-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 46 - 2 - الثلاثاء 7/1/2025

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس والأربعون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

7/1/2025

:


بلاش يا سمير، لا يتشنك ويتعصب علينا، حكم دا أي كلمة في الموضوع ده بياخدها شتيمة اليومين دول.



جاء رده بضيق ملحوظ:


أنا برضو اللي أي كلمة باخدها شتيمة؟ ولا أنتو اللي قاصدين تحرقوا دمي في حاجة ما بقبلش الكلام فيها؟ على العموم أنا مش هرد، ولو عايزني كمان ما أحضرش الفطار، كمان أقوم.



قال الأخيرة، مزيحًا الكرسي الذي يجلس عليه بجذعه ليهمّ بالمغادرة، ما أجبر شقيقه على مهادنته.




إيه يا عم شغل العيال ده؟ إحنا يدوب بنهزر معاك يا سيدي، ومدام واخدها بحساسية كده بلاها خالص.



استجابةً لقوله، عاد سامر للجلوس مرة أخرى، فتابع الآخر مُوجهًا أمره إلى والدته التي انكمشت ملامحها بحنق:


سامعة ياما، ما تجيبيش سيرة الموضوع ده نهائي، وسيرة لورا كمان ما تجيبيهاش...



قطع ضاحكًا بعدما استطاع استفزاز سامر بذكر اسمها صراحة، ليسارع بالتلطيف والمزاح:


آخر مرة والله، مش ههزر تاني... خلاص بقى يا أبو سمرة، بنكشك يا أخي عشان تصحصح.



زفر سامر محاولًا السيطرة على غضبه من شقيقه، الذي جعل والدته وشقيقته يضحكان عليه، ثم تجاوز الأمر مفاجئًا إياهم.




ماشي يا عم الظريف، هعدّيها. أنا أصلاً قايم أديكم دي.



وأشار بالأخيرة، يضع الكارت الفاخر المطوي على الطاولة أمامهم، ليتناوله سمير متسائلًا بفضول:


يا ما شاء الله، ودي دعوة فرح مين بقى؟


اقرأ وشوف بنفسك.


قالها سامر بخبث، يراقب رد فعل شقيقه الذي ظهرت عليه الصدمة وهو يقرأ صيغة الدعوة، ويتمتم دون وعي منه.




بهجة!... فرح بهجة!



سمعت سامية ما قاله، فنهضت فورًا لالتقاط الكارت لتتفحصه، ثم صاحت بعدها.



نعم نعم؟ وهيعمل لها فرح في قصر ليه إن شاء الله؟ هو مش قال إنه اتجوزها في السر، لزومه إيه بقى الفرح؟


لزومه إنه عايز يقدمها للناس كلها والمجتمع بتاعهم. لا همه المنظر ولا الفرق الاجتماعي الرهيب ما بينهم. شفتي بقى الواحد لما يحب بيعمل إيه؟


قال الأخيرة بنظرة واضحة نحو شقيقه، الذي سكت عن المتابعة، والحسرة بادية في عينيه. فتدخلت درية تُعنّفه وتصب اللعنات عليها.




اسم الله يا أخويا، إنت هتعملها قصة وتهلل بيها؟ دي الحكاية واضحة زي عين الشمس. البت القادرة هي اللي علقت الباشا ونسته اسمه، اتمسكنت لحد ما اتمكنت، عشان تعرفوا بس إن كان ليّ نظرة. أخوك الغلبان كان هيروح فين بس معاها؟


بلا أخوه بلا زفت بقى!

صرخ بها سمير، ينهض تاركًا لهم الطاولة بأكملها، لتردد في أثره درية باللعنات:


روح يا سامر، يعكنن عليك زي ما عكّنت على أخوك.



صرخت سامية هي الأخرى:


أخوه بس؟ وأنا ياما، دا أنا هموت بقهرتي! يعني هي تاخد الباشا، وأنا يبقى نصيبي شيكاغو؟ ليه؟ كنت قليلة ولا هي أحلى مني؟ أنا كمان نفسي انسدت.



ونهضت عن الطاولة هي الأخرى، ليضرب سامر كفًا بالأخر محوقلًا أمام غضب درية:


لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. طب حد جاب سيرتها دي كمان؟ أنا قايم ياما بدل ما تحرقيني بنظراتك دي، دا ولا كإني عملت عملة سودة من غير ما أقصد.


من غير ما تقصد برضو؟!

رددت بها درية من خلفه بسخرية وتهكم. ليأتي التساؤل من زوجة سمير، التي خرجت للتو من غرفتها بعد انتهائها من إطعام طفلها:


إيه اللي حصل؟ وسمير مشي ليه من غير ما يبلّغني؟


ابتسم سامر وهو يأخذ الطفل منها ليداعبه، قائلًا لها ليطمئنها:


راجع تاني يا إسراء. هو بس اتخنق شوية من كلامي، لكنه هيلف يلف وبرضو هيرجعلك. هو ليه مين غيركم أصلًا؟ إنتِ والكتكوت الحليوة ده؟ حبيب عمو ياللا.


❈-❈-❈


داخل النادي الاجتماعي، حيث موعد التمرين الخاص بآدم، ابن شقيقتها.

أصبحت تتكفل بهذه المهمة لتضيف مزيدًا من التواصل  بينها وبين هذا الوسيم المتعجرف، شقيقه، الذي أصبح كالطيف لها.


منذ الحادثة الأخيرة، وحين أخبرته بما فعلته بهجة معها، ثم صدمتها حين علمت بموعد حفل زفافه والدعوات التي يرسلها للجميع ليعلن أمام الملأ عن زواجه بهذه الفتاة، حاولت جاهدة لقاءه والاستفسار عما حدث ليقلب الوضع لصالح هذه الفتاة، ولكنها لم تصل إلى شيء سوى التجاهل.


حتى حينما كانت تذهب متعمدة في أوقات متفرقة من اليوم إلى آدم، كان دائمًا يجد الحجة للخروج وتركها، مما زاد غليل صدرها نحو تلك "الملعونة" التي استطاعت السيطرة على عقل رجل مثله ليتعلق بها هكذا.

بدأت تبحث عن خطة مناسبة للإيقاع به حتى يخرَّ صريع فتنتها التي تغري جميع الرجال إلا هو.


هي، المرأة ذات الأنوثة المكتملة من كل شيء، ترى أنها تستحق رجلًا مثله يعوضها بشبابه وماله وقوته عن زواجها السابق بالعجوز الراحل، الذي ورثت منه المال. لكنها الآن متعطشة للشباب وبقوة.


خرج آدم من حوض السباحة بعد أن أكمل تدريبه تحت إشراف مدربه الخاص، الذي ربت على كتفه بحفز وتشجيع قبل أن يتركه. تقدم الصغير نحو خالته متفاخرًا.


شوفي يا نودي، المدرب فرحان بيا إزاي؟ ده قالي لو استمريت كده ممكن أوصل لبطولة النادي وبعدها الجمهورية.



ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيها المطلية بالأحمر القاني، لتجاري الصغير:


جميل أوي يا آدم، لو ماما عايشة دلوقتي كانت فرحت أوي بيك... لكن أخوك بقى يعرف بشطارتك دي، ولا هو فرحان إنه بالنسبالك جيب فلوس وخلاص؟



ظهر استهجان واضح على ملامح الصغير إثر كلماتها التي لم يتقبلها.



ليه بتقولي كده يا خالتو؟ رياض جميل وبيعمل كل حاجة حلوة عشاني. هو قالي إنه بيحبني وفرحان إن ظهر له أخ، ومبقاش في الدنيا لوحده.


يا روحي.



تمتمت بها بغيظ مكتوم، محاولة كبح نفسها بصعوبة حتى لا تنفجر في وجهه. حاولت إبعاد عينيها عنه، مراجعًة نفسها حتى لا تظهر ما بداخلها أمام هذا الصغير. لكنها لم تتمالك نفسها، حيث اصطدمت أبصارها بذلك الوسيم الراقي، الذي كان يبادلها الإعجاب بنظرة صريحة، وهو يسير مرافقًا لهذا... كارم.



نطقت بالاسم لتفاجأ بالمذكور يتقدم نحوها، يصافحها:


نادين هانم، ده إيه الصدف السعيدة دي؟



نهضت تبادله الترحاب بدلال تُجيده:


أنا اللي أسعد يا كارم باشا. حضرتك جاي مع المدام بقى عشان أسلم عليها؟



نفى بدماثة وذوق:


لا، للأسف رباب مجتش معايا. أنا جاي في مقابلة مع صديقي. نسيت أعرّفكم على بعض، ده صلاح، صديقي. معلش، هو كان في الخليج وراجع من شهور قليلة، ودي أول مرة أقابله النهارده بعد رجوعه... صلاح، دي تبقى نادين هانم، مرات المرحوم عيسى الصوان. أكيد سمعت عنه.



التمعت عينا الآخر فور سماع الاسم، فأجاب بحماس:


طبعًا عارفه. مش ده برضه صاحب مصانع الصابون الشهيرة؟ بس ده كان عجوز، والهانم صغيرة أوي، دي تقريبًا في عمر أحفاده.



تبسمت بإنتشاء، تدّعي الخجل:


مش لدرجة أحفاده يا صلاح باشا. بس هو فعلًا كان عجوز عليا، لكنه كان نصيبي على كل حال، هعمل إيه يعني؟



قالت الأخيرة بمسكنة لتثير التعاطف نحوها، فرد الآخر بحزن مصطنع، يشتكي من حظه البائس في الزواج من امرأة صعيدية بعد عودته من الغربة، والتي استولت على نصف أمواله.


- انتي كمان،  وانا اللي كنت فاكر ان انا بس المتعوس في الدنيا دي، هو كدة الحظ مبيمشيش غير مع الوحشين،  اما احنا، فلنا الله .

ونعم بالله عندك حق يا صلاح باشا

الصفحة التالية