-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 41 - 1 - السبت 28/12/2024

  


 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والأربعون

1

تم النشر السبت

28/12/2024



"هل سيتنهي الحزن وتحل السعاد، أم أنها هدنة والحزن عائد من جديد"

مر باقي اليوم سريعاً وها قد غابت شمس النهار وحل المساء، كانت تقف صفا أمام المرآة تتأمل نفسها في ثوب عقد القران بينما تقف والدتها خلفها تضع يدها فوق رأسها تحصنها بأيات الذكر الحكيم والدمع تتجمع في مقلتيها، جذبت صفا يدها وقبلتها بحب:
-ربنا يخليكي ليا يا أمي وميحرمنيش منك يارب العالمين.
تبسمت الآخري بحنان:
-ربنا يبارك فيكي يا قلب أمك ويكمل فرحتك علي خير يارب يا قلب أمك ويعوضك صبرك خير بإذن الله ويبارك في ابنك ويفرح قلبك بن.
أمنت على دعائها وهتفت بحب:
-يارب يا أمي يارب ويبارك ليا فيكي وميحرمنيش منك يا غالية كل إلي انا وصلت ليه من خير وفرحة ده من دعاكي ليا ورضاكي عني يا ست الكل ربنا يطول في عمرك ويديكي الصحة لغاية ما تتجوزي مودي يارب العالمين.
مازحتها هناء قائلة:
-أجوز مودي مرة واحدة يا بنتي أنا كفاية عليا جوزة أم مودي وعيونى شافت مودي كده أموت وأنا مرتاحة ومطمئنة عليكي يا حبيبتي.
وضعت صفا يدها سريعاً فوق فمها:
-بعد الشر عنك يا ست الكل.
تبسمت بهدوء وقالت:
-الموت مش شر يا بنتي الموت مصير محتوم.
رمقتها بعتاب وقالت:
-طيب وأنا هعمل أيه لو لقدر الله حصل ليكي حاجة ؟ هو أنا ليا غيرك يا ست الكل ؟
تبسمت والدتها بحنان وعقبت:
-عندك جوزك وإبنك ربنا يبارك فيهم ليكي وعندك ربنا إلي احسن مني ومنهم يا قلب أمك امسحي دموعك وفرفشي كده يا عروسة ولا عايزة العريس يجي يلاقيكي معيطة يقول غصبنها على الجوازة بقي؟
قطع حديثهم طرق الباب، تحدثت هناء موضحة:
-هروح أفتح أنا يا قلب ماما هتلاقي العريس مستعجل هو.
رفضت بلهفة بعد أن جففت دموعها سريعاً:
-هفتح أنا يا ماما.
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ طبعاً أنتِ عروسة يا بنتي والمفروض ترتاحي خليكي أنت ِ.
ذهبت والدتها وفتحت الباب وجدت سلوى رحبت بها بحفاوة وأشارت لها بالدخول.
تساءلت سلوى بلهفة:
-عروستنا الحلوة فين ؟ وحبيب نانا فين ؟
تبسمت الآخري بحب وقالت:
-الولد نايم وصفا في أوضتها.
تساءلت سلوى بلهفة:
-ينفع أدخل ليها؟
ردت الآخري بلهفة:
-أيوة طبعاً ودي محتاجة سؤال.
دلفت الآخري وما أن وصلت إلى مدخل الغرفة ورأتها ابتسمت بحب وتمت:
-بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن تعالي في حضني يا بنتي.
خجلت صفا وتحركت تجاهها بتوتر فجذبتها الأخري لأحضانها بحنان:
-مبارك يا بنتي ربنا يجعل عوضك خير يارب.
أمنت على دعائها وهتفت بحب:
-يارب يا ماما يا رب.
أبعدتها الآخري بفرحة وتسألت:
-ماما ؟
ردت صفا بخجل :
-أحم لو مكنش يضايق حضرتك.
رمقتها معاتبة وقالت:
-اخص عليكي أضايق ده يوم المنى بس مامتك ممكن تتضايق؟
قاطعتها الأخيرة:
-أضايق ليه بس يا حبيبتي أضايق ده لو أنتِ لا سمح الله بتعاملي بنتي وحش لكن أنتِ من وقت ما شوفتي بنتي وقبل ما تبقى مرات إبنك وبتعامليها أحسن معاملة يبقى أشيلك فوق رأسي كمان.
ربتت الأخري علي ظهرها ممتنة:
-تسلمي يا أم صفا ربنا يديم المحبة يارب وصفا دي بنتي مش مرات أبني.
قطع حديثهم بكاء الصغير، ركضت سلوى تجاهه وهي تقول:
-حبيب نانا صحي.
حملت الصغير بين أحضانها وهي تقبله بحب :
-حبيبي تيته يا ناس كبرت يا قطتي أنت ربنا يبارك فيك يا قلبي وأفرح بيك أنت وأخواتك يارب.
تبسمت صفا وتسألت:
-أخواته ؟
أومأت بتأكيد:
-أيوة أخواته ياسين أتربي وحيد أنا عايزة خمس ست أحفاد كده ألعب بيهم .
اتسعت عين الآخري بصدمة:
-خمسة ستة هههههههههههه قولي واحد كمان ويبقي ألف حمد وشكر علي كده.
سلوى بدعابة:
-لما نشوف يا بنتي.
❈-❈-❈
آذنت العشاء وقد وصل أمير وعائلة نور وكذلك دكتور عصام، ولكن لم يأتي ياسين أو المأذون مما جعل القلق يساور قلب صفا وتحاول مهاتفته لكن كانت الصدمة هاتف ياسين مغلق.
رمقتها نور بقلق وتسألت:
-لسه مغلق يا صفا؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة أنا خايفة يا نور تفتكري دي لعبة من ياسين ؟
جعدت الأخري جبينها بحيرة وتسألت :
-لعبة ازاى مش فاهمة ؟ صفا في أيه ؟
تهاوت بجسدها علي الفراش والدموع تنهمر فوق وجنتيها:
-مش عارفة يا نور مش عارفة تفتكري ياسين كان بيلعب بمشاعري تاني ؟
ضمتها الآخري بلهفة وقالت:
-إهدي يا نور وتفائلي خير يا حبيبتي أن شاء الله خير يمكن الموبايل فصل شحن.
رمقتها بأمل وتسألت:
-طيب الموبايل وفاصل هو اتأخر ليه ؟
أجابت بتوتر:
-يمكن الطريق زحمة.
ابتسمت بمرارة واسترسلت بإيضاح:
-نور أنتِ مقتنعة بكلامك ده يا بنت الناس ؟ أخرجي يا نور ياسين مش جاي وياريت تخلي الناس تمشي.
قالتها و استلقت على الفراش وتمددت في وضع الجنين.
ربتت نور علي ظهرها بحنان وخرجت إلي البقية وكان الوضع لا يختلف.
❈-❈-❈
نهضت سلوى بقلق وتسألت:
-خرجتي ليه وسبتي صفا؟
ردت بتوتر:
-هي خرجتني يا طنط عايزة تنام ومنهارة من العياط ياسين أتأخر وتليفونه مغلق بتقول يبقي مش جاي.
حركت رأسها يميناً ويساراً برفض وقالت بإصرار:
-ياسين جاي ياسين بيحب صفا وهيجي أنا واثقة في أبني.
تدخل عزمي والد نور وقال:
-طيب تعرف الفندق اللي هو قاعد فيه ؟ روحي ليه يا أمير يا أبني وطمنا.
رد أمير بأسف:
-مع الأسف معرفش.
دمعت عين والدة صفا وهتفت بدموع تأثراً بحال طفلتها التي لازالت تتجرع من الحزن أطناناً:
-يا قلبي عليكي يا بنتي دايماً فرحتك مكسورة هقوم أشوفها.
أوقفتها سلوى برفض:
-لا خليكي سبيها ترتاح ياسين جاي أبني جاي باذن الله.
قاطعهم صوت رنين الباب، لمعت عين سلوى بفرحة:
-ياسين جه الحمد لله.
نهض أمير يفتح الباب وسط ترقب الجميع وكانت الصدمة للجميع فمن كان الطارق سوي أحمد.
اتسعت حدقتي أمير مردداً بعدم إستيعاب:
-عمي أحمد؟
حمحم بإحراج وقال:
-ياسين قالي أنه كتب كتابه على صفا النهاردة وأنا جاي حابب أبدا صفحة جديدة وأعتذر لصفا.
كان الحوار علي مرأي ومسمع من الجميع مما استدعى سلوى تتسأل بلهفة:
-ياسين هو كلمك أمتي؟ 
تحدث بحيرة:
-الصبح هو في إيه بالظبط ؟
أشار له أمير بالدخول دلف وتسأل بعدم فيهم:
-ياسين فين هو أنتوا كتبتوا الكتاب ؟
رد أمير برفض:
-لأ مع الأسف يا عمي ياسين مختفي وتليفونه مقفول المفروض كان وصل من بدري بس العشاء أذنت من ساعة ولسه موصلش.
داعب القلق قلب أحمد علي نجله وتسأل:
-هو فعلاً قال ليا كتب الكتاب بعد العشاء.
ألتفت الي والدة صفا وتحدث بخجل:
-أنا أسف علي إلي حصل يا أم صفا أنا جاي دلوقتي أعتذر ليكم وأبدأ صفحة جديدة معاكم.
تهكمت والدة صفا بمرارة:
-مش لما إبنك يجي ونفتح صفحة جديدة فعلاً مع الأسف شكلنا وصلنا لنقطة آخر السطر وبنتي هي إلي حياتها أتدمرت وقلبها أتكسر تاني.
تحدثت سلوي بإصرار:
-ياسين جاي سامعين أبني جاي أنا واثقة ومتأكدة من ده.
❈-❈-❈
تخطت الساعة العاشرة مساءً وياسين لم يأت بعد والجميع يجلس في حالة من الترقب، بينما العاشقة الحزينة فما زالت تتمدد علي فراشها بجسد هاوي تشعر أن الروح فارقتها، تاركة خلفها جسد متفاني.
نهض أمير بتوتر وقال:
-كده مش هينفع أنا هنزل أدور عليه.
أيده أحمد هو الآخر ونهض بعزم:
-وأنا جاي معاك.
تحركوا سوياً إلي باب الشقة، فتح أمير الشقة وكانت الصدمة ياسين يقف بوجه ممتلئ بالجروح يده اليسري مجبرة وحلته التي يرتديها ممزقة وممتلئه بالأتربة.
اتسعت عين أمير بصدمة وتسأل:
-ياسين أيه إلي حصل ؟
رد بصوت واهن:
-مش وقته يا أمير.
تنحي جانباً وأشار إلي المأذون أن يدلف:
-أتفضل يا شيخ.
مرء الشيخ برفقة أمير، بينما خرج أحمد بقلق يتفحص نجله:
-ياسين أنت كويس أيه اللي حصل يا أبني ؟
تبسم بوهن وتحدث بنبرة واهنة:
-أنا بخير اطمئن.

" في الداخل "
ما أن رأي البقية أمير وهو يدلف برفقة المأذون حتى انتفضت سلوي بفزع ما أن رأته وظهر ياسين وهو يدلف مستنداً على والده بحالة يرثى لها، ركضت نحوه بصدمة:
-ياسين أنت كويس أيه إلي حصل يا أبني؟
ضمها بحب وقال:
-إهدي لو سمحتي أنا بخير أهو حادثة بسيطة.
نظر حوله بترقب وجد الجميع بإستثنائها، مما جعل القلق ينهش قلبه ويتسأل بلهفة:
-صفا فين يا أمي ؟
التفت بنظراتها إلى الغرفة التي تقطن بها وأجابت:
-في أوضتها.
تدخلت والدتها في الحوار قائلة:
-حمد الله علي سلامتك يا أبني أقعد أرتاح.
تحدث بضعف:
-ممكن تنادي صفا عشان نكتب الكتاب وقتها أرتاح فعلاً.
أومأت بالإيجاب وما كادت أن تذهب إلى الغرفة حتى فتح الباب وطلت منه مالكة الفؤاد.

الصفحة التالية