-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 24 - 1 الخميس 23/1/2025

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر يوم الخميس

23/1/2025

ربما أراد الله لك أن تمر بتلك الأزمات حتى تتذوق فرجه وجبره لك.

إن بعد العُسر يُسر.


عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)


تصطحت ببطنها على الفراش تحرك قدميها بدلال تجيب اتصاله بوجه سعيد وبسمة واسعة:

-ألو.


ابتسم فظهرت سعادته من صوته:

-أحلى ألو سمعتها في حياتي.


خجلت فصمتت تتنفس بصوت مسموع وهو يتحدث:

-صوتك فرحان ومبسوط انهارده، ده عشان بابا طلع براءة؟


أومأت كأنه أمامها:

-متتخيلش كانت حالتي عامله ازاي وهو في السجن، بجد بالرغم إن بابا شديد وكان دايما زعيق وشخط ونطر فينا بس وجوده كان فارق معانا في حاجات كتير أوي حستها لما ملقتوش جنبي.


عقب عليها مستندا براحته على النافذة:

-طبعا الأب ده حاجه كبيرة في حياة كل بنت، المهم يا ستي ألف مبروح على خروجه بالسلامه.

-الله يبارك فيك.


صمتت وكأنها لا تجد كلمات فسألها بتردد:

-طيب ايه رأيك نخرج بكره نحتفل ببراءه المعلم!


ضحكت تشاكسه:

-دي حجه طبعا عشان نخرجو سوا.


ضحك عاليا:

-أه طبعا لازم نخرجوو نحتفلوو ولا ايه.


شدد على ألفاظه وهو يقلد لهجتها فضحكت:

-أنت عايش في اسكندرية ولازم تتعود بقى ع الكلام بتاعنا.


أومأ مشاكسا:

-أكيد اتعودت وبقيت بنتكلمو زيكو.


ضغطت بأسنانها داخل فكها وتمتمت بغضب:

-احنا مش بنتكلمو كده على فكره ولا بنجمعو كل الكلام، أنتو بس اللي بتحاولو تقلدونا فبيطلع كلامكم مستفز.


زادت ضحكاته ولكنه رقق صوته متغزلا بها:

-خلاص بقى يا اسكندراني يا عسل أنت، ها؟ هنخرجو؟!


رفضت تلاعبه:

-ﻷ مش هينفع، بابا خلاص خرج والنزول والطلوع هيبقى بحساب زي الأول، يعني تنسى السبهلله اللي كانت الشهر اللي فات ده خالص.


عقب فورا:

-بس مكانش فيه سبهلله والله، ده انتي كل خروجه بتنشفي ريقي لحد ما توافقي.


لم تعقب عليه فناداها بصوت رجولي آثر:

-ورد.

-نعم.


ضحك من ردها السريع:

-الله ينعم عليكي، بجد عايز أشوفك.


تنهدت فاستمع لتنهيداتها فتكلم بجدية:

-أنا احترمت لما قولتيلي انك مخطوبه ووجود والدك في السجن خلاني ابعد، بس لما فسختي الخطوبه ووافقتي نقرب من بعض حسيت إن الأمل رجعلي من تاني، فليه دلوقتي عايزه تبعدي.


ردت وقد تأثرت بحديثه:

crossorigin="anonymous">

صعد وبداخله حريق يظهر على معالم وجهه بالرغم من محاولته المضنية لإخفاء ما يشعر به ولكنه فور أن وجدها مرتدية ملابسها هدر بها بحدة:

-أنا مش قولتلك خليكي زي ما أنتي! لبستي ليه؟


أجابته ملك مرتعشة برهبة:

-اتكسفت أفضل كده.


ابتعدت عنه بخطواتها من منظرة الغاضب فلاحظ هو ملامحه المخيفة بانعكاس صورته بالمرآة فوقف يتطلع للأرض ويتنفس عاليا مبتلعا ريقه وسألها:

-انتي نزلتي تحت؟


نفت فورا:

-ﻷ، هو في حاجه؟


زفر زفرة طويلة وجلس مطرقا رأسه ﻷسفل، فاقتربت منه وجلست بجواره على طرف الفراش ووضعت راحتها بلمحة رقيقة منها على كتفه تسأله مهتمة:

-مالك؟ حصل حاجه ضايقتك؟


لم يجب بل نفى بحركة رأسه فسألته مجددا:

-أومال ايه؟ مين اللي جه تحت؟


رد بعد أن سحب نفسا عميقا:

-واحد من رجالتي، متشغليش بالك أنتي.


رفع وجهه وهو يجيبها فتلاقت عينيه بخاصتها فشعر بكم هائل من الإثارة والمشاعر المتضاربة، ولكنه لم يتمالك نفسه واقتنص شفتيها بقبلة عاصفة قوية لم تستطع هي مجاراتها أو رفضها ولا حتى قبولها، فاختارت عدم فعل شيئ على الإطلاق فلا هي استجابت لقبلته ولا استسلمت لها، فابتعد مرغما عندما شعر أنه يقبل وسادته وابتلع ريقه ورمقها بنظرة مطولة هاتفا:

-اسمعيني يا ملك.


تطلعت له بخوف وتردد ولكنه فاجئها بحديثه عندما قال:

-انا مش هدخل عليكي.


وكأن الحياة ردت إليها بعد أن انسحبت دمائها من عروقها وانتبهت أكثر له وهو يتابع:

-هنرجعو لاتفاقنا الأول، هسيبك لما تقبليني عشان أنا مش حابب أدخل عليكي وانتي حاسه اني بدبحك.


لمعت عينيها ببريق ووهج رآه وكاد يقسم أنه لولا تأكده انها لا تطيقه لكان فسر نظراتها على أنها نظرات عشق وهيام ترمقه بها:

-أنا بحبك وعايزك وأنتي عيزاني ومش قادر استحمل احساس الرفض ده منك.


صمتها جعله يطنب بحديثه:

-عارف اني غصبتك على الجواز بس أنا وفيت بكل وعودي ليكي وكل اتفاق بينا نفذت الجزء الخاص بيا، ومرجعتش في أي حاجه غير في الاتفاقات اللي هتنفذيها انتي وده عشان بحبك، وكل اتفاق بينا وافقتي عليه غصب عنك مقدرتش أجبرك على تنفيذه عشان بحبك، وكل مره خونتي ثقتي فيكي انتي ويوسف مقدرتش اعاقبك ولا احاسبك عشان بحبك.


تنفس بحدة واستطرد:

-بس لحد رفضك قربي منك بالشكل ده ومش قادر بجد، عايزك وكل حته فيا بتطالبني بيكي بس هاجي على نفسي عشانك يا ملك.


ارتخت بجلستها بعد أن كانت كل حواسها متحفزة بجواره فشعر بها وابتسم يحتضنها من كتفها فأراحت رأسها على كتفه وهو يمسد ذراعها براحته صعودا وهبوطا:

-زعلت أوي لما عرفت انك طلعتي بمادتين، هتعملي فيهم ايه؟


ابتعدت عن كتفه، ولكنه سحب رأسها لتعود لوضعيتها فأجابته ورأسها مستنده عليه:

-لو دخلت دور تاني مجموعي هيبقى وحش وبفكر أخليهم السنه الجايه و...


قاطعها رافضا:

-ﻷ متضيعيش سنه ع الفاضي، أدخلي وكده كده هدخلك جامعه خاصه.


ابتعدت عن كتفه تنظر له بعدم تصديق فابتسم وقبلها من وجنتها:

-الجامعه اللي تحلمي بيها مهما كانت مصاريفها كام.


احتضنته من عنقه فأحكم ساعديه على خصرها يعانقها بقوة وتكلم وهو على تلك الحالة:

-بس لازم نقعدو ونتفقو على اتفاق جديد.


ابتعدت عنه تهز رأسها موافقه وهو يكمل:

-بس المرة دي مفيش لا رجوع في اتفاقات ولا هتغيري كلامك معايا، اللي هقول عليه المرة دي آخر اتفاق وآخر فرصة ليكي وليوسف وبعدها...

الصفحة التالية