رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 39 - 1 - الأربعاء 25/12/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع والثلاثون
1
تم النشر الأربعاء
25/12/2024
"ويهوي القلب ما هوي، فليس علي القلوب سلطاناً يمنع ما هوي"
كان يجلس في مكتبه يظهر عليه معالم التعب والإرهاق، استمع إلى صوت الباب، عاد بظهره إلي الخلف وتحدث بنبرة حادة:
-أدخل.
فتح الباب ولج ياسين المكتب، شحب وجه الآخر ونهض سريعاً يضم ياسين بلهفة، ضمه ياسين بهدوء، ابتعد عنه وتحدث بإشتياق:
-وحشتني أوي يا ياسين مش ناوي ترجع بيتك؟
تسأل ياسين بهدوء:
-ليه روحت عند صفا؟ يا بابا ليه مصر تعمل بينا حواجز كل يوم و التاني ؟
رد بارتباك:
-روحت أشوف حفيدي يا ياسين أنت رفضت أني أشوفه من غير إذن أمه وأنا روحت أهو عشان أشوفه بإذنها زي ما أنت قلت ولا أنا ممنوع أشوفه؟
رمقه ياسين معاتباً وقال:
-لا مش ممنوع تشوف حفيدك طبعاً يا بابا بس أنا بتكلم عن اللي حصل هناك ؟ بابا أنا لسه مصدوم من كل إلي حصل ليه حضرتك بدل ما تحاول تلم الموضوع والفجوة إلي بينا تقل لي تخليلها تزيد ليه بتزود الجفا والمشاكل ما بينا وما بين صفا أكتر ؟
تحدث بتبرير:
-أنا كان قصدي اضغط عليها عشان ترجع ليك يا ياسين.
اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:
-بجد بابا حضرتك شايف كده إنك تضغط عليها ؟ بابا أنا وصلت لقبت صفا مغمى عليها وحضرتك مديت إيدك عليها كمان ؟! بابا يا حبيبي أنا وثقت فيك وصدقت وفي الآخر أيه ؟ بيتي أتخرب طلقت مراتي وقسيت على الإنسانة الوحيدة اللي وقفت جنبي في مرضي لا وخلتني اتخطى الي فات وأحس إني راجل بجد بعد إلي عملته فريدة فيا وداست عليا بكل جبروت لأ وكمان روحت اتفقت عليا مع فريدة عشان أرجعها وتبعد صفا عني أكتر انسانه وقفت جنبي وساعدتني دوسنا عليها وذبحناها بدم بارد يا باب.
آخذ نفس عميق واستطرد بإيضاح:
-بابا أنا هكتب كتابي علي صفا بالليل إيه رأيك تيجي وتحاول تصفي النفوس وكمان تحاول تصالح ماما؟ حضرتك حابب تبدأ من جديد ولا لأ حابب ترجع لماما ولا حابب المال والجاه هما الي هيفضلوا معاك وبس الكورة في ملعبك يا بابا أنت لوحدك إلي هتختار المرة دي حابب تبدأ صفحة جديدة معانا ولا لأ أنا عايز أوضح ليك حاجة ان الي حضرتك عملته النهاردة قدر يكسر الحاجز بيني وبين صفا حضرتك والدي إلي طول عمري بحبك وبحترمك وبسمع كلامك بس أنت فعلاً وجعتني أوي يا بابا بس أنا هعتبر أن كل إلي حصل ده عشان أنت بتحبني فعلاً زي ما حضرتك قولت ومستعد أنسي وأبدأ من جديد بس علي شرط واحد أن حضرتك تثبت ليا ده يا حبيبي يعني تعامل صفا كويس وتصالح ماما هي كمان بس عشان ده يتنفذ لازم حضرتك تركن الفلوس على جنب الفقر مش عيب والشغل مش عيب وأظن حضرتك شوفت حصل ليا أيه من فريدة وعلي فكرة فريدة رجعت مصر تاني وحكت ليا الي حصل كمان وأن حضرتك إلي جبت ليها المخدر نفترض أن أنا كنت موت وقتها حضرتك كنت هتعمل أيه ؟ مش بس دمرت حياة إبنك الوحيد لأ كنت هتبقى السبب في موتي يا تري كنت هتقدر تعيش بعدها وتكمل عادي ؟
امتعض وجه أحمد وتحدث بتبرير:
-أنا كان قصدي سعادتك يا أبني أكيد مكنتش هفكر لواحد في المئة حتى أني أذيك أو أوجعك بس الغبية فريدة هي إلي شغلت دماغها وحصل الي حصل معاك والحمد لله أنت بخير حالياً وده هو المهم يا حبيبي.
قاطعه ياسين بحزم:
-أنسي يا بابا كل حاجة زي ما أنا همشي وخلينا نبدأ من جديد حضرتك هتقدر تنفذ ده كتب كتابي أنا وصفا النهاردة في شقتهم لو هتقدر تبدأ من جديد معانا هستناك النهاردة بإذن الله عشان تفرح بابنك وتشوف حفيدك "محمد" بعد إذنك يا بابا.
غادر ياسين، بينما جلس الآخر على مقعده بشرود يفكر في حديثه بجدية.
حك أحمد ذقنه بشرود وقال:
-اه ياسين أه على وجع قلبي من فراقك وفراق امك حتى حفيدي إلي فضلت أحلم به طول عمري خسرته هو كمان بس لأ مش هسمح ليكم تبعدوا عني أكتر من كده مش هضيع سنين عمري على الفاضي وأنتوا بعيد عن حضني.
❈-❈-❈
"صباح الخير يا صفا"
قالتها والدة صفا التي استيقظت من نومها في التو، انتبهت لها صفا وتحدثت مبتسمة:
-صباح النور يا ماما صحي النوم.
رمقتها الآخري بعتاب وقالت:
-الساعة ١٢ سبتيني أنام كل ده ليه يا بنتي بس؟
ردت بتبرير:
-حضرتك بقالك فترة مش بتنامي يا حبيبتي كويس قلت أسيبك ترتاحي.
دارت بنظرها نظرة سريعة في المكان وتسألت:
-ياسين مشي؟
أومأت بالإيجاب:
-أيوة يا أمي مشي من بدري قمت حضرت ليه الفطار قبل ما يمشي.
ابتسمت بارتياح وقالت:
-متتخيليش فرحتي بيكي كانت ازاي ربنا يوفقكم يا بنتي ويهدي سركم يارب العالمين.
أمنت على دعائها:
-اللهم أمين يارب العالمين صحيح بعد الظهر ياسين هيجي ياخدني نجيب فستان جديد لكتب الكتاب أنا رفضت بس هو آثر وكمان كنت حابة أروح المستشفى لدكتور عصام حابة اعزمه ويكون هو وكيلي تاني.
أيدتها والدتها:
-عندك حق يا بنتي هو راجل محترم وشهم كمان صحيح عايزين نجيب جاتوهات وعصاير.
أومأت بإيجاب:
-اطمئني أنا طلبت ده كله و هيوصل بعد العصر وكمان طلبت حاجات من السوبر ماركت جهزت صواني مكرونة بالبشاميل علي التسوية وجلاش كمان وفراخ بانيه وكفتة ده كله جاهز علي التسوية لما مودي نايم مش هيتعبك بإذن الله وأنا مش هتأخر عليكي.
عاتبتها والدتها:
-عملتي ده كله وأنا نايمة ؟ حرام عليكي يا بنتي ليه كده بس المفروض ترتاحي أنتِ لسه نفسة.
تبسمت بحب وقالت:
-بالعكس أنا مش تعبانة خالص يا أمي الحاجة وأنتِ بتعمليها بفرح وسعادة الناس بتحبيها مش بتعب فيها يلا هقوم اجيب ليكي الفطار وأرضع مودي وأغير ليه وأمشي حضرتك محتاجة حاجة من بره؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ يا حبيبتي سلامتك خدي بالك من نفسك وبلاش حركة كتير عشان متتعبيش ماشي ؟
ردت بإيجاب:
-حاضر يا قلبي مودي لو جاع هتعملى ليه رضعة عقبال ما أرجع.
أومأت بتفهم:
-يا بنتي متخفيش يعني أنا مش هعرف أتصرف معاه يا بت وأنتِ هتعلميني ؟ ده أنتِ يا موكوسة يا دوب لسه متعملة تغيير البامبرز من يومين روحي روحي شوفي راحة فين.
❈-❈-❈
يجلس في سيارته منتظراً خليلة الروح، وهو من حين لآخر ينظر تجاه العقار ينتظر خروجها، وها قد هل القمر في ليلة تمامه، وهو يراها تقترب منه وتتهادي في خطواتها نحوه، والابتسامة تزين صغرها، هبط سريعاً واتجه إليها لإستقبالها وهو ينحني بجسده بطريقة مسرحية:
-وها قد وصلت سمو الأميرة بعد طول إنتظار.
تبسمت بحب وهتفت بدلال:
-نأسف للتأخر يا مولاي.
غمز بخفة وعقب:
-قلب مولاي أنتِ يا برنسس.
اتجه إلي السيارة وفتح لها الباب وأشار لها بالدخول:
-أتفضلي يا قلبي .
استقلت السيارة وردت بحب:
-شكراً يا أميري.
تبسم بحب وقال:
-العفو يا قلبي.
اتجه إلي الجهة الأخري واستقل مقعد القيادة وبدأ في قيادة السيارة متجهاً إلى وجهتهم.
بعد ساعة في إحدى المولات الشهيرة وتحديداً في أتيليه مخصص لفساتين السهرة وقع إختيار ياسين علي فستان من الشيفون من اللون الأحمر كاب ويصل إلي ما فوق الركبة أشار إليه بإعجاب:
-ايه رأيك في ده يا صفا؟
اتسعت عيناها بصدمة وتسألت بعدم فهم:
-وأعمل إيه به ده؟
رد ببساطة:
-هتلبسيه يا قلبي ودي محتاجة سؤال يعني ؟
تهكمت قائلة:
-بجد ؟ ياسين أنت بتهزر صح؟ شكلك نسيت أني محجبة.
رمقها معاتباً وأضاف متهكماً:
-يا آخرة صبري الفستان هنجيبه و هتلبسيه بس ليا أنا وبس وحتي لو أنتِ مش محجبة إستحالة أخليكي تلبسي فستان زي ده من الأساس.
سألت بفضول:
-بس طليقتك مكنتش محجبة وكانت بتلبس علي مزاجها أشمعني ؟