-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 42 - 1 - الأحد 29/12/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني والأربعون

1

تم النشر الأحد

29/12/2024


"الثقة عندما توضع فمن يستحق، فستكون أنت الفائز"


رفع يدها بحب وقبلها:

-الحمد لله إنك بقيتي مراتي وعلي أسمي من تاني حتي لو موت مش هيفرق معايا غير إنك هتبقي مراتي في الآخرة يا صفا ده المهم عندي متكونيش لراجل غيري يا قلب ياسين من جوه .

وضعت يدها علي فمه فوراً وتحدثت موبخة:

-بعد الشر عنك أيه إلي اللي بتقوله ده ؟ ولقدر الله أنت لو حصلك حاجة تفتكر هقدر أعيش من غيرك ؟ يعني أنت وماما تقولوا نفس الكلام في يوم واحد ؟ لأ وكمان مش في أي يوم في يوم كتب كتابنا إلي أنت يعتبر ربنا نجاك من الموت بأعجوبة ياسين أنا خايفة بجد خايفة أكون عملت حاجة غلط او ذنب وربنا بيعاقبني أنا خايفة اخسرك أو أخسر ماما أو أبني أنا بجد تعبت ومش هقدر استحمل اي حاجة وحشة ممكن تحصل ليكم 

ضمها بحب واستكانت الأخري علي صدره وأردف هو بحنان:

-خلاص أنسى أي حاجة ومتفكريش في أي حاجة الي ربنا عايزه هو إلي هيكون يا قلب ياسين من جوه والمهم دلوقتي أننا سوي الحمد لله وربنا جمعنا في الحلال من تاني بس أنا زعلان منك أوي يا صفا مع الأسف.

رفعت رأسها بحيرة وتسألت:

-زعلان مني أنا ليه يا حبيبي؟

ضربها بخفة أعلى رأسه وعقب معاتباً:

-أيوة للدرجة دي أنتِ معندكيش ثقة فيا قلبك طاوعك تشكي فيا أني مش هاجي قلبك طاوعك يشكك في حبي ليكي أخص عليكي يا أم مودي أنا زعلان منك خالص مالص؟

عضت على شفتيها بخجل وهتفت متهربة:

-حقك عليا بس مع الأسف أنا مكنتش قادرة أفكر في حاجة قلبي كان مكسور وبس مش متخيلة انك ممكن تسبني وتباعدت حسيت وقتها أني في كابوس وروحي بتنسحب مني يا حبيبي غصب عني وحقك عليا.

قطع حديثهم طرق خافت على باب الغرفة.

نهضت معللة:

-هشوف مين.

أومأ بتفهم، اتجهت  بهدوء وفتحت الباب وجدت والدتها تحمل طفلها الباكي، هتفت الأخري بخجل:

-أسفة يا بنتي عمال يعيط شكله جعان يا حبيبتي.

بسطت ذراعيها وأخذته منها برفق:

-ولا يهمك يا ماما.

تساءلت الأخري بفضول:

-ياسين صاحي؟

أومأت بإيجاب:

-أيوة لسه صاحي.

استطردت والدتها بإضافة:

-طيب أنا هجهز ليكم الأكل عقبال ما ترضعي الولد انتِ مأكلتيش وهو كمان يا كبد أمه هتلاقيه هفتان.

ردت ممتنة:

-تسلمي يا أمي ربنا يبارك ليا فيكي تعباكي دائماً..

تبسمت بحب وهتفت معاتبة:

-تعب أيه بس يا بنتي روحي رضعي الولد يلا.

اغلقت الباب بحذر، وعادت إلي الفراش، تبسم بإتساع ما أن رأي طفله، بسط يده كي تحمله، لكنها رفضت معللة بخجل:

-هو عايز يرضع.

جلست على طرف الفراش وأعطته ظهره، مما جعل الآخر يتعجب:

-أنتِ قاعدة كده ليه ؟

ردت بخجل:

-هرضع الولد.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل مستنكراً:

-طيب ما تقعدي عدل يا ماما أنا جوزك علي فكرة؟!

ردت بخجل:

-سبني علي راحتي بقي.

هز رأسه بيأس ورد:

-ربنا يهديكي وتعدي المرحلة دي علي خير.

تبسمت بخجل وبدأت في إرضاع طفلها الذي بدأ تناول الحليب بجوع ونهم.

 ❈-❈-❈

في منطقة نائية غير أهل بالسكان، يحيطها الظلام من كل إتجاه صوت طلق ناري قطع سكون الليل يتبعه صراخ مدوي.

"بقي أنت يا حقير كنت هتموت أبني"

صاح الآخر بتألم وهو يضع يده علي نزيف قدمه:

-يا باشا مكنش قصدي والله حضرتك قولت أعطله بأي طريقة عشان ميروحش مكنش قدامي غير أني أقطع فرامل العربية.

لم يكن رد الأخري سوى ركلة قوية في قدمه في نفس مكان الجرح تحديداً:

"تقوم تقطع الفرامل يا غبي عشان يعمل حادثه ويموت أقسم بالله لو أبني كان حصله حاجة مكنش هيكفيني فيك عائلتك كلها.

اقترب منه راجله الوفي وذراعه الأيمن نصار:

-كفاية كده يا باشا خلينا نمشي.

رمقه أحمد شذراً:

-أنت غبي يا حيوان أنت رد عليا كنت عارف إنه هيعمل كده؟

رفع يده سريعاً لأغلي بإستسلام:

-لأ يا باشا والله ما ليا دعوة.

نظر إلي الآخر بغل وقال:

-حضرتك إلي اختارته يقوم بالمهمة دي لكن لو سبتها ليا كان هيبقي الوضع غير.

تهكم ساخراً وعقب:

-يا سلام يا خفيف وكنت هتعمل أيه ما العينة بينة أهيه، نطق الأخيرة وهو ينظر إلي المزجي أرضاً شذراً.

رد الآخر بمكر:

-وأنت هتقارني أنا بالبأف ده يا باشا ؟ هي حبايه منوم في فنجان قهوة وخلصت الحكاية.

تبسم بإعجاب:

-هايل بتعرف تفكر مش زي الحمار التاني يلا خده وديه أي مستشفي.

أومأ بطاعة:

-أوامر حضرتك يا باشا بس عندي سؤال صغير.

رد الآخر بنفاذ صبر:

-سؤال أيه ؟

"هو ليه حضرتك روحت كتب الكتاب من الأساس طالما أنت رافض أصلا"

سؤال تفوه به نصار بحيرة، مما جعل الآخر يرمقه شذراً قبل أن يقول:

-أنا رافض الجوازة أه لكن عشان أقدر أرجع ياسين لصفا من تاني لازم أبين له أني موافق وأحاول أقرب منه من تاني عشان أقدر أكسب ثقته فهمت؟

أشاد الآخر بإعجاب:

-أستاذ ورئيس قسم يا باشا صحيح على رأي المثل دماغ شغالة مش بتنام.

رمقه شذراً وتحرك مغادراً المكان، بينما اتجه نصار إلي صديقه المزجي أرضاً وقام بمساندته لكي ينقله إلي المشفي. 

 ❈-❈-❈

ما أن أغلقت باب الغرفة، نهضت سلوى علي الفور واقتربت منها وتسألت بتلهف:

-طمنيني ياسين كويس؟

أومأت بالإيجاب:

-أيوة بخير تطمني هو صحي هحضر ليهم الأكل.

تحدثت الآخري بعزم:

-هاجي معاكي أساعدك.

رفضت الأخري بذوق:

-يا حبيبتي أرتاحي أنتِ كل حاجة جاهزة هحط في أطباق بس.

حركت رأسها نافية وعقبت:

-ولا تعب ولا حاجة الواحد أهو نتسلى شوية بدل القلق إلي الواحد فيه.

تنهدت الأخيرة بقلة حيلة وقالت:

-على راحتك يا حبيبتي.

تحرك الاثنتين إلي المطبخ من أجل إعداد الطعام.

❈-❈-❈ 

بينما في غرفة صفا نظرت إلى صغيرها وجدته قد غفي بالفعل، عدلت من وضعية ملابسها واستدارت بحذر وقامت بوضعه علي الفراش، تبسم الآخر بحنان مقبلاً أعلي جبينه :

-قلب بابا.

أشارت له صفا بهمس:

-وطي صوتك خليه ينام ؟

رد بهمس مماثل:

-تدفعي كام.

رفعت حاجبها باستهجان وهتفت بغيظ:

-يا سلام تساومني؟ طيب يا ياسين أعمل حسابك بقي لو صحي أنت بقي اللي هتنيمه .

رفع يده السليمة مستسلماً:

-لأ علي أيه أنا علي الله حكايتي بإيدي دي.

حمحم بإحراج وقال:

-صفا أنا محتاج أخد شور وكمان عايز أغير هدومي خليني أمشي عشان ارتاح بجد.

حركت رأسها نافية برفض قاطع و أضافت:

-لأ طبعاً يا ياسين أنسي هتمشي تروح فين بحالتك دي؟

صمتت قليلاً وأردفت باقتراح:

-طيب ممكن تاخد شور وبعدها تلبس نفس الهدوم موقتاً للصبح أيه رأيك ؟

زفر بضيق وتدارك متهكماً:

-وأنا عندي إختيار تاني ؟ أكيد طبعاً مش هلبس بچامة من عندك ؟

ضربته بخفة بقبضته:

-ياسين.

تبسم ضاحكاً وعقب:

-خلاص خلاص يا قلب ياسين .

نهض بعزم وقالت:

-قوم يلا عشان تاخد شور ؟

حرك رأسه نافياً وعقب بحرج:

-لأ طبعاً مش دلوقتي يا صفا لما والدتك ووالدتي يناموا أكيد.

أومأت بتفهم:

-زي ما تحب.

طرق الباب بخفة، نهضت وفتحت الباب كانت والدتها تحمل صينية كبيرة عليها كل ما لذ وطاب، بسطت يدها وأخذت ما بيدها ووضعته على الطاولة وتبعتها والدتها ووالدة ياسين بعد أن أذنت لهم بالدخول.

ركضت سلوي تجاه نجلها تضمه بحنان، قبل الآخر أعلي جبينها وتحدث بلطف:

-أهدي يا أمي لو سمحتي أنا بخير قدامك أهو اهدي بقي تفحصته بقلق وتسألت:

-بجد في حاجة بتوجعك؟

حرك رأسه نافياً وقال:

-أنا بخير يا أمي اطمني أهو.

ابتعدت عنه، وتحدثت والدة صفا بحنان:

-حمد الله علي السلامة يا أبني.

رد ممتناً:

-الله يسلمك يا أمي تسلمي يارب.

هتفت سلوي مستأذنه:

-طيب نسيبكم تتعشوا وترتاحوا وأحنا كمان ننام نرتاح تصبحوا علي خير.

ياسين:

-وانتوا من اهل خير.

صفا:

-وانتوا من اهل الخير.

غادروا الاثنين، بينما نظر ياسين إلي الطعام بشهية وتسأل:

-انتِ الي عملتيه؟ عشان كده كنتِ بتسألي صح؟

تبسمت بحب:

-أيوة.

رمقها بنظرات عاشقة وغمغم بحنو:

-هو أنا هحبك أكتر من كده إيه ؟

ضحكت بغنج قبل أن تجذب شوكة وتضعها في الطبق الخاص به تأخذ قطعة من المكرونة وترفعها بحنان تدسها في فمه:

-دوق بقى وقول رأيك؟

التهمها بحب ولوكها في فمه وتحدث بنبرة ذات معنى:

-هو أنا هتوه عن أكلك بردوا يا صفا القلب ؟

ابتسمت بحب وبدأت في إطعامه وتناولت هي الأخرى الطعام، بعد فترة كانوا قد انتهوا من تناول الطعام وكذلك ساعدته صفا علي التغيير على جرحه وآخذ حمام بارد ينعش جسده ويزيل من على جسده كاهل التعب والإرهاق، بينما قامت صفا بتبديل ملابسها إلي منامة بيتيه من اللون الروز بأكمام طويلة.

جلس على الفراش بوهن واستلقي فوقه وهو ينظر إلي طفله بحنان:

-هو هيفضل نايم هنا ؟

أومأت بالإيجاب:

-أيوة.

استطرد بقلق:

-بس أنا خايف أتقلب عليه.


الصفحة التالية