رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 21 - 1 الاربعاء 1/1/2025
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الواحد والعشرون
1
تم النشر يوم الأربعاء
1/1/2025
المرأة،
قد تعطيك فرصة واثنين وربما تمهلك دهراً كاملاً لتبهرها بتصرف واحد تضعه لك بخانة مزيفة بقلبها حتى تجعلها ذريعة لتحبك أكثر،
ولكن إن غادرت فلن تعود لك، وإن عادت فلن تصبح نفس المرأة التي غادرت.
أسماء المصري
❈-❈-❈
وكأنها تبدلت كليا من امرأة لأخرى، تجلس بمركز التجميل تبتسم بتصنع حتى لا يتشفى بها كل من كانت تتعالى عليهم.
انتهت المصففة من عملها فصدحت الزغاريد ووقفت لتخرج وتبعها كل من سالي وحبيبة وكل ما يدور برأسها تلك الصغيرة ملك التي مرت بكل ما تمر به هي الآن من حزن ووجوم وهي تُزف لشخص لا تحبه ويكبرها بضعفين عمرها وكان لزاما عليها أن تتصنع الفرح.
ما بالها هي التي وقعت بالعشق ممن تُزف له الآن ولكنها حزينة ومنكسرة تشعر بالضعف والحزن، بل إنها تكاد تبكي من شدة حزنها الذي لا يضاهيه حزن.
وبالرغم من مكوثها بمنزل والدها منذ خروجها من المشفى تجنبا ﻷي أحاديث قد تفضي بها لحالة مزاجية سيئة، ولكنها لم تسلم من همزات أهالي حارتها وكل منهن تزورها بحجة مرضها وتستفسر عن سبب التعجل هكذا بإتمام الزفاف دون فرحة وهي التي من المفترض تطير فرحا لهذا الخبر.
وبالطبع استمعت لهمهمات النساء عن أسباب عدة أرادوها أن تسمعها لتعجلهم بالزواج وهي مريضة ومنهن من قالتها صريحة أنه لابد وأن دخل بها لهذا السبب نزفت أمامهن بليلة ملك.
خرجت فوجدته يقف مرتديا حلته السوداء ويبتسم لها بسمة واسعة يحاول مراضاتها بأي شكل، ولكنها ظلت جامدة تبتسم بتكلف فأمسك راحتها يقبلها وادخلها السيارة بعد أن زفها أهل حارتها بالدفوف والزغاريد وأشعلوا الألعاب النارية.
قاد به أخيه حتى وصلوا البناية البعيدة عن الحارة وبها مسكن الزوجية، وبالطبع تبعه العديد من رجال ونساء الحارة يزفونهما لعش الزوجية.
ترجلت يسندها لتمشي بهوادة فلزاما عليها تصنع المرض فالمفترض أنها خارجة من عملية جراحية، وفور أن صعدت برفقته ودلفت شقته ابعدت راحته المتمسكة بها وابتعدت عنه ترمقه بنظرات جامدة فتنهد وهمس يرجوها:
-خلاص يا سهر بقى، احنا اتجوزنا وانهارده فرحنا وكل حاجه فاتت لازم ننسوها.
لم تعقب عليه ودلفت غرفتها مغلقة بابها بحدة فظل هو بالصالة حتى الخيوط الأولى من الصباح فطرق بخفة على بابها:
-سهر، طيب الفجر أدن وعايز أغير هدومي وأنام.
ردت بصوت حزين وباك:
-نام في الصالة، وهدومك هطلعهالك لما تبعد عن الباب.
ضحك بانهيار:
-لا والله! على اعتبار لما تفتحي هقتحم الأوضه عليكي بالعافية، متخافيش هاتي الهدوم ومش هعمل حاجه.
فتحت الباب وناولته منامته فرمقها بنظرة مطولة ولخط عبراتها الأسود من فعل مسحضرات التجميل فجعد ملامحه وترجاها:
-عشان خاطري، لو حسن ابو علي حبيبك لسه له خاطر عندك انسي اللي فات وخلينا نبدءو من انهارده، ده أنا بحبك وبموت فيكي كمان.
بكت رغما عنها:
-وملك؟
رفع يديه عاليا وزافرا بحدة:
يادي ملك، يا بنتي خلاص بقى اعتبريها نزوة وعدت ومش هفكر بعد كده غير فيكي وفي بيتنا وحياتنا مع بعض.
اقتربت منه واضعة يديها على صدره وسألت:
-اصدقك ازاي بعد كل اللي حصل منك في حقي؟ اضمن حياتي معاك ازاي بعد كل ده يا حسن؟ أنت ظلمتني أوي وجيت عليا وحتى أهلى خلاص اتبرو مني ومليش حد في الدنيا دي غيرك.
بكت مجددا مطرقة رأسها بعد أن ابتعدت عنه:
-حتى أنت بعتني، ومبقاش ليا حد، يعني حتى اتفاقنا ع الطلاق لو تم هروح فين وابويا قالي مش عايز يشوف وشي تاني.
مسح على ذراعها بحنان:
-حبيبتي، والله العظيم بحبك ولو مشاعري اهتزت فده كان غصب عني، بس في عز حيرتي حبي ليكي مقلش سنتي واحد.
ابتلعت ريقها ورمقته بنظرة جامدة:
-لما مشاعرك تتهز قبل الجواز وبعد قصة حبنا، أومال هتعمل ايه بعد 10 سنين مثلا! هتخوني أو تتجوز عليا مش كده؟
حاول الاعتراض عليها ولكنها اضافت:
-لو ملك اتطلقت مش هتروحلها وتطلب تتجوزها؟
نفى مقوسا فمه فسحبت سهر نفسا عميقاً ورمقته بنظرات مطولة وتكلمت أخيرا بعد أن وجدته يركز بصره على انفعلاتها:
-لازم أضمن أنك متتجوزش عليا.
رفع حاجبه الأيسر مندهشا:
-ودي اضمنهالك ازاي؟
هزت كتفيها بحيرة ولكن عينيها لمعت بفكرة ضربت عقلها توا:
-الراجل طول ماهو كحيان ومعوش فلوس مبيفكرش في الجواز، يعني المعلم رشوان متجوز اربعه، بس اللي مقوي قلبه فلوسه وأنت متجوزتنيش إلا عشان القرش بيجري في ايدك.
ضحك بعد أن فهم مغذي حديثها:
-خلاص قصقصيلي ريشي أول بأول يا ستي.
أومأت مؤكدة:
-بالظبط كده.
لم يعلم كيف ستنفذ فكرتها ولكن حتى الآن يظنها تحاول أن توهمه بأخذها موقف قوي وشديد حتى يتعلم درسه، وهو أكثر من مرحب، ولكنها فاجئته:
-الشقه تتكتب باسمي، وفلوس البضاعه والمحل كله يبقى تحت اديا وأنا...
قاطعها بحدة:
-انتي اتهبلتي؟ اولا المحل ده ايجار وورث بتاعي أنا واخواتي وامي وكلنا بنسترزق منه، وحتى فلوس البضاعه شرك بينا.
هزت كتفيها:
-مليش فيه، شوف هتعملها ازاي ونفذ، يا كده يا نرجع لاتفاق الطلاق من تاني.
زم شفتيه للأمام وأومأ:
-طيب الموضوع ده محتاج وقت عشان أعرف...
قاطعته بعد أن واتتها الفكرة:
-الخطوة الأولى اللي هتأكدلي أنك صادق في ندمك هي الشقة.
حاول التحدث معها بعلاقنية:
-انتي عارفه اني أخد فلوس من اخويا عشان أكمل العفش ولازم اسدها؟
هزت كتفها بلامبالاة:
-مليش فيه، ده موضوع يخصك أنت وأخوك، ها قولت ايه؟
زفر زفرة طويلة وتنهد بعدها تنهيدة أطول ورد:
-سبيني أشوف هخليكي تطمني من ناحيتي ازاي من غير ما آجي على أمي وأخواتي في حقوقهم.