-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 22 - 2 السبت 11/1/2025

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الثاني والعشرون

2

تم النشر يوم السبت 

11/1/2025

أشار لها بالمغادرة:

-اطلعي ودخلي ورد وصفية والباقي هشوفهم الزيارة الجاية عشان الوقت.


أومأت وتحركت كالمغيبة للخارج فوجدت زوجاته تقفن بلهفة تنتظر السماح ﻷي منهن بالدخول فهمست بصوت متحشرج يكاد يكون مسموع:

-عايز طنط صفية وورد بس.


استمعت ورد لهمسها فرددت ما قالته ودلفت بسرعة ساحبة والدتها معها للدراخل وفور أن رأته هرعت لاحتضانه فتلك المرة الأولى التي تراه بتلك الهيئة يرتدي ملابس السجن البيضاء.


بادلها العناق مربتا عليها بحنان:

-حبيبة أبوكي، عامله ايه طمنيني؟


ابتسمت تطمئنه:

-الحمد لله يا بابا، باب التنسيق فتح وقدمت فيه وجالي كلية آداب.


مسح على طول ذراعها مبتسما وسألها:

-وملك عملت ايه صحيح نسيت أسألها؟ مع اني عارف إنها شاطره.


ابتسمت ورد بسمة صفراء:

-ورد عندها دور تاني، طالعه بمادتين وباقي المواد ناجحه ع الحركرك.


لم يصدق أذنيه فهي متوفقة حتى أكثر من ابنته، وقبل أن يبحث بعقله عن السبب كانت صفية تؤكد ما بعقله:

-كويس أنها طلعت بمادتين بس، لو أي واحده مكانها مكانتش نجحت من أصله.


التفت لابنته يسألها:

-ميعاد الامتحان امتى؟


ردت بحيرة:

-تقريبا الاسبوع الجاي، ازاي مقلتلكش يا بابا دي النتيجه طالعها بقالها فتره وهي زارتك اكتر من مره من ساعة ما طلعت.


زفر مختنقا بحدة أنفاسه والتفت لزوجته يسألها:

-عامله ايه يا صفية؟


ابتسمت تربت على راحته:

-الحمد لله يا ابو البنات، متشغلش بالك بينا واطلع لنا بسرعه.


ابتسم لها بدوره وقبل راحتها:

-يا بنت الأصول يا عشرة العمر انتي.


ضحكت ورد ساخرة:

-وبعدين في وصلة الحب دي بقى!


ضحك مداعبا وجهها وسألها:

-يوسف بيكلمك؟


نفت بوجه متجهم فأومأ برأسه عدة مرات وهتف:

-ابعتيله دبلته والخاتم بتاعه على بيته وبلغيه بفسخ الخطوبة.


وقبل أن تعقب عليه كانت صفية تسأله:

-ليه بس كده يا رشوان؟


أجابها بحدة:

-متقوليش إنك مش واخده بالك أنه اتغير من ناحية بنتك ومبقاش عايزها و...


قاطعته بحدة:

-ماهو ده بسببك يا معلم، جوازتك هي...


قاطعها هو الآخر:

-اللي بيحب بيدور على أسباب عشان يسامح بيها اللي بيحبه على أغلاطه مش بيشيله غلط غيره، بنتك مغلطتش معاه وكان أولى بيه يكرهني أنا وبس لكن هو محبهاش من أصله عشان كده مشاعره ناحيتها اتغيرت بسرعه وبسهوله كمان واتخلى عنها، فأحنا نسيبوه قبل ما تيجي منه عشان بنت رشوان الدخاخني متتسابش يا صفية.


نطقت بأحرف متلعثمة:

-بببس، بس يا بابا أنا ويوسف بنحب بعض و...


قاطعها هي الأخرى بصرامة:

-عايزه تفضلي معاه لحد ما هو اللي يجيي بنفسه ويقولك مش عايزك؟


ردت بتلبك:

-أنا عذراه، هو زعلان على اخته عشان كده...


قاطعها بحدة أكبر:

-بطلي غباء وفكري بعقلك شويه، شوفي أمك وبعد كل اللي عملته فيها ولسه عايشه معايا وبتفكر في راحتي وعمرها ما فكرت تطلب الطلاق حتى، وده عشان بتحبني، هو ده الحب يا ورد انك تتغاضي عن كل حاجه وحشه في اللي قدامك مش تحمليه غلط أهله، يعني حتى لو الغلط عليا فيوسف اتلكك عشان يبعد، فهمتي ولا أعيد من تاني.


أومأت بصمت وغضة بكاء فربت على كتفها:

-انتي لسه صغيره وبكره تنسيه لما يجيلك راجل بجد، راجل يقدرك ويعرف قيمتك يا بنتي ويدخل البيت من بابه مش يفضل يلوف عليكي زي الحيه من ورا أهلك وأول ما الموضوع يخش في الجد يهرب.

❈-❈-❈

استيقظت على صوت اغتساله فنظرت لشاشة هاتفها لتجد الساعه قد تخطت التاسعة بقليل فوقفت متجهة للمطبخ لتحضير الإفطار ووضعته على الطاولة الصغيرة الموجودة بالمطبخ وجلست تنتظره ليخرج.


استمعت لخطواته وصوته وهو يتحدث عبر الهاتف المحمول:

-ﻷ متنزلش استاكوزا انهاردة، زبون الثلاث كحيان وزباين الصنف ده بيجولنا الخميس والجمعه بس.


جلس على المقعد المقابل لها وبدأ يتناول طعامه وهو لا يزال على الهاتف:

-تمام، بس انجز نفسك شويه يا حسين الساعه داخله على 10، وأنا نصايه وهجيلك.


أغلق معه واستكمل إفطاره وهي عاقدة لساعديها امامها لا تتحدث ولا تأكل، فلم يهتم بتجهمها الذي يعلم مبرره جيدا ولكنها لم تصمت كثيرا عندما وجدته انتهى من طعامه ووقف:

-الحمد لله.


تبعته بسرعة تستدرجه لحديث مطول:

-اعملك شاي؟


رفض برأسه:

-متأخر مش هلحق.


امسكته من ذراعه لتسأله:

-أنا عندي كشف انهارده عند الدكتوره.


أومأ فسألته:

-مش هتيجي معايا؟


نفى مجددا:

-مش هينفع، خدي اختك معاكي.


زفرت بضيق:

-ليه بقى إن شاء الله؟ وانت على رجليك نقش الحنه ولا أنا مش مراتك ولا ايه؟


زغرها بنظرة محذرة في التمادي بطريقتها التي اتبعتها معه منذ ليلة زواجهما:

-انا حذرتك 100 مره قبل كده من طريقتك معايا يا سهر، وقولت معلش لسه تعبانه ونفسيتها مش متظبطه وراضي ومستحمل بس متزوديهاش.


تركها متجها للباب فلحقت به ووقفت تمنعه من المغادرة:

-فين وعدك ليا إنك تأمنلي حياتي معاك عشان أسامحك؟ ولا هي كانت كلمة كده قولتها وخلاص عدى عليها شهر وآدي وش الضيف.


حدقها بنظرة حاده وابتسم بزاوية فمه:

-أصلي لما قعدت مع نفسي وفكرت في طلبك لقيته مينفعش ولا في الأحلام حتى، لا شرع ولا دين ولا عرف ولا أصول حتى تقول اسلملك حالي ومالي ومال أهلي عشان بس تطمني من ناحيتي، الضمان الوحيد اللي عندي عملته وخلاص أنتي حره.


صرخت به:

-عملت ايه؟ أنت معلمتش حاجه.


رد بقوة هادرة:

-ﻷ عملت، عملت كتير أوي بس أنتي مش واخدة بالك، تحبي أعدلك اللي عملته عشانك ولا هتقولي عليا بعايرك!


نظرتها المحتقرة جعلته يضغط على أسنانه بغل وتابع:

-أهم وأكبر حاجه عملتها عشانك اني اتجوزتك ولو فاكره كويس انتي قولتيلي ايه وقت عرفتي انك حامل.

الصفحة التالية