده والله أقول أيه عندك يارب من له وبعدين ايه اللي بتاكليه ده سندوتش بصل علي الصبح؟

هزت راسها ببلاهه وردت:

-لأ ده سندوتش مش بالبصل والطماطم من عند عم حسن أبو طربوش .

اتسعت عيناه بصدمة وتسأل بعدم تصديق:

-مش بدودو؟ لا وعليه بصل وطماطم على الصبح على الفطار طيب والعشاء بيكون إيه ؟

ردت ببساطة:

-محشي كرنب فراخ مشوية مكرونة بالبشاميل كده يعني.

رفع يده إلي السماء وتحدث بصوت أقرب للبكاء:

-يارب خفف عنى يارب مش قادر هتشل كده اللهم أني لا أسألك القضاء بل أسألك اللطف فيه.

رمقته بغيظ وقالت:

-قضاء أنا قضاء؟

حرك رأسه بإيجاب وقال:

-أيوة قضاء مستعجل كمان عارفة يا نور أنا حاسس أني بجوازي منك هكفر ذنوبي الجاية كلها يعني أحنا قبل الخطوبة أهو والذنوب كلها اتكفرت علي إيدك مش بعيد إلي جاي يكون حسنات وبس.

ضيقت عينيها وتسألت بتشكك:

-أنت بتتريق عليا صح؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ والله بتكلم جد أنتِ مش حاسة بقيمة نفسك يا حبيبتي.

رمقته شذراً وصاحت موبخة:

-بجد؟ لا يا حبيبي حاسة بقيمة نفسه أنت مستقل بيا السماء كانت بتمطر عرسان بس النفس بقي صعبت عليا وافقت.

فتح عيناه مذهول وردد ساخراً:

-بجد طيب عبيلي خمسة في كيس الله يباركلك.

تساءلت بسذاجة:

-خمسة أيه ؟

رد متهكماً:

-خمس عرسان من إلي السماء تمطرهم يا اخرة صبري خلصي أكل أنا نازل تحت وجاي.

أوقفته مستفهمة:

-نازل تحت رايح فين؟

-رد بإستفزاز:

-رايح أجيب لبان شكلس بالنعناع لحضرتك.

تمتمت بشكر:

-يبقي كتر خيرك وممكن تجيب ليا ليمون بالنعناع أحبس بيه ولو مش هنقل عليك هات ليا باتيه بالقرفة والتفاح،وواحد بالجبنة الرومي، وواحد بالفراولة وكيس شيبسي بالشطة من الكبير بتاع لمة العيلة.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-هو انت عاملة غدوية مع زمايلك ولا أيه ؟

حركت رأسها نافية وأضافت بتعجب:

-عزومة أيه لا طبعاً.

تسأل بحذر:

-مين هياكل الحاجات دي؟

ردت ببساطة كادت أن تصيبه بذبحة قلبية:

-انا هفطر بيهم.

أغلق عينيه وفتحها عدة مرات بعدم إستيعاب وتدراك مستفهماً:

-هتفطري بيهم؟ طيب معلش بس متأخذنيش في السؤال اللي في إيدك ده أيه ؟

وضعت بقية السندوتش في فمها بتلذذ وتحدثت بصوت متحشرج أثر تناولها لكمية كبيرة من الطعام:

-لأ ده مش فطار ده تصبيرة.

تبسم باصطناع وتركها وغادر دون أن ينبس بحرف واحد آخر حتى لا تصيبه تلك البلهاء بسكتة قلبية لا محالة.

❈-❈-❈

ظلت تنظر في أثره حتى أختفي من أمامها وفتحت حقيبتها وأخرجت زجاجة مياه تجرعت منها حتى ارتوت، وبعدها أغلقت الزجاجة ووضعتها في الحقيبة مرة أخري، وأخرجت "علكة النعناع" ووضعتها في فمها بتلذذ وهي تبتسم بظفر:

-فاكر أني مش معايا لبان بالنعناع لا ده انا عاملة احتياطاتي. 

اتجه الى الباب وطرقت الباب بمرح كعادتها ودلفت الغرفة ببشاشة:

-صبح صبح يا عم الحج صباح الخير يا قوم. 

رد الجميع عليها بإبتسامة:

-صباح النور. 

اقتربت نور من الصغير في مهده تقبله بحب:

-قلب خالتو أنت يا ناس. 

حملته بخفة  وعقبت:

-هروح أنزله ياخد التطعيم .

تساءلت سلوى  بهدوء :

-أمير هينزل معاك ولا بره؟

ردت بتلقائية:

-لأ ده راح يجيب ليا فطار. 

اتسعت عينا سلوى بصدمة :

-فطار أمال كنتِ بتاكلي أيه من شوية؟

قلبت عينيها بضجر وقالت:

-في أيه يا جماعة تصبيرة بعد إذنكم. 

آخذت الصبي وغادرت بينما ابتسمت سلوى بقلة حيلة وقالت :

-ربنا يهديكي بس قلبي حاسس إنك أنتِ إلي هتسعدي أمير وتعوضيه عن اللي شافه.

أيدت صفا حديثها:

-نور جميلة جداً وطيبة قلباً وقالباً.

ابتسمت سلوى وعقبت:

-متتغيرش عنك يا بنتي. 

انتبهت إلي شئ وأضافت:

-صحيح يا بنتي نسيت أقولك أمير بيسلم عليكي كان عايز يدخل يبارك ليكي ويطمئن عليكي بس جوزك عامل حظر تجول منه يدخل. 

صححت صفا بتنبيه:

-طليقي. 

غام الحزن على قلوب الآخري وتسألت:

-ياسين بيحبك يا صفا علي الأقل اديه فرصة تانية. 

تجاهلت حديثها وتهكمت قائلة:

-وأنا لو كنت بنت حضرتك ده كان هيبقى بردوا كلامك؟ 

رمقتها بعتاب وقالت :

-هو أنتِ مش زي بنتي وأغلي كمان يا صفا؟ أنا سيبت ياسين يا بنتي ووقفت جنبك وفي ضهري. 

تدخلت والدتها ملطفة:

-معلش يا أم سلوى متزعليش منها هى مش قصدها أنت عارفة صفا. 

هتفت بخجل :

-أنا أسفة بجد مكنش قصدي بس صعب جداً أني أنسي علي الي ياسين عمله وأبدأ من جديد. 

تنهدت الأخرى بقلة حيلة وقالت :

-ربنا يقدم اللي فيه الخير. 

بعد قليل عادت نور ومعها الرضيع ووضعته بمهده واستأذنت منهم كي تذهب إلى عملها، وأوصلها أمير بعد أن عاد حاملاً الإفطار للجميع.

❈-❈-❈

في سيارة أمير يقود سيارته بصمت ومن حين إلي حين ينظر إلى نور بغيظ. 

تساءلت بنفاذ صبر:

-نعم هتفضل كل شوية تبص ليا بصة القط والفار دي؟

تنهد بضيق وقال :

-نور أنا زعلان منك بجد. 

رمقته بعتاب وقالت :

-ده كله عشان ساندوتش مش ببصل تصبيرة ولا عشان شوية الحاجات اللي جبتها للفطار علي فكرة أنا هديك حقها. 

توقف بالسيارة فجأة مما جعلها تصطدم بالأمام، بينما صاح بعدم تصديق :

-أنتِ بتهزري صح؟ أنا هزعل عشان الهبل ده ؟ أنا زعلان يا هانم عشان أنتِ مش بتسمعي كلامي وياريت كده وبس لا عديت موقف إمبارح جاية الصبح بردوا تقفي قصاد ياسين كأن كلام إمبارح مش فارق معاكي ولا سمعتي من الأساس يا بنت الناس. 

ردت بتبرير :

-ابن خالتك اللي مستفز بقي ويستاهل أكتر من كده كمان. 

تنهد بضيق وقال :

-افهمي يا نور طريقتك غلط مينفعش تعلي صوتك علي راجل ياسين ساكت عشاني وماسك أعصابه بالعافية لكن لو فقد أعصابه في مرة يبقي أيه العمل يا بنت الناس أنا أكيد مش هسكت وهنشد سوا. 

قاطعته بملاطفة:

-متحرمش منك يا بعلي.

اتسعت عيناه بصدمة وقال :

-بعلك لا إله إلا الله ربنا يهدي يارب لأن خلاص شوية وهروح العباسية. 

تساءلت بسذاجة :

-هتروح العباسية ليه؟ وراك حاجة؟ 

تبسم ساخراً وعقب :

-أه عندي معاد هروح علي إيدك مستشفى المجانين يا حبيبتي. 

أكمل قيادة السيارة وهو يندب حظه بينما هي على وجهها إبتسامة بلهاء. 


آخذ نفس عميق وأوقف سيارته جانباً ونظر لها بعمق قبل أن يتحدث:

-نور أنتِ بتحبيني ؟


نظرت له بتهكم:

-بجد هو ده سؤال ولا إجابة؟


تبسم بهدوء وعقب:

-ده سوال يا نور ؟


رمقته بعتاب وقالت:

-أنت عندك شك في حبي ليك يا أمير ؟ أكيد يعني لو مكنتش بحبك مكنتش هرتبط بيك يعني مش محتاجة ذكاء.


زفر بحدة:

-نور أنا مش بهزر انا بتكلم جد والله.


ردت ببساطة:

-وأنا كمان بتكلم جد لو أنا مش بحبك هرتبط بيك ليه مثلاً ؟


رفع كتفيه بقلة حيلة:

-مش عارف يا نور مش عارف.


ضيقت عينيها واستفسرت:

-في أيه بالظبط يا أمير لهجتك مش عجباني حاسة إنك مخبي حاجة عني.


نفي سريعاً:

-لأ طبعاً هخبي أيه بس المشكلة أني تعبت بجد يا نور حاسس إنك بعيدة عني.


أشارت إلي نفسها بذهول:

-أنا بعيدة عنك ؟ ايه اللي خلاك كده احنا مخطوبين وخلاص كلها شوية ونتجوز وكل يوم والتاني خارجين سوا ايه بقي اللي حاسس إني أنا بعيد أنا ناقص أروح معاك بيتكم؟!


تبسم على خفة ظلها وقال:

-أنتِ مش فهمتني يا نور.


تنهدت بنفاذ صبر وقالت:

-طيب يا سيدي فهمني انت عايز توصل لإيه؟


نظر في عينيها بعمق وتسأل:

-أنتِ بتحبيني فعلاً بس خايفة من الحب ده خايفة نبقي تجربة ثانية من صفا وياسين ؟ صح من غير ما تكدبي وتقولي لأ أنا شايفها في عينك دائماً يا نور رغم أننا أتكملنا كتير في الموضوع ده وفهمتك وهفهمك تاني أنا بحبك يا نور وأنا غير ياسين وأظن دلوقتى شايفة ياسين ندم إزاي وأنا واثق أن صفا هتسامحه وتديه فرصة في يوم من الأيام عشان هي بتحبه خلينا ننسى صفا وياسين ونفكر في نفسنا وبس ننساهم بمعنى أننا منربطش نفسنا بيهم احنا قصة وهما قصة فهماني يا نور؟


تنهدت بشرود:

-فهماك.


تبسم بهدوء وأكمل قيادة بينما هو وظلت هي شاردة في ملكوتها الخاص تفكر في ما قاله.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة