-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 31 - 1 - الأحد 8/12/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر الأحد

8/12/2024



"مهما طال الوقت، ستأتي اللحظة الحاسمة التي ستنكشف بها الحقائق، ويحاسب الجاني علي ما اقترفته يداه"


بينما علي الطرف الآخر في بلاد الصقيع وتحديداً لندن كان يقف خلف النافذة الزجاجية يتأمل الثلج المتساقط بشرود كم اشتاق إليها يريدها بشدة يعشقها حد النخاع هو لا ينكر ذلك ولكنها خدعته ولن يغفر لها هذا بالسهل منذ آخر مشادة كلامية بينهما يوم خطبة أمير وأختار البعد ونأي عنها بعيداً ومن يومها لم يذهب لرؤيتها أو مضايقاتها مرة آخر يريد أن ينساها ويطوي صفحتها إلي الأبد ولكن يا أسفاه لازال قلبه ينبض لأجلها حدث حاله بشرود:

-أنا حبيبتك أوي يا صفا ومع الأسف حبك ده أكبر لعنة ليا مش قادر أنساكِ قدرت أنسي فريدة لأني محبتهاش أصلاً لكن أنتِ غير أنا قلبي بينبض ليكي وبس أنا أنا محتار مش عارف أعمل أيه ؟ بحاول أبعد عنك علي قد مقدر لكن أنتِ لسه محور عقلي وحياتي يا تري بتفكري فيا زي ما بفكر فيكي ولا قدرتي تنسيني ويا تري حبتيني فعلاً زي ما حبيتك يا صفا ؟ أنا بجد مخنوق أوي ومش قادر أكمل طيب هو أنتِ ممكن ترتبطي بغيري يا تري يا صفا هتقدري تشيلي اسم راجل غيري هتقدري تكوني ملك لغيري ؟ الفكرة دي كل لما يوصل عقلي ليها بحس أنا بموت في بالبطئ اه يارب ريح قلبي أنا تعبان بجد حاسس أن عقلي هينفجر من كتر التفكير يعني سبت مصر كلها وجيت هنا عشان هربان منك أنتِ يا صفا بحاول أنساكِ بس مع الأسف البعد خلي نار الشوق تزيد جوه قلبي.


تنهد بشرود وقال:

-أقوم أشوف شغلي أفضل لأن مهما طال التفكير النتيجة واحدة أنتِ صفا القلب والروح والعقل بقيتي أنتِ المتحكمة فيهم يا صفا.


بعد مرور يومين عاد ياسين إلي مصر بعد سفرية خاصة بالعمل استمرت اسبوعين، هي إلي الشركة أولاً وتفاجأ بتراكم العمل لعدم وجود والده، تعجب من هذا وانهي بعض الأعمال الهامة وعاد إلي المنزل سريعاً ليطمئن علي والده.


فتحت له الخادمة:

-ياسين بيه حمد الله على السلامة.

رد بإقتضاب:

-الله يسلمك الباشا هنا؟

حركت رأسها بإيجاب وردت:

-أيوة في أوضته.

ولج إلي الداخل وتسأل:

-هو مش بيروح الشغل ليه؟

هتفت بحرج:

-هو من يوم ما المحضر جه وهو مش بيخرج من البيت.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-محضر أيه ؟ وجه ليه؟

ردت بتوتر:

-مش عارفة يا فندم من وقتها خرج يومها ورجع عصبي جداً وقاعد في أوضته كل شوية يطلب قهوة ورافض يأكل.

تسأل بنفاذ صبر:

-الوضع ده من إمتي؟

أجابت بحرج:

-من يومين.

أتسعت عيناه بصدمة وتسأل:

-نعم بقاله يومين كده ومحدش بيكلمني ليه ؟

هتفت بإرتباك:

-مش عارفة يا فندم.

صاح موبخاً:

-هو أيه إلي مش عارفة يا بني أدمة أنتي غوري من قدامي غوري أقسم بالله لو طلع تعبان أو فيه حاجة وقتها متلوموش غير نفسكم.

صعد سريعاً إلي غرفة والده يطمئن عليه، ويري ما به، متناسياً الآمه وجهده من السفر المهم الأن والده وعليه أن يطمئن عليه أولاً وبعدها تأتي راحته.

❈-❈-❈

في مكان آخر وتحديداً دولة آخري أعدت حقيبتها وغادرت الغرفة قابلتها عمتها وتسألت بحنان:

-خلاص يا فري بردوا مصممة ترجعي مصر؟ أنا خلاص أتعودت علي وجودك معايا يا حبيبتي.

تنهدت بحزن وقالت:

-أيوة يا عمتو بابا وماما وحشوني وعايزة أشوفها.

رمقتها بعدم تصديق وعقبت:

-راجعة مصر عشان كده وبس يا فريدة ولا فيه حاجة تانية في دماغك ؟ فريدة أنا خايفة عليكي كفاية أوي يا بنتي إلي حصل معاكي لغاية كده.

حدقت أمامها بشرود وقالت:

-أطمني يا عمتو أنا خلاص أتعلمت الدرس الحمد لله.

تسألت بحذر:

-لسه مصممة علي إلي في دماغك ؟ ابعدي بقي عنهم وريحي نفسك أنتِ غلطي لما سمعتي كلام أمك ووافقتي أحمد المحمدي علي لعبته مع إبنه وطلعتي أنتِ إلي خسرانة.

تجاهلت حديث عمتها وهتفت بحزم:

-ومش أنا إلي أسيب حقي وبعدين أطمني يا عمتي مش هعمل حاجة من الأساس أنا بس هظهر حقيقة أحمد المحمدي لياسين وبس ووقتها هو إلي هياخد حقه وحقي من ياسين.

تحدثت عمتها بتحذير:

-خدي بالك أبوكي لو عرف إنك عملتي أي حاجة تاني من وراه رد فعله محدش يتوقعه هو بعدك خالص عن هناك أنت دلوقتي راجعة وحطي في إعتبارك أحمد مش هيسكت لما يعرف إنك قولتي لابنه متنسيش تقرير المستشفي إلي قولتي عليه يعني ممكن يقدم فيكي بلاغ شروع في القتل والخدامين أصلا كانوا شاهدين أنك أنتِ إلي عملتي القهوة علي حسب كلامك يعني دي مش هتعدي كده دي فيها سجن يا بنتي.

ردت ببرود:

-وهو كان شريكي في كل حاجة.

تبسمت عمتها ساخرة وعقبت:

-شريكك طيب فين الإثبات يا بنتي ؟ أنا قولت إلي عندي ياريت تخدي حذرك يا بنتي بلاش توجعي قلبي عليكي لو بإيدي أمنعك تسافري كنت منعتك وحبستك هنا يا حبيبتي.

ضمتها فريدة بحنان وقالت:

-ربنا يبارك فيكي يا عمتي أنا وأنا جاية مكنتش متقلبة وجودي معاكي لكن أنتِ فعلاً كنتي ونعمة الأم ليا كنتي بتعمليني كأنك ماما فعلاً وحسيت بحنان الأم.

دمعت عين الآخري وقالت:

-أنا لو كنت خلفت كانت هتبقي بنتي من سنك طول عمري كنت بحاول أقرب منك بس دايما أمك كانت بتحاو تبعدك عني بس سبحان الله ربنا أراد إنك تيجي هنا وتقعدي معايا.

هتفت فريدة برجاء:

-ايه رأيك ترجعي مصر معايا؟ مش حابة أسافر وأسيبك هنا لوحدك يا حبيبتي.

حركت رأسها نافية وعقبت:

-أنا خلاص يا بنتي حياتي أتأقلمت هنا وأنا وأمك من زمان مختلفين دلوقتي بقي هنتفق أنت بس تعالي زوريني دائماً.

تبسمت بهدوء وردت:

-أطمني هرجع ليكي تاني.

ودعت عمتها الحبيب واتجهت إلي أرض الوطن وفي قرارة نفسها لن تترك حقها دون استرجاعه، بينما الآخر تتبعتها بحزن وأسي ليتها جاءت إليها مبكراً لكن استطاعت ترويضها بالحب والحنان بدلاً من الجفا الذي تربت عليه.

❈-❈-❈

بعد يوم طويل شاق ما بين الجلسات والاستشارات النفسية، عادت من عملها بإرهاق شديد وجلست على المقعد ووالدتها تنظر لها بقلق شديد:

-يا بنتي حرام عليكي نفسك إبنك إلي في بطنك ده ذنبه أيه في التعب ده انتِ خلاص علي وش ولادة خدي أجازة بقي وأرتاحي.


تنهدت بوهن وقالت:

-يا قلبي أنا بخير أطمني يا ماما مش بتعب نفسي ولا حاجة أنا يا دوب بسلي نفسي شغلي الحاجة الوحيدة إلي بحبها وبيقدر يطلعني من إلي أنا فيه.


تنهدت بحزن وهتفت بمرارة:

-زي ما تحبي يا بنتي  بس كده حرام يا قلب أمك.


نهضت بضعف معقبة:

-هقوم أريح شوية تصبحي علي خير.


ربتت والدتها علي ظهرها بحنان وأجابت:

-ماشي يا قلبي عقبال ما تريحي أكون جهزت الأكل ليكي .


قبلت أعلي رأسها بحب ودعت:

-ربنا يبارك ليا فيكي.


تحركت متجه إلى الغرفة لكن توقفت في منتصف الشقة وهي تمسك بطنها وتصرخ بآلم :

-ألحقيني يا ماما…..


ركضت والدتها تجاهها تزامناً مع إنفجار الماء وسيلانه بين قدميها أسندتها والدتها علي أحد المقاعد وهي تركض تجاه الهاتف سريعاً تطلب سيارة الإسعاف بينما وضعت صفا يدها علي أحشائها بآلم وهي تردد إسم ياسين بآلم وإشتياق ليته كان جوارها الأن.

❈-❈-❈

في قصر المحمدي، يتمدد علي الفراش وهو يشعر بالفراغ يفكر فيما أخطأ هو فعل ذلك لمصلحة ولده لا أكثر يريد له الأفضل هل من الممكن أن يغضب منه بالفعل ولا يسامحه عندما يعلم الحقيقة ولكن كيف يعلمها ومِن مَن.


فاق من شروده علي هزه خفيفة علي يد نجله، ألتفت له بانتباه وتسأل:

-ياسين أنت هنا من إمتي ؟ رجعت أمتي من السفر ؟


رد ياسين بحيرة:

-رجعت علي الشركة من كام ساعة لكن جيت من شوية والخدامة قالت كلام غريب مش فاهم منه حاجة طلعت ليك خبط كتير ومردتش عليا قلقت عليه ودخلتك.


جلس أمامه وتحدث بفضول:

-مالك في أيه ؟ المحضر ده عايز أيه؟


رد أحمد بإنكسار:

-أمك رافعة قضية طلاق يا ياسين.


أتسعت عيناه بصدمة وتسأل:

-طيب أنت روحت لماما صح  عشان تفهم منها؟


أومأ بإيجاب:

-أيوة يا أبني روحت ليها بس مع الأسف مفيش فايدة.


تنهد الآخر بسأم وأضاف:

-أكيد رفضت تسمعك أو تقابلك .


أغمض عينيه بأسف وتدارك قائلاً:

-مصممة علي الطلاق.


الصفحة التالية